بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا ملء السماوات والأرض وملء مابينهما وملء ماشئت من شيء بعد ، الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة القرآن ، الحمد لله على نعمة الصحة والمعافاة ، الحمد لله حمدا كما ينبغي لجلال وجهك ، اللهم لك الحمد عدد ماحمدك الحامدون وعدد ماذكرك الذاكرون، اللهم لك الحمد ياربنا كما أثنيت أنت على نفسك لانحصي ثناء عليك ، والصلاة والسلام على خير خلق الله خير الأنام إمام المتقين وسيد المرسلين الصادق الأمين من أخرجنا من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد نشهدك يا الله أنّ رسولنا صلى الله عليه وسلم وحبيبنا وشفيعنا غدا إن شاء الله تعالى قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك أو ضال ،
حياكم الله إخوتي و أخواتي ...
أحييكم جميعا بتحية أهل الجنان جعلني الله وإياكم من أهل الفردوس الأعلى تحية من عند الله طيبة مباركة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أما بعد :
عتاب لكم يا من أودعتم كتاب الله في قلوبكم ، يامن فضلكم الله على كثير ممن خلق تفضيلا ، لكم يا أهل الهمم العالية ، لكم يا من الآمال على أيديكم بإعادة عزة الإسلام والمسلمين .. جعله الله حجة لكم لاعليكم وجعله الله نورا لقلوبكم وصدروكم وجلاء لهمومكم وذهابا لغمومكم ، جعله الله لكم خير صاحب ورفيق في الدنيا وخير مؤنس ومنير في القبر وخير هادٍ و شفيع يوم الحساب يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم
وإني أبدأ مستعينا بالله تعالى كتابة مالدي دون تحضير مسبق له بل تركت ذلك توفيقا وتيسيرا من الله تعالى فسامحوني على الأخطاء اللغوية والإملائية التي قد تبدر مني وأسأل الله العفو عن كل كلمة أخطئ بها لا ألقي لها بالا امتثالا بقوله تعالى : "رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا"
وما أكتبه هو لي قبل أن يكون لكم حتى لانكون ممن قال الله تعالى فيهم : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " ....
سنناقش نقطة نقطة إن شاء الله والحوار متاح للجميع سواء من حفظ كتاب الله كاملا أو من مازال يحفظ في كتاب الله " مثلي " لنجمع أكبر قائمة من الأفكار والإصلاحات
من أجل أن نكون أهلا لكتاب الله .... فكتاب الله عزيز وحملته لابدّ أن يكونوا أهلا لذلك ... وإني واثق أنكم كذلك إن شاء الله تعالى ...
سنترك النقاش لكل نقطة أسبوع على الأقل ....
النقطة الأولى : مشكلة الرياء ....
----------------
اعلم أخي الكريم , أختي الكريمة أنّ الله تعالى لايقبل عملا قد أشرك به ، فإن الله غيور جدا ولايقبل عملا إلا ماكان خالصا لوجهه الكريم , فقد يحفظ الإنسان كتاب الله ويفاجئ يوم القيامة والعياذ بالله بأنه ممن قال الله تعالى فيهم : "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا" ،
حافظ لكتاب الله ويكن أول من تسعر به النار ، ما السبب ؟
عدم إخلاص الحفظ لله تعالى هو السبب .... عمله غير خالصا لوجه الله تعالى فهو عمل بااااااااااطل غير مقبول
حفظت كتاب الله ليقول الناس عني حاااااااااااااافظ ، حفظتي كتاب الله ليقول الناس عنك حااااافظة ،
حفظت كتاب الله لأفتخر به وأتعالى به على الناس , حفظت كتاب الله حتى تكون لي مكانة بين الناس ..
حفظت كتاب الله في شهرين بل في شهر ,,, حفظت كتاب الله وشاركت في مسابقات كثيرة وكنت الأول بها كلها
حفظت كتاب الله لأجل جائزة نقدية ، حفظت كتاب الله لأنني سمعت أن حافظ كتاب الله يزداد راتبه الوظيفي
حفظت كتاب الله لأجل الدنيا لا لله ,,, لهذا من حفظ كتاب الله لهذه الأسباب فقد خسر الدنيا والآخرة ....
فهل هناك عاقل يتعب ويجتهد في حفظ كتاب الله ومن ثم كل تعبه هذا يذهب هباء منثورا !؟
ماالسبب ؟ السبب : عدم إخلاص الحفظ لله تعالى ..
