في حلقة جديدة من مسلسل الجرائم العنصرية التي يشنها اليمين المتطرف في إيطاليا ضد المسلمين، أصدر وزير الداخلية روبرتو ماروني قرارا يقضي بإغلاق المركز الوحيد للصلاة في مدينة ميلانو بحلول شهر أغسطس المقبل.

جاء القرار إثر اجتماع ماروني المنتمي إلى حزب "رابطة الشمال" اليميني المتطرف ذي الجذور الفاشية، مع مسئولين أمنيين بمدينة ميلانو.

ويجذب مصلي "جينر"، الذي قررت الحكومة إغلاقه، حوالي 4 آلاف مسلم أسبوعيا ويضطر رواد هذا المصلي في أحيان كثيرة خاصة يوم الجمعة إلى أداء الصلاة في الشارع المقابل للمصلي بسبب ضيق مساحته.

وأكد ماروني في تصريحات نقلتها "هيئة الإذاعة البريطانية" في موقعها على الإنترنت اليوم الثلاثاء 8-7-2008 أنه سيمضي قدما في تنفيذ قراره لإغلاق المصلى الذي تم افتتاحه عام 1988 كمركز ثقافي إسلامي، وأنه سيتم تغريم أي شخص يلقى القبض عليه وهو يصلي في الشارع.

وزعم ماروني أنه اتخذ هذه القرار تجاوبا مع شكاوى السكان المحيطين بالمصلى بأن المصلين يعطلون حركة السير في الشارع المقابل للمسجد وذلك بشكل متكرر.

وعرض وزير الداخلية على المسلمين استخدام أرض ملعب في مكان قريب كان يقام عليه ذات يوم حفلات أغاني البيتلز. لكنه اشترط أن يتم استخدام الملعب للصلاة 4 مرات في الأسبوع فقط، على أن يدفع أي شخص يرغب في دخول الملعب رسوما مقابل ذلك.

تصرفات فاشية

وقد أثارت تصرفات المسئول الإيطالي غضب مسلمي ميلانو.

وقال "عبد الحميد شاري" المسئول عن المسجد: "نحن مواطنون من سكان ميلانو ولن نقبل بتاتا بالحل المطروح"، مضيفا أن "مسلمي ميلانو لن يقبلوا أن يعاملوا مثل البدو الرحل".

كما وقفت شخصية مسيحية بارزة إلى جانب مسلمي ميلانو. وقال "مونسيجنور جيانفرانكو بوتوني"، وهو قسيس يتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ومسئول عن العلاقات بين الأديان في ميلانو، إن "الحكومات الفاشية فقط هي التي تتصرف بمثل هذه الطرق الديكتاتورية مثل إغلاق المساجد".

وكان مجهولون قد هاجموا مصلي "جينر" في أغسطس 2007، حيث ألقوا قنبلتين على المبنى، ووضعوا قنبلة أنبوبية خارجه.

استهداف المساجد

وحقق رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني وائتلافه "يمين الوسط" فوزا كاسحا في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في إبريل الماضي، وحاز أغلبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.

ومنذ العودة للحكم، تزايدت بصورة واضحة الحوادث العنصرية ضد المسلمين واستهدفت بصفة خاصة المساجد والمهاجرين الأجانب.

وقد شارك "أليسوندر أنتنولي" رئيس بلدية مدينة فيرونا، الذي ينتمي إلى حزب "رابطة الشمال"، بنفسه في هدم بناية يتخذها المسلمين مصلى في المدينة يوم 18 مايو 2008، وتم تحويل موقع المسجد إلى حديقة وموقف للسيارات باسم ساحة "أريانا فالاتشي"، وهي كاتبة إيطالية معادية للإسلام.

وأثار السيناتور روبرتو كالديرولي، من حزب "رابطة الشمال" غضب مسلمي مدينة بولونيا في سبتمبر 2007، عندما قال إنه مستعد لجلب خنزيره الخاص "لتدنيس" موقع كان مقررا أن يقام فيه مصلى في المدينة.

وفي سبتمبر 2007 أيضا، نظم نحو 20 شخصا احتجاجا قرب مدينة جنوة بسبب مشروع لبناء مصلى قالوا إنه سيثير استياءهم بسبب قربه من كنيسة. وفي ديسمبر 2006 ترك متظاهرون رأس خنزير مقطوع أمام مصلى كان يجري بناؤه في منطقة توسكاني شمال وسط البلاد.

حملات ضد المهاجرين

كما بادر وزير الداخلية بمجرد تقلده لمنصبه إلى القيام بحملات على الأجانب بحجة البحث عن المهاجرين غير الشرعيين كما قام في الأيام الأخيرة "بهدم المساكن المتنقلة التي تجمع الغجر بمدينة فيرونا"، وهو الأمر الذي انتقدته المنظمات الحقوقية معتبرة أن الأمر يتعلق بسياسة رسمية تعادي الأجانب.

وأقر مجلس الشيوخ الإيطالي في يونيو2008، جملة كبيرة من الإجراءات، كان للمهاجرين غير الشرعيين وغالبيتهم العظمى من المسلمين نصيب الأسد فيها؛ حيث تعهد برلسكوني بـ"تطهير ميادين إيطاليا من المشكوك فيهم".

ونصت الإجراءات على "وضع المهاجرين غير الشرعيين في السجن مدة تصل لأربع سنوات، ومصادرة أملاك من يقومون بتأجير أماكن لهؤلاء المهاجرين".

ووصف برلسكوني ،عقب تسلمه مهام منصبه إبريل الماضي، المهاجرين غير الشرعيين بـ"جيش الشر"، معلنًا وقتها أنه يجهّز الشرطة "جيش الخير"؛ للوقوف في وجه المهاجرين الذين جاؤوا من غير دول الاتحاد الأوروبي.

ويعيش في إيطاليا مليون و200 ألف مسلم من أصل 60 مليون إيطالي، بينهم حوالي 20 ألفًا من أصول إيطالية، يتركزون في روما وميلانو، في حين تقول منظمات غير رسمية إن العدد أكبر من ذلك.

http://www.islammessage.com/articles...id=91&aid=3156