دموع الفتيات هي رسالة للأمهات

تاهت الفتاة في زحمة الحياة , فقد أهملت دموعها المتساقطة , و نسيت صرخاتها المتكررة , و أغفلت أحزانها المكبوتة , فتزاحم الهم في صدرها , و كبر الألم في جسمها حتى مزقها , فذهبت المسكينة تبحث عن حضن يتفقد ألمها , و صدر يتسع لهمومها , و عقل يرشدها في حيرتها , فشكت إلى من لا يستحق الشكاية , فسقطت برمتها يوم أن أرادت أن لا تسقط دمعتها , و تألمت دهراً يوم أن أرادت من يتحسس ألمها يوماً , فلماذا هذا السقوط ؟ و لماذا هذا الانحراف و الانجراف ؟ إنه فقدان الحنان , و التباعد بين الأمهات و الفتيات .

إن الأم بالنسبة لبنتها هي حديقة غناء , تزهو بكل جميل من الزهور , و ينتشر في أجوائها عبق الورود , فكل من يعيش حولها ينعم بجمالها , و يقطف مايناسبه من زهورها , و يتلذذ بعبيرها , و يمتع بصره بحسن منظرها , فيوم أن اختارت الأم أن تستبدل ماخلقت له من أمومة فقدها كل من حولها , و يوم أن انشغلت الأم بمشاغلها انفرط سير الحياة لكل من يتبعها , و يوم إن نسيت الأم واجباتها توقفت عقارب الحياة لكل من ينظر إليها و يسترشد بها . أخواتي الأمهات هذه نقاط و توجيهات لكيفية التعامل مع الفتيات , و إن أردنا أن نعرف لماذا الفتيات فقط ؟ فلأنهن أساس المستقبل , و هن أسس الحياة الجميلة لحياة موعودة , لذا تهدم الأمة يوم تهدم لبنة من لبنات الأسرة , فكيف إذا كانت أهم لبنة ؟

كيف نتعامل و نربي صغارنا في مرحلة الطفولة :

أول خطوات التربية تتم منذ أن يطرق الخطاب باب بيوتنا , فاختيار الزوج المناسب الذي يتوافق مع مبادئ الزوجة هو بداية للتربية الصحيحة .

التربية هي بمعنى البناء , و يجب أن تبدأ الأم بتربية صغيرتها قبل ولادتها , و ذلك بالقراءة الدائمة عن كل ما يهم الفتاة .

العطف و الاهتمام بالطفل من قبل الأم هي صور يختزنها الصغير في صدره , فتزيد من سعادته , و تبني نفسه مع أمه في مستقبله , فالنحرص أن نخزن في صدورهم أكبر قدر ممكن من الصور الجميلة .

ليست الأمومة هي تحقيق كل رغبات الأبناء , بل هي دراسة بين العقل و العاطفة , و خلط بين المصلحة و الحاجة , و جمع بين اللين و القسوة , فمنها يخرج قرار الأم الحكيم .

التوازن بين لطف الأم و حكمة الأب تقود الأبناء إلى السعادة .


الدلال الزائد ثم الحرمان المفاجئ بعد قدوم طفل آخر ينشئ في قلب الطفل الحزن , ويعلمه على حب التملك و الاستحواذ كل الأشياء , و يبني في نفسه بغض الآخرين و يجعله يعتقد أن هذا التغير هو كره . فالتكن خطواتنا باتزان , و عواطفنا موزعة بشكل سليم

. قد يكون حرمان الأم من عطف الوالدين سابقاً , إما بقسوتهم أو بفقدهم مؤثراً على تربيتها لأولاده , فتسعى بعد ذلك لتعويض أبنائها بعض الذي فاتها . أو يكون الخطأ بجهلها بطرق التربية أو اعتقاد أن طريقة والديها بالتربية صحيحة فتجري على الصغار ما كان لآباء و الأمهات, فحري بنا أن نعلم أن حياتنا مهما بسلبياتها و إيجابياتها فلا نأخذها برمتها و نطبقها على أبنائنا , فالنأخذ الجوانب المضيئة و نستفيد منها , أما الجانب السلبي فاليكن عبرة لنا و عضه و نجنبه صغارنا .


