كلنا في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم
حوار هادئ مع السيدة ماري الإسبانيـة
بغداد عام 1980م
ثلاثة أشهر عشتها مع السيدة/مارى الاسبانية ومترجم الحوار الدكتور أبو العلاء لأنّها قالت : إما أن أرجع إسبانيا داعية للإسلام ، وإمّا أن أرجع زعيمة عّمال شيوعية0
وهذا المقال حول جانب جانب واحد من الحوار ، وهو أن الإسلام حاول أن يرجع بالديانة النصرانية إلي ما كانت عليه في عهد السيد المسيح0 فالمسيحي إذا اعتنق الإسلام لا يجد غُربة في الإسلام 0
يا ماري: لقد حاولت دراسة الموضوع من الأناجيل ( أن عقيدة السيد المسيح التي آمن بها ودعا الناس إليها هي ( الله واحد ) 0
هذه عقيدة السيد المسيح في حياتـه:
جاء هذا في إنجيل يوحنا أصحاح 20- 17 0 قول السيد المسيح " 3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. " 0
الله واحد 0 والمسيح رسـول 0
ظلّت العقيدة هكـذا حتى دخـل الملك قسطنطين الديانة المسيحية ، وكان قبلها مشركاً ، فجاهد من أجل نصرة الذين يقولون بأن إلوهية السيد المسيح ، كان هذا في مؤتمر نيقية عام 325 ميلادي 0
وفي عام 381 أتخذ أوّل قرار بإلوهية 0 وكان الإله واحداً في عصر السيد المسيح ( راجع محاضرات في النصرانية ص 159 ) 0
الإسلام يحاول أن يُعيد الديانة النصرانية لأيّام السيدالمسيح0 ( لا تدعوا لكم أباً على الأرض فإنّ أباكم واحد الذي في السماء 0 ولا تدعوا لكم معلّمين لأنّ معلمكم واحد وهو المسيح) 0
ابتعدت النصرانية تماماً عن عقيدة السيد المسيح حتى جاء الإســلام 0

* المشيئة لله وحــده 0
هذا ما كان عليه السيد المسيح في حيـاتـه 0
الذي يدين العباد يوم القيامة هو الله وحده 0
يقول السيد المسيح :" 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.0" ( إنجيل يوحنا إصحاح 17 – 25)
فالله واحد 0 وهو الذي يحاسب عباده يوم القيامة 0
والمسيح نبي :

وجاء في إنجيل متىّ إصحاح 13- 5 0
عندما آذى أهل أورشليم السيد المسيح قال : نبي بلا كرامه إلاّ في وكنه 0
وعندما ردّ المسيح بصر الرجل الأعمى سألت الجموع الرجل الأعمى : ما ذا تقول في الرجل الذي ردّ لك بصرك قال : هو نبي 0

* والمسيح رسول 0 وأعطاه الله الإنجيل 0
قال عن أتباعه (( إنّهم أمنوا أنّك أرسلتني " 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، 8لأَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.".إنجيل يوحنا إصحاح 17 – من 6 – 8 0

* وآتيناه الإنجيل 0
يقول السيد المسيح كما جاء في إنجيل يوحنا إصحاح 12- 49 0 " 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هكَذَا أَتَكَلَّمُ».

هذه شهادة يحي 00 عليه السلام 00 للسيد المسيح:

((34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ)) إنجيل يوحنا إصحاح 3/34 0
ويقول السيد المسيح عن تلاميذه ، وعن إيمانهم به ، يقول لله سبحانه :
إنّهم أمنوا أنّك أرسلتني " 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي ـ الإنجيل ـ هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، 8لأَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.". ( يوحنا 17/6 ـ 8 )

وقال السيد المسيح في أنجيل يوحنا إصحاح 14/24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.).
ومن العجيب أن الذين أضاعوا الإنجيل الذي كان السيد المسيح يقرأه في حياته، وكانت الجموع تتزاحم كي تسمعه، الذين أضاعوه هم الذين يطلبون من المسلمين أن يدلّوهم على هذا الإنجيل !!.

يقول الدكتور منصور حسين في كتابه (( دعوة الحق بين المسيحية والإسلام )) يقول : الذين أحرقوا الأناجيل قبل الإسلام هم الذين يطلبون من المسلمين أن يدلّوهم على الإنجيل المفقود ـ فهذا غير معقول . (( دعوة الحق ص 335 )) .

يا مارى،إنّ الله واحد بشهادة المسيح .

ولا يرث الناس الحياة الأبدية إلا بشهادتهم .