جميل خرطبيل


سليمان ونشيد الإنشاد:

إن نشيد الإنشاد لسليمان إنما هو نص حب وعشق جنسي يتصل بعشتار. وهذه مختارات قليلة منه:

(1/2):" ليقبلني بقبلات فمه، لأن حبك أطيب من الخمر".
(1/15):" ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة. عيناك حمامتان".

(3/1):" في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي، طلبته فما وجدته".
(4/5):" ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن".

(7/1):" دوائر فخذيك مثل الحلي".
(7/4):" قامتك هذه شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد".

يقول فراس السواح:

" تسللت سيدة الحب الجنسي إلى كتاب التوراة العبرانية وشغلت سفراً كاملاً من أجمل أسفاره ألا وهو نشيد الإنشاد المنسوب للملك سلميان الذي كان طيلة حياته من عبدة الآلهة السورية وخصوصاً عشتاروت( عشتار) وبعليم( بعل) فالسفر بكامله أنشودة حب وعشق دنيوي متقد مرفوع إلى عشتار مهما حاول اللاهوتيون إقحام تفسيراتهم الروحية ورموزهم الدينية عليه"(36).

عشتار أو عشتروت أو عشتاروت هي إلهة الخصوبة عند الكنعانيين. وعرفت عند البابليين باسم إشتار. وتعد أيضاً إلهة الحب واللذة. بيمنا الآشوريون عدوها إلهة الحرب. وعند اليونان هي فينوس. وعند الرومان أفروديت.

ونجد في الموسوعة الكتابية أن سليمان عبد عشتروت إلهة الصيدونيين مع غيرها من آلهة الوثنيين. وقد:( ظلت المرتفعات التي بناها سليمان لعشتروت وغيرها من آلهة الوثنيين إلى ما بعده بنحو ثلاثمئة سنة إلى أن هدمها يوشيا ملك يهوذا..... ولكن تحت ضغط البابليين وتهديدهم الشديد لأورشليم، التي لم تلبث طويلاً حتى سقطت في أيديهم، تلاشت إصلاحات يوشيا الدينية، وعادت عبادة عشتاروت إلى الظهور، وكانوا يسمونها " ملكة السماء"." إرميا 7: 18، 44: 17-19")(37
***
الهوامش
36- فراس السواح: لغز عشتار- ص194.
37 جاء في دائرة المعارف الكتابية:

( وخطأ قدامى المفسرين لنشيد الإنشاد على أساس أنه قصة رمزية ، لم يكن في نظرتهم إلى السفر باعتباره صورة رمزية لمحبة الله للبشر، بل بالحري لفشلهم في رؤية ما في المحبة البشرية من جمال وروعة. فهذه المحبة هي أساس الصورة الرمزية. فإذا كانت المحبة البشــــرية ( رومانسية كانت أو جنسية) تحتقر أو تعتبر شيئاً نجساً، فلا معنى إطلاقاً فى اعتبارها أساساً للتعليم عن محبة الله للجنس البشري. فيلزم أن تكون هناك نظرة متسامية إلى المحبة البشرية، لإمكان إدراك الأعماق اللاهوتية الصحيحة - لسفر نشيد الإنشاد. نشيد الإنشاد وجد له مكاناً بين أسفار الكتاب المقدس، على أساس تفسير اليهود له باعتباره قصة رمزية