القدس مفاهيم يجب أن تصحح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

القدس مفاهيم يجب أن تصحح

النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: القدس مفاهيم يجب أن تصحح

مشاهدة المواضيع

  1. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-08-2025
    على الساعة
    09:29 PM

    افتراضي

    مناقشة ما جاء في "
    وثيقة رابطة الدفاع اليهودية " .

    ولسوف نناقش ما جاء في " وثيقة رابطة الدفاع اليهودية " .
    وعندما نناقش "حجج" ودعاوى هذا المأفون لعنة الله عليه حول قضية القدس، يجب أن نتجرد من منطق صاحب الحق الذي يخاطب ذاته، فنتحدث بالمنطق الموضوعي العلمي الذي يفند " حجج " الخصوم، بمنطق هؤلاء الخصوم، وبلغة العلم وعقلانية الفكر وليس بالعواطف، أو حتى بمأثوراتنا الدينية الخاصة والتي لا يؤمن بها الآخرون.
    فإذا قالوا: لقد عاش وحكم في القدس داود وسليمان عليهما السلام وفيها بنى سليمان هيكلاً لليهود، فسنقول لهم : نعم !! لكن هذا لا يقيم علاقة بين اليهودية والقدس، وذلك لعديد من الأسباب التاريخية والمنطقية والواقعية منها:

    1 . أن داود وسليمان – بمنطق اليهود واليهودية – هم من " الملوك " وليسوا من " الرسل والأنبياء " ومن ثم فإقامتهم في القدس وعلاقتهم بها هي علاقة الاستيلاء السياسي والحربي ، وليست علاقة دينية بين القدس وبين اليهود كدين .

    2 . وأن علاقة داود وسليمان بالقدس، كانت ـ بالنسبة لعمر القدس، الذي يبلغ الآن ستة آلاف عام ـ علاقة عارضة وطارئة، وسريعة الزوال، فهي قد بدأت في القرن العاشر قبل الميلاد، بعد أن كان عمر القدس قد بلغ قبل الميلاد بأربعة آلاف عام ولم تدم العلاقة بين داود وسليمان، بل وبين كل العبرانيين وبين القدس وفلسطين أكثر من 415 عاماً .
    فهل يؤسس ذلك لليهود حقاً " وطنيا وسياسيا وسياديا " دائماً في القدس وفلسطين ؟.

    لقد أقام العرب المسلمون وحكموا في الأندلس ثمانية قرون، وبنوا فيها المساجد التي لا تزال قائمة حتى الآن، فهل يرتب ذلك لهم في إسبانيا والبرتغال حقوقاً ( وطنية .. وسياسية .. وسيادية ) ؟.

    ولقد أقام الإسكندر المقدوني ( 256 – 324 ق.م. ) في مصر وغيرها من بلاد الشرق مدنا ومعابد وإمبراطورية دام حكمها وحكم خلفائه فيها قرابة العشرة قرون ـ من القرن الرابع قبل الميلاد إلى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي ـ فهل يرتب ذلك للشعب المقدوني أو الإغريقي أو الروماني ـ أو لهم جميعاً ـ في مصر والمشرق حقوقاً ( وطنية .. وسيادية .. وسياسية ) ؟.

    وقبل الإسكندر دخلت كثير من بلاد الشرق تحت حكم" قمبيز" (529 – 521 ق.م.)الفارسي، وفيها بني المعابد والهياكل والقلاع .

    وقبل " قمبيز " حكم الفراعنة – قرونا متطاولة – أغلب هذه الأقطار، وأقاموا فيها المعابد وتركوا فيها الآثار، فهل يطالب أهل مصر، أو أهل فارس بالسيادة الوطنية والسياسية على تلك البلاد ؟؟ ...

    ومن المناسب هنا أن أنقل من كتاب " اليهود تاريخ وعقيدة " للدكتور كامل سعفان ص 116، 117 هذا الحوار الذي دار بين المستشرق اليهودي " ليوبولد فايس " الذي أسلم وتسمى باسم " محمد أسد " وبين " حاييم وايزمان " رئيس المنظمة الصهيونية .

    يقول الدكتور سعفان:
    ( التقيا – أي ليوبولد فايس وحاييم وايزمان – في بيت صديق يهودي أيضا بفلسطين ، سنة 1922 قبل أن يسلم " فايس " بأربع سنوات .

