بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرق عند اليونان
كان استعباد البشر بكثرة في حضارة اليونان ,وكان قراصنتهم يتخطفون ابناء الأمم الأخرى في مختلف السواحل في مختلف السواحل ويبيعونهم في اسواق اثينا وغيرها , ولما صارت لليونان مستعمرات في اسيا الصغرى صارت لهم فيها اسواق للأتجار بالرقيق حتى امتلأت بيوت الأغريق بالاماء والعبيد يستعبدهم اليونان جميعا , لافرق بين غني وفقير. ولم تؤثر في تاريخهم في تاريخهم كلمة واحدة عن اي حكيم من حكمائهم باستنكار استعباد الأنسان لأخيه الأنسان او للترغيب في تحريره.
بل قسم الفلاسفة اليونان الجنس البشري قسمين: حر بالطبع ورقيق بالطمع . وقالوا ان الثاني ماخلق الا لخدة الأول , وان عليه ان يقوم بالأعمال الجسمانية , ويقوم الجنس اليوناني الحر بالأعمال الفكريه والأداريه والمنصب الهامة.
ومذهب ارسطو في الرق ان فريقا من الناس مخلوقون للعبوديه لأنهم يعملون عمل الألات التي يتصرف فيها الأحرار ذو الفكر. فهم الات حيه تلحق في عملها بالآلات الجامده, ويحمد من السادة الذين يستخدمون هذه الآلات الحية ان يتوسموا فيها القدرة على الأستقلال والتميز فيشجعوها ويرتقوا بها من منزلة الأداة المسخرة الى منزلة الكائن العاقل الرشيد.
واستاذ ارسطوا -افلاطون- يقضي في جمهوريته الفاضلة بحرمان العبيد حق المواطنة واجبارهم على الطاعة والخضوع للأحرار من سادتهم او من السادة الغرباء, ومن تطاول منهم على سيد غريب اسلمته الدولة اليه ليقتص منه كما يريد.
وقد شرعت الحضارة اليونانية نظام الرق العام, كما شرعت نظام الرق الخاص أو تسخير العبيد في خدمة البيوت والأفراد ,فكان للهياكل في اسيا الصغرى ارقاؤها الموقوفون عليها, وكانت عليهم واجبات الخدمة والحراسة ,ولم يكن من حقهم ولاية اعمال الكهانة والعبادة العامة.2
بل جعل ارسطو كلمة( المواطن) مرادف لكلمة (الحر), ويرى ان وظيفة العبيد تحصيل الثروة الضرورية للأسره والقيام على خدمتها , ذلك لأن المواطن حبته الطبيعة ذكاء وشجاعة فبنى لنفسه مدينة وتفرغ لسياستها وخصص حياته لخدمتها في السلم والحرب ,فلا يتسع وقته للعناية بشئون معاشه وتأبى عليه كرامته ان يتنزل للأعمال اليدويه يزاولها فيشوه يديه وخلقته ويظهر وضيعا,فكان لابد ان يجد من يتكفل بذلك دونه. وقد اوجدت الطبيعه شعوبا قليله الذكاء اقوياء البنيه, واولئك هم العبيد.