أود أن أشارككم بالموضوع نقلاً عما تم ترجمته من كتاب: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح
في المخطوطات اليونانية ((الأصلية)) (هل كان يوحنا يتكلم اليونانية؟) نجد أن "الكلمة" توصف على أنها ((تونثيوس ton theos)) – أي إله، ألوهية مجازية - و ليست ((هوثيوس ho theos)) – أي الله ، الإله نفسه. إن الترجمة الأمينة و الصحيحة لهذا النص هي كالآتي: ((في البدء كان الكلمة، و كان الكلمة عند الله، و كان الكلمة إلهاً)) فلو أنك قرأت الترجمة العالمية الجديدة للكتاب المقدس ستجد هذه الألفاظ تحديداً.
ومثل ذلك، فلو أنك قرأت هذا العدد في الترجمة الأمريكية للعهد الجديد ستجدها مكتوبة كالتالي: ((في البدء كان الكلمة، و كان الكلمة عند الله، و كان الكلمة إلهاً)).
The New Testament, An American Translation, Edgar Goodspeed and J. M. Powis Smith, The University of Chicago Press, p. 173
و مرة أخرى، نقرأ في قاموس الكتاب المقدس تحت باب ((الله)):
"إن العدد [يوحنا 1: 1] يجب و بشدة أن يترجم (( وكان الكلمة عند الله [= الآب]، و كان الكلمة كينونةً إلهيةً))."
قاموس الكتاب المقدس للمؤلف جون ماكينـزي، ص 317
The Dictionary of the Bible by John McKenzie, Collier Books, p. 317
وفي نسخة أخرى من الكتاب المقدس نقرأ:
اللوجوس (الكلمة) كان موجوداً في البدء، وكان اللوجوس مع الله، وكان اللوجوس إلهاً.
The Holy Bible, Containing the Old and New Testaments, by Dr. James Moffatt
أنظر أيضاً في (النسحة الموثوقة للعهد الجديد) للمؤلف هوج سكونفيلد Hugh J. Schonfield و غيرها كثير.
لو أمعنا النظر في عددٍ آخر [كورنثوس الثانية 4: 4] فإننا نجد (هوثيوس ho theos) نفس الكلمة التي استخدمت في [يوحنا 1:1 ] للدلالة على الله تعالى (God) – نجدها قد استُخدمت للدلالة على الشيطان، إلا أن نظام الترجمة قد تغير:
فإذا كانَت بِشارَتُنا مَحجوبَةً، فهِيَ مَحجوبَةٌ عَنِ الهالِكينَ، عَن غَيرِ المُؤمنينَ الّذينَ أعمى إلهُ هذا العالَمِ (الشيطان) بَصائِرَهُم
the god of this world (the Devil) hath blinded the minds of them which believe not.
الكتاب المقدس – كورنثوس الثانية 4: 3-4
وفقاً لنظام الترجمة في العدد السابق و للغة الانكليزية، فإن ترجمة صفة الشيطان يجب أن تكتب أيضاً (The God) بالحرف الكبير ((G)) - بمعنى الله نفسه. إن كان قد أوحي إلى بولس باستخدام نفس الكلمات للدلالة على الشيطان فلماذا يجب علينا أن نغيرها؟! لماذا ترجمت (The God - الله) ببساطة إلى (the god - آلهة) و ذلك عند الدلالة على الشيطان، بينما كلمة (إله) قد ترجمت على أنها (الله) تعالى نفسه عندما كان الحديث عن "الكلمة"؟ هل بدأنا الآن في أخذ لمحة عن الكيفية التي "تُرجم" بها الكتاب المقدس؟
حسنٌ، ما الفرق بين أن نقول ((كان الكلمة الله)) و بين ((كان الكلمة إلهاً))؟ أليسا قولين مختلفين؟ بل كل الاختلاف!! دعونا نقرأ في الكتاب المقدس:
أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.
