

-
{قُل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ .., بيننا وبينكم}
"قُل يا أهلَ الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألّا نعبد إلا الله ولا نُشركَ به شيئاً".
نقول للنصارى في كلّ مكان: إننا نخاطبكم بشرع الفطر السليمة، والعقول المستقيمة، وبقرآن الواحد القهّار، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم خبير.
نقول لكم بادئ ذي بدء: إنّ الله خلقكم حنفاء موحّدين، مذعنين خاضعين له سبحانه، وإنّكم يومَ أن كنتم أطفال أبرياء، كنتم في نعيم وخير ما بعده خير، كنتم في حظيرة العبودية السليمة لله ربّ العالمين، وفي ملّة التوحيد، كيف لا وأنتم جزءٌ لا يتجزأ من هذا الكون الفسيح، تتأثرونَ وتؤثرونَ به، وتتفاعلون معه، وتعيشونَ في رحابه..
فالشمس ـ يا أهل الكتاب ـ تدفئكم من صغركم، ولولاها لما عشتم دقائقَ معدودة في هذه الحياة، وليس هذا وحسب، بل إنّ الشمس لو اقتربت منكم ومن بني البشر أمتاراً محدودة لأحرقت الأرض ومن عليها، والسؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة مقنعة منكم: أليست الشمس خاضعة لقانون الواحد القهار ولنظامه عابدة له تسبّح بحمده؟؟
أفلا تنظرونَ إلى القمر؟ وتتدبرونَ فيه؟ وكيف يدور حولَ الأرض بانتظامٍ وبدقّة متناهية؟ والذي ينتج عن دورانه تعاقب الليل والنهار، والذي هوَ قطبُ رحى حياتكم من أعمال وأشغالٍ وكدًّ دؤوب، إلى راحةٍ وسكنٍ وطمأنينة، أترون لو أنّ هذا القمر زاغَ شعرة عن مداره وعن فلكه الذي يسير فيه؛ ماذا سيحصل ببني البشر؟ صفوا لي حالهم بعدئذ، هذا القمر خاضعٌ لله، سائرُ على نظامه الكونيّ، عابدٌ له، فكذا يجب أن تسيروا على نظامه الشرعيّ.
{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ... وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ }..(يّـس: 37-46).
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} (الاسراء:12) أفلا تنظرونَ إلى الجبال من حولكم كيف تثبّت الأرض تثبيتاً ـ بأمر الله ـ وتمسكها أن تميدَ بنا وبكم؟ أليست تقوم بهذا الدور وبهذه الوظيفة وبهذه المهمّة بأمرٍ من الله، ووفق نظام الله؟ أليست خاضعة لله عزّ وجلّ، منقادةً لأمره؟ كيف لا وهوَ خالقها؟؟ ثمّ كيف لا تسيرونَ على نظامه الشّرعيّ وعلى دينه وهوَ خالقكم ..؟؟
{ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} (الغاشية:17-19)
أفلا تنظرونَ من حولكم، إلى كلّ الظواهر الكونيّة، التي إن دلّت فإنّما تدلّ على خالقٍ واحد ورازق واحد ومبدع واحد، ومن ثمّ معبود مألوه واحد، كلّ هذه الموجودات تشير إلى هذه الحقيقة بإذعان وخضوع وقبولٍ وتسليم، إن نظرتَ إلى النجوم، تعرف ذلك، وإن نظرتَ إلى الشّمسَ تعرف ذلك، وتعرف حكمة العليّ القدير؛ إذ أنّ الشمس لو اقتربت مسافة صغيرة من الأرض؛ لأحرقت الأرض ومن عليها، فانظر حكمة العليّ القدير، وتدبّر رحمته بالعالمين، وبالمقابل انظر إلى تلك الموجودات كيف تؤدي دورها في هذا الكون وتتقبل الأوامرَ من بارئها بقبولٍ وتسليم، ثمّ احمد إلهك على ذلك، وأفرده بالعبادة دونَ أحدٍ سواه، ولا تتخذ من دون أولياءَ فتهلّك..
{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام:79).
{قل أغيرَ الله أتّخذُ وليّاً فاطر السماوات والأرض وهوَ يُطعِم ولا يُطعَم. قُل إنّي أُمرتُ أن أكونَ أوّلً مَن أسلمَ ولا تكوننّ من المشركين}.
{فالقُ الإصباح وجعلَ الليلَ سكناً والشّمسَ والقمرَ حُسباناً ذلك تقدير العزيز العليم}.
إنّني أحدّثكم حديثَ الناصح المشفق الّذي رأى العذاب والهلاك قادم بسبب الحياد عن نظام الله وعن دستوره الحكيم ..!
يا أهل الكتاب: إن أجبتم داعي الله، وإن فهمتم والتزمتم كلماتي ورسالتي هذه، فلكم نعيمي الدنيا والآخرة على السواء. أما في الدنيا؛ فما ظنّكم برجل تحرر من ربقة الطواغيت الظالمين، ومن عبادة عبيد همّ أحط منه قدراً وشأناً، بل ومن عبادة أصنام حجرية لا تُسمن ولا تُغني من جوع! يتحرر هذا الرجل من عبادة من لا يستحق العبادة، لينطلق ويمضي في حياته مستشعراً عظمة الله سائراً وفق نظامه؟؟
ما ظنّكم برجل يقتحم المهالك ويضحّي بحياته في سبيل من يستحق ذلك، وهو مرتاح البال مطمئن النفس ؟؟ وما تضحيات وإقدام المجاهدين في المعارك التي تدور رحاها بين الحق والباطل إلا واحد من الأدلة على ما أقول، فهذا المجاهد يقتحم غمار الحرب ببدنه أو يلقي نفسه تحت دبابة ليفجّرها أو يلّف على وسطه حزامه الناسف ... فما الذي دفعه لذلك ؟؟ ومن يجرؤ ـ غير المسلمين ـ على ذلك؟؟ من يجرؤ على أن يضحي بنفسه ويقتلها عن طيب نفس وخاطر؟؟ بل ويبتسم ويقهقه قبل التنفيذ بلحظات ؟؟
ما ظنّكم برجل يعيش في أمن واطمئنان؛ يحسن تفسير الأمور ويعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وكلّ من عند الله وبقدرٍ من الله؟ فإن أصابته سرّاء شكر وإن أصابته ضرّاء صبر. أما أنتم؛ فإن الواحد فيكم إن أصابته سراء علا واستكبر، وإن أصابته ضرّاء فجر وكفر ولربّما انتحر!!
ما ظنّكم برجل يعلم أنّ الرزق بيد الله، لأنه خلقنا فلا مانح سواه؛ فيأخذ هذا الرجل بأسباب الرّزق، ولكن إن لم تؤدي الأسباب إلى النتائج المرجوّة، عرف أنّ ذلك من الله فحمده عليه، وإن أدّت شكر الله على فضله وأنعُمه؟؟
والكثير الكثير من المواقف التي يكون فيها المؤمن منتصراً فائزا رابحا، بصورة بديهية طبيعية، فهو يستند إلى أقوى قوة في هذا الكون، بل لا يصح تسمية القوى الأخرى ـ غير الله ـ قوة، لأنها في حقيقتها تستمد قوتها من الله خالق الكون بما فيه وبمن فيه. وأما في الآخرة، فهو الخلود في الجنان والنعيم المقيم الذي لا ينقطع ولا يفنى ولا يبيد؛ جزاءً بما عمل هذا الرجل من خير، وربّك لا يظلم أحداً، والعدل نراه بأعيننا في المظاهر الكونية، نراه يثبّت الجبال ويرفع السماء بلا عمد، ويسيّر هذا الكون بنظامٍ دقيق محكم ... فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يرَه.