الانشغال عن الأطفال الصغار بالوظيفة , جعل وقت الأم الخاص بطفلها قصيراً , فحرم الصغار ذلك الاهتمام , فالنسعى أن نعوضهم عن هذا الفقدان و البعد , و ذلك بالقرب منهم و بالبعد عن مؤثرات العمل أثناء العودة إليهم , و النحرص على عدم نقل أعمالنا الوظيفية إلى البيت أو حتى الهموم العملية إلى عش السعادة .

عسر الحياة و معيشة المدينة الصعبة , سبب انقضاء أوقات جليلة بقضاء حاجيات و أغراض و مستلزمات الحياة , و كل ذلك تأخذه الأم من وقت طفلها , و من تلمسها لحاجة أبنائها , فجدير بنا أن نرتب أوقاتنا التي نخرج فيها لقضاء حاجياتنا , فنختار الأوقات البعيدة عن الذروة و أن نوكل بعض الأعمال للقادر عليها من الأبناء الكبار أو الأزواج .


المرأة لديها عواطف مخزنة , و لديها عواطف متنوعة , فهي تستطيع أن تمد أولادها بحسب حاجتهم و ظروفهم لما يحتاجونه من العطف و اللطف , و كذلك لديها خبرة عاطفية تجعلها تميز بين ما يحتاج الصغير و الكبير , و كل ابن على حسب طبيعته و طريقة تعامله , و هي على قدرة بأن تمد زوجها بنوع آخر من الحنان لذا فالتختار المناسب لكل صنف ممن حولها .


الحذر من أن نعتقد أن سبب سعادة الآخرين هو بما نراه من تعامل ظاهر مع أطفالهم , فهذا النجاح قد يخفي خلفه أعمال أخرى أعظم و أكبر , فإن أعجبنا بتجربة نجاح في التربية فالنتقصاها , فالنحرص أن نسأل عن جوانبها و سلبياتها و إيجابياتها .

أطفالنا ليسوا محل تجارب , لذا فالتختاري ما يناسبهم و يتماشى مع قدراتهم .

. لنربي في أنفسهم الثقة و نمدهم بالعوامل التي تمهد ذلك في أرواحهم , فالندعهم يختارون ألعابهم بأنفسهم , و أن يلبسوا ما يناسبهم , و أن يصححوا أخطاءهم بمساعدتنا لهم و ليس بنهرهم عنها .

الطفل يتلقى من والديه التعاليم عبر نظره لطريقتهم معه , فلا تعوديه إلا ما تريدين أن يعتاد عليه , ألم تري أنه إن أعتاد النوم معك استمر على هذه العادة , و إن حرمتيه ذلك أقض مضجعك و تغيرت نفسيته .

ليس ما تشتهيه أنفسهم من المأكل هو الذي يجب أن يجلب , بل المفيد الذي يزيد من مقاومة الجسم و يغذيهم بالتغذية المفيدة هو المطلوب أن يقدم و يحبب فيه , مع عدم حرمانهم بالكلية عما تشتهيه أنفسهم .

أمي أريد مثل لعبة صديقتي أو ملابس صديقتي , طلب يتكرر , و كيف لنا أن نخرج أطفالنا من هذه التبعية للأصدقاء ؟ من الممكن أن يكون تعزيز الثقة لأطفالنا و باختياراتهم و رفع معنوياتهم بحسن ذوقهم يجعلهم يتبنون فكراً استقلالياً , فلنا أن نضع لهم ألعاب أصدقائهم و اختياراتهم مع بعض و نشجعهم على اختيار اختياراتهم .

لنهتم ببناء العقول و الأجسام , و ذلك بتنمية المهارات الذهنية , و زيادة التمارين الحركية , فأبناؤنا يدخلون مرحلة الخطر بكثرة ملازمة الشاشات باختلافها .