السلام عليكم
ومازال النصارى فى طغيانهم يعمهون ويدعون تدليسا ان العرب اضطهدوهم ابان الفتح الاسلامى
نعرض فى هذه الصفحة نقلا عن كتاب "تاريخ الكنيسة القبطية"للقس منسى يوحنا -قسم تاريخ البطاركه-ص290 :
*ملحوظة:هذا نقل حرفى فجميع الاقوال بطلب عمرو الصلاة وظهور الملاك وما الى ذلك من"شطحات النصارى" طبقا لما سطر الكاتب نفسه
" بنيامين -البطريرك الثامن والثلاثون

جلس على الكرسى الاسكندرى فى امشير سنة 325ش و620م فى عهد هرقل قيصر بعد معلمه اندرونيقوس وجميع بطاركة الكرسى المرقسى قبل البابا بنيامين كانوا من الاسكندرية وهو اول بطريرك اقيم من المدن والبلاد وكان مسقط راسه مريوط كما ذكر وكانت حياته كلها سلسلة اوجاع والام فانه لم يكد يرسم بطريركا حتى اوفد هرقل قيصر الرومان واليا الى ارض مصر يدعى كيروس ليكون بطريركا وواليا عليها ولكى ينال هرقل رضاء المصريين كلف كيروس بنشر مشروع الاتحاد الذى ذكره القائل بان المسيح "مشيئة واحدة" بدل قولهم"طبيعة واحدة" فابى البابا بنيامين قبول اى تعليم يؤثر على ما تقلده من ابائه فاخذ الوالى فى اضطهاده حتى راى حياته فى خطر وقيل ان ملاك الرب تراءى له وقال له"اهرب انت ومن معك من هنا لانه شدائد عظيمة تنزل عليكم ولكن تعز فلا يستمر هذا الجهاد سوى عشر سنين",فكتب منشورا الى سائر الاساقفة فى اقاليم مصر ينصحهم فيه ان يختفوا من وجه التجربة الاتية عليهم وجمع كهنة الاسكندرية واوصاهم بالسهر على الرعية ثم خرج من طريق مريوط وهوماش على رجليه ليلا ومعه اثنان من تلاميذه حتى وصل الى اسقيط القديس مكاريوس وكان هذا عقب الخراب الذى دهم هذه البرية من الفرس فلم يجد فيها الا نفرا قليلا فتركهم وانصرف الى الصعيد وسكن هناك فى بلاد تيباس واختفى فى دير صغير حتى تمت العشر سنين
وفى هذه الاثناء هجم العرب على مصر بقيادة عمرو بن العاص واستولوا عليها وقرب عمرو من كبار الاقباط وكان بينهم رجل يسمى شنوده فتقدم اليه واعلمه بخبر البطريرك وما كان من امر هروبه واختفائه وطلب منه ان يامر بعودته فلبى طلبه وكتب امانا وارسله الى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور دون ان يخاف مطلقا ولما حضر وذهب لمقابلته ليشكره على هذا الصنيع اكرمه واظهر له الولاء واقسم له بالامان على نفسه وعلى رعيته وقيل انه طلب منه ان يصلى لاجله حتى اذا رجع منتصرا من حروبه الاخرى يجيبه الى كل ما يطلبه فدعا له البطريرك وتم لعمرو ما اراد بدعائه وعزل البطريرك الذى اقامه هرقل ورجع البابا بنيامين الى مركزه معززا مكرما وهكذا عادت المياه الى مجاريها بعد غياب ثلاثة عشرة سنة منها عشر سنين فى عهد هرقل وثلاث سنين قبل ان يفتح المسلمون الاسكندرية واعطاه عمرو الكنائس التى اغتصبها الاروام ثم اخذ فى جذب الذين اضلهم هرقل فرجع منهم كثيرون وظهر الارثوذكسيون الذين كانوا مختفين حسب مشورة بطريركهم ثم ظهر ملاك الرب للبطريرك طالبا منه ان يبنى بيعة بدير مطرا لانه يتنجس بافعال الخلكيدونيين الرديئة دون كل الكنائس والاديرة التى هتكوا فيها الاعراض واهرقوا فيها الدماء
ثم وجه البطريرك التفاته نحو الاديرة التى اخربها الفرس اثناء تملكهم مصر واجتهد فى تصليحها فرمم عمارات اديرة برية شيهات بوادى النطرون فبنى دير الانبا بيشوى واعاد اليه رهبانه ولما نما عددهم واخذوا قسطهم من الراحة قصد بهم دير ابى مقار فرمموه وبنو بها كنيسة عظيمة ودعوا البطريرك لتكريسها وكان شنوده كبير الاقباط حينئذ قد كلف البابا بنيامين ببناء كنيسة على اسم القديس مرقس ولكن الاجل لم يفسح له
وكان هذا البطريرك انسان مملوء نعمة وحكمة اسمه اغاثو وكان قسا فى الكنيسة وهو من اهل مريوط وكان فى زمن هرقل يتزيا بزى العلمانيين فى مدينة الاسكندرية ويطوف فى الليل ليثبت الارثوذكس المختفين ويقضى حوائجهم ويناولهم من الاسرار المقدسة وفى النهار كان يحمل على كتفه قفة فيها الات النجارة ويتظاهر امام المضطهدين بانه نجار حتى لا يعترضوا سبيله فمكث هكذا عشر سنين الى حين ظهور المسلمين ورجوع البابا بنيامين فجعله وكيلا له فى تدبير البيعة
واصيب البابا بنيامين بمرض فى رجليه استمر فيه سنتين وقبل وفاته ارسل مطرانا جديدا الى الحبشة ومعه راهب اسمه تكلاهيمانوت عرف بقداسته وتقواه ولازال الحبش يكرمونه ويجلونه الى هذا اليوم ويقولون انه اول من اوجد الرهبنة فى بلادهم ثم لحق البابا بنيامين بابائه وتنيح فى اليوم الثامن من طوبه سنة364ش وسنة659م بعد ان جلس على كرسى البطريركية تسعا وثلاثين سنة
اما البطريرك الرومانى كيروس فقد مر بنا خبر عزله وقيل انه لشدة حسرته لسبب خيبته وفشله مص خاتما مسموما فمات لوقته ولا يعلم من القيصر او الملكيين بمصر اختار خلفه بطرس الذى لما عرف ان للبابا بنيامين السلطه والرئاسة فى مصر لم يعجبه البقاء فيها فاب الى القسطنطينية مع المهاجرين اليها واستمر الكرسى الرومانى بعد بطرس خاليا مدة ستين سنة"