    قال فايس : كيف تأملون أن تجعلوا من فلسطين وطنا لكم في وجه مقاومة عنيفة من العرب الذين هم على أي حال أكثرية أهل البلاد ؟.
    هز الزعيم الصهيوني كتفيه وأجاب بجفاء، إننا نتوقع ألا يكونوا أكثرية في سنين قلائل .
    قال فايس : بغض النظـر عن الصعوبات السياسية التي قد تنجم عن مقاومة العرب ، ألا تجد في نفسك اهتماماً بالناحية الإنسانية والخلقية في هذه القضية ؟ ألا ترى في طرد أناس من بلادهم – التي لم يزالوا يسكنونها منذ القدم – فعلاً خاطئا من جانبكم ؟.

    أجاب وايزمان: لكنها بلادنا نحن ، وإننا لا نعدو بذلك استرداد ما كان أخذ منا بغير وجه حق.
    قال فايس : غير أنكم ما زلتم بعيدين عن فلسطين طوال ألفي سنة تقريباً ، وقبل ذلك كانت مدة حكمكم للبلاد أقل من خمسمائة سنة ، لم تشملها كلها إلا في فترة وجيزة ، أقلا ترى أن العرب يحق لهم بهذا المنطق المطالبة بإسبانيا ، إذ حكموها سبعمائة سنة تقريباً ، ولم تدل دولتهم فيها نهائياً إلا منذ خمسمائة سنة فقط ؟.

    هنا بدأ الدكتور وايزمان كأنما ضاق ذرعاً بصديقه فايس وقال : محال ، إنما غزا العرب إسبانيا ، ولم تكن موطنا لهم من قبل ، ولقد كان وجه الحق أن يخرجهم الإسبان منها ..
    قال فايس : عفوك يا دكتور، يبدو لي أن هناك خطأ تاريخي إن العبرانيين على أي حال قدموا فلسطين غزاة أيضاً، ولقد توطن فيها لعصور خلت قبائل سامية كثيرة، منهم الآموريون والآدوميون والفلسطينيون والموآبيون والحيثيون وقد ظلت هذه القبائل مقيمة في فلسطين، حتى في أيام مملكتي إسرائيل ويهوذا ولم يزالوا كذلك إلى ما بعد طرد الرومان أسلافنا من هذه الديار، وهم أولاء يعمرونها حتى يومنا هذا، إن العرب الذين أقاموا في سوريا وفلسطين، بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، إنما كانوا أقلية ضئيلة في السكان أما البقية الذين يطلق عليهم (العرب السوريون) أو (الفلسطينيون) إنما هم في الحقيقة المستعربون من سكان البلاد (الأصليين) بمعنى أنهم توطنوا البلاد حتى من قبل العبرانيين .
    لم يملك وايزمان – بعد هذا – إلا أن يبتسم ، وأدار بلباقة دفة الحديث إلى موضوعات أخرى ...) أ ﻫ.

    وقد تفسر ابتسامة " وايزمان " بالسخرية من اتخاذ المنطق التاريخي وسيلة لدحض واقع يتحرك على الأرض العربية مزوداً بفأس وبندقية، وغدا تتحرك فيه أحدث الآلات الزراعية والصناعية والعسكرية ، وتصب فيه المعونات الأوروبية والأمريكية والمال العربي الذي يملأ خزائن أوربا وأمريكا.

    وغداً يتحدث رئيس وزراء إسرائيل " ..... " – أي رئيس وزراء إسرائيل– عن إنشاء إمبراطورية إسرائيلية وتظل الحدود الإسرائيلية تتسع كما يقول سفر التكوين ( من نهر مصر إلى النهر الكبير ، نهر الفرات )..
    ومن ثم لا يعلن دستور لهذه الدولة حتى يترك المجال مفتوحاً أمام التوسع اللانهائي، لأن الدستور الرسمي يتطلب رسماً دقيقاً للحدود.

    كما تقول وثيقة " رابطة الدفاع اليهودية " :
    " إن القدس هي أعظم مدينة دينية بالنسبة لليهود ".. ومن هذا المنطلق كانت القدس هي العاصمة الموحدة الأبدية لإسرائيل ..
    والسؤال الآن، هل حقاً تمثل القدس أعظم مدينة بالنسبة لليهود كما تقول رابطة الدفاع اليهودية ؟ وهل هي شعار الوطن اليهودي كما يقول بابا الفاتيكان ؟ وهل هي الوطن الروحي لليهود كما يقول الكونجرس الأمريكي ؟وهل وهل وهل ... وماذا عن إسلامية القدس :

