قوله تعالى

(قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَ لَوْ كُنَّا كَارِهِينَ
) 88 الأعراف

الإشكال هو في قوله تعالى على لسان المستكبرين ( أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) فقد فهم منه أنّ شعيبا كان على ملة الكفر--مع أنّ النبي محال عليه الكفر حتّى قبل البعثة
قال إبن كثير في هذه الآية ( أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) قولا راقيا جدا إليكموه (وهذا خطاب مع الرسول والمراد أتباعه الذين كانوا معه على الملة. ) وهذا كلام مستخدم إذ يخاطب النّاس الزعيم بما هو منتشر في جماعته مع أنّ هذا الأمر ليس عنده--ألا يمكن أن يقال لشارون "عليك أن تخرج من نابلس " مع أنّه لم يدخلها شخصيا إنّما جنده

ربما ترتاحون لهذا الجواب"

قال تعالى (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ القَدِيمِ) 39 يس

وعاد هنا بمعنى صار--وكذلك قوله (أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) معناها أن تصير في ملتنا فشعيب لم يكفر قط--

أمّا قول القائل (..قوله سبحانه (قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن فى ملتنا قال أو لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا فى ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا) ظاهره دليل على أن شعيبا والذين آمنوا معه كانوا على ملة قومهم لقولهم أو لتعودن في ملتنا

ولقول شعيب (نعود فيها ولو كنا كارهين )ولقوله (قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم فدل على أنهم كانوا فيها ولقوله بعد إذ نجانا الله منها )فدل على أن الله أنجاهم منها بعد التلوث بها

ولقوله( وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا) ولا يجوز أن يكون الضمير عائدا على قومه لأنه صرح فيه بقوله لنخرجنك يا شعيب ولأنه هو المحاور له بقوله أو لو كنا إلى آخرها وهذا يحب أن يدخل فيه المتكلم ومثل هذا فى سورة إبراهيم (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين الآية..." ا.هـ)

فلا أظنّه صوابا---