السلام عليكم:
اورد فيما يلي بعضا مما قاله بعض أشهر المستشرقين المنصفين عن محمد والذين أعملوا عقلهم وانصفوا مهنتهم ولم يؤثر فيهم تفكير واراء زملائهم.
فبالله التوفيق والمغفرة وبشفاعة محمد يوم القيامة هدفي ومرجاي

يقول مونتجمري وات : محمد في المدينة ، ص 510 – 511
((كلما فكرنا في تاريخ محمد وتاريخ أوائل الإسلام ، تملكنا الذهول أمام عظمة مثل هذا العمل . ولا شك أن الظروف كانت مواتية لمحمد فأتاحت له فرصاً للنجاح لم تتحها لسوى القليل من الرجال ، غير أن الرجل كان على مستوى الظروف تماماً . فلو لم يكن نبياً ورجل دولة وإدارة ولو لم يضع ثقته بالله ، ويقتنع بشكل ثابت بأن الله أرسله ، لما كتب فصلاً مهماً في تاريخ الإنسانية . ولي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام ، من جديد ، برجل هو أعظيم رجال "أبناء آدم ")).

يقول المستشرق القس دافيد بنجامين كلداني ، الذي اعتنق الإسلام وتسمى بـ عبد الأحد داود_ يقول في كتابه : « محمد في الكتاب المقدس » ص83: (( وقبل أن يرسل الله محمداً بالدعوة إلى الإسلام وإزالة الوثنية ، الأمر الذي حققه بنجاح ، كان أهدأً وأصدق رجل في مكة . ولم يكن بالمحارب أو المشرع ، ولكن بعد أن تحمل رسالة النبوة ،أصبح أفصح المتكلمين وأشجع العرب ، وكان يحارب الكفار وسيفه في يده ، ليس لمصلحته الشخصية ، ولكن من أجل مجد الله ، وقضية دينه ، وهو الإسلام وقد عرض الله عليه مفاتيح كنوز الأرض ، ولكنه رفضها ، وعندما توفي كان فقيرا ))

وقد تحدث أستاذ السامية ومحرر مجلة العالم الشرقي ، المستشرق الأسوجي سينرستن ( 1866 ) وصاحب كتابي : « القرآن و الإنجيل المحمدي و تاريخ حياة محمد » فقال في مؤلفه الأخير " تاريخ حياة محمد" ، ص 18: (( إنا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا ، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية ، مصراً على مبدئه ، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين ، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع وهو فوق عظماء التاريخ )).

ومن دلائل عظمة الرسول ، كماله في عبقريته و صفاته و بكمال الرسالة إلى حملها للعالم أجمع يقول المستشرق الألماني الكبير ، تيودور نولدكه ( 1836-1920 ) في كتابه :"تاريخ القرآن"ً ص83: (( نزل القرآن على محمد نبي المسلمين بل نبي العالم ، جاء بدين إلى العالم عظيم، وبشريعة كلها آداب وتعاليم ، وحري بنا أن ننصف محمداً في الحديث عنه لأننا لم نقراً عنه إلا كل صفات الكمال فكان جديراً بالتكريم ))

أما المستشرق الفرنسي ساديو لوي ( 1807-1875 ) فيتحدث عن عظمة الرسول لا لكونه صاحب رسالة عالمية فقط ، ورجلاً عسكرياً فاتحاً للعرب والعالم وحسب بل عن عظمته في دينه ومناقبه وحاجة الإنسانية لرجل مثله ، يقول في كتابه تاريخ العرب ، ص 37: (( لم يكن محمد نبي العرب بالرجل الفاتح للعرب فحسب بل للعالم لو أنصفه الناس، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب ، وان تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه ، عظيم في صفاته ، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد نبي المسلمين ).