    يقول الدكتور محمد عمارة في كتابه " القدس بين اليهودية والإسلام " ص 30 – ص 34 :(... وبنفس هذا المنطق نناقش (الشبهة) التي تثيرها " وثيقة " رابطة الدفاع اليهودية والتي تشكل بها في قيام علاقة جديدة بين القدس وبين الإسلام ، ورسول الإسلام ، والثقافة الإسلامية .. وذلك عندما تقول :
    " إن دور القدس في الإسلام يأتي في مرتبة ثالثة بعد مكة والمدينة .. والقدس ليست قبلة المسلمين في الصلاة، ولم تذكر باسمها مرة واحدة في القرآن ولا تذكر على الإطلاق في صلوات المسلمين، وهي ليست مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأحداث التي جرت في حياة الرسول، ولم تتحول القدس في يوم من الأيام إلى مركز ثقافي إسلامي، أو عاصمة لدولة إسلامية "، وما جاء في آية سورة الإسراء:
    (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{1}) الإسراء :1.
    تقول عنه " وثيقة " رابطة الدفاع اليهودية إنه " مجرد تفسير أموي " لا يعني القدس، فلم يكن هناك يوم نزلت هذه الآية – سنة 621 م – مسجد في القدس اسمه ( المسجد الأقصى )، لأن هذا المسجد قد بني في العهد الأموي، تلك هي دعاوى اليهود التي تنفي وجود علاقة بين الإسلام وبين القدس وبين الثقافة الإسلامية والدولة الإسلامية وبين القدس ..
    وفي الرد على هذه الدعاوى ، وتفنيدها.. نقول ـ المتحدث هو الدكتور عمارة ـ :
    1ـ إذا كان الحديث النبوي الشريف يجعل القدس ثالث الحرمين – بعد مكة والمدينة – فإنه يجعلها أولى القبلتين ، أي يقدمها – في الترتيب التاريخي كقبلة للمسلمين – على مكة المكرمة والكعبة المشرفة ، لقد صلى إليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ خمسة عشر عاماً ، ثم توجه إلى الكعبة بالصلاة قبل وفاته بثماني سنوات .
    ثم أن السنة النبوية قد جعلت القدس على قدم المساواة مع مكة والمدينة في الاختصاص بشد الرحال، أي السفر للصلاة في مساجدها الجامعة.. الحرم المكي..والحرم المدني..والحرم القدسي - فهي – القدس – المقدمة – تاريخياً – كقبلة إسلامية لصلاة المسلمين، وهي المساوية لمكة والمدينة في شد الرحال إليها للصلاة .. لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى .. ومسجدي هذا ) – رواه البخاري ومسلم .

    2ـ وعبارة ( المسجد الأقصى ) في آية سورة الإسراء تعني " مدينة القدس " كل القدس ، ولا تعني " المسجد " بمعنى البناء المعماري " للجامع " ، فلم يكن هذا البناء – الجامع – قائما بالقدس سنة 621م ليلة الإسراء ، وكذلك عبارة (المسجد الحرام ) في هذه الآية ، تعنى مكة – كل مكة – ولا تقتصر على الكعبة والمسجد الحرام ، فرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ عندما أسرى به لم يكن ساكنا ولا نائماً في المسجد الحرام (الجامع) وإنما كان في مكة ، فالإسراء به قد تم من ( المسجد الحرام) – أي مكة – إلى ( المسجد الأقصى ) – أي القدس – وفي ذلك دلالة على اعتبار القرآن كل مكة مسجداً حراماً – أي حرماً مكياً – وكل القدس مسجداً أقصى – أي حرماً قدسياً .

