

-
مشاركة: تحويل القبلة - المغزى والدروس
الدرس الرابع
كتمان أهل الكتاب للحق وعدم الإنشغال بهم
وبعد هذه الوقفة العابرة نعود إلى السياق ; فنجده لا يزال يقرر معرفة أهل الكتاب الجازمة بأن الحق في هذا الشأن وفي غيره هو ما جاء به القرآن وما أمر به الرسول ولكنهم يكتمون الحق الذي يعلمونه للهوى الذي يضمرونه الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ومعرفة الناس بأبنائهم هي قمة المعرفة وهي مثل يضرب في لغة العرب على اليقين الذي لا شبهة فيه فإذا كان أهل الكتاب على يقين من الحق الذي جاء به النبي ص ومنه هذا الذي جاء به في شأن القبلة وكان فريق منهم يكتمون الحق الذي يعلمونه علم اليقين فليس سبيل المؤمنين إذن أن يتأثروا
بما يلقيه أهل الكتاب هؤلاء من أباطيل وأكاذيب وليس سبيل المؤمنين أن يأخذوا من هؤلاء الذين يستيقنون الحق ثم يكتمونه شيئا في أمر دينهم الذي يأتيهم به رسولهم الصادق الأمين وهنا يوجه الخطاب إلى النبي ص بعد هذا البيان بشأن أهل الكتاب الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ورسول الله ص ما امترى يوما ولا شك وحينما قال له ربه في آية أخرى فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذي يقرأون الكتاب من قبلك قال < لا أشك ولا أسأل > ولكن توجيه الخطاب هكذا إلى شخصه ص يحمل إيحاء قويا إلى من وراءه من المسلمين سواء منهم من كان في ذلك الحين يتأثر بأباطيل اليهود وأحابيلهم ومن يأتي بعدهم ممن تؤثر فيهم أباطيل اليهود وغير اليهود في أمر دينهم وما أجدرنا نحن اليوم أن نستمع إلى هذا التحذير ; ونحن في بلاهة منقطعة النظير نروح نستفتي المستشرقين من اليهود والنصارى والشيوعيين الكفار في أمر ديننا ونتلقى عنهم تاريخنا ونأمنهم على القول في تراثنا ونسمع لما يدسونه من شكوك في دراساتهم لقرآننا وحديث نبينا وسيرة أوائلنا ; ونرسل إليهم بعثات من طلابنا يتلقون عنهم علوم الإسلام ويتخرجون في جامعاتهم ثم يعودون الينا مدخولي العقل والضمير إن هذا القرآن قرآننا قرآن الأمة المسلمة وهو كتابها الخالد الذي يخاطبها فيه ربها بما تعمله وما تحذره وأهل الكتاب هم أهل الكتاب والكفار هم الكفار والدين هو الدين ونعود إلى السياق فنراه يصرف المسلمين عن الاستماع لأهل الكتاب والانشغال بتوجيهاتهم ويوحي إليهم بالاستقامة على طريقهم الخاص ووجهتهم الخاصة فلكل فريق وجهته وليستبق المسلمون إلى الخير لا يشغلهم عنه شاغل ومصيرهم جميعا إلى الله القادر على جمعهم وعلى مجازاتهم في نهاية المطاف ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير وبهذا يصرف الله المسلمين عن الإنشغال بما يبثه أهل الكتاب من دسائس وفتن وتأويلات وأقاويل يصرفهم إلى العمل والاستباق إلى الخيرات مع تذكر أن مرجعهم إلى الله وأن الله قدير على كل شيء لا يعجزه أمر ولا يفوته شيء إنه الجد الذي تصغر إلى جواره الأقاويل والأباطيل
يتبع .....
التعديل الأخير تم بواسطة نسيبة بنت كعب ; 16-09-2005 الساعة 03:50 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة heureuse05 في المنتدى منتديات الدعاة العامة
مشاركات: 482
آخر مشاركة: 07-09-2014, 11:49 AM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 16-11-2008, 08:42 PM
-
بواسطة دفاع في المنتدى الفقه وأصوله
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-07-2008, 06:47 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 17-09-2005, 06:22 PM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 16-09-2005, 08:07 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات