«شنودة» يحضر احتفالات ظهور العذراء في الزيتون.. وتجدد الجدل بين الأرثوذكس والإنجيليين حول «قدسية مريم»

كتب عمرو بيومي ٣٠/٣/٢٠٠٨

أعلنت الكنيسة القبطية عن بدء احتفالات كبيرة بعد غدٍ بمناسبة مرور ٤٠ عامًا علي ظهور السيدة العذراء بكنيسة الزيتون، يشارك فيها البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومعظم أعضاء المجمع المقدس، مؤكدة أن هذه الاحتفالات ستستمر لمدة أسبوع.

هذا الإعلان جدد الجدل بين الأرثوذكس والإنجيليين حول شخصية السيدة العذراء ومدي قدسيتها في العقيدة المسيحية، حيث أكد الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، أن البروتستانت، يعتبرون العذراء من أعظم الشخصيات، لكنهم لا يؤمنون بما يقال عن معجزاتها أو ظهورها علي الأرض أو حتي وجود شفاعة لها، مشيرًا إلي أن روح العذراء موجودة في السماء كباقي الأموات، ولا يوجد ما يدعو لظهورها علي الأرض.

وأوضح لمعي أن ظهور القديسين بعد موتهم هو تراث مصري قديم، مأخوذ من الفرعونية التي صبغت أديان مصر كلها بعادات شفاعة القديسين، والأولياء، وزيارة الأضرحة، إضافة إلي أن مسألة ظهور العذراء بالذات كانت نوعاً من تخدير الشعب المصري عقب هزيمة ١٩٦٧. واتفق القس رفعت فكري، راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف، مع رأي لمعي، مشددًا علي أن الإنجيليين لا يؤمنون بأي ظهورات نظرًا لتعارضها مع الإنجيل الذي تكلم عن العذراء، علي أنها والدة المسيح، لذلك لها كل إجلال، لكن ليس لها أي قداسة أكثر من ذلك.

وأشار فكري إلي أن المسيح وهو علي الصليب «حسب العقيدة المسيحية» قال ليوحنا هذه أمك، وقال لمريم هذا ابنك، وبعد ذلك دورها انتهي تاريخيا، والكتاب لم يذكر عنها أي شيء آخر، إضافة إلي أنها ماتت مثل باقي البشر، داعيا الأقباط إلي مراجعة كتابات الأب متي المسكين، الذي ينفي صعوده إلي السماء، لتعارضه مع نص الإنجيل الواضح: «لا يرث ملكوت السماء دم ولحم».

وقال فكري: «ظهور العذراء لا يوجد إلا عند الأقباط الأرثوذكس في مصر فقط، وهو أمر مرتبط بهزيمة ٦٧ ورغبة النظام الحاكم وقتها في نشر فكرة مساندة السماء لنا، واختيار العذراء بالذات يرجع إلي إجلال المسلمين والمسيحيين لها علي السواء، وإلا لكان من الأولي ظهور المسيح وليس العذراء».

وفي المقابل، رفض الأنبا إبرام، أسقف الفيوم وعضو سكرتارية المجمع المقدس، التشكيك في حقيقة ظهور العذراء، مشددًا علي أن الظهورات حقيقة غير قابلة للتشكيك، وهو أمر إلهي. وأشار إلي أن الظهورات كثيرة في الخارج، والكاثوليك لديهم أيضًا ظهورات، ولكن المشكلة أن الإنجيليين لا يؤمنون بهذا الأمر، وقال: «كل واحد حر في إيمان