    3ـ ويزكى هذه الحقيقة ويشهد لها وعليها وبها أن المسلمين ومنذ فجر الإسلام قد عاملوا القدس، كمكة معاملة الحرم الشريف، ومن مميزات وامتيازات الحرم في الإسلام تنزيهه بتحريم القتال وسفك الدماء فيه. وعندما فتح المسلمون – بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ مكة سنة 8 ﻫ. حرصوا على فتحها سلماً دون قتال لأن الحرم لا يجوز فيه القتال وهم قد صنعوا ذلك مع القدس عندما فتحوها سنة 15ﻫ. (636م) فلقد حاصروها حتى صالح أهلها على فتحها سلماً وتفردت مكة والقدس بذلك دون جميع المدن التي فتحها المسلمون، وكما تسلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يوم الفتح، تفردت القدس – دون كل مدن الفتوحات الإسلامية – بأن استلامها كان من اختصاص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وليس من قبل قائد الجيش الفاتح، رغم أن هذا القائد كان هو أمين الأمة الإسلامية أبو عبيده بن الجراح .
    هذا عن القدس ومكانتها بالنسبة لمكة والمدينة – ما زال المتحدث هو الدكتور محمد عمارة – وعن ذكرها في القرآن الكريم .
    أما دعوى أن القدس لا تذكر في صلاة المسلمين ، فهي قد تهاوت عندما ثبت أن المراد بـ
    (المسجد الأقصى) في سورة الإسراء – وهي التي يصلى بها المسلمون في صلواتهم على امتداد أقطار الأرض وأناء الليل وأطراف النهار – هو مدينة القدس الشريف كما أن آيات المعراج – في سورة النجم 13/18 – والتي يتعبد بها المسلمون في الصلاة وغير الصلاة إنما تذكرهم بالمعراج من القدس الشريف .
    وإذا كان الإسراء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ قد حدث من مكة إلى القدس ، وإذا كان معراجه قد تم من القدس ، فهل يجوز – بعد ذلك – أن تدعى " وثيقة " رابطة الدفاع اليهودية أن القدس " ليست مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأحداث التي جرت في حياة الرسول " ؟ ! .
    إن هذا الإسراء هو إحدى معجزات رسول الإسلام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ وارتباط القدس بمكة في هذه المعجزة هو – بتعبير القرآن الكريم – آية من آيات الله ، كما أن المعراج من القدس، هو الآخر، إحدى معجزات الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكيف يكون وأين يكون الارتباط المباشر بحياة الرسول إذا لم يكن هذا هو الارتباط ؟! .
    لكل ذلك، غدت الرابطة بين القدس ومكة عقيدة دينية إسلامية وآية تتلى في القرآن الكريم وترسل في الصلوات الإسلامية ، ومعجزة من معجزات الرسالة الإسلامية ، وواحدة من عقائد الجهاد الإسلامي، تحدث عنها صلاح الدين الأيوبي ( 532 – 589 ﻫ. / 1137-1193 م ) في رسالته إلى " ريتشارد قلب الأسد " ( 1189 – 1199م ) – إبان الحروب الصليبية – فقال عن القدس : " من القدس عرج نبينا إلى السماء، وفي القدس تجتمع الملائكة لا تفكر بأنه يمكن لنا أن نتخلى عنها أبداً كما لا يمكن بحال أن نتخلى عن حقوقنا فيها كأمة مسلمة ، ولن يمكنكم الله أن تشيدوا حجراً واحداً في هذه الأرض طالما استمر الجهاد " 10 ﻫ.

    هذا هو مقام القدس في عقيدة الإسلام والمسلمين، وموقعها في التاريخ الإسلامي والتاريخ اليهودي ومكانتها في الدولة الإسلامية ..وعليه فإننا يجب أن نتعامل معها في هذا الطور من أطوار الصراع التاريخي حولها وعليها ، باعتبارها أكثر من قطعة أرض وأعظم من مدينة ، وأهم من عاصمة للدولة الفلسطينية وأخطر من كونها قلب الصراع العربي الصهيوني ، إنها كل ذلك وأكثر من ذلك، إنها جزء من عقيدة أمة يبلغ تعدادها ملياراً وثلث المليار، وليست مجرد قضية وطنية لثمانية ملايين من الفلسطينيين ولا مجرد مشكلة قومية لأقل من ثلاثمائة مليون عربي ، إنها عاصمة الأمة الإسلامية .. ومحور الصراع العربي الصهيوني ، وفوق كل ذلك ، إنها عقيدة إسلامية وحرم مقدس، والرباط بينها وبين الحرم المكي هو التجسيد لعقيدة وحدة دين الله التي جاء بها الإسلام فإسلامية القدس وإسلامية موقفنا في الصراع حولها يضيف للإمكانات الوطنية الفلسطينية والطاقات القومية العربية ولا ينتقص منها، بل إن هذه الإسلامية لقضية القدس هي في مصلحة سائر أصحاب المقدسات من سائر المتدينين بالديانات الأخرى .

