بالنسبة للبند الرابع : من العهد المكي الوسيط (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة الأنبياء 21:7)
ياسادة ، أين ملكة اللغة العربية ؟ أين الفصاحة والبلاغة والعقول الواعية ؟
الذكر : له معان متعددة ، فالمعنى الذي جاء بالآية هو : الذكر هو الإخبار بشيء ابتداء ، والحديث عن شيء لم يكن لك به سابق معرفة ، ومنة التذكير بشيء عرفته أولا ، ونريد أن نذكرك به ، وكل هذا يدور حول البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
فعندما يدعي أهل الصليب أتباع اليهود بقول ( نحن أهل الذكر ) فنقول لهم : لا
أنتم "اهل ذكر" وليس "أهل الذكر" لأنكم من المفروض تتبعون عيسى عليه السلام وإنجيله وليس "ذكر" من عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد سيدنا عيسى عليهم السلام ... وطبعاً أنتم لا تؤمنوا بأن للمسيح إنجيل آتى به .![]()
والذكر إذا أطلق انصرف المعنى إلى القرآن؛ وهو الكتاب الذي يحمل المنهج؛ وسبحانه قد شاء حفظه؛ لأنه المعجزة الدائمة الدالة على صدق بلاغ رسوله صلى الله عليه وسلم.
لو نظرنا للبند الخامس : وقبل أن نبدأ نقول بسم الله الله أكبر ونطق وليم كامبل بلسان الحق فقال : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء 21:105) ، وهذه الآية اقتباس من مزمور 37:29 (الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الْأَبَدِ) فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير.
تعالوا نحلل كلام وليم كامبل الظاهر للجميع والذي يعترف ويقر بصحة القرآن وأعترافه بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله .
سنقسم هذا البند إلى جزئين
الجزء الأول : ما جاء بالقرآن مقتبس من سفر المزامير
فيقول وليم كامبل : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء 21:105) - وهذه الآية اقتباس من مزمور 37:29 (الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الْأَبَدِ)
فنرد على كلامه بقول : لنأتي بقرينة ونرى هل وليم كامبل من الصديقين ام الصالحين ام الكاذبين .
قال تعالى :
وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
(69النساء)
فلجهل وليم كامبل للغة العربية أُخِفيَ عنه دقة الكلمات والوصف والمعاني .. فالقرآن ذكر في آية سورة النساء (الصديقين والصالحين) ولو كان لهم معنى واحد لما جاء بهم الله في آية واحدة .
جاء بتفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن
"الصديقين " الصدّيق الكثير الصدق
"الصالحين" جمع صالح وهو الذي استوت سريرته وعلانيته في الخير وقيل الصالح من اعتقاده صواب وعمله في سنة وطاعة .
فما جاء بالمزمور اشترط الصدق فقط ، ولكن ما جاء بالقرآن اشترط الصلاح الذي يعتمد على صواب عمله في سنة وطاعة وهي الأقوى في المعنى في هذا الصدد .
وهذا يكشف لنا أن القرآن يتحدث عن مزمور اخرى لم يُحرف .
فهل لديكم النص بدقته كما ذُكر بقوله الله تعالى : الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون ؟
لذلك قول وليم كامبل أن ما جاء بـ (سورة الأنبياء 21:105) اقتباس من مزمور 37:29 خطأ ، لأن الصديقين غير الصالحون كما أوضحت
.
تعليق : ما معنى "وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الْأَبَدِ" ؟ فمن هذا الذي يضمن عمره لحظة ليرث شيء إلى الأبد ؟ أفلا تعقلون ؟
الجزء الثاني : هو أعتراف وليم كامبل بصحة الإسلام
يقول وليم كامبل : فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير.
بسم الله - الله أكبر
قال تعالى : كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّه ، وفي آية أخرى : وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
فها هو وليم كامبل يؤكد لنا أنه يعلم علم اليقين أن الذي يُبلغ سيدنا محمدبمضمون القرآن هو الله وهذا يدل على ان مضمون القرآن هو كلام الله .
مشكور عزيزي وليم كامبل على هذا الإقرار ... فلماذا العناد والمكابرة إذاً ضد الإسلام ؟![]()
بالنسبة للبند السادس : نجد أن وليم كامبل يعترف ببدعة العقيدة المسيحية فيقول : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟) سورة الزخرف 43:44 و45 / وقال البيضاوي والجلالان في تفسير (واسأل مَن أرسلنا من قبلك): أي اسأل من يعرفون كتبهم وعقائدهم وهذا يعني أن تلك الكتب والعقائد كانت معروفة زمن محمد.
فهذا يؤكد أن العقيدة الإيمانية بالله عز وجل هي الحق الذي جاء بها أنبياء ورسل الله عز وجل "ابراهيم واسحاق واسماعيل ويعقوب ويوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى ومحمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام" ، ولكن انحرفت المسيحية عن عبادة الله وإدعوا أن الله (حاشا لله) روح وله أقانيم وتجسد في إنسان وخروف وحمامة ، قد أوضح الله لنا آية كونية عجيبة وجميلة جداً عندما كشف لنا أن المسيحية تتبع اليهود ولكن اليهود تعبد الله والمسيحية تخالفهم وتعبد يسوع وتدعي أنه هو الله كما يدعي الهندوس أن البقرة هي الله (حاشا لله).
قال تعالى :
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
(113المائدة)
فأنظروا قول الله في هذه الآية : كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ
وهذا يعني أنه لا فارق بينهم وبين الأغبياء والجهلة عبدة الأوثان والأفاعي والبقرة والأوثان ، فكلهم في نار جهنم وبئس المصير لأن الله أنعم عليهم بالعقل ولكنهم جحدوا فساواهم الله بأدنى خلقه .
وها هو بابا الفاتيان يقر ويعترف أنه يعبد نفس الإله الذي يعبده عبدة النار والأفاعي وأن بوذا قديس وأن البوذية وغيرها من الديانات الوثنية هم ديانات سماوية وزعها الله على عبادة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
يتبع :-
المفضلات