بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مع هذا الجهد الرائع في غرف البال توك الإسلامية في الرد على النصارى ، ولقد سعدت كثيرا بردود الشباب ، حفظهم الله ووفقهم الله و 00000
ولكـــن هـــــل لي مــن كلمــــــة ؟؟؟
في معرض التوجيه الإلهي لموسى وهارون عليهما السلام عندما ذهبا إلى فرعون ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )سورة طه آيه 44 0
يوصيهما الله عز وجل بمبادأة فرعون بالقول اللين ، والخطاب الرقيق ، لعل قلبه يرق ويستجيب لما يدعوانه إليه 0
هذا اللطف واللين مع الرجل الطاغي المتجبر المتكبر الذي دعاه كبره وغروره إلى إدعاء الألوهية ، و أنه لا يوجد إله لقومه سواه فقال فيما حكاه القرآن الكريم عنه
( أنا ربكم الأعلى ) سورة الشعراء آيه 170 ، وقال لقومه أيضا ( ما علمت لكم من إله غيري ) سورة القصص آيه 38 ، 0
ويعلم الله موسى ماذا يقول
و مما يوضح الملاينة والملاطفة من موسى عليه السلام لفرعون ما جا في قوله جل شأنه حاكيا عن موسى عليه السلام : ( وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين ، حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق ) سورة الأعراف آيه 105 0
وهذا يلتقي مع منهج الإسلام في الدعوة إلى الله الذي يقوم على الرفق والرحمة والموعظة الحسنة
( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي حسنة ) سورة النحل آيه 125 0
قال ابن كثير : أي من احتاج إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن وبرفق ولين وحسن خطاب 0 أ هـ 0
وهذا كله يرينا ما للأسلوب الهادئ الطيب من أثر حميد في كسب الأنصار والتأثير في النفوس ، والله عز وجل يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : ـــ
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) سورة آل عمران آيه 159 0
بل إن دعوة الإسلام العامة لإقامة العلاقات بين الناس جميعا إنما تقوم على هذا الأسلوب الذي يفيض محبة و رقة و ألفة ، وذلك ما تجده في مثل هذه الآيات : ــــ
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) سورة الفرقان آيه 62 0
( فاعفوا و اصفحوا حتى يأتي الله بأمره ) سورة البقرة آيه 109 0
( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ) سورة الجاثية آيه 14 0
( ولا تستوي الحسنة و لا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) سورة فصلت 34 0
فإذا كان هذا هو أسلوب الإسلام في منهجه العام ، فأولى بذلك مقام الدعوة الذي يقوم على اسثارة جوانب الخير في الإنسان ، وهذا يحتاج إلى كياسة وفطنة ، و أن تسوق الموعظة في أسلوب رقيق يفتح القلب ، ويشرح الصدر حتى لا يثور جانب الشر في الإنسان 0
وسوق النصيحة في مثل هذا الأسلوب من شأنه أن يؤلف القلوب النافرة ويهدي التفوس الشاردة 0
أما القسوة والشدة فلا تؤدي إلا إلى إثارة أعصاب الخصم ، ومكابرته وعناده ، فيصر على موقفه و تأخذه العزة بالإثم ، و قد يلجئه ذلك إلى الجدال بالباطل أمام الأساليب العنيفة المنافية لاحترام ذاته و فكره ، و إليك مثلا في حسن دعوته عليه الصلاة والسلام :
روى الإمام أحمد عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ : أن غلاما شابا أتى النبي ــ فقال :
يا نبي الله أتأذن لي في الزنا ؟
فأقبل القوم عليه فزجره وتلومه 0
فقال النبي ـ
فدنا منه قريبا 0 قال فجلس ،
فقال النبي ـ
قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك 0
قال : ( و لا الناس يحبونه لبناتهم )
قال : ( أتحبه لأختك ؟ )
قال : لا والله جعلني الله فداك 0
قال : ( ولا الناس يحبونه لأخواتهم )
ثم ذكر العمة والخالة ، وهو يقول : لا والله جعلني فداك ،
قال : فوضع رسول الله ـ
فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت لشيء ) 0
يقول الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور : عبدالحليم محمود ـ رحمه الله ـ :
والواقع : أن هذه النصيحة ليست لموسى وحده ، و إنما لكل داع إلى الله سبحانه ، إن الداعي حينما يغلظ في القول فإنما يرضى بذلك نزعة الكبرياء عنده ، وإن بعض الدعاة يسير على أساس من هذه النزعة 0
إن فيه بعضا من صفات إبليس في كبريائه ، و إن لم يشعر بذلك 0
و إنه لمن البديهة بمكان بمقدار ما عنده من حدة يكون غير أهل للوعظ ، وبمقدار ما عنده من حدة يكون عنده كبرياء 0
ومن طريف ما يروى في ذلك أن واعظا وعظ المأمون وعنف له القول ،
فقال : يا رجل أرفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني ، و أمره بالرفق 0أ هـ
و أذكر جميع إخواني أنه من الممكن أن تسمع كلامه أخته أو أمه أو ابنته فهل يسمعها ما يخدش حيائها ؟؟؟؟؟
لذلك أوجه كلمتي لنفسي ولجميع إخواني ( علينا بالرفق ) فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه 0
ربنا تقبل من إنك أنت السميع العليم 0
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم 0
رد مع اقتباس
المفضلات