    وفي خطبته في ذكرى الإسراء والمعراج يقول الدكتور العلامة يوسف القرضاوي نقلاً عن كتاب " خطب الشيخ القرضاوي الجزء الأول إعداد الشيخ خالد السعد ص 200 ما نصه : (... وكذلك بقي لنا من الإسراء شيء مهم هو الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى .. ربط الله بينهما في كتابه في هذه الآية الكريمة التي بدئت بها سورة الإسراء ، وذلك حتى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين ولا يفرط في واحد منهما فإنه إذا فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر. إذا تركنا المسجد الأقصى تأخذه ( اليهود ) ويعبث به (اليهود) ويعمل على تهديمه (اليهود) ليقيموا مكانه (هيكل سليمان ) .
    إذا فرطنا في المسجد الأقصى، فلا يبعد أن نفرط يوماً في مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ولليهود أطماع في المدينة المنورة، حيث كان هناك بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النضير.
    لهم أطماع في مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ولا تستبعدوا شيئاً، كنا نستبعد ما وقع الآن.. حتى وقع .. كل ما نراه الآن ، كان عندنا قديماً شبه مستحيل ولكن الأجيال التي تنشأ اليوم على ما تراه ، أصبح هذا الأمر واقعاً عندها لا تستبعدوا شيئاً إذا نحن غفلنا وفرطنا.
    ربط الله بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، حتى لا تهون عندنا حرمة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ، وإذا كان قد بارك حوله، فما بالكم بالمباركة له هو؟.. إذا كان ما حوله مباركاً ، الأرض التي حوله كلها مباركة ، أرض النبوات..أرض الذكريات.. وصفها الله في القرآن الكريم في جملة مواضع ، كما قال عز وجل في إبراهيم ( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{71}) الأنبياء /71 .
    إنها أرض النبوات الأرض التي رواها الصحابة والتابعون بدمائهم وسقط فيها الشهداء لا ينبغي للمسلمين أن يفرطوا فيها أو يضيعوها ..
    مما نتعلمه من رحلة الإسراء والمعراج، أن الله قد ربط بين المسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
    المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها كما جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه :
    [ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُيَيْنَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عَمْرٌو ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَا ‏ ‏تُشَدُّ الرِّحَالُ ‏ ‏إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ – أي للصلاة فيها قصداً كل المساجد بعد ذلك تتساوى – مَسْجِدِي هَذَا ‏ـ أي مسجده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ‏وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏ ‏وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى‏ ‏ ‏] حديث صحيح رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة ، ورواه أحمد والبخاري والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد ورواه ابن ماجه عن ابن عمرو.
    فعلينا أيها المسلمون، أن نتذكر قضية المسجد الأقصى ولا ننساها، لا ينبغي أن يصبح الأمر الواقع مفروضاً علينا، ونتقبل هذا بهزيمة نفسية منكرة ويصبح اليهود سادة المسجد الأقصى وسادة أرض النبوات .
    إن علينا أن نجاهد، حتى نسترد هذا المسجد، حتى نسترد القدس الشريف حتى نسترد الأرض التي بارك الله فيها للعالمين ، وهي أرض الإسلام وهي جزء من دار الإسلام ، ووطن الإسلام، لا يجوز لأحد أن يفرط فيه أو يبيعه أو يخونه.(كأنما الشيخ يشير إلى موقف السلطان عبد الحميد الثاني) حتى لو أن الفلسطينيين أنفسهم تخلوا عن هذا الوطن الإسلامي، عن هذه الأرض المقدسة ، لوجب على المسلمين أن يدافعوا عنها، لأن هذه الأرض المباركة ليست أرض الفلسطينيين وحدهم، ولا أرض الأردنيين وحدهم ولا أرض العرب وحدهم، ولا أرض المسلمين المعاصرين وحدهم بل هي أرض الإسلام أرض الأمة الإسلامية في مختلف أجيالها ، فلو أن هذا الجيل فرط ، أو ضيع أو خان، فإن الأجيال التالية ستلعنه ، وستحاول أن تتدارك ما فات ، ولا بد أن يأتي يوم يقاتل المسلمون فيه عن إيمان ويقين .
    أكتفي بهذا القدر وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع راجع كتابي [ زوال الدولة العبرانية حقيقة قرآنية ]..
    على الروابط التالية:
    http://www.4shared.com/file/29475730...ified=8c80bf38


    http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=7251
    الحديث موصول بإذن الله تعالى.
    التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 20-11-2007 الساعة 10:00 PM

القدس مفاهيم يجب أن تصحح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مفاهيم مدمرة للعلاقة الزوجية ......الجزء الثانى
    بواسطة الراوى في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-04-2013, 08:46 PM
  2. مفاهيم مدمرة للعلاقة الزوجية.....الجزء الخامس
    بواسطة الراوى في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-04-2013, 11:47 PM
  3. مفاهيم مدمرة للعلاقة الزوجية.......الجزء الثالث
    بواسطة الراوى في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-03-2013, 09:25 PM
  4. مفاهيم مدمرة للعلاقة الزوجية.....الجزء الأول
    بواسطة الراوى في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-03-2008, 08:36 PM
  5. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2006, 12:22 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القدس مفاهيم يجب أن تصحح

القدس مفاهيم يجب أن تصحح