يا أهل الكتاب؛ إنّكم تُعساء أشقياء، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أصارحكم في ذلك ولا أداهن معكم أبداً. ومظاهر تعاستكم وأسبابها تبرز في البنود التالية:
أولاً: إنّ من تعبدونه لا يستحق العبادة؛ لأنه لا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً، لا إحياءً ولا إماتة، لا بعثاً ولا نشوراً. ولا يرزق غيره فهو لا يرزق نفسه أولاً! ولا يُرسل الأمطار والرياح، ولا يملك أدنى قوة لتدبير نفسه، فضلاً عن تدبير هذا الكون الفسيح !!
فالذي تعبدونه من دون الله هو المسيح عيسى بن مريم، وما هوَ إلا بشرٌ ـ في تركيبته وقدرته المجردة المستقلة ـ مثلكم، يأكل كما تأكلون ويشرب كما تشربون ويحيى ويموت. وهو محتاج ضعيف قاصر، فأنى له أن يكونَ إله، وهو ليس بربّ، إذ الربّ هو الإله لأن المتصرف في أمور الكون والقائم على شؤون المخلوقات المربي لهم؛ هو الذي يستحق العبادة والتأله دون غيره من المخلوقات الضعيفة المحتاجة!
{أفمن يخلُقُ كمن لا يَخلُق}؟! أي كيف تساوون بين الخالق والمخلوق؟ في العبادة أو الطاعة أو الانقياد أو التحاكم..؟!
{أيُشرِكونَ ما لا يَخلُقُ شيئاً وهُم يُخلَقون}؟! أتشركون مع الله آلهةً مزعومةً مكذوبة، لا تخلق شيئاً، بل هيَ مخلوقة؟!
فعيسى بن مريم عليه السلام جاء برسالة التوحيد، كإخوته من الرسل الآخرين، جاء يدعو الناس {أن اعبدوا الله}المستحق للعبادة، الخالق الرازق الضار النافع .. {واجتنبوا الطاغوت}كل ما عُبد من دون الله تعالى. فكيف تجعلون عيسى بن مريم إلهاً معبوداً وهو يدعوكم إلى عبادة الواحد الدّيان؟ وكيف ترفعونه إلى مقام الألوهية وهو عبد ضعيف؟!
ثانياً: إنّكم تعودون إلى فطرتكم الإنسانية التي فطركم الله عليها، في حالات معيّنة، وخصوصاً في حالات الخوف والذعر والشعور بالضعف والعجز ..
وذلك أنّ الإنسان لا يقاوم طبيعته وفطرته. والإنسان خلقه الله تعالى ليكونَ عبدا له، هكذا كوّنه ولهذه الغاية سخّره. فعندما ينحرف الإنسان عن ذلك، فهو ربّما يكون حرّا مختاراً في ذلك.. ولكنه لا يقاوم فطرته عندما يرتفع عنها ضغط الطاغوت. ففي عُرض البحر مثلاً! لا قوّة لك تستغيث بها إلا الله سبحانه وتعالى! وفي المرض وعند الموت! حتى فرعون على طغيانه وتجبّره، فإنه عاد إلى فطرته لحظة الغرق بعد أن شعر أنّه ضعيف لا يملك من القوّة شيئاً إلا بأمر الله!
{أمّن يُجيبُ المضطرّ إذا دعاهُ ويَكشفُ السّوء..}؟ أليس الله؟! ستقول لكم فطرتكم بإلحاح: بل هو الله.
فلماذا تصرّون إذاً على طمس فطركم السليمة بأوهام وخرافات واعتقادات لا يقبلها العقل السليم؟؟!ولماذا لا تعيشوا مرتاحي البال وتنسجموا مع فطركم السليمة في كل مجالات العبادة وليس في الخوف وحسب؟!
ثالثا: تعبدون آلهة متشاكسة متخاصمة، وتجهدون أنفسكم وأنتم لا تعلمون أيّتها ترضى عنكم وأيّتها تغضب وتسخط..!
فتارةً تستمدون التشريع ـ وهذا العمل عبادة ـ من قانون البلد ودستوره! وتارة تصلّون وتركعون ـ وهذه عبادة ـ للصليب! وتارة تتخذوا من رهبانكم وقساوسكم أرباباً أو وسطاء مع الله .. ظانّين أنهم يشفعوا لكم! وكأنّ هناك واسطة بين الخالق والمخلوق! فكلّنا مخلوقون ولا إله ولا خالق إلا لله!!
وتارةً تقدمون القرابين للأوثان الحجريّة المنصوبة على كنائسكم! فهل هذه عبادة ترضيك يا نصراني؟ وهل ترضي الله فتدخل بها الجنة؟ بالتأكيد لا. فلماذا هذه التعاسة والشقاوة إذا؟ ولماذا لا تُسلموا لله تعالى ـ ربّنا وربّكم ـ وتعبدوه دون أحد سواه؟ طالما أنّ عبادته سبحانه فيها خيري الدنيا والآخرة؟ وطالما أنّه المعبود الوحيد بحق في الوجود ؟!
رابعاً: وليس فقط تعبدون آلهة متشاكسة متخاصمة ـ وكلها مزيّفة مزوّرة ـ بل تزيدون على ذلك، أنّكم ترجعون في طقوسكم وتعبّداتكم وانحرافاتكم العقائدية؛ إلى كتبٍ متعدّدة زاعمين أنها من عند الله وأنّها من تعاليم الدين !!
ومن ثمّ فأنتم تعلمون علم اليقين لو رجعتم إلى التاريخ؛ أنّ هذه الكتب " الأناجيل" ـ وليس كتاب واحد فتأمل!! ـ إنما كُتبت تحت ظلم وضغط وجبروت اليهود لكم، وقد كتبها رجال كانوا يدعون إلى التحلل من التكاليف ـ تكاليف شريعة عيسى عليه السلام ـ ومن أعمال البرّ والخير ـ لا تزنِ لا تسرق .. ـ ومن هنا ظهرت البدعة التي لا يتصورها عاقل ألا وهي "الفداء"!! والتي مفادها: أن لك أيها النصراني أن تفعل ما تشاء وأن ترتكب الموبقات العظام ثمّ أنت بعد ذلك مغفور لك، لأن عيسى عليه السلام قد حمل وزرك وخطيئتك!
ولعمر الحقّ أن هذه العقيدة المتهافتة ـ عقيدة الفداء ـ افتراء على ثلاثة: - على الله عزّ وجلّ، حيث يستخفون بهذا الإله العظيم، ويصوّرونه بهذه الصورة الساذجة، بأنه يغفر لك كل شيء وكل ذنب تقوم فيه !!
- على عيسى عليه السلام، فكيف تحمّلونه أوزاركم وذنوبكم التي قمتم بها بإرادتكم ومشيئتكم؟ ثم ما فائدة رسالته ودعوته ـ والتي على زعمكم صُلب من أجلها !! ـ وهو في نهاية المطاف سوف يحمل ذنوبكم وأوزاركم؟!
- على الأناجيل والكتب التي بين أيديكم والتي تزعمون أنها من عند الواحد الواحد، فعلى تخبّطها وتناقضها، فقد ورد فيها أنّ الذنب لا يُعاقب عليه إلا صاحبه، ولا يحمل أحد الوزر عنه!! جاء في "سفر التثنية":- "لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل"أهـ.
