تعالوا نتعرف على الأساس الأول في تربية الأطفال

أيها الأب الفاضل , أيتها الأم الفاضلة

هل تعلمون أن الأساس الأول في التربية الصحيحة هو إشعار الطفل بوجود الله وبالإيمان به؟


واجب الأهل تجاه أطفالهم تربيتهم تربية فاضلة فذلك واجب على كل أب وأم بذر الفضائل الصالحة في قلب الطفل.

إشعار الطفل بوجود الله وتربيتة على الإيمان يجعل نفس الطفل أكثر قوة وصلابة وأكثر متانة وغير قابلة للإنحراف.

من هنا نستطيع زرع السجايا الكريمة في نفس الطفل وتعليمه الأخلاق الفاضلة .
فالشعور بوجود الله هو أكبر قوة وجدانية تؤثر على نفس الطفل ومن خلالها يبدأ الأهل مشوار زرع السجايا الصالحة وتعليم أطفالهم مبدأ الصواب والخطأ .
لذلك فلتبادروا في إحياء الإيمان في نفوس وقلوب أطفالكم .



الشعور بوجود الله موجود بالفطرة


فالشعور بوجود الله موجود بالفطرة ويحتاج من الأهل إحياء هذا الشعور حتى يكتمل الأساس الأول في التربية السليمة وهو الدعامه التي تقوم عليها باقي الأسس
إن الأساس الأول الذي يجب تعليمه للطفل في سبيل التربية الصحيحة إشعاره بوجود الله والايمان به بلسان يسير الفهم.

عندما يبدأ جهاز الادراك عند الطفل بالنشاط والعمل ، ويستيقظ حس التتبع فيه
فإن نفسه مستعدة لتلقي الإيمان بالله عز وجل

أن الحاجة للايمان بالله موجودة في باطن كل انسان بفطرته الطبيعية . فعندما يبدأ جهاز الادراك عند الطفل بالنشاط والعمل ، ويستيقظ حس التتبع فيه ، ويأخذ في السؤال عن علل الأشياء ومنشأ كل منها ، فان نفسه الطاهرة وغير المشوبة تكون مستعدة تماماً لتلقي الايمان بخالق العالم ، وهذه الحالة هي أشد الحالات طبيعية في بناء الطفل.


وعلى القائم بالتربية أن يستفيد من هذه الثروة الفطرية ، ويفهمه أن الذي خلقنا ، والذي يرزقنا ، والذي خلق جميع النباتات والحيوانات والجمادات ، والذي خلق العالم ، وأوجد الليل والنهار ، هو الله تعالى ... إنه يراقب أعمالنا في جميع اللحظات فيثيبنا على الحسنات ويعاقبنا على السيئات.


هذا الحديث سهل جداً وقابل للاذعان بالنسبة إلى الطفل ونفسه فنراه يؤمن بوجود الله في مدة قصيرة ويعتقد به . بهذا الأسلوب نستطيع أن نخلق في نفس الطفل حب النظام والالتزام ونحثه على الاستقامة في السلوك وتعلم الفضائل الخلقية والملكات العليا بالتدريج.


إن الايمان بالله ـ هو إحياء لأعظم قوة وجدانية عند الانسان ومهما بلغت قيمة الوجدان الأخلاقي ، ومهما كبر دوره في تحقق سعادة الانسان ، لكنه إذا لم يكن مستنداً إلى الايمان فلا يقوى على حفظ البشرية من التردي والسقوط . وكذلك سائر الصفات الصالحة إن لم يكن لها سند إيماني فانها تندحر أمام الغرائز والميول اللامشروعة في الصراع بينها.


المصدر: كتاب الطفل بين التربية والوراثة