بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكثير من النصارى يحتجون بأن دينهم يحرم الزنا بهذا الكلام


إن القول بأن المسيحية لا تحوي على عقوبة تخص الزنى استناداً لقول يسوع المسيح في حادثة المرأة الزانية :" "من كان منكم بلا خطيئه فليرجمها" هو قول لا يفاجئني أبدا لأنه رد فعل طبيعي للفهم المغلوط والقاصر لروح النص الإنجيلي.
ولكن حتى لا يظن أحد أنه لا عقوبة على الزاني في المسيحية ، فأحب أن أقول بأن عقوبة الزاني هي في الآخرة ، وليس في الدنيا لأن الزناة سيحرمون من ملكوت السماوات بحسب ما ورد في رؤيا البشير (يوحنا 21 : 8) : "أما الجبناء وغير المؤمنين والفاسدون والقتلة والزناة والمتصلون بالشياطين وعبدة الأصنام وجميع الدجالين فمصيرهم إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت الذي هو الموت الثاني".


فأردت أن أضع هذا الرد عليهم :

يا لها من نظرة ثاقبة . النصرانية لا تبيح الزنا . ولكنها تحرم المعاقبة عليه بوضع شرط يستحيل تحققه لإيقاع العقوبة. فقد قال يسوع على حسب زعمهم :"من كان منكم بلا خطيئه فليرجمها". ونحن نعلم أنه لا أحد إلا و عليه خطيئة و بذلك فلا رجم ولا عقوبة لا حد على مرتكب الزنا .ونتيجة لذلك فالزناة يسرحون ويمرحون بلا زاجر ولا رادع .وإذا ضبط أحدهم يزني فيكفي أن نقول له لا تعد . و إذا كان هذا كل ما يمكن أن يطله من عمله ذاك .فإنه لن يجد العناء في عدم قطع ما هو فيه بل والعودة إليه متى دعته نفسه إلى ذلك .وطبعا بالفهم السخيف لروح نص الإنجيل .فإنه لن يعود إلى الزنا بعد أن نقول له تلك الكلمة لأنه طيب. و هكذا جميع الناس بهذه النظرة السخيفة .
أما كون عقوبة الزاني في الآخرة . فدليل على أن النصرانية قاصرة عن تنظيم حياة الناس وتحقيق السعادة لهم .فلا يخفى على أحد أن الزنا داء فتاك يودي بالمجتمع إلى الهلاك .ففيه هتك للأعراض وخراب للأسر وإزهاق للأرواح واختلاط للأنساب. ألا يكفي كل هذا الشر ليستحق فاعله العقوبة.
و إن هذا لدليل قاطع على أن النصرانية تحمي جميع الحقوق من غير استثناء وعلى رأسها حقوق الزناة و المجرمين والمعتدين .فتحرم المساس بها بأي وجه من الوجوه

ويقول يسوع حسب زعمهم

" وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا. من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه". (انجيل متى، 5، العدد 39-42).



قال تعالى :"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ"