
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف البتار
والعرب تسمي العم « أبا » قال تعالى : في قصة يعقوب : « قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق ) وإسماعيل كان عم يعقوب عليهم السلام وقد سماه أبا في هذه الآية
إن لفظة «الأب» وان كانت تُستعمل عادة في لغة العرب في «الوالد»، إلاّ أن مورد استعمالها لا ينحصر في ذلك .
بل ربما استعملت ـ في لغة العرب وكذا في مصطلح القرآن الكريم ـ في: (العمّ) أيضاً. كما وقع ذلك في الآية التالية الّتي استعملت فيها لفظة الأب بمعنى العم إذ يقول سبحانه:
(إذْ قالَ لِبَنْيهِ ما تَعْبُدونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إلهَكَ وإله آبائكَ إبْراهيم واسْماعيل وإسحاقَ إلهاً واحِداً ونحن لهُ مسلمون).
فإنّ ممّا لا ريب فيه أن «اسماعيل» كان عماً ليعقوب لا والداً له، فيعقوب هو ابن اسحاق، واسحاق هو أخو اسماعيل.
ومع ذلك سمّى أولادُ يعقوب «اسماعيل» الّذي كان (عمَّهم) أباً .
ومع وجود هذين الاستعمالين (استعمال الاب في الوالد تارة، وفي العم تارة اُخرى) يصبح احتمال كون المراد بالاب في الآيات المرتبطة بهداية «آزر» هو العمّ أمراً وارداً، وبخاصة إذا ضَمَمْنا إلى ذلك قرينة قوية في المقام وهي: اجماع العلماء الّذي نقله المفيد رحمه اللّه على طهارة آباء الانبياء واجدادهم من رجس الشرك والوثنية .
ولعل السبب في تسمية النبي «ابراهيم» عمَّه بالأب هو أنه كان الكافل لابراهيم ردحاً من الزمن، ومن هنا كان «ابراهيم» ينظر إليه بنظر الأب، وينزله منزلة الوالد .
المفضلات