شبهات حول قصة جمع القران



قال المقدسي عابد الصليب :

اقتباس
لا يمكن للباحث بصدق عن الحق ان يتغاضى عنها بحال من الأحوال نذكر منها: 1} ان النبي قد قبض - مات- دون ان يجمع القران كله بين السطور. لم يجمع النبي القران بل اكتفى بتدوين القرآن على الجلود والعظام والعسب وغير ذلك، ولم يجمعه في مصاحف، بل كان مفرقا بين الصحابة. بدليل قول زيد لعمر {كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله}؟ وهذا أيضا ما يؤكده كاتب الوحي للنبي، وحاضر العرضة الأخيرة للقران زيد بن ثابت حين قال: قبض النبي ولم يكن القران جمع في شيء. راجع: إتقان 1/76. وقد قيل ان أبو بكر هو اول من جمع القران . روى ابن أبي داود بسند حسنٍ عن عبْدِ خَيْرٍ عن علِيٍّ قال: رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْنِ. رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع القرآن. ص 11-12. قال الحافظ ابن حجر: أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" بإسنادٍ حسنٍ. فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/628) والإتقان في علوم القرآن (1/165).
الرد على سؤالك هو :

قال تعالى :
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
[الفرقان32]

إن القرآن لم ينزل جملة واحدة بل نزَّل مفرقاً، ولم يكن ترتيب الآيات والسور على ترتيب النزول، ولو جُمِعَ القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة للتغير المصاحف كلها كلما نزلت آية أو سورة ... أفلا تعقلون ؟

قال المقدسي عابد الصليب :

اقتباس
2} إن الكثير من آيات القرآن لم يكن لها قيد سوى حفظ الصحابة، وأن بعضهم قد قتل في المغازي، وذهب معهم ما كانوا يحفظونه من القرآن قبل أن يأمر أبو بكر بجمع القرآن. قال الشيخ الزرقاني في كتابه مناهل العرفان في علوم القران 1/239 : ان همة الرسول واصحابه كانت منصرفة في أول الأمر إلى جمع القران في القلوب 000لانه النبي الأمي الذي بعث في الأميين 000 من هنا كان التعويل على الحفظ في الصدور يفوق التعويل على الحفظ بين السطور على عادة العرب من جعل صفحات صدورهم وقلوبهم دواوين لاشعارهم. وهذا من أسباب خوف عمر حين قتل القراء الذين كانوا يحفظون القران، فلو كان القران قد جمع آي كتب كما يدعي المسلمين لما كان هناك مبرر لخوف عمر وآبو بكر من ان يذهب كثيراً من القران بمقتل القراء اي حفظة القران .
الرد على سؤالك هو :

في الصفحة السابقة التي تحمل عنوان " الإصدار الأول للقران (هنـــا)" نجدك تستشهد بروايات من صحيح البخاري تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتب الوحي فور النزول وكان يستدعي كتبة الوحي ليكتبوا ما جاء من الآيات القرآنية على اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب، والاضلاع .

والآن تنكر ما جاء بكتاباتك وتدعي العكس دون مصدر .. فهل أصابتك حالة من انفصام في الشخصية ؟

فعن البراء رضي الله عنه قال: ( لما نزلت: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف، ثم قال اكتب ) رواه البخاري.


قال المقدسي عابد الصليب :

اقتباس
3} خوف وفزع ابو بكر وعمر من ان يذهب الكثير من القران بمقتل القراء حفظة القران ؟ يقودنا الى سؤال مهم وهو : هل كان عمر وأبو بكر يحفظون القران ؟ ان كان ابو بكر وعمر يحفظون القران . فهل من داعي لخوفهما من ان يضيع القران بمقتل الحفظة ؟ ( وأني أخشى ان يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثيرا من القران )
الرد على سؤالك هو :

*قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لو وضع ايمان ابو بكر فى كفة وايمان الامة فى كفة لرجح ايمان ابو بكر .
* قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ( لو كان بعدي نبي لكان عمر ) .

