مبشرون يوزعون أطنان الدعايات التبشيرية

"لابد أن يصبحوا مسيحيين"..

"لابد أن يصبح الشرق الأوسط كله مسيحيا"، تلك هي كلمات أحد المبشرين الذين ظهروا في برنامج "بانوراما" الوثائقي الألماني ذائع الصيت الذي يبثه التلفزيون هناك ليتحدث عن ضرورة الانتصار على المسلمين. ويظهر مبشر آخر متنكرا في العراق قائلا "إننا نتنكر كسائحين، ثم نوزع أطنان الدعاية التبشيرية المسيحية".

ويذهب البرنامج للتأكيد على وجود كثير من الجماعات التبشيرية الناشطة في العراق على رأسها جماعة (الطائفة المعمدانية الجنوبية). ويؤكد أحد أفراد الطائفة، وهو في طريقه إلى مهمة تبشيرية جديدة، "إنها حرب دينية، إنهم لا يكرهوننا نحن، بل يكرهون ربنا. إن المسلمين يؤمنون بعقيدة كاذبة، وهناك كثير من الآلهة الكاذبة".

وكان الرئيس جورج بوش قال عن هذه الطائفة "إنكم تمثلون 16 مليون شخص، في كافة أنحاء الولايات المتحدة، إضافة إلى الكثيرين من المبشرين البعيدين عن وطننا، وكلهم يشعرون أنهم مختارون للقيام بتبليغ كلمة الرب، والدعوة لمملكة الرب" حسبما جاء في البرنامج.




"صوت الشهداء" المتطرفة تنشط في العراق

وركزت الحلقة الأخيرة للبرنامج على النشاط التبشيري الكبير في العراق والذي أخذ أشكالا منوّعة منذ الغزو الأمريكي للبلاد العام الماضي. ولم يأل المبشرون القادمون من أوروبا جهدا في توزيع الدعاية المسيحية على الرغم من الصعاب التي تواجههم.

ويتحدث واحد من هؤلاء عن التصميم الذي يلازم توجهاتهم وأنشطتهم "لابد أن ننتصر عليهم، لأنهم يريدون أن يقضوا علينا، بل إنهم قتلوا بالفعل 3000 مبشر منا، ولكن جميع العراقيين يجب أن يصبحوا مسيحيين، بل والشرق الأوسط أجمع، إنها حرب دينية، نحارب فيها ممالك الظلام".

من جانبه قال توم وايت من جماعة (صوت الشهداء) المسيحية المتطرفة، من داخل مبنى في العراق، للبرنامج ذاته "إننا نتنكر كسائحين، أضع هذه النظارة على عيني، وأصبغ شعري بلون أسود، وأستخدم لحية مستعارة، ثم نوزع أطنان الدعاية التبشيرية المسيحية". أما تود نيتلتون فيبرر إطلاق اسم "صوت الشهداء" على الجماعة التي ينتمي إليها بقوله "صحيح أن هذه المهمة قد تفضي إلى الموت، ولكنها تجارة رابحة، أن تفوز بالخلود في السماء، بدلا من النار". ويلمح ألفريد روس من (معهد الدراسات الديمقراطية) في الولايات المتحدة إلى وجود صلة بين الرئيس الأمريكي الحالي وبين القناعة المترسخة لدى كثيرين بوجود حرب مقدسة بين المسيحية والإسلام.

في هذا الصدد قال روس للبرنامج "ألم يتحدث الرئيس جورج بوش بنفسه، عن القيام بحملة صليبية، ولذلك فإن هناك جماعات كبيرة من المتطرفين اليمينيين في أعلى دوائر الحكومة، يرون أن الأمر كله يتعلق، بحرب مقدسة ضد الإسلام، ومن هؤلاء الجنرال وليام بوشكين".




إله بن لادن والزرقاوي

والجنرال (وليام بوشكين) هذا هو الذي قال أمام الطائفة المعمدانية "إن الأمر لا يتعلق بأسامة بن لادن، بل أن العدو يكمن في المملكة الروحية، فإلهي أعظم من إلهه، وإلهه إله زائف، بل هو صنم". وهي نفس الكلمات التي استخدمها بوش مؤخرا، في وصف الإله الذي يؤمن به أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي بحسب البرنامج.

وبث البرنامج جزءا من كلمة قسيس في أحد الكنائس التابعة لهذه الطائفة، والبالغ عددها أكثر من 40 ألف كنيسة، وهو يتحدث لجماعة من المبشرين يفوق عددهم 5 آلاف، قبل سفرهم في كافة أنحاء العالم، في مهمة جديدة للتبشير "إن رئيسنا يحتاج إليكم، وعسكريونا يحتاجون إليكم".

ويعيد البرنامج في النهاية إلى الأذهان ما قاله بوش "إن الحرية ليست هدية أمريكا إلى العالم، إنها هبة من الرب"، وبذلك فإن الحرب على العراق، تمثل لهؤلاء المبشرين فرصة لا تعوض، للعمل على نشر المسيحية في العالم، وتبشير المسلمين، حيث تسمح لهم الحكومة الأمريكية القيام بذلك.


المصدر
http://www.alarabiya.net/Articles/2004/10/31/7583.htm