

-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق عند المسيحيين:
لما جاء المسيح عليه السلام دعا الى المسواة بين الناس واوصى تلاميذه ان يعاملوا تلاميذه بمثل ما يحبون ان يعاملوهم به. لكن لما اشتدت حملة الرومان على من امن بالمسيح عليه السلام اضطرت المسيحية الى التخلي عن مثالياتها وان تستسلم لواقعها واعلنت ان المساواة هي بالروح , وان الأرواح المؤمنة تلتقي في المسيح و تتساوى في مملكته السماويه.أما الجسد فقد خلق لهذه الدنيا وعليه ان يخضع لكل ذي سلطان عليه وان يتحمل ما يلقى من الم وعذاب كما تحمل جسد المسيح.وبهذا خصت المساواة بالروح وجعلت الناس متساويين امام الله, وخصت الخضوع بالجسد ودعت الى الصبر والتسامح ليهون الخضوع على المؤمنيين . ومن اجل ان توافق بين النقيضين وتبرر سلطة الحاكم على المحكومين .اعتبرت السلطة ترتيبا من الله , يجب الخضوع لها خضوعا مطلقا,فمن يقاومها يدينه الله لأنها من امره, وهذا ما اعلنه القديس بولس في رسالته لأهل روميه 13: 1-5-: 1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. 3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، 4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. )
وعلى هذا المبدأ القائم على الخضوع , دعا هذا القديس العبيد الى طاعة سادتهم وحضهم على تسخير اجساده لخدمتهم والأخلاص لهم , لا بالمظهر الذي يرضي الناس , بل بالقلب الذي يرضي الله, فنراه يقول كما في رسالته الى اهل افسس 6: 5-6 (5أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ 6لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ), وهذا ما وصى به القديس بطرس ايضا كما في رسالته الأولى 2: 18(18أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا)
وعلى مبدأ الخضوع المبني على ترتيب هو من امر الله , اقامت الكنيسة شرعية الرق واتباع آباء الكنيسة, وسارو على نهجه فاباحوا الأسترقاق , واستند القديس( سيبريانوس) والبابا (جريجوار الأكبر) على اقوال القدسين بطرس وبولس وصرحا بضرورة الأبقاء على الرق . ونصح القديس (ايزيدوروس) العبيد بأن لا يطمعوا في التحرر من الرق ولو اراده اسيادهم,بل لايسوغ للعبد ان يتشوق الى الحرية فانه ببقائه على الرق يحاسب يوم القيامة حسابا يسيرا,لأنه يكون قد خدم مولاه الذي في السماء ومولاه الذي في الأرض.
وقد حاول القديس اوغسطين ومن بعده القديس توما الأكويني , ان يوفقا بين المسيحية والأفلاطونية فذهبا الى ان الله خص بعض الناس بالرق ليكونوا محكومين,وخص آخرين بالحرية ليكونوا حاكمين . وقد خص الله الأرقاء بالوظائف الوضيعة في المجتمع وعوضهم عن احتقار الناس لهم بالثواب بالآخره. وبذلك اعتبرت المسيحية الرق نظاما الهيا, والتقت مع الأفلاطونية التي اعتبرته نظاما طبيعيا فهو في كليهما لايقبل الزوال . وكل ما فعلته الكنيسة هو انها حضت على الرفق بالرقيق , ولكنها لم تخفف من الآمه , ففي ظلها كان السادة يمارسون على عبيدهم حق الموت والحياة , وفي ظلها كان العبيد يعاملون معاملة البهائم ويسامون سومها.واذا قيل ان الكنيسة قد عارضت بحماس شديد استرقاق الأسرى فان معارضتها كانت تنصب فقط على الأسرى المسيحين دون غيرهم
نقل الدكتور جوزيف بوست, احد رجال الجامعة الأمريكية الأولين في بيروت :(ان المسيحية لم تعترض على العبودية من وجهها السياسي, ولا من وجهها الأقتصادي , ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم في ادابهم من جهة العبودية , حتى ولا المباحثة فيها , ولم تقل شيئا ضد حقوق اصحاب العبيد , ولا حركت العبيد الى طلب التحرر, و لابحثت عن مضار العبودية , ولا عن قسوتها, ولم تأمر باطلاق العبيد اصلا, وبالأجمال لم تغير النسبة الشرعية بين الولي والعبد بشيء , بل على عكس ذلك اثبتت حقوق السادة وواجباتالعبيد) }قاموس الكتاب المقدس , المجلد الثاني ص60-61 ,طبع المطبعة الأمريكية في بيروت ,1901, نقلا عن كتاب الأسلام , سلسلة مقارنة الأديان, د احمد شلبي{
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة بن حلبية في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 14
آخر مشاركة: 21-12-2010, 09:44 PM
-
بواسطة nohataha في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 30-10-2008, 05:36 PM
-
بواسطة hardsting في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 21-06-2007, 12:59 PM
-
بواسطة أسد الدين في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 20-06-2007, 05:51 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 31-10-2006, 08:58 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات