الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده, أما بعد
فى الآية التاسعة عشر من سورة المائدة يقول الله تبارك وتعالى(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)
فقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم بشير للخلق ونذير كي لايكون لهم حجة بعد ذلك وكي لايقولون كنا جاهلين وضآلين ولم نعرف أو لم يبلغنا أحداً بهذا الدين, لا! فقد جائكم محمد صلى الله عليه وسلم بالحق من ربكم جاء محمد صلى الله عليه وسلم الأمي الذي علم الدنيا وأنار السبيل بعون الله ومدده ولكنهم صدوا عنه وكذبوه لأنه سيقضي على مكاسبهم الباطلة العفنة!
بعد هذا يجئ النداء الحادي عشر فى الآية التاسعة والخمسين من سورة المائدة (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)
لماذا أنتم غاضبون علينا ؟ وما الخطأ الذي وقعنا فيه؟ولماذا أنتم ناقمين على محمد وأتباعه؟ لقد صار لكم ألف وربعمائة عام وأنتم فى زعل شديد وفى آلام ومأآسي لاتنتهي لماذا؟ لماذا أصابكم الغم والهم؟
هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ , ماالذي فعلناه؟ لقد آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم, نؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ونؤمن بما جاء به عيسى عليه السلام ونؤمن بما جاء به موسى من توراة ونؤمن بداود وماجاء به من الزابور ونؤمن بكافة الأنبياء ولانفرق بين أحد منهم وندعوكم للإيمان أن تقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وما إنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيين من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وماأنزل إلينا وما أنزل من قبل (وأن أكثركم فاسقون) أي الذي دعاكم إلى هذا هو الفسق وأنكم لاتقصدون مرضاة الله ولو كان هدفكم الحقيقي هو الوصول إلى الله والحصول على رضاه لكان أحب الناس إليكم هم المسلمون لأنهم دعاة التوحيد الحق الخالص الذي لاتشوبه شائبة أبدا .
والنداء الثاني عشر وهو موجود فى الآية الثامنة والستين من سورة المائدة(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)
أنتم لستم على شئ أي لاتدعون التدين لستم على شئ مهما عبدتم وفعلتم أفعال النفاق أمام الناس كي يروا أنكم متدينين فباطنكم الكفر والله أعلم بكم وبأفعالكم. لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة
أما يكفيكم كلام الله عنكم فتتفكرون وتعقلون ؟ أنظروا إلى رحمة الله التي وسعت كل شئ فبالرغم من كفركم وضلالكم ومحاربتكم لدينه جعل لكم باب توبته مفتوحاً وسيرحمكم بتوبتكم الخالصة إذا تبتم إليه فقال تبارك وتعالى(أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)
إذا استغفرتم الله على ما فعلتم من كفر وشرك وأعمال شيطانية وتبتم إليه توبة نصوحة فسوف يتوب عليكم , فياله من إله رؤف رحيم بعباده قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) أليست هذه الكلمات تخاطب أصحاب العقول! فهى لاتحتاج لترجمة ولا معاجم لمعرفة معانيها وهى واضحة المعنى والمقصد, ياسبحان الله
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت, وللحديث بقية إن شاء الله
المفضلات