

-
ص17
امتناع قريش عن هدم الأساس وسببه : قال ابن إسحاق : فحدثني بعض من يروي الحديثَ : أن رجلا من قريش، ممن كان يهدمها، أدخل عتلة بين حَجرين منها ليقلعَ بها أحدَهما، فلما تحرك الحجرُ تنقَّضت مكةُ بأسْرِها، فانتهوا عن ذلك الأساس .
الكتاب الذي وُجد في الركن : قال ابن إسحاق : وحُدثت أن قريشاً وجدوا في الركن كتاباً بالسريانية، فلم يدروا ما هو، حتى قرأه لهم رجلٌ من يهودَ، فإذا هو: " أنا اللّهُ ذو بكةَ، خلقتها يومَ خلقتُ السمواتِ والأرضَ ، وصورتُ الشمسَ والقمرَ، وحففتها ملاكٍ حُنفاء، لا تزول حتى يزولَ أخشباها، مُبَارك لأهلها في الماءِ و اللبن
ص18
الكتاب الذي وجد في المقام : قال ابن إسحاق : وحُدثت أنهم وجدوا في المقام كتابا فيه : " مكةُ بيت اللّه الحرام يأتيها رزقُها من ثلاثةِ سُبلٍ ، لا يحلُّها أولُ مِنْ أهلِها" .
حجر الكعبة المكتوب عليه العظة : قال ابن إسحاق : وزعم ليث بن أبي سُلَيْم أنهم وجدوا حجراً في الكعبة قبل مَبْعثِ النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنةً - إن كان ما ذُكر حقّاً - مكتوباً فيه : "من يزرع خيراً، يحصد غبطةً، ومن يزرع شرّاً، يحصد ندامة، تعملون السيئاتِ ، وتُجزَوْن الحسنات ؟! أجل ، كما لا يُجتنى من الشوك العنب
ص38
إنذار يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم
اليهود - لعنهم اللّه - يعرفونه ويكفرون به : قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن رجال من قومه ، قالوا: إن مما دعانا إلى الإِسلام ، مع رحمة الله تعالى وهُداه ، لما كنا نسمع من رجال يهود، كُنا أهلَ شرك أصحاب أوثان ، وكانوا أهل كتاب ، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نِلْنا منهم بعض ما يكرهون ، قالوا لنا: إنه تقارب زمان نبى يُبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وِإرَم ، فكنا كثيراً ما نسمع ذلك منهم .
فلما بعث اللّهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم أجبناه ، حين دعانا إلى اللّه تعالى، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه ، فآمنا به ، وكفروا به ، ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات من البقرة : { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة:89].
قال ابن هشام : يستفتحون : يستنصرون ، ويستفتحون أيضاً: يتحاكمون ، وفي كتاب اللّه تعالى : { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف:89
ص
39
سلَمة يذكر حديثَ اليهودي الذي أنذر بالرسول صلى الله عليه وسلم: قال ابن إسحاق : وحدثني صالحُ بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف ، عن محمود بن لَبيد أخى بنى عبد الأشْهل عن سَلَمة بن سلامة بن وقش - وكان سَلَمة من أصحاب بدر - قال : كان لنا جار من يهود في بنى عبد الأشْهل ، قال : فخرج علينا يوماً من بيته ، حتى وقف على بنى عبد الأشهل - قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنّاً، علىَّ بُردة لي، مضطجع فيها بفناء أهلي - فذكر القيامةَ والبعث والحسابَ والميزان والجنةَ والنار، قال : فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان ، لا يرَوْن أن بعثاً كائن بعد الموت ، فقالوا له : ويحكَ يا فلان !! أوَترى هذا كائناً، أن الناس يُبْعثون بعدَ موتِهم إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يحلَف به ، ولَوَدَّ أن له بحظِّه من تلك النار أعظمَ تَنور في الدار، يحمونه ثم يُدخلونه إياه فيطينونه عليه ، بأن ينجوَ من تلك النار غداً، فقالوا له : ويحك يا فلان ! فما آيةُ ذلك ؟ قال : نبى مبعوث من نحو هذه البلاد - وأشار بيده إلى مكة واليمن . فقالوا: ومتى تراه ؟ قال : فنظر إليَّ ، وأنا من أحدثهم سناً، فقال : إن يَسْتنفدْ هذا الغلام عمرَه يدركْه قال سلمة : فواللّه ما ذهب الليل والنهار حتى بعث اللّهُ محمداً رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حَىٌّ بين أظهرنا، فآمنا به ، وكفر به بغياً وحسداً. قال : فقلنا له . وَيْحك يا فلانُ !! ألستَ الذي قلتَ لنا فيه ما قلتَ ؟ قال : بلى ولكن ليس به .
