{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
تطوف بنا هذه الآية الكريمة في أعماق الشخصية المؤمنة، وتحلل هذه الشخصية لكي تصل بنا إلى سمات أساسية ينبغي على كل من يحمل لقب (مؤمن) أن يتحلى بهذه السمات، فمن سمات هذه الشخصية: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} إنها الارتعاشة الوجدانية التي تنتاب القلب المؤمن حين يذكر بالله في أمر أو نهي فيغشاه جلاله، وتنتفض فيه مخافته، ويتمثل عظمة الله ومهابته، إلى جانب تقصيره هو وذنبه، فينبعث إلى العمل والطاعة، أو كما وصفها أحد السلف _وهو ثابت البناني_ حين قال‏:‏ إني لأعلم متى يستجاب لي‏.‏ قالوا‏:‏ ومن أين يعلم ذاك‏؟‏ قال‏:‏ إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذاك حين يستجاب لي‏.

وتأمل معي هذا الاختبار الإيماني الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه _وهو الحارث بن مالك الأنصاري_ فقد ورد أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ‏"‏ كيف أصبحت يا حارث‏؟‏ قال‏:‏ أصبحت مؤمنا حقا‏.‏ قال‏:‏ انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال‏:‏ عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها‏.‏ قال‏:‏ يا حارث عرفت فالزم ـ ثلاثا ـ‏"‏‏.‏
ومن سمات الشخصية المؤمنة أيضا: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة، ولا يحول بينه وبينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تصل إلى الاطمئنان. وبهذا الإيمان كانوا يجدون في القرآن ذلك المذاق الخاص، وكانوا يعيشون القرآن فعلا وواقعا، ولا يزاولونه مجرد تذوق وإدراك! ومن ذلك قول أحد الصحابة "كنا نؤتى الإيمان قبل أن نؤتى القرآن.
وهذه العصبة المؤمنة التي تتحرك بهذا القرآن لإعادة إنشاء هذا الدين في واقع الناس هي التي تتذوق القرآن، وتجد في تلاوته ما يزيد قلوبها إيمانا، لأنها ابتداءً مؤمنةٌ، الدين عندها هو الحركة لإقامة هذا الدين بعد الجاهلية التي عادت فطغت على الأرض جميعا... وليس الإيمان عندها بالتمني لكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
ومن سماتها أيضا: {وعلى ربهم يتوكلون} أي لا يرجون سواه... ولا يقصدون إلا إياه...ولا يلوذون إلا بجنابه...ولا يطلبون الحوائج إلا منه...ولا يرغبون إلا إليه...ويعلمون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن...وأنه المتصرف في الملك لا شريك له ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.
هذا الشهر هو شهر القرآن ، نستمع إليه كثيراً ونقرؤه كثيراً ، ومن الأمور المعينة على حسن الإنتفاع بالقرآن العظيم : فهم معانيه ، وذلك بتعلم معاني الكلمات ، وأسباب النزول من كتب التفسير ، وهذه صورة من صور الإحتفال بالقرآن العظيم .
حاول الإطلاع على تفسير الجزء الذي تقرؤه اليوم أو تستمع إليه في التراويح .


" الرحمة "
" الراحمون يرحمهم الرحمن " ، من لا يرحم لا يُرحم " رواه الترمذي وأبوداود والحاكم .
تعامل مع الناس جميعاً على أنهم " أخوة " ، وأحسن الظن بهم ، والتمس الأعذار لهم ، وادع لهم ، فضلاً عن كف أذاك عنهم ، وابدأ بالأقرب فالأقرب .


يقول صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من الدنيا وما فيها " .
أقصد الذين يعمرون المساجد في شهر رمضان فقط أحسن استقبالهم وتعرف عليهم وقدم إليهم الكتيبات والأشرطة والنصح ، عسى أن يداوموا على المسجد بعد رمضان ويكونوا من مواليد هذا الشهر السعداء .

.:. ما هي .:.
--معركة بين المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة وبين الفرس بقيادة مهران .
--كانت المعركة في رمضان سنة 13 هـ
.
--كان سبب المعركة هو الثأر من هزيمة المسلمين في معركة الجسر واستعادة الثقة والهيبة لجيوشهم
.
--أمد عمر جيش المثنى بمدد يقوده جرير بن عبدالله البجلي حتى كثر الجيش
.
--وقف جيش المسلمين على شاطىء الفرات الشرقي بينما عسكر جيش الفرس على شاطىء الفرات الغربي أمام المسلمين
.
--التقى الجيشان في مكان يسمى ------- وكان بينهما نهر الفرات ، فقال الفرس إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم ؟ فقال المسلمين : بل اعبروا إلينا فعبر الفرس
.
--رأى المثنى خللاً في بعض صفوفه فأرسل إليهم يقرئهم السلام ويقول : لا تفضحوا اليوم المسلمين فاعتدلوا
.
--دارت المعركة وأخذت تتأرجح حيناً مع المسلمين وحيناً عليهم
.
--ثم رأى المثنى أن يحسم المعركة بقتل قائد الفرس مهران فحمل عليه مع مجموعة من رجاله فهرب الفرس وركب المسلمين أكتافهم
.
--قتل من الفرس في هذه المعركة نحو مائة ألف بين قتيل وغريق ، وغنم المسلمون غنائم كثيرة وانفتحت بلاد فارس بعد هذه الواقعة .
إجابة فقرة أمس
مصطفى صادق الرافعي

ما تركَتِ النار للعاقل سرورا
عن عبيد الله بن أبي نوح قال قال لنا عابد كان بمكة ما تركَتِ النار للعاقل سرورا في أهل ولا ولد ولبئس المصير مصير مفرط في المهلة ومتكل على الغرة وطول الغفلة. وقال لنا: لتكن الأثرة لله في قلوبكم المستولية على جميع أموركم يوشك أن تفوزوا بذلك يوم يخسر المبطلون.

قدم آخر على صاحب له من فارس
فقال له: قد أتيت الأمير فأي شيء ولاك؟
قال: ولاني قفاه.



اللَّهُمَّ ارحمني بترك المعاصي أبدأ ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما يعنيني وارزقني حسن النظر .

الحلقة الرابعة ... سمات الشخصية المؤمنة

الأحبة فى الله
موعدنا غداً مع الحلقة الخامسة من مائدة الرحمن
ساهم معنا في نشر هذه المائدة اليومية حتى نهاية رمضان المبارك

تذكر :: الدال على الخير كفاعله
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وجعلنا وإياكم من المقبولين .