الكتاب المقدس – المزامير 82: 6
فقالَ الرّبُّ لموسى: (( أُنظُرْ. جعلْتُكَ بِمَثابَةِ إلهٍ لِفِرعَونَ))
الكتاب المقدس – سفر الخروج 7: 1
فإذا كانَت بِشارَتُنا مَحجوبَةً، فهِيَ مَحجوبَةٌ عَنِ الهالِكينَ، عَن غَيرِ المُؤمنينَ الّذينَ أعمى إلهُ هذا العالَمِ (الشيطان) بَصائِرَهُم
الكتاب المقدس – كورنثوس الثانية 4: 3-4
ماذا يعني كل هذا؟ دعوني أشرح ذلك.
في الغرب، من الشائع أن يقول المرء (أنت أمير) أو (أنت ملاك) ...إلخ لتبجيل أحد الناس. عندما يقولها أحدهم فهل يعني أن هذا الشخص هو ابن ملك انكلترا أو كائناً ورحياً من عند الله؟ يوجد فرق نحوي صغير بين القول (أنت أمير) و القول (أنت الأمير)، إلا أن الفرق شاسع بين المعنيين.
في الغرب، نجد أن بعض الناس يقولون لأصدقائهم (break a leg إكسر رِجلاً) – بمعنى حظاً موفقاً. هل تشير هذه الكلمات إلى العنف؟ من الواضح أن هذه الكلمات تثبت أن الاثنين يتمنون الشر لبعضهم! أليس كذلك؟!
من الشائع في الغرب أن تسمع الناس يصفون بعضهم بأنهم (light hearted قلوبهم خفيفة) – بمعنى أنهم مضحكون و مبهجون. هل هذا مساوٍ للقول بأن لديهم "قلوب صغيرة"؟ بمعنى: هل هذا يعني أن هذا الشخص عديم الرحمة و شرير؟ من الواضح أن القلب "الصغير" يعني أيضاً القلب "الخفيف"، أليس كذلك؟ حسن إذن، هل تُفهم بشكل حرفيّ؟ هل قاموا باقتلاع قلوبهم و وزنِها؟ فماذا يقصدون إذاً؟
إن التشبيه المماثل للتشبيه الغربي (خفيف القلب) في الشرق الأوسط هو (خفيف الدم). قد يقول أحدهم (دمك خفيف). هذه الجملة تستخدم لوصف شخص كله سعادة و ابتهاج. فلو أنه كان مقدّراً للعربية أن تصبح لغة ميّتة لعدة قرون و أعيد إحياؤها مرة أخرى بعد عدة قرون باستخدام عناصر اللغات الأخرى (كما حدث مع اللغة العبرية)، و حاولنا عندها أن نترجم معاني هذه الجملة، فهل نقول عندها أنه من "الواضح" أن الجملة تصف طبيباً يعاين مريضاً مصاباً بالأمينيا (فقر الدم)؟ هل "يستقيم" المعنى بذلك؟
من الشائع في الشرق الأوسط أن يسأل الناس بعضهم (ما هو لونك؟ - شلونك) بمعنى (كيف حالك اليوم؟). ومرة أخرى، لو أنه كان مقدّراً للعربية أن تصبح لغة ميّتة و أن تتواجد في الكتابات فقط، و أعيد إحياؤها مرة أخرى بعد ألف سنة، فهل نفهم حينها أن السائل عنده عمى الألوان؟
من الضروري عندما نقوم بترجمة عدد ما (نص) أن نأخذ في الحسبان المعنى كما فهمه الناس الذين عاشوا في ذلك العصر و الذين تحدّثوا بتلك اللغة.إن من أكبر الصعوبات التي نواجهها في الكتاب المقدس الموجود في أيامنا في أنه يرغمنا على قراءة نصوص اللغة العبرية القديمة و المخطوطات الآرامية من خلال منظار يوناني و لاتيني كما رآها أناسٌ ليسوا بيهود أو يونانيين ولا حتى رومانيين. إن كل ما يسمى بالمخطوطات اليدوية ((الأصلية)) للعهد الجديد الموجودة في أيامنا قد كتبت باللاتينية أو اليونانية. لم يواجه اليهود أي مشكلة في في قراءة مثل هذه الأعداد [المزامير 82: 6]،[سفر الخروج 7: 1] وهم لايزالون يؤكدون بأنه لا يوجد إله في الوجود إلا الله، و يرفضون بشدة ألوهية أيٍّ كان إلا الله العليّ. إنه التنقيح المستمر لهذه المخطوطات اليدوية من خلال لغات و حضارات متعددة بالإضافة إلى المحاولة الشاملة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية لإتلاف جميع الأناجيل العبرية الأصلية (إقرأ في الربع الأخير من هذا الفصل) – كل هذا أدى في النهاية إلى سوء فهم النصوص و الأعداد.
