الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه .

أما بعد :

فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هوإبطال القول بألوهية السيد المسيح من خلال الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ؛ لأن القول بألوهية المسيح كفر بالله؛ قال تعالى : ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (المائدة : 17) فالله واحد أحد فرد صمد ليس له ولد ، و لم يولد من أحد قال تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ ( الإخلاص : 1-4) ، ولا يشك مسلم في كفر القول بأن الله هو المسيح أو أن المسيح إله مع الله ، فعلى هذا اتفق علماء الإسلام خير الأنام بعد النبي عليه الصلاة والسلام ،وقال الإمام ابن حزم : ( واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً ) ( مراتب الإجماع لابن حزم ص 119)، وقال أيضاً : ( وأما من كان من غير أهل الإسلام من نصراني أو يهودي أو مجوسي، أو سائر الملل ، أو الباطنية القائلين بإلهية إنسان من الناس ، أو بنبوة أحد من الناس، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يعذرون بتأويل أصلاً ، بل هم كفار مشركون على كل حال)( الدرة لابن حزم ص 441 ) ، و ألوهية المسيح لاشك في بطلانها لكن القوم لا يقرءون ، وإذا قرءوا لا يفقهون وهم يحسبون أنهم على الحق ، وهم على ضلال مبين نسأل الله الهداية والتوفيق



__________________