السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة
لا يكون الصبر فقط بالمحبة, أو بادعاء المحبة
فكم من محب لله فقد صوابه بنزول مصيبة به, وخسر أجر الصبر, بل منهم من يكفر بالله ويتفوه بكلمات تخرجه من الدين عند نزول البلاء ....
ولنا في الصبر وقفة
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة : 155] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ [البقرة : 156] أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة : 157]
انظري أختي الكريمة:
مصائب هي أشد على النفس من قطع الليل المظلم : خوف, وجوع, وفقر, موت الأحباب, وجدب الأرض
الكل من ابتلاء الله لنا.... لماذا ؟!!!!
أولاً
للتذكير والتنبيه
لعل المُبتلَى قد بعُد عن الله ويريد الله ابتلاءه ليرجعه إليه ...
فيكون البلاء نعمة من الله لتذكير العبد بأن الله يريد توبته وإنابته .... وتنبيه أن هذا البلاء مجرد تنبيه بسيط وأن ما سواه قد يغلبه
ثانياً
لرفع الدرجات
آلا ترين أن حال المسلم كله خير, حتى الشوكة يُشاكها فيرفع له بها درجة أو يحط عنه بها خطيئة؟!!!
فكلما صبر العبد عظم الاجر
ثالثاً
للعبرة
ونعوذ بالله أن يجعلنا عبرة لغيرنا
وهذا النوع لمن طغى في الإفساد, وسعى في خراب نفسه وغيره, وتجبر وتكبر
فيجعل الله منه عبرة بكسر شوكته, وإعلان ذله, ليعلم من حوله أن الله عزيز ذو انتقام, لا يغالبه أحد إلا وشق الجبار ظهره
للإختبار
ليرتفع بالصبر وحده ناس فتكون لهم أعلى مراتب الجنة, ويظهر كذب مدعي الحب لله فلا يصبرون على ابتلاء الله ...
لماذا وعد الله الصابرين بهذه المنزلة؟
لأنه شاق على النفس حبس ما تشعر به, فيلجأ غير المؤمن بتنفيس الصبر بما يرفع هن نفسه الكرب,
ولكن السؤال الآن:
هل ما قاله الإنسان من شتم أو سب أو تفوه بما لا يليق به كمسلم, أو فعل ما يندم عليه يرفع المصيبة أو يغير من أصلها شيئا؟!!!
بالعكس
فالمصيبة قد تكبر, والخطر قد يتضاعف,
وفي النهاية خُسر الأجر, وغضب الله!!!!
إنه دور الشيطان!!!!
أختي الكريمة
هل يترككِ الشيطان في مصيبتك؟!!!
كلا وألف كلا!!!
كيف يترككِ تصبرين عليها وقد وعد الله الصابرين البشرى بالرحمات والهدى؟!!!
فينفث الشيطان في صدركِ, حتى يضيق بكِ, فتلجئين للصراخ تارة, أو التنفيث بما يفقدكِ الأجر .....
أما يجدر بكِ في هذه اللحظة أن تقولي كمال قال ربنا:
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
أما يجدر بك الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؟!!!
أختي الكريمة
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر : 28]
أي أن أشد الناس خشية لله هم أكثرهم به علما, وليس أكثرهم به حبا
فالعالم بحكمة الله في ابتلائه يرضى بقضاء الله, ويحب قدره وقضاءه,
ويقول لله بقلبه ولسانه, رضيت بقضائك يا رب
أختى الكريمة
قال أحد الصحابة أحمد الله على المصيبة لأمور
أولاً
أنها لم تكن أكبر من ذلك
فموت الأب مثلاً أهون بكثير من موت العائلة جميعا
وخسارة الأموال أهون من خسارة النفس
ومريض بالسرطان أحسن حالا من المريض به ومعه مجموعة من الأمراض مثل العمى والشلل والصمم وحبس البول وعدم أو السلس!!!!
بل مريض السرطان الثاني يحسد مريض السرطان الاول المعافى من باقي الأمراض!!!
ثانياً
أنها لم تكن في ديني
فكل مصيبة دون الدين هينة, فإن مات صاحبها وهو مفتون في دينه أو مقصر فيه, فلا يعلم حاله إلا الله, وهو في خطر عظيم
ثالثاً
أني أصبر وأثاب عليها خيراإن شاء الله
أختي الكريمة
الصبر ليس بضغط زر أو أمر النفس فتطيع, وإنما الصبر بالتصبر
أعني تدريب النفس عليه, فما أمرالصبر في أوله, لكن حين تعتاده النفس, ويصير الصبر لها سمة, يكون الأمر عليها سهلا بإذن الله
وأختم كلماتي
بقولي
لا تقولي يارب لي هم كبير, ولكن قولي يا هم لي رب كبير
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ابشر بخير فان الفارج الله
اذا بليت فثق بالله وارض به.......ان الذي يكشف البلوىهوالله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج........ابشر بخير فان الفارج الله
اليأس يقطع احيانا بصاحبه ...........لاتيأسن فان الفارج الله
ياصاحب الهم ان اهم منفرج........ابشر بخير فان الفارج الله
الله حسبك مماعذت منه به.........وأين امنع ممن حسبه الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج........ابشر بخير فان الفارج الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة..........لاتجزعن فان الكافي الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ......ابشر بخير فان الفارج الله
والله مالك غير الله من احد .......فحسبك الله في كل لك الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج......ابشر بخير فان الفارج الله
الحمدلله شكرا لاشريك له........ماسرع الخيرجدا حين يشاالله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج .....ابشر بخير فان الفارج الله
وأخيراً
بعد هذا أختي الكريمة هل ستدعين على نفسك؟
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط . وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني . وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة . فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له . فأناخه فركبه . ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن . فقال له : شأ . لعنك الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من هذا اللاعن بعيره ؟ " قال : أنا . يا رسول الله ! قال " انزل عنه . فلا تصحبنا بملعون . لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء ، فيستجيب لكم " .
الراوي: - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 3009
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أرجو أن أكون قد وُفقت لما ترغبين
المفضلات