هذا ما يفعلونه!! .. فماذا نفعل نحن؟

دانية بنت الشريف مزاحم آل غالب

الهجوم على الإسلام والمسلمين في أوروبا وأمريكا صار موضة، وموضوعًا مثيرًا في كل الأوساط السياسية والإعلامية. فكل يوم يخرج لنا العديد من الممارسات التي تطال الإسلام والمسلمين ومقدّساتهم بالإساءة الرافعة لشعارات حرّية الرأي. فها هو جريت فيلدرز عضو البرلمان الهولندي وزعيم حزب الحرية اليميني المتطرّف ينفّذ فيلما مستفزّا عن القرآن الكريم يريد من خلاله تعريف الناس بوجهة نظره في الإسلام (الخطر) كما ينعته !!

ولأن هولندا لديها تقليد حرية التعبير والدين والمعتقدات فقد طالب رئيس الوزراء الهولندي المسلمين بضبط النفس، بشأن هذا الفيلم!!!. على الرغم من أن وزارات الداخلية والعدل والخارجية حذّرت الزعيم اليميني من مخاطر مشروع فيلمه.

وعلى الرغم من قلق الاتحاد الأوروبي من تجدّد التوتر مع العالم الإسلامي وطلبه بتقديم التوضيحات حول السماح بعرض هذا الفيلم، والنتائج التي ستترتب عليه، وكيف سيتصدى الأمن الهولندي لغضبة المسلمين. ولا سيّما أن الحكومة الهولندية اتخذت إجراءات وقائية تحسبا لرد الفعل الإسلامي الغاضب المتوقّع!! ?•

لم يهدأ عبر التاريخ ذلك الهجوم السافر على الإسلام والمسلمين من قبل أعدائهم. فكيف يهدأ الآن والعالم الغربي قلق وخائف من انتشار الإسلام لدرجة أن تعلن عدد من المنظمات والأحزاب اليمينية المتشددة بأوروبا عن تأسيس تحالف تحت عنوان «مدن ضد أسلمة أوروبا « يهدف لمواجهة محاولات فرض الإسلام على مجتمعات أوروبا الغربية.

ومنع بناء المساجد في مدنها. فقد وصل انتشار الإسلام في أوروبا إلى درجة تهدّد الهوية النصرانية فيها وهي التي تعدّ نفسها معقلا للنصرانية. هذا بالإضافة إلى أن الكنائس فيها مهجورة و تعرض للبيع. وأغلب الكنائس المباعة يشتريها المسلمون وتحوّل إلى مساجد مما أفزع رجال الدين المسيحي ولا سيّما بعد الدراسات التي تناولت بالتفصيل مستقبل أوروبا في ظل “التنامي السريع للمسلمين” هناك.

تلك الدراسة الأمريكية التي أصدرها مركز السياسات اليهودية وهو مركز بحثي تابع للائتلاف الجمهوري اليهودي الذي يعدّ المكتب السياسي ليهود الحزب الجمهوري معربا عن قلقه من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا، باعتباره “تهديدا حقيقيا” للولايات المتحدة التي تجمعها بأوروبا روابط اقتصادية حساسة ، كما أن أمرا كهذا من شأنه تقويض “مسيحية أوروبا”، إذ ينذر بتحوّل القارة إلى “قارة مسلمة”. ?•

ولكي نفهم أكثر أسباب هذا الهجوم على الإسلام لا بد أن نتمعّن في قراءة بعض التقارير التي تفسّر لنا الكثير. فعلى سبيل المثال نجد أن تقرير منظّمة التسامح الديني في كندا يذكر لنا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تنمو نسبة معتنقيه بينما تتراجع نسبة معتنقي النصرانية. متوقّعا أن يكون الإسلام الدين الأول في العالم قبل عام 2023 طبقا لما ذكرته المفوضية الأمريكية. ?•

لذا فليس غريبا ولا من قبيل الصدفة أبدا أن تشنّ على الإسلام هذه الحملات الشرسة التي تهدف إلى التنفير منه بإلصاق جميع التهم السيئة به وبمعتنقيه. كما أن دراسة حديثة كشفت النقاب عن وجود حملة منظّمة للهجوم على الإسلام عن طريق شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) تبلغ تكلفتها نحو المليار دولار سنويا.

فهناك أكثر من 10 آلاف موقع بمختلف اللغات متخصصة في الهجوم على الإسلام وتتنوّع أساليبها مابين القذف والسب في الإسلام والافتراء عليه وعلى والرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وتشويه صورة الصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء و تحريف القران الكريم وامتهان آياته بوضعها في صور مهينة.

في الوقت الذي لا نجد أكثر من مئة موقع يدافع عن الإسلام على الشبكة العالمية.?• إنهم لا يدّخرون جهدا في سبيل تشويه الإسلام والتعامل بعنصرية ضدّ المسلمين وتحويلهم إلى جاليات منبوذة متهمة بأنها تشكل خطرًا على أمن البلاد واستقرارها.

وتسخير رجال الكنيسة لسب الإسلام مثل ما يقوم به القس المسيحي زكريا بطرس من إساءة للإسلام من خلال مجموعة برامج تبشيرية على قناة فضائية درج فيها على مهاجمة الإسلام ورموزه ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ?•

إنهم يخدمون توجّهاتهم الضالة بكل وسيلة ممكنة. فماذا فعلنا نحن .. ونحن على حقّ ومعنا دين القوّة والعزّة؟ سؤال نحتاج دوما أن نفكّر فيه ونخطّط من أجل الإجابة عنه بالرد المستمد من حقيقة أن لله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

عن صحيفة المدينة السعودية
4/2/2008