وهنا لابد أن أنوه جيدا أنه ليس المقصد أنّ الحفظ في شهرين أو شهر غير محمود أو المشاركة في المسابقات غير مقبول
أو أي مما ذكرت هو سبب مباشر في الرياء بل النية هي أساس العمل ،
هل تحفظ مستعينا بالله وراجيا ثوابه وأن يكون حفظك خالصا لوجهه الكريم ؟
أم تحفظ راجيا أن تكون لك مكانة بين الناس ؟
إن كنت تحفظ لأجل أن تكون لك مكانة بين الناس فلاتقلق سيعطيك الله عزوجل ماتريد ولكن غدا ستكون أول من تسعر بالنار ،
"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار "رواه مسلم.
وإن كنت تحفظ لله خالصا لوجهه الكريم فسترزق الاثنين معا وذلك هو الفوز المبين
هناك مشكلة أخرى ؟ نعم الكل تقريبا الحمد لله ولا أظن هناك عاقل يقول : أنا أريد أن أحفظ كتاب الله رياء
لكن المشكلة أنّ هناك كثير من الناس قد يقع في باب الرياء دون علم لهذا قال تعالى : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " ،
فالجهل وعدم العلم هو سبب من أسباب الوقوع في الرياء ...
لهذا لابد أن نفهم تلك الأمور جيدا وأن نعالج هذه الأمور لأنّه باب خطير يحبط به عملك وكأنك لم تعمل بل لو لم تعمل كان أفضل لك ..
وبكل اختصار : أنت وحدك من تعلم نفسك هل أنت مخلص أم مرائي ,, قال تعالى : "بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ "
ولكن هناك أحيانا يلبس الشيطان على ابن آدم الأمور فتراه ترك حفظ كتاب الله لأنّ الشيطان يوسوس له ب :
أنت مرائ , أنت غير مخلص ، أنت أول من تسعر بك النار ..
فتراه ترك الحفظ خوفا من الرياء لأن فلان قال عنه : ماشاء الله يحفظ كتاب الله أو يحفظ في كتاب الله
ولأن آخر أخذ يمدح به ...
فهنا هو قد وقع حقا بالرياء ... لأنه من يعمل لأجل الناس فهو مشرك ومن يترك العمل لأجل الناس فهو مرائي
إذن ماالحل ؟
الحل : لاتنظر إلى مدح الناس أوذمهم لك فهو لن يقدم ولن يؤخر ... ،
فأنت أدرى بنفسك وأنت وحدك من تقرر أن تكون مخلصا أو تكون مرائيا ..
ومن حفظ كتاب الله رياء فإنّ الله يفضحه في الدنيا قبل الآخرة فترى الناس يقولون عنه مرائي بل خبره قد أشيع بين الناس ..
وهنا قد يلتبس الأمر على بعض أناس بأنّ الناس تمدحه فيظن أنه مرائي وهنا نقول : طالما أنت لم ترائي وخائف من الرياء فأنت إن شاء الله لست بمرائي
ومدح الناس لك هي بشرى لك في الدنيا قبل الآخرة فلاتقلق و أكثر من الدعاء ب : " اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه "
انتهيت من طرح النقطة والمشكلة الأولى ألا وهي مشكلة الرياء ... سنتيح المجال للنقاش في هذه النقطة
وطرح الأمور التي يظن الشخص أنه مرائي والالتباسات الموجودة لدى الكثير ، لنكن يدا بيد من أجل تصحيح الأمور التي قد تكون لاقدّر الله خاطئة لدينا
أنتظر مداخلاتكم وتدعيمكم لحل تلك الآفة التي لاشك أنها توجد لدى الكثير ..
وبعد انتهاء النقاش والاكتفاء بحل هذه الآفة سننتقل إلى نقطة جديدة إن شاء الله تعالى
اللهم اجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهك الكريم
اللهم اجعلنا ممن يحفظ كتاب الله خالصا لوجهك الكريم لارياء ولا مراءاة للناس بل طمعا في الارتقاء به إلى أعلى عليين أعلى درجات الجنان والنعيم في الفردوس الأعلى إن شاء أكرم الأكرمين ..
اللهم ارزقنا العمل والعلم والتخلق بما فيه وارفعنا به في الدنيا والآخرة واجعله حجة لنا لا علينا
سبحانك إنّك سميع قريب مجيب
والحمد لله رب العالمين
المفضلات