أولاً : إن اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب، والاضلاع لسيوا أدوات صالحة لحفظ من دُون عليهم لمدة طويلة ، وكان يجب نسخ ما عليهم على صحف اكثر جودة .

ثانياً : لا يُعقل أن يجمع الصحابة اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب داخل وحدة واحدة .... كيف !

ثالثاً : جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

وها نحن الآن نجد المسيحية تنهار يوم بعد يوم وساعة بعد ساعة بسبب الإهمال الذي طال كتابات أنبيائهم ولا أصول لهم ولا أسناد تؤكد أن ما بايديهم منسوخ من الأصول فكل ما جاء بدون سند كما ذكر قاموس الكتاب المقدس يقول : كل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناءً عظيماً فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جداً إليها .

فتخيل معي هذا الكلام وأعقله ، إن كان النسخ من الأصول حدث به أخطاء فما بالنا بما قد يحدث في زمننا هذا .

إذن ما جاء بروايات جمع القرآن يعتبر معجزة أنزلها الله لتكون آية للعالمين ليشهدوا لقول الله عز وجل : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ


قال المقدسي عابد الصليب :

اقتباس
احتمال أن بعض الآيات لم يتوفر لها شاهدان أو لم يلتفت لها أصلا ، وهذا الاحتمال وارد وفي محله لأن هذا هو المعتاد في مثل هذا النوع من الجمع العشوائي للآيات ، خاصة أن عمر بن الخطاب جاء شاهدا على جملة ادعى قرآنيتها فرفض زيد بن ثابت دمجها في المصحف لأن ابن الخطاب كان وحده ولم يشهد معه رجلٌ آخر !.
الرد على سؤالك هو :

علم حوارات الاديان لا تقبل كلمة (احتمال) ... هوا أنا برد عليك ام أعطيك درس في علم حوارات الأديان ؟

يا مقدسي ، أين العشوائية ؟ ! ياريت حضرتك تكتب كتابات وأنت في كامل قواك العقلية وبدون شرب مسكر ، فانت استشهد بالروايات من قبل تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدون الروحي على اللخاف، والرقاع ، والكرانيف، والاكتاف، والاقتاب، والاضلاع .. وما جاء به عمر بن الخطاب ليس بقرآن بل هو تشريع من السنة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام "
وعمر بن الخطاب كان مسؤول مسؤلية كاملة في جمع القرآن ، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه .

فلو كان هناك سهو أو عشوائية لما رفض زيد بن ثابت تدوين ما جاء به عمر بن الخطاب .. فأين هي الأحتمالات والعشوائيات التي قد تحدث ؟ فيا عزيزي خلي كلامك موزون لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر فقط لا بالآحاد .


قال المسكين الشيخ المقدسي :

اقتباس
واخرج الزمخشري عن ذر بن حبيش قال: قال لي ابي بن كعب: كم تعدون سورة الأحزاب؟.قلت: ثلاثاً وسبعين آية قال: فوالدي يحلف به ابي بن كعب ان كانت لتعدل سورة البقرة ، أو أطول،ولقد قرأنا منها آية الرجم .(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز الإتقان للسيوطي 2/3.
الرد على سؤالك هو :

جاء في هذا الصدد :

1 ـ روي عن عائشة : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (صلى الله عليه وسلم) في مائتي أية ، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن " ـ الاتقان 3 : 82 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : " مائة آية " ـ محاضرات الراغب 2 : 4 / 434 .

2 ـ وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم " ـ الاتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132 ، المستدرك 4 : 359 ، السنن الكبرى 8 : 211 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111 ، الدر المنثور 6 : 559 ـ .

3 ـ وعن حذيفة : " قرأت سورة الأحزاب على النبي (صلى الله عليه وسلم) فنسيتُ منها سبعين آية ما وجدتها" ـ الدر المنثور 6 : 559 ـ .