إن الأمريكيين يقولون: (Hit the road men إضربوا الطريق أيها الرجال) بمعنى (لقد حان الوقت أن ترحلوا). ولكن، إن تلقّى هذا الأمر أحدٌ من غير الأمريكيين دونما أي تفسير فإننا سنجده حتماً يضرب الطريق بعصا. هل فهم الكلمات؟ نعم! هل فهم المعنى؟ كلا!.
من الصعب علينا أن نجد كاهناً واحداً أو راهبةً في الكنيسة المسيحية لا يخاطبون أتباعهم بقولهم ((أبنائي)). ستراهم يقولون: ((تعالوا يا أبنائي)) أو ((كونوا حذرين من الشيطان يا أبنائي)) ...إلخ. فماذا يعنون بقولهم هذا؟
الحقيقة التي لا يعلمها الكثيرون أنه في السنة /200/ بعد الميلاد تلاشت اللغة العبرية تماماً من الاستخدام اليومي كلغة متحدّثٌ بها. استمر الحال حتى الثمانينات من القرن التاسع عشر حيث قام إلعازر بن يهودا Eliezer Ben-Yehudah بجهدٍ مضنٍ لإحياء هذه اللغة الميتة. الثلث فقط من اللغة العبرية المتحدث بها و البناء النحوي لها قد تم اقتباسه من المصادر الإنجيلية و اللغة العبرية القديمة في عهد الهيكل الثاني Mishnaic، أما الباقي فقد تم التعرف عليه أثناء عملية إحياء اللغة متضمناً عناصر من لغات و حضارات أخرى بما فيها اللغتين العربية و اليونانية.
و أسوء من ذلك، فإنه يوجد حالات يمكن للترجمة أن تتسبب في قلب المعنى. فعلى سبيل المثال: عندما يحب شخص ما في الغرب شيئاً ما فإنه يقول ((It warmed my heart - لقد أدفأ قلبي)). أما في الشرق الأوسط ،فنفس التعبير عن السعادة يمكن أن يصل عن طريق القول ((لقد أثلج قلبي)). فلو أن شرق أوسطي ألقى التحية على غربيّ بقوله ((لقد أثلجت قلبي برؤيتك)) فإنه من الواضح أن الغربيّ لن يرد التحية بنفس الحماس، و العكس بالعكس.
إن هذا هو أحد الأسباب الجوهرية التي أدت إلى نجاح المسلمين في الحفاظ على نصوصهم المقدسة أكثر من المسيحيين و اليهود. ذلك لأن لغة القرآن قد بقيت لغة حية من أيام محمد ( ) و إلى يومنا هذا، كما أن المصحف نفسه قد بقي متداولاً في أيدي الناس (وليس "النخبة") و بقي نص المصحف باللغة الأصلية لمحمد ( ). لهذا السبب بفترض – بل يجب على المترجم ألا يقوم بالترحمة من الفراغ بإهمال الحضارة و التقاليد للبشر الذين كتبوا هذه الكلمات. كما رأينا، فإنه كان من الشائع عند اليهود استخدام الكلمة ((آلهة)) للدلالة علىأن سلطة و قوة عليا قد منحت لشخص ما. ومن ناحية أخرى فإن هذا النظام في التعبير لم يكن ليُتَّبع من قبلهم للدلالة على أن هؤلاء الأشخاص كانوا بأي شكل من الأشكال ذوي سلطة مطلقة أو خارقون أو أنهم مساوون لله العليّ.
إن مثل هذا الأسلوب في الترجمة يُوظّف للأسف في الكتاب المقدس وبدون تمييز في خدمة أهواء المترجم، وفقاً للمعتقد الذى يريد من القارىء أن يتبنّاه. مثلاً في نسخة الملك جيمس العدد [المزامير 8: 4-5] يصف البشر كالتالي:
ما الإنسانُ حتى تذكُرَهُ؟ اَبنُ آدمَ حتى تَفتَقِدَهُ؟ ولو كُنتَ نَقَّصْتَهُ عَنِ الملائِكةِ قليلاً، وبِالمَجدِ والكرامةِ كَلَّلتَهُ.
What is man, that thou art mindful of him? and the son of man, that thou visitest him? For thou hast made him a little lower than the angels, and hast crowned him with glory and honor.
الكتاب المقدس – المزامير 8: 4-5 (نسخة الملك جيمس / الترجمة العربية المشتركة)
لن يكون ذلك جدير بالملاحظة حتى نعود إلى النص الأصلي باللغة العبرية، حينها سنكتشف أن المترجم قد اختار أن يترجم لنا الكلمة العبرية ((elohiym – الله)) إلى الانكليزية على أنها ((الملائكة)). في النسخة القياسية المنقحة الحديثة للكتاب المقدس نجد نفس العدد قد ترجم بأمانة أكثر كالتالي:
ما الإِنْسانُ حَتَّى تَذكُرَه واْبنُ آدَمَ حَتَّى تَفتَقِدَه؟ دونَ الإلهِ حَطَطتَه قَليلاً بِالمَجدِ والكَرامةِ كلَّلتَه.
What are human beings that you are mindful of them, mortals that you care for them? Yet you have made them a little lower than God, and crowned them with glory and honor.
الكتاب المقدس – المزامير 8: 4-5 (النسخة القياسية المنقحة الحديثة / الترجمة الكاثوليكية)
[أود الإشارة أن الترجمة الكاثوليكية لم تقم بالترجمة الصحيحة للنص، فبدلاً من ترجمة ((elohiym)) إلى ((الله)) فقد ترجموها إلى ((الإله)). علماً أن كلاً من الترجمة العربية المشتركة و ترجمة فاندياك قد ترجمت الكلمة على أنها ((الملائكة))].
لاحظ كيف يتلاعبون بكلمة ((الله)) كما يريدون وفق ما يناسبهم. ولكن عندما ينكشف أسلوبهم في الترجمة، فهل ترى الذين يعارضون هذه الأساليب في "الترجمة" يقومون فجأة "بثني معاني الأعداد و النصوص" في محاولة لتشويه الأدلة "الواضحة"
على ألوهية عيسى؟!
هل نجد أمثلة أخرى على أساليب الترجمة هذه في الكتاب المقدس؟ بكل أسف، نعم! وهذا مثال آخر:
يُقَدِّمُهُ سيِّدُهُ إلى القُضاةِ ، فيقودُهُ إلى البابِ أو قائِمَتِهِ ويَثقُبُ أُذُنَهُ بالمِثقَبِ فيخدِمُهُ إلى الأبدِ.
Then his master shall bring him unto the judges; he shall also bring him to the door, or unto the door post; and his master shall bore his ear through with an aul; and he shall serve him for ever.
الكتاب المقدس – سفر الخروج 21: 6 (نسخة الملك جيمس)
[أود الإشارة إلى أن كلاً من ترجمة فاندياك و الترجمة العربية المشتركة و الترجمة الكاثوليكية قد ترجمت الكلمة إلى ((الله)) وليست ((القضاة))]
والذي تُرجم بدقة أكثر في النسخة القياسية المنقحة الحديثة كالتالي:
يُقَدِّمُهُ سيِّدُهُ إلى اللهِ في معبَدِهِ، فيقودُهُ إلى البابِ أو قائِمَتِهِ ويَثقُبُ أُذُنَهُ بالمِثقَبِ فيخدِمُهُ إلى الأبدِ.
