السلام عليكم


دمعه منتكس

الشيخ خالد الراشد

الحمد لله – على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ونصلي ونسلم على اشرف خلقه محمدا وعلى أهله وصحبه وإخوانه .

حفظنا الله واياكم وبارك في خطاكم

أما بعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اشتقت الى صاحبي يوما فبحثت عنه حيث كنت أجده فلم أجده .تنقلت بين مجالس الاخيار فلم يكن بينهم . سألت عنه في حلقات القرآن فلم يكن معهم ذهبت إلى منزله فلم يخرج إليّ أرسلت إليه فلم يأت ناديته فصد عني اتصلت به فانصرف مني .
فيا الله أين يكون ؟! وما الذي حدث ؟ فجلست أياما أتردد حتى اكثر الاعتذارمختلقا الواهي من الاعذارفصادفته يوما . صادفته يوما فاقتربت منه وأنا اتأمل فيه فلا أظنه هو صاحبي أي والله لا أظنه هو صاحبي فاوقفته . أوقفته فصد عني فأمسكت به فطأطأ رأسه وبدأت دموعه تتساقط فتعجبت وقلت :ماهذه الدموع ؟ وما سرها أحقا هذه هي دمعتك؟
نعم إنها دمعتك – دمعتك تخاطبك وتناديك وتعاتبك
أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22))
سورة الملك
لقد حدثوني لقد ساءني مخبر وقال رفيقك لم يعد كما تظن لكني لم اصدق حتى رأيتك بعيني رأيتك ففوجئت بهذا التغيير فيا الله . يا له من تغيير أقولها بكل أسى نعم بكل أسى فأنتم لا تعلمون لا تعلمون حجم مصيبتي وحزني وألمي . كيف لا وانتم لا تعرفونه كما عرفته وقد كان يعيش في جنة الاستقامه يتفيأ ظلال الايمان ويشرب من رحيق القرآن كان معنا وبيينا ولا يفارق مجالس الصالحين ينهل من خيرهم ويستأنس بمجالسهم كم حدثتني دوما بانشراح صدرك ؟ والآن والآن تسلك طريق مظلما موحشا أنت يا من شعلة في مسجدك ألم تكن مرتادا للحلقات ؟ ألم تكن مسابقا في الخيرات ؟ أين تلك الركعات والسجدات ؟ اين ذلك الوقار والهيبة؟ أين الاتزان والالتزام؟ أين ذهب ذلك؟ والله لقد كانت هيئتك تسر الأنظار ووجهك تزينه لحيتك وتزيده نورا وإجلال
لماذا كل هذا ؟
ما الذي حدث يا أًخَي؟ ما الذي حدث ؟ هل تغير الحال ؟؟ اصدقني.