لعلك تقصد من هذه الرواية هذه العبارة
المقصود بجيران الله وخفارة الله ؟
جيران الله : اي أجارهم الله وعصم دماؤهم بالاسلام
خفارة الله : وخَفِيرُ القَوْم: مُجِيْرُهم، يَخْفِرُهم خُفَارَةً. والخفَارَة الذمة
إن الذي أكرهه السيف فأستجار بالاسلام عاصما له فهم جيران الله وفي خفارة الله وذمته - وهي تعني انهم امتنعوا عن قتالهم لما أستجاروا بشهادة الاسلام رغم علمهم ان لما يدخل الايمان في قلوبهم
فلو كان القتال من اجل اكراههم على الاسلام لما قتل اسامة بن زيد من نطق الشهادة بين يدي السيف وبرر اسامة قتله لرسول الله بأن الرجل ما قال ذلك إلا لينجو من القتل " اي مستجيرا بكلمة التوحيد " فلو كان الغرض اكراه الناس على الاسلام لتحقق المراد ووجب ان يكف اسامة عنه ولكن اسامه ظن ان الرجل فعل ذلك مكرها وليس حقا وصدقا فتله
فقول أبي بكر ان منهم من اكرهه السيف أي استجار بالاسلام بعد أن كان قريبا من الهلاك - ورغم علمهم بذلك لكنهم امروا بالانصراف عنهم وعدم التعرض لهم فهم عواد الله " عوادٍ. وقد عداني عنك أمْرٌ فهو يعدوني أي صرفنى - تهذيب اللغة "
وقد يجول بذهنك سؤال : ولماذا يقاتلونهم ؟
ان رسول الله لم يرفع سيفا على قوم إلا اذا كانوا اظهروا هم العداوة والبغضاء وشاركوا في التحالف ضده او التحريض عليه فحق عليه قتالهم فلما رأو أن لا طاقة لهم بجند الله أستجاروا بكلمة الله ..فأجارهم الله على ما يعلمه في قلوبهم من ارتياب وعدم ايمان
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) سورة الحجرات
إن الذي أكرههم على الاسلام هو محاربتهم للاسلام وهم لا طاقة لهم بذلك - فلم يجدوا عاصما من امر الله إلا كلمة الله
فإسلامهم حيلة للنجاة من العقاب يعلمها رسول الله والمسلمون ولكنه احترام لكلمة الله وعدم الاخذ بالظن والشبهة
..........................
وان كنت تقصد من هذه الرواية العبارة :
قلت " وهل تكون الأمرة إلا فيكم أهل بدر قال يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك "
أن أبي بكر لم ينكر أن تكون الامارة في قوم شهد لهم الله ورسوله والمؤمنون بالتقوى والصلاح - ولكنه كان يحذر من ان هذا الامر يوشك أن يفشو حتى تبلغ هذا الربيل " اللص" فإذا بلغتك يا رافع فلا تأمرن على أثنين - فالنهي هنا نهي شخصي يقصد به رافع وامثاله
والله أعلم
المفضلات