انظر التضارب في الرواية الأولى :

سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي ( ) في مائتي أية

ثم

وفي لفظ الراغب : " مائة آية "

هل هي مائتي ام مائة آية ؟

انظر التضارب في الرواية الثانية :

سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها !!!!

تقارب سورة البقرة أي أقل من 286 آية وأطول منها أي تزيد عن 286 آية ... فأي الأصح .

انظر التضارب في الرواية الثالثة :

" قرأت سورة الأحزاب على النبي (صلى الله عليه وسلم) فنسيتُ منها سبعين آية ما وجدتها"

أين هم ؟ وما هي صيغتهم ؟

وهذه الرواية تناقض الروايات الأخرى

هذه نقطة......(1)

النقطة الثانية :

قال تعالى: "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" (الشورى: 10)

قال تعالى : " فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " (النساء59)

فكان الأولى أن يوضح لنا رسول الله هذه الأمور التي تنسب لأهل السنة أو للقرآن بالخصوص

فلا نملك حديث قوي أو ضعيف عن رسول الله يقر بما ذكره البعض عن سورة الأحزاب .

وليس لجبريل في القرآن إلا النزول به من السماء إلى الأرض:

"نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" (الشعراء:193-195)

وليس لسيدنا محمد من القرآن إلا تلقيه وحفظه، ثم تبليغه للناس وتلاوته عليهم

"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (المائدة: 67)


والله عز وجل قال في محكم تنزيله :

قال تعالى : "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" (هود: 1)

قال تعالى : "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت: 42).

والله تعالى أنزل هذا الكتاب، ليهتدي الناس بهداه، ويعملوا بموجبه، وينزلوا على حكمه، أيا كان موقعهم أو كانت منزلتهم، حكاما أو محكومين

قال تعالى: "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون" (الأنعام: 155)

قال تعالى : "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء" (الأعراف: 3)

قال تعالى : "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله" (النساء: 105)

قال تعالى : "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق" (المائدة: 48)

قال تعالى : "وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك" (المائدة: 49. )

فكيف يسوغ للمسلم – بغير برهان قاطع - أن يأتي بعد هذه البينات إلى بعض روايات تتدعي قول : بان هناك سور وأيات كان لها وجود في عهد الرسول ولكنها ألغيت او فقدت او بطل مفعولها ! بغير برهان من الله ، أو حديث منقول عن رسول الله يا للهول من هذه الاقول !

ولكن هذا ما حدث، فقد شاع القول بذلك وصنفت في ذلك الكتب، وتوارثه الخلف عن السلف، وأصبحت وكأنها قضية مسلمة، مع أن القضية ليس فيها نص قاطع ولا إجماع متيقّن !

فعندما يفسر لنا البعض قول أن الله نسخ 200 آية فهذا أمر عجيب ... هل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان لديه وقت يسمح له أن ينزل عليها 200 آية ثم بعد ذلك تنسخ بالرفع ، هذا الأمر كفيل بهدم الإسلام في بداية ظهوره .. وإلا لقال الكفار واليهود إن محمداً تنزل عليه آيات بالليل ثم ترفع او تنسخ مرة أخرى وربه لا يستقر على رأي ... وقد نجد من خلال ذلك روايات تتطرق في هذا الشأن ولكن لا يوجد حديث ضعيف او صحيح في هذا الخصوص على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى: "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" (الشورى: 10)

قال تعالى : " فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " (النساء59)

فلا اخبار من الله بذلك ولا احاديث عن رسول الله بذلك واصبحت الروايات المتضاربة كأنها روايات مسلم بها .

والدليل الأكبر هو أن زيد بن ثابت لم يقبل من عمر بن الخطاب ما جاء به بأنها آية الرجم لأنها رواية آحاد ليس بها تواتر علماً بأن زيد قد حضر العرضة الأخيرة .

والله أعلم .




يتبع:-