قال جاهل :
اقتباس


جاء في سورة يس : فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ

فينسلون في الآية تعني يعودون مسرعين

أي : فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يعودون مسرعين


فهل المقصود من الآية : فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِم ْيخرجون .. أم ... فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يعودون مسرعين

فأيهما أصح

وقد قال أن كثيرا من المفسرين قد فسروها بالأسراع مثل الشنقيطى والألوسى وبن كثير

علماً بأنه جاء في سورة العلق : و ان الي ربك الرجعى

وجاء في سورة البقرة : فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون

و كل فسر الاخراج هنا بالعودة

.
الرد على هذا الكلام :

* جاء في تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي .. ينسلون: أي يسرعون في المشي من القبور إلى المحشر.

* جاء في تفسير روح المعاني/ الالوسي ... { يَنسِلُونَ } يسرعون بطريق الأجبار لقوله تعالى:
{ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } [يس: 32]

* جاء في تفسير تفسير القران الكريم/ ابن كثير .. والنسلان: هو المشي السريع ؛ كما قال تعالى:
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُفِضُونَ }
[المعارج: 43]

فأين جاء كلمة يعودون ؟ !!! ..


وقول الحق سبحانه :
فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُون
[يس51]

فمن قال أن القيام غير النسلان في هذه الآية فهو جاهل ويتحدث عن اللغة العربية وهو اجهل من الجهالة .

إن الرجوع في هذا اليوم لا يكون بطواعية العباد ولكن بإرادة الله. فالآية توضح الخروج من القبور والسرعة في الحركة بقوله : {فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِْ} «الأجداث» القبور.. وقوله : {يَنْسِلُون} .

قال الإمام الرازي : القيام لا ينافي المشي السريع لأن الماشي قائم ولا ينافي النظر ، وإن السرعة مجىء الأمور كأن الكل في زمان واحد كقول القائل:

مكر مفر مقبل مدبر معا [كجلمود صخر حطه السيل من عل]

نسأل الله أن يرحمنا من الغباء المتفحل بالفئة الضالة التي تجادل في القرآن بجهالة ولا تفقه اللغة التي تتحدث بها .

والله أعلم