المبحث الثاني (2-5-6) :- اقرار علماء المسيحية بأن هذا الانجيل موجه الى اليهود
نقرأ من مقدمة تفسير انجيل يوحنا للقمص تادرس يعقوب ملطي غاية هذا الانجيل و أنواع الموجه اليهم اليهود وهو يحصرهم فى الآتي :-
1- الرد على اليهود المقاومين
الذين رفضوا الايمان بالمسيح عليه الصلاة والسلام و المتمسكين بالتقليد اليهودي
2- المتشيعون ليوحنا المعمدان
يزعم البعض وجود جماعة من المتشيعين ليوحنا المعمدان لتعظيم دوره على حساب المسيح عليه الصلاة والسلام
ويرى القمص تادرس يعقوب أن انجيل يوحنا كان من ضمن أهدافه الرد على هؤلاء ، والأكيد أن هذه كانت جماعة من بنى اسرائيل
3- الرد على بعض أصحاب البدع والهرطقات
يرى القمص تادرس يعقوب أن انجيل يوحنا كان ردا على أصحاب البدع و الهرطقات ، منهم كيرنثوس و الدوسيتيين
ولكن كما قلت قبل ذلك فانه أيا كان زمان كتابة هذا الانجيل فالأكيد أن أصحاب هذه البدع كانوا من بنى اسرائيل الذين تأثروا بالأفكار اليونانية الوثنية لذلك حاولوا المزج بين ما عرفوه من أصول ديانة أجدادهم وبين ما تأثروا به من فلسفات وأفكار وثنية ثم صبغها بصبغة مسيحية بتطبيق تلك المعتقدات على المسيح عليه الصلاة والسلام
أما أصحاب الفلسفات الوثنية من غير بنى اسرائيل فلم يكن يعنيهم فى شئ معتقد أجداد بنى اسرائيل ليمزجوا بينه وبين فلسفاتهم
فنرى أمثلة لأصحاب هذه البدع ونجد أنهم من بنى اسرائيل :-
أ- كيرنثوس كان يهودي متنصر تمسك بالختان والسبت
ب- وأيضا من ضمن الدوسيتيين
أصحاب عقيدة ساتورنينوس الذين تناولوا الحديث عن الملائكة السبعة ، وأيضا أصحاب عقيدة ماركيون وهم يعرفون الناموس و اسم قايين وكلا من الملائكة السبعة أو قايين والناموس فهؤلاء موجودون فى الديانة اليهودية
أي أن انجيل يوحنا لو كان ردا على هولاء فهو يرد على أشخاص من ذرية بنى اسرائيل
4- نداء الى المسيحيين من أصل يهودي فى الشتات
يرى القمص تادرس يعقوب أن هذا الانجيل موجه أيضا الى المسيحيين من أصل يهودي بدليل حديث الانجيل عن الذين أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام ولكنهم خافوا أن يعلنوا ذلك حتى لا يطردوا من مجمع السنهدرين (يوحنا 12: 42 ، 19: 38)
5- مساندة المسيحيين فى العالم أيا كان أصلهم
ويعتمد القمص تادرس يعقوب فى هذا على تكرار كلمة العالم فى انجيل يوحنا وأيضا لما ورد فى انجيل يوحنا على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام بأن له خراف ليست من هذه الحظيرة (يوحنا 10 :16)
ولكن هذا ليس دليل على اعتقادهم بعالمية الرسالة والانجيل لأسباب سوف أوضحها ان شاء الله فى المبحثين التالين
أي أن فى اعتقاد علماء المسيحية فان أربعة طوائف من الموجه اليهم هذا الانجيل كانوا من بنى اسرائيل أما الطائفة الخامسة التي يزعمون أنها العالم فهذا بناء على نصوص يفسرونها تفسيرا خاطئا
المفضلات