جاء في إنجيل متى مما ينسب إلى المسيح: (لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل، الحق أقول لكم: لن يزول حرف أو نقطة من الشريعة حتى يتم كل شيء أو تزول السماء والأرض، فمن خالف وصية من أصغر تلك الوصايا، وعلم الناس أن يفعلوا مثله، عد الصغير في ملكوت السموات، وأما الذي يعمل بها ويعلمها فذاك يعد كبيراً في السموات) (5/17-19)
وفيه أيضاً: ( سمعتهم أنه قيل " لاتزن" أما أنا فأقول لكم : من نظر إلى امرأة بشهوة زنى بها في قلبه، فإذا كانت عينك اليمنى سبب عثرة لك فاقلعها، وألقها عنك ، فلأن يهلك عضو من أعضائك خير لك من أن يلقي جسدك كله في جهنم)(5/27-29) وأنظر (18/8-9)
وفيه: (لا تدينوا لئلا تُدانوا، فكما تُدِينون تُدانون، ويُكل لكم بما تكيلون) (7/1-2) .
وفيه أيضاً: (ثم يقول – أي الله- للذين عن الشمال: "إليكم عني أيها الملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته: لأني جعت فما أطعمتموني، وعطشت فما سقيتموني وكنت غريباً فما آويتموني، وعرياناً فما كسوتموني، ومريضاً وسجيناً فما زرتموني، فيجيبه هؤلاء أيضاً: يارب، متى رأيناك جائعاً أو عطشان، غريباً أو عُريانا، مريضاً أو سجيناً، وما أسعفناك؟ فيجيبهم: الحق أقول لكم؛ أيما مرة لم تصنعوا ذلك لواحد من هؤلاء الصغار فلي لم تصنعوه، فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبدي، والأبرار إلى الحياة الأبدية)أهـ. (25/41-46)
وفي إنجيل لوقا: ( لماذا تدعونني: يارب، يارب، ولا تعملون بما أقول ؟ كل من يأتي إلىّ ويسمع كلامي فيعمل به، أبيّن لكم من يشبه: يشبه رجلا بنى بيتاً، فحفر وعمق الحفر، ثم وضع الأساس على الصخر، فلما فاضت المياه اندفع النهر على ذلك البيت، فلم يقو على زعزعته لأنه بني بناء محكماً، وأما الذي يسمع ولا يعمل، فإنه يشبه رجلاً بنى بيته على التراب بغير أساس، فأندفع النهر عليه، فانهار لوقته، وكان خراب ذلك البيت جسمياً) أهـ. (6/46-49).
وفيه أيضا (12/15): (إن لم تتوبوا تهلكوا بأجمعكم..)أهـ . فإذا كانت كتبهم تقول ذلك. فكيف يعتقدون عقيدة يخالفها صريح كتبهم؟!
كذلك فإنّ هذه الأناجيل فيها ما فيها من التناقضات والتخليطات التي إذا اطّلع عليها صبية صغار يلعبون في الرّمال،ويسيل مخاطهم، فإنّهم سيعرفون أنّها من كلام البشر، وأنّها ليست من عند الله العليّ القدير، ومن أبرز التناقضات الموجودة في هذه الكتب وأفحشها: أنّها كُتبت بعد موت عيسى عليه السلام بمئات السنين وبعد اندراس شريعته، مما يحملنا على القول بأنها ليست من عند الله، وأنّها لا تمتّ إلى المسيحية بصلة، إذ كلها خرافات وأساطير وأوهام، ودعوة إلى المجون والفسوق والتحلل من التكاليف والأخلاق..!
التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 14-06-2007 الساعة 01:01 PM
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان. |
تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb
ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة نجم ثاقب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 19
آخر مشاركة: 22-09-2013, 03:46 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الأبحاث والدراسات المسيحية للداعية السيف البتار
مشاركات: 23
آخر مشاركة: 10-02-2008, 06:41 AM
-
بواسطة الفيتوري في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 13
آخر مشاركة: 20-08-2006, 10:17 PM
-
بواسطة ياسر جبر في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 02-04-2006, 04:10 PM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 22-04-2005, 05:46 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات