NEW_MAN
Moderator




ثامنا :
(ان الذين اختلفوا فيه مالهم به من علم الا اتباع الظن )
هنا الاية تتكلم عن المجموعة نفسها التي ترجع اليها الضمائر كلها
( وقولهم ... وما قتلوه وما صلبوه ... الذين اختلفوا فيه ... في شك منه ...
المجموعة المعنية ليس لهم به من علم الا اتباع الظن ...
هذه فئة تتبع ظنون ، لعدم كفاية العلم والمعلومات لديهم ...

والمسيحيون لا يتبعون ظنونا في موت المسيح على الصليب وقيامته ، فكل الرسل أكدوا وقالوا انهم لم يتبعوا خرافات او ظنون ،
وقد اجمعوا كلهم على رأي واحد بدون ظن او شك ، لانهم كانوا شهود عيان ، رأوا وتأكدوا وآمنوا وتكلموا ،
يبقى ان نذكركم بأن الذين ظنوا هم المسلمين والمفسرين ، فهم لم يكونوا شهود عيان ،
ولم يسعهم الا الاختلاف في التفاسير بدون اتفاق .

مع الاخذ في الاعتبار ان القرآن يقول
(وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ) (النساء:157)
ويحذر بشدة القرآن من اتباع الظن

(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)

(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (يونس:36)

(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (لنجم:28)

(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (يونس:66)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) (الحجرات:12)



تاسعا :
( وما قتلوه يقينا ... )

هذه الاية يقرأها البعض ( ويقينا ما قتلوه )
ولكن الاية لا تقول ذلك ، بل تقول ( وما قتلوه يقينا )
فهي تفتح الباب واسعا لكي نقول ( ما قتلوه يقينا ولكنهم قتلوه بالظن والاعتقاد ) ؟؟؟؟
او ( وما قتلوه يقينا .. لانه قام من بين الاموات في اليوم الثالث )
او ( وما قتلوه يقينا .. لان الذي قتله مجموعة أخرى او فئة اخرى غير الفئة المعنية بالخطاب )


قال لي احد اصدقائي المسلمين عن الايمان :
" لا يمكن ان تبني عقيدة خطيرة على احتمال ، والمعروف انه مع الاحتمال يبطل الاستدال .
والمفروض ان تكون العقيدة واضحة وضوح الشمس ، وان يفهما ابسط الناس ، لا ان تكون معقدة وتحتاج الى تحليل واستنباط ووضع احتمالات هذه عددها ونقد بعضها لتبقى واحدة لنأخذ بها، وانت تعلم ان عامة الناس لا تملك العلم الذي يملكه الخاصة ، فعندئذ لا يمكن ان يكون هذا الإيمان الا لأهل العلم والفلاسفة وليس لعامة الناس الذين يصعب عليهم الاهتداء الى تلك التنائج المعقدة "

والحقيقة انه اصاب كبد الحقيقة ، فان ما اتيت به من استنتاجات الآية القرآنية كله تساؤلات وظنون ولا ترتفع الى درجة اليقين الذي ننشده ، ما نطلبه من القرآن هو عبارة واضحة وصريحة تدلنا ان المسيح لم يصلب فتقول لنا من هو الشبيه الذي علق على الصليب بدلا منه ، فلا يمكن للعقائد ان تبنى على احتمالات وظنون ، يفكر فيها المفسرون وكأن القرآن عاجز أو غير قادر على استجلاء الحقائق كلها مرة واحدة وبصورة واضحة .

لا نزعم ان القرآن يؤكد حادثة الصلب ، ولكن لا يمكن لاحد ان يجزم بأنها نفيا قاطعا بأن المسيح لم يصلب ولم يموت على الصليب ، بل ربما نقول ان من قرأ رواية الانجيل يعتبر انها لا تتعارض مع اقوال القرآن في هذا الصدد ، فقصة الصليب في الانجيل لا تنتهي بموت المسيح ودفنه ، بل تنتهي بالقيامة المجيدة والمنتصرة من بين الاموات في اليوم الثالث كما جاءت في النبؤات القديمة تماما ، وعلى هذا فالمسيحيون لا يجدون أي غضاضة في ان يقول احدهم ان القرآن يقول عن قصة الصليب :

حقا لقد اعتقد اليهود وظنوا انهم بقتل المسيح على الصليب انهم تخلصوا منه ومن رسالته الارضية ، ولكنهم ما قتلوه وماصلبوه لانه بقيامته في اليوم الثالث ، كأنه شبه لهم الموت والصليب .

بقيت نقطة واحدة نختم بها هذا البحث
(يتبع ....)