هل كان يسوع أبيض اللون فعلا كما تصوره لوحات عصر النهضة وما تلاها من لوحات أوروبية؟ أم كان أسمر كما يدعي العديد من المسيحيين السود؟ أم تراه كان خمريا كلون أهل منطقة الشرق الأوسط، الذي هو منهم؟

وسيبقى لون يسوع مسألة لا يمكن لأحد تقديم الدليل القاطع عليها، تماما مثل عدم إمكانية تقديم دليل مادي قاطع يثبت وجود الإله.-يهوه-

ولكن هناك بعض الثوابت العلمية التي يمكن تقديمها بكثير من الثقة.

أولى تلك الثوابت هي أن الصور والتماثيل التي لدينا هي في الغالب الأعم من إفراز العقل واليد البيضاء.

فقد صور يسوع على أنه ذلك الشاب الوسيم الأبيض الذي يشع نورانية إلهية.

وثانية تلك الثوابت هي أن يسوع لم يكن أبيض البشرة كبياض القوقازيين، ولا كان شعره طويلا مسترسلا كما تصوره الفنانون.

ولكن بعض الناس يقولون إن يسوع كان أسود اللون ويقولون إنه كان من أبناء قبيلة جاءت إلى أرض كنعان من نيجيريا.

ويعتقد آخرون إن ملامحه كانت أقرب للشكل المصري أي خمري اللون كثيف الشعر جعده ويضربون دليلا على ذلك بأنه عاش طفولته في مصر ولم يلفت النظر إليه كأجنبي عن البلاد.

ويؤكد أصحاب نظرية سواد بشرة يسوع كلامهم بقولهم إن الكنيسة الإثيوبية، التي وجدت قبل كافة كنائس أوروبا، صورت يسوع على أنه أسمر البشرة.

وحتى إذا رفض علماء الأنثروبولوجيا هاتين النظريتين، فلن يمكنهم القول بأن يسوع كان يشبه نجوم السينما في هوليوود بأي حال من الأحوال.

ويقول البروفيسور مارك جودريس المتخصص في علوم اللاهوت بجامعة بيرمنجهام والذي ساهم في ترميم جمجمة لرجل شرق أوسطي عاش في القرن الأول الميلادي، "أعتقد أن يسوع لم يكن لا خالص البياض ولا أسود اللون".

ويقول "هناك فقرة في إنجيل بولس تقول إن من العار على الإنسان أن يترك شعره يطول، ولذا لا أعتقد أن الرجل كان يطيل شعره مثله في ذلك مثل كافة رجال جيله ومجتمعه، ولذلك فإن الصورة التي تبينه طويل الشعر أصفره، مخطئة".

أما عن لون يسوع، فيقول البروفيسور جودريس إن أقدم اللوحات التي تبين اليهود تعود إلى القرن الثالث الميلادي وتبينهم خمريو البشرة وبناء عليه فيمكن القول إن يسوع أيضا - وهو من اليهود - كان خمريا.

ويؤكد الدكتور فينسنت ويمبوش من جامعة كاليفورنيا أيضا تلك المقولة ويقول "كان يسوع من التركيبة الإثنية لشعوب البحر الأبيض المتوسط وهم خمريو البشرة بدرجات مختلفة".

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/3958925.stm