احياء الموتى

انه من المؤسف عندما تسأل المسيحي ما الذي دلك على كون المسيح إلهاً ؟ فيقول لك : دل عليه ظهور الافعال والمعجزات العجيبة على يديه كإحياء الموتى والسلطان على الطبيعة وشفاء البرصى والعمي وتكثير الطعام .
فنقول له (اليشع) اعظم منه
ونسألهم: لماذا لا تتخذون النبي ( اليشع ) إلهاً لأن كتابكم المقدس في سفر الملوك الثاني [ 4 : 32 ] قد نص ان ( اليشع ) قد أحيا طفلاً ميتاً .
بل انه جاء في كتابكم المقدس عن ( اليشع ) ما يجعله كبير الالهة وذلك إذا أخذنا إحياء الموتى قياساً فقد ورد عنه في سفر الملوك الثاني [ 13 : 20 ] انه أحيا ميتاً وهو ميت !!!
يقول النص :
(( وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَحَدَثَ أَنَّ غُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ أَغَارُوا عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَطْلَعِ السَّنَةِ الْجَدِيدَةِ، فِيمَا كَانَ قَوْمٌ يَقُومُونَ بِدَفْنِ رَجُلٍ مَيْتٍ. فَمَا إِنْ رَأَوْا الْغُزَاةَ قَادِمِينَ حَتَّى طَرَحُوا الْجُثْمَانَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، وَمَا كَادَ جُثْمَانُ الْمَيْتِ يَمَسُّ عِظَامَ أَلِيشَعَ حَتَّى ارْتَدَّتْ إِلَيْهِ الْحَيَاةُ، فَعَاشَ وَنَهَضَ عَلَى رِجْلَيْهِ. ))
وقد جاء في سفر ( حزقيال ) في الاصحاح [ 37 : 7 ] أنه أحيا جيش عظيم جداً من الاموات .

وفي الحقيقة اننا نقول لمثل هذا المسيحي انك غافل عن نصوص اناجيلك في هذا الموضوع ذلك أن المسيح صرح بأن المعجزات والافعال العجيبة ليست دليل على النبوة فضلاً عن الالوهية فهو يقول : في متى24 : 24 : سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا المختارين .
ونحن نسأل :
إذا كان المنافق الكاذب يستطيع أن يأتي بالمعجزات والافعال العجيبة فعلى أي قياس يمكننا أن نميز بين الانبياء الحقيقيين ومدعي النبوة ؟! . . . وإذا كان الحال كذلك فهل نستطيع اعتبار معجزات المسيح دليل على نبوته فضلاً عن اتخاذكم إياها دليلاً على ألوهيته المزعومة ؟!
فحقاً انه لأمر غريب من النصارى أن يعتبروا المعجزات دليل على الالوهية مع كون المسيح نفسه ينكر كون المعجزة دليل على النبوة فضلاً عن الالوهية . بل الأغرب والأعجب من ذلك هو اقرار المسيح بأن القدرة التي كان يمتلكها هي مدفوعة له من الله تبارك وتعالى وذلك بقوله في إنجيل مـــتى 11 : 27
وبالتالي فإننا نطرح هذا السؤال المهم على النصارى وهو :
هل كان قيام المسيح بصنع المعجزات والافعال العجيبة استناداً إلي قوته الذاتية وسلطانه ، أم استناداً إلي قوة الله العلوية ؟
والجواب :
إضافة إلى ما تم ذكره نقول :
ان نصوص الاناجيل تؤكـد على أن المسيح لم يكن يمتلك بذاته أي قدرة و قوة ، و أن السلطان الذي أوتيه إنما دُفِع إليه من قِبَلِ الله تعالى .
فقد نقلت الأناجيل الأربعة عن المسيح تصريحات متكررة يعلن فيها بكل وضوح أنه كان لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا ، و لا يفعل إلا ما أقدره الله تعالى عليه و أمره به ، و أن ما لديه من سلطان و ما أوتيه من قوة، هو مما منحه الله تعالى و دفعه إليه. و في كل هذا نفي صريح لإلـهية المسيح و تأكيد واضح لعبوديته لله عز و جل و افتقاره إليه. و فيما يلي بعض النصوص في هذا المجال :
(1) جاء في إنجيل يوحنا : 5: 19
(( فأجاب يسوع و قال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل )) .
(2) و فيه أيضا في نفس الإصحاح 5 : 30 :
(( أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين و دينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني )).
وإنه أمر لا جدال فيه بأن انفلاق الماء الذي وقع معجزة لإيليا واليشع أعظم جداً من هدوئه الذي وقع معجزة للمسيح ومع ذلك فلم يقل أحد إن في إيليا طبيعة لاهوتية .
وهذا دليل على انه احيا الموتى باذن الله