Then his master shall bring him before God; he shall be brought to the door or the doorpost; and his master shall pierce his ear with with an awl; and he shall serve him for life.
الكتاب المقدس – سفر الخروج 21: 6 (النسخة القياسية المنقحة الحديثة / الترجمة العربية المشتركة)
بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يصرون على أن الله ثالوث لأنه قد تحدث عن نفسه بصيغة الجمع في الكتاب المقدس (أنظر القسم 1-2-2-8 و الفصل 14)، نقول لهؤلاء الناس أنهم يجب أن يستمروا على نفس النهج و "يترجموا" العدد [سفر الخروج 21: 6] كالتالي:
يُقَدِّمُهُ سيِّدُهُ إلى الآلهة في معبَدِهِ.
Then his master shall bring him before gods.
مثال آخر مماثل في العدد [سفر الخروج 22: 8-9].
عندما نقرأ كل ذلك نرى كيف أن كلمة ((إله)) كانت تطلق في الكتاب المقدس على بشرٍ لإبلاغ الناس بأن هؤلاء الأشخاص كانوا يَدعون إلى صراط الله أو يطبقون كلام الله على الأرض. فعلى سبيل المثال في العدد [سفر الخروج 21: 6] طُلِب من البشرية أن يقدّموا آخرين "أمام الله"، و هذا أمر مستحيل. إلا أن العدد يعني أن يقدموا هؤلاء الناس أمام الذين يطبقون ناموس الله على الأرض، و بالتحديد القضاة. و بهذه الطريقة يكون تقديم هؤلاء الناس إلى القضاة يماثل تقديمهم إلى الله. لنفس السبب نقرأ في الكتاب المقدس على سبيل المثال كيف أن بيت داوود هو الله:
في ذلِكَ اليومِ يبسُطُ الرّبُّ حِمايَتَهُ على سُكَّانِ أُورُشليمَ. فيكونُ الهَزيلُ مِنهُم قويُا كداوُدَ، ويسيرُ بَيتُ داوُدَ أمامَهُم مِثلَ ملاكِ الرّبِّ، مثلَ اللهِ نفسِهِ.
الكتاب المقدس – زكريا 12: 8
كان ذلك مشهداً مألوفاً في الكتاب المقدس ،حيث أنه وفي أكثر من مناسبة يرسل الله إلى البشرية شخصاً يمثّله لكي يتحدث بإسمه و ينقل لهم أوامره. يوضح الله لموسى في سفر الخروج (32: 20) ((هاأنا سأُرسِلُ أمامَكُم ملاكًا يحفَظُكُم في الطَّريقِ ويَجيءُ بِكُم إلى المكانِ الذي عدَدْتُهُ. فاَنْتَبِهوا لَه واَسْتَمِعوا إلى صوتِهِ ولا تَتَمَرَّدوا علَيهِ، لأنَّهُ لا يَصفَحُ عَن ذُنوبِكُم، لأنَّهُ يعمَلُ باَسْمي)). لقد كان الملاك رسولاً من الله و لم يكن الله نفسه.
إن الذي يمكن استنتاجه من ذلك كله أن عيسى (عليه السلام) لم يكن – ولا حتى من خلال الخيال الواسع – الشخص الوحيد في الكتاب المقدس الذي يشار إليه بهذه الصيغة. إلا أن الكنيسة أصرت بأنه من الواضح أن النص (العدد) يجب ألا يُفهم حرفياً، إلا ما يخص عيسى وحده دون الآخرين. الأمر ينطبق أيضاً على الأنبياء و صانعي السلام في كونهم يُطلق عليهم أيضاً في الكتاب المقدس ((أبناء الله))، و مرة أخرى تؤكد لنا الكنيسة مجدداً بأن المعنى يجب ألا يُفهم حرفياً. ولكن عندما تكون نفس الكلمات قد وردت بخصوص عيسى (عليه السلام) فإنه يقال لنا حينها أنه من "الواضح" أن عيسى هو الاستثناء الوحيد على هذه القاعدة و أن النص الذي يقول ((ابن الله)) يجب أن يفهم حرفياً في هذه الحالة.!
المفضلات