طعام .. بلا فوائد
-----------------------
قد أكونُ مقلًا من الذهاب إلى مثل هذه الأماكنِ أو مكثرًا، لا يهمُّ هذا، السؤالُ
الآن: كم مرةً ذهبتَ إلى هناكَ لتأكل ؟ إن كان كثيرًا؛ فهل فكرتَ في مرةٍ أن
تعرضَ عليهم بعد فراغك من الطعام أمرًا
كهذا كوسيلة للدعوة إلى الله تعالى؟! كم مرةً ذهبتَ إلى هذا المطعم-أو
غيره- لتأكل ثم توزع بطاقات ومطويات دعوية على طاقم العمل هناك؟! كم
مرةً ذهبتَ إلى هناك لتأكل وقمتَ بتغيير المنكر كالأغاني والتلفاز؟! كم مرة
ذهبتَ إلى هناك لتأكل ثم تترك أثرًا طيبًا كسفيرٍ للداعين إلى الله تعالى؟! إذا
كنتَ لم تفعل شيئًا من هذا.. فسامحني إنْ قلتُ لك: إن طعامك بلا فوائد..
فأنتَ تأكلُ لمجردِ الأكل.. لا للتقوِّي على العبادة.. وشتانَ بين صاحبي
النيتَيْن! أخي الحبيب.. لا أسردُ لك بذكري لهذه القصة يومياتَ حياتي
لتتأملها.. ولا أدعي-والله يعلم- لنفسي فضلًا أو يدًا فيما حدث، وإنما ا
لفضلُ لله وحده.. ولكن لنأخذ جميعًا بالأسباب! أخي الحبيب.. دعني أكنْ
أكثرَ صراحةً معك؛ سنواتٌ مضت على التزامك.. ثم ماذا؟! ألم تفكر مرة في
الدعوة إلى الله تعالى؟! ألم يراودك حمل هم هذا الدين؟! إن عليك يا
صاحبي مسئولية كبيرة وأمانة عظيمة ستسألُ عنها أمام الله تعالى.. وهي
أمانةُ الكلمة! إنني أريدك أن تخترقَ حاجزَ الصمتِ الذي تجلسُ خلفه
لتتكلم، لتنطقَ بالصدق وتصدع بالحق، لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،
لتدعو إلى الله تعالى.. لتكون أكثر إيجابية. أخي الكريم.. لتعلم أن الله
تعالى قادرٌ على أن ينصر هذا الدين بنا.. وأنه قادرٌ على أن ينصره
بغيرنا.. وأنه جلَّ في علاه قادرٌ على أن ينصر هذا الدين لا بنا ولا بغيرنا،
وإنما بجندٍ من جنوده الذي لا يعلمها إلا هو! فهل ترضى يا أخي الحبيب
أن يستبدلك الله تعالى ولا يستعملك؟! أترضى أن ينصرَ الله تعالى هذا الدين
بغيرك؟! أما تعلمُ أن الله تعالى إذا أحبَّ عبدًا استعمله، كما يقولُ نبينا صلى
الله عليه وآله وسلم؟! أخي، كم زميلًا لك في عملك أو دراستك من تاركي ا
لصلاة؟ هل فكرتَ يومًا في نصحهم؟ أم أنك ألقيتَ عن عاتقكَ هذه الأمانة
واكتفيت ببغضهم في الله؟!! كم من جيرانك ممن يسمعُ الأغاني ويشربُ ا
لدخان من أصحاب القلوب الطيبة الذين يؤدون لو امتدتَ إليهم
يدكَ "الحانية" برفق لتنتشلهم من ظلمات المعاصي؟ كم تعرفُ لكَ من ا
لأقارب غيرِ المحجبات؟ فهل فكرتَ يومًا في إعطاء إحداهن كتابًا أو
أسطوانة كوسيلة للدعوة إلى الله تعالى؟ أختي الكريمه.. هذا غيضٌ من
فيض مما ينبغي عليك.. وطرائقُ الدعوة إلى الله تعالى كثيرة.. ستفتحُ
عليك أبوابها بإذن الله.. فقط حينما تتحلى بالشجاعة الكافية لتكون
إيجابيًّا، وتتحرك من أجل الدعوة إلى الله تعالى ونصرة هذا الدين العظيم.
فتحركَ يا أخي ودع عنك المثبطين.. فإن طريقَ التمكين لهذا الدين طويلٌ..
ولا يحتاجُ إلا لذوي الهمة والعزيمة من الرجال المخلصين. وللأخواتِ ا
لفاضلات أقول: عليكن مثلُ ما علينا من أمانة التبليغ والدعوة إلى الله
تعالى.. فاجتهدن في نشر رسالة الإسلام على كل بقعة أرض تطؤها أقدامكن الطاهرة...
منقووووول
المفضلات