ابن الهيبان اليهودي يتسبب في إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد: قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عُمر ابن قتادة عن شيخ من بنى قريظة قال : قال لي : هل تدري عمَّ كان إسلام ثعلبة بن سَعْية وأسِيد بن سَعْية وأسد بن عبيد نفر من بنى هَدْل ، إخوة بنى قريظة، كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا ساداتهم في الإسلام ، قال : قلت : لا، قال : فإن رجلاً من يهود من أهل الشام ، يقال له : ابن الهيَبان ، قَدِم علينا قُبَيْل الإسلام بسنين ، فَحَلَّ بينَ أظهرنا، لا واللّه ما رأينا رجلا قط لا يصلى الخمس أفضلَ منه ، فأقام عندنا فكنا إذا قحَط عنا المطر قلنا له : اخرج يا ابن الهيِّبان فاستسق لنا، فيقول : لا واللّه ، حتى تُقدِّموا بين يدَيْ مخرجِكم صدقةً، فنقول له : كم ؟ فيقول : صاعا من تمر، أو مُدَّيْن من شعير. قال :فنخرجها
ثم يخرج بنا إلى ظاهر حَرَّتنا، فيستسقي اللّه لنا، فواللّه ما يبرح مجلسه ، حتى تمرَّ السحابةُ ونُسْقَى، قد فعل ذلك غيرَ مرة ولا مرتين ولا ثلاث . قال : ثم حضرته الوفاةُ عندَنا، فلما عَرَف أنه ميِّت ، قال : أيا معشر يهود، ما ترونَه أخرجني من أرضِ الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع ؟ قال : قلنا: إنك أعلم ، قال : فإنى إنما قدمت هذه البلدة أتوكَّف خروج نبى قد أظلَّ زمانه . وهذه البلدة مُهاجَرُه ، فكنتُ أرجو أن يُبْعث ، فأتبعه ، وقد أظلكم زمانه ، فلا تُسْبَقُنَّ إليه يا معشر يهود، فإنه يُبعث بسفك الدماء، وسبى الذراري والنساء ممن خالفه ، فلا يمنعكم ذلك منه.
فلما بُعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وحاصر بنى قُرَيْظة، قال هؤلاء الفتية، وكانوا شباباً أحداثاً: يا بنى قريظة، واللّه إنه للنبى الذي كان عهد إليكم فيه ابن الهيِّبان ، قالوا: ليس به ، قالوا: بلى واللّه ، إنه لهو بصفته ، فنزلوا وأسلموا، وأحرزوا دماءهم وأموالهم وأهليهم .قال ابن إسحاق : فهذا ما بلغنا عن أخبار يهود
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة nohataha في المنتدى منتديات الشيخ الدكتور وديع أحمد فتحي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 24-07-2008, 03:30 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 23-06-2008, 07:49 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 22-07-2007, 05:54 AM
-
بواسطة جمال البليدي في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 16
آخر مشاركة: 01-07-2007, 08:28 PM
-
بواسطة muslim1979 في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2006, 10:54 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات