الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى

النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

    قبل الحديث عن التشخيص والتفصيل في ذلك ، لا بد من استدراك الأمور الهامة التالية :

    1 )- إن الخوض في قضايا التشخيص المتعلقة بالأمراض الروحية لا يعتبر خوضا في مسائل غيبية ، فتلك الأمراض لها أعراضها وآثارها التي تدل على حدوثها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) ، وقول أسماء - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد جعفر - رضي الله عنهم - : ( إن العين تسرع إليهم ) كما في الحديث الثابت آنف الذكر ، وفيه دلالة أكيدة على رؤية بعض الأعراض التي يمكن على ضوئها تحديد الإصابة بالعين ، وقد تكلم أهل العلم في ذلك فأوضحوا الأثر وبينوه كما مر معنا آنفا

    2)- إن العلاقة مطردة بين الإصابة بالمرض الروحي ( الصرع ، السحر ، العين ) وكافة الأمراض العضوية والنفسية الأخرى التي تتعلق بالنفس البشرية ، وقد تكون الأعراض مشتركة بين كافة تلك الأمراض بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الإنسان ، وعلى ذلك فلا بد للمعالج من توخي الدقة والتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الحالة ، ودراستها دراسة علمية موضوعية بكافة جوانبها لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى

    3)- إن المصلحة الشرعية تحتم على المعالج التأكد أولا من سلامة الناحية العضوية الخاصة بالحالة المرضية ، وذلك بتوجيه النصح والإرشاد للمريض بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتثبت من خلو الحالة من الأمراض العضوية

    4)- لا بد من اهتمام المعالج اهتماما شديدا بقضية هامة وخطيرة تتعلق بظهور بوادر الإصابة بالمرض الروحي لبعض الحالات المرضية مع أن الحالة تعاني أصلا من مرض عضوي معين ، وهذه الأمراض قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية بحتة وقد تكون نتيجة التعرض للإصابة بالمرض الروحي ، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام بناحية الرقية الشرعية فقط دون التدخل في القضايا الطبية لأن هذا الأمر يدخل ضمن نطاق الأمور الغيبية التي تخفى على المعالج ، فلا نستطيع القول أن كل حالة مرضية تعاني من مرض السرطان كانت بسبب التعرض للإصابة بالعين والحسد ، وهذا يحتم على المعالج الاهتمام بهذا الجانب فقط وتقديم النصح والإرشاد للمريض وذويه للاستمرار في اتخاذ الأسباب الحسية المباحة الداعية للشفاء بإذن الله تعالى من خلال مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين

    وقد تظهر آثار الأمراض الروحية على الحالة المرضية أثناء الرقية الشرعية ويبدأ المريض في الشعور بالتحسن ، مع أن المريض أصلا قام باتخاذ كافة الوسائل الطبية المتاحة ولم تفلح تلك الوسائل في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية له ، ومع ذلك فإن الواجب الشرعي يحتم على المعالج تقديم النصح والإرشاد للمتابعة الطبية وبذلك نجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية المباحة للشفاء ، وفي اتباع كل ذلك خير للمريض بإذن الله سبحانه وتعالى

    5)- لا بد من التنبيه تحت هذا العنوان لأمر هام جدا ، وهو عدم التسرع في الحكم على الحالة المرضية ، خاصة من قبل العامة وأهل وأقرباء المريض ، دون استشارة أهل العلم والدراية والخبرة والممارسة ، وقد مر آنفا أن الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية ، قد تكون بسبب أمراض
    عضوية أو قد تكون ناتجة عن صرع الأرواح الخبيثة بناء على أفعال سحرية خبيثة ، أو صرع عشق ونحوه ، وهنا تكمن أهمية التريث والتأني قبل اصدار التشخيص والحكم على الحالة ، وسؤال من هم أهل لذلك والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم


    سحر التسليط يدمر حياة الفتيات ويقودهن إلى العنوسة

    تسلط الجني على الشخص يصيبه بالإحباط واليأس ويدفعه الى الانتحار

    الجن العاشق الأكثر انتشاراً خلال الثلاثين سنة الماضية وأكثر ضحاياه من المراهقات

    ****************************************************
    ما سحر التسليط?

    هو من أشد وأقوى أنواع السحر , وأكثرها ايذاء للبشر, لأنه موجه للشخص المطلوب مباشرة ولا يخطئ اصابته الا نادرا, فهو كالصاروخ الموجه, ولا يستخدم لعمله كتابة, دفن, رش, حرق, أو سحر يتخطاه المطلوب حتى يصاب به, بل يتم استحضار الجن بالعزائم والأقسام ومن ثم توجيهه وتسليطه على المطلوب الاضرار به, وهو شر دائما, وطرق عمله كلها كفر.

    ما خطورة هذا النوع من السحر?

    خطورته تكمن في أنه لا يستخدم الا في الشر والأذى والانتقام عن طريق تسليط الجن على الشخص المطلوب, وبالتالي لا ينفك عنه ولا يتركه الى أن يموت وهو بذلك يكون أشد من السحر الأسود, السفلي, الكابلا, الأحمر, والفودو.

    أين نشأ هذا النوع من السحر ومن يقوم به?

    اشتهر اليهود بالسحر منذ قديم الزمان وفي صدر الاسلام كانوا أشهر الناس بالسحر حتى أن رجلا يهوديا اسمه لبيد بن الأعصم قام بعمل سحر للرسول صلى الله عليه وسلم ورماه في بئر والحادثة معروفة ومشهورة وفيها حديث معروف في الصحيحين, وقد تتبع النصارى خطى اليهود في هذا السحر وبالذات نصارى الشرق الذين أخذوا السحر عن أحبار اليهود, وهذا النوع من السحر لا يعمله ولا يحترفه الا اليهود والنصارى, حيث يتم عمله بمزامير داوود المشهورة عند اليهود, والتي أخذها عنهم النصارى لهذا الغرض بالذات لأن لها قوة روحانية معروفة ومميزة جدا.

    هل لهذا السحر أنواع?

    نعم, أنواعه كثيرة ومعروفة, لأنه يتسلط بكل أنواع الأذى على البشر, مثل سحر التسليط بالمرض حيث يتسلط الجني خادم السحر على الشخص المطلوب بالأمراض المختلفة حتى يقضي عليه ويميته, ومن تلك الأمراض, العمى, الشلل, السرطان, الصداع المزمن, النزيف للنساء والرجال, مرض الرعاش, سقوط الشعر, الكبد, وغيرها من الأمراض التي يحار الطب في علاجها.

    وسائل شريرة

    كيف يقضي هذا السحر على حياة شخص ما?

    يتسلط الجني على الشخص المطلوب بكل أنواع الاحباط واليأس من حياته أو من شفائه فيمتنع عن تناول الأدوية, أو الطعام, حتى يدفعه الى الانتحار أو يصيبه مرض قاتل يقضي عليه خلال 40 يوما على الأكثر, وهناك نوع يدفعه الى الجنون, حيث يتسلط الجني على عقل الشخص ويصيبه بعدم الوعي والادراك حتى يتحول الى مجنون فعلا, لا يمكن شفاؤه.

    هل يمكن لخادم سحر التسليط اغتصاب الشخص المطلوب?

    نعم, ويسمى بسحر تسليط الاغتصاب أو تسليط النكاح, وهو من أخبث وأقذر أنواع هذا السحر الذي يقوم به صنف من أنواع الجن يتسلط على المطلوب سواء كان ذكرا أو أنثى ويقوم باغتصابه بشكل مؤذ جدا, في كل وقت, ليلا ونهارا, فيصاب الشخص بالارهاق لدرجة تدفعه الى الانتحار بسبب العذاب الذي يسببه له هذا السحر الملعون, وبسبب النزيف الحاد في كثير من الحالات.

    ماذا عن سحر تسليط الوسوسة?

    هذا النوع يتسلط فيه الجني خادم السحر على الضحية بالوساوس والهواجس حتى يصل به أحيانا للشك في كل من حوله حتى نفسه الى أن يصل الى قتل نفسه أو قتل غيره أو يرتكب جرائم من دون وعي منه.

    فقدان الوعي

    كيف يصيب سحر التسليط الضحية بالسرطانات?

    يسمى هذا النوع سحر تسليط الصرع حيث يتسلط الجني خادم السحر على الشخص المطلوب ويظل يضربه في أوقات معينة على منطقة المخيخ – الرأس من الخلف ضربات قوية تؤدي الى الاصابة بالصرع وفقدان الوعي ومع طول الوقت تسبب أوراما سرطانية قاتلة تنتهي بموت الضحية.

    هل يمكن أن يتسلط الجن من تلقاء نفسه على الانسان?

    نعم, ويكون ذلك لان هذا الانسان يؤذيه دون أن يشعر, مثل سكب الماء الساخن المغلي في الحمام دون تسمية, القاء السجائر المشتعلة على الأرض, والدب على الأرض, والصراخ بصوت عال في مكان مظلم وخرب أو في الحمام, النوم في أماكن خربة ونجسة, الوقوع على العتبات وفي الحمام, الجلوس على الأريكة أو النوم على السرير دون تسمية, أو القاء أشياء ثقيلة على الأرض حيث يكون الجني موجودا في المكان فيتأذى أو يصاب أو يموت دون شعور الشخص به.

    هل يوجد سحر عشق أو جن عاشق للانسان?

    نعم, ويسمى سحر تسليط الجن العاشق, وهو الأخطر والأشهر في هذا الزمان, والأكثر انتشارا خلال الثلاثين سنة الماضية, وانتشر بشكل كبير وعلى نطاق واسع جدا بالذات في المنطقة العربية على وجه الخصوص, وهذا النوع من السحر يصيب النساء بشكل خاص, وبالذات الفتيات بعد سن البلوغ, كما يصيب بعض الشباب لكنه قليل التأثير عليهم لأن التركيز الأكبر يكون على الفتيات, ويعد من أخبث أنواع سحر التسليط فهدفه شيء, لكنه يظهر شيئا آخر مختلفا تماما عن الهدف الحقيقي من السحر نفسه.

    الأحلام الجنسية

    ما أعراض هذا السحر?

    الأحلام الجنسية المتكررة بشكل شبه يومي, آلام في آخر سلسلة الظهر, الشعور بألم شديد جدا أثناء نزول الدورة الشهرية مع عدم انتظامها, التعب وعدم راحة المعدة دون سبب محدد, الشعور بضيق شبه دائم على الصدر, شعور الفتاة بأن هناك أشخاصا حولها أو معها في الغرفة مع الشعور بأنفاس قريبة من وجهها وهي نائمة, وجود ثقل على الكتفين, كسل, خمول, كثرة النوم, وجع شديد في مؤخرة الرأس.

    كيف يتم عمل هذا السحر?

    بالقراءة على ماء مقدس, وهذا الماء المقدس معروف ومشهور جدا عند المسيحيين وموجود في كل كنائسهم, أو ماء بركة – كما يقولون ويقومون بالتعزيم عليه بالمزامير مع أقسام وعزائم أخرى تسخيرية لعمل هذا التسليط مع ملاحظة أن هذا الماء فيه خواص أخرى.

    لكن المسيحيين يشربونه ويستخدمونه في التحصين?

    هذا الماء المقدس أو ماء البركة يحصل عليه اليهود والمسيحيون من معابدهم وكنائسهم بعد التبرع للكنيسة أو المعبد بمبلغ من المال, حيث يتبركون به ويرشونه في أماكن عملهم وبيوتهم, أما بالنسبة لغيرهم ممن يأخذون هذا الماء للأذى فهم يقومون برشه في أماكن معينة واذا تخطته المرأة تصاب فورا بالسحر, ويقوم الجني بالتسلط عليها تدريجيا حتى يصيبها اصابة كلية بعد مدة معينة ولا يظهر أعراض هذا التسليط الا بعد أن يتحكم في جسم الضحية تحكما كاملا لدرجة يصعب اخراجه منها عند اكتشافه.

    ما تأثير هذا الماء على الفتيات والنساء ?

    يقوم بتعطيل الفتاة عن الزواج تعطيلا كليا, حيث يأتي الخطاب لرؤيتها ثم لا يعودون ويتكرر هذا الأمر كثيرا حتى يشك الجميع أن الأمر غير طبيعي, وأن الفتاة تعاني من سحر تعطيل الزواج ووقف الحال, وهذا يعد أحد أسباب العنوسة التي تعاني منها المصريات والعربيات حاليا. وأحيانا يتسلط خادم السحر على الفتاة فترفض من دون وعي جميع من يتقدمون لخطبتها بلا أسباب, وتشعر بالضيق بمجرد التفكير في الزواج.

    ما أعراض اصابة الفتاة بهذا السحر?

    هناك نوع لا يظهر الا اذا اقترب موعد زفاف الفتاة, فتشعر بالضيق وتظهر مشكلات بلا سبب وجيه, ويتم الانفصال قبل الزواج, وأحيانا كثيرة يتكرر هذا الأمر أكثر من مرة مع الفتاة, وفي نفس التوقيت أي قبل اتمام الزفاف, هناك نوع لا يظهر الا ليلة الزفاف وبعد الدخول بها حيث تنتاب الفتاة حالة غريبة من الصدود, وتمنع الزوج من الاقتراب منها, وتظل تبكي وتصرخ خوفا من زوجها, أو تلصق فخذيها ببعضهما بشكل قوي حيث يصعب على الزوج اتمام العلاقة الزوجية, وقد تصاب الفتاة ليلة الدخلة بنزيف حاد كلما حاول الزوج الاقتراب منها وأحيانا ينتهي الأمر بالطلاق بعد فترة والزوجة لا زالت بكرا, ما لم يتم اكتشاف وعلاج الزوجة, لأنها لن تسمح باقتراب زوجها منها مهما طال الزمن, حتى وان تم تنويمها أو تخديرها فلن يتمكن الزوج من الاقتراب منها, مهما كانت قوته وشدته.

    هذه الحالات تصيب الأهل بالحيرة والقلق لأن رفض بناتهم للزواج ليس له مبرر واضح أو سبب منطقي, كما يصيب الأطباء بالحيرة لأن النزيف ليس له سبب معروف, أما السبب الذي لا يعلمه الأهل والأطباء فهو ان هذا الجن الملعون يسكن دائما في منطقة الرحم, ما يتسبب في نزيف الفتاة, ويعمل على انقباض وغلق المهبل وعضلات الفخذين كلما اقترب منها زوجها, كما يمنع الحمل, والأغرب أن محاولة الزوجين الانجاب عن طريق الأنابيب سوف تفشل حتما, لأن مثل هذه الحالات تكون حالات متأخرة, بسبب تحكم الجن المسلط فيها تحكما قويا جدا, واخراجه بالطريقة التقليدية يكون صعبا جدا.

    كيف يتم علاج الحالات المصابة بسحر التسليط?

    العلاج مرهق جدا ويحتاج بعض الوقت, وكثيراً من الصبر, لأن الجني المتسلط يرفض الخروج رفضا باتا من جسد المصاب, لأنه يحب ويعشق الجسد المتسلط عليه بأمر الكاهن الفلاني في المعبد أو الكنيسة, ولهذا لن يتركه ولن يتخلى عنه أبدا, لأنه مسخر ومسلط عليه بسحر قوي يجبره على أن يظل داخل الجسد, ولا يتم اخراجه الا بالحرق, فهو يفضل الحرق على الخروج من الجسد, ففي حالة خروجه سيقوم الكاهن أو الساحر بقتله.

    كيف يمكن الوقاية من هذا السحر?

    لابد من المحافظة على الصلاة فهي تقاوم اثاره بسهولة , وقراءة القرآن الكريم خصوصاً سورة البقرة, وأن يكون الانسان على طهارة دائمة, مع استخدام المياه المقروء عليها للشرب والاغتسال لسد منافذ الجسد التي يدخل منها الجني وخدام السحر, وهي التي تعرف بالشاكرات السبع, ما يرهق الجني ويضيق عليه ويمنع اتصاله بالساحر في حال دخوله الجسد, وهذا يضعف قوة الجني على التحمل وقدرته على المقاومة, وفي النهاية يتم اخراجه أو حرقه.
    *******************************************************
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    أقسام السحر من حيث التأثير :-
    إن المتأمل في النصوص القرآنية والحديثية يعتقد جازما متيقنا أن للسحر حقيقة وتأثيرا ، ولذلك أمر الحق جل وعلا في محكم كتابه بالاستعاذة من ( شر النفاثات في العقد ) سواء كن النساء أو النفوس أو الجماعات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها - وهذا أمر اتفق عليه المفسرون حتى نفاة حقيقة السحر وأثره - وهذا دليل صريح في الدلالة على أن للسحر حقيقة وأثرا ، وإلا فما معنى الاستعاذة بالله - تعالى - من شر النفاثات ، ولو لم يكن لسحرهن أثر ضار ، ثم إن النفث الذي هو فعل الساحر نفخ مع ريق قد مازج خبث نفسه المتكيفة بالشر والأذى فيعقد ذلك على اسم المسحور ويكرر ذلك الفعل والعقد ، وللأرواح الشيطانية عون في ذلك 0
    ومما لا شك فيه أن للسحر حقيقة وأثرا وتأثيرا يؤدي للتخيل والمرض والتفريق ونحو ذلك من أمور أخرى ، وبعد اتضاح الرؤيا بخصوص الأثر والفعل الذي قد يحدثه السحر مع التيقن بأن أثر السحر لا ينفذ إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي ، ومن هنا فسوف أتعرض لأنواع السحر من حيث التأثير ، وهي على النحو التالي :

    )- سحر الصرف ( سحر التفريق ) :
    - الدليل من كتاب الله عز وجل : قال تعالى في محكم كتابه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( البقرة – الآية 102 ) 0

    قال الحافظ بن حجر في الفتح Sad قال المازري : وقيل لا يزيد تأثير السحر على ما ذكر الله تعالى في قوله ( يفرقون به بين المرء وزوجه ) لكون المقام مقام تهويل ، فلو جاز أن يقع به أكثر من ذلك لذكره 0 وقال : والصحيح من جهة العقل أنه يجوز أن يقع به أكثر من ذلك ، قال : والآية ليست نصا في منع الزيادة ، ولو قلنا ظاهره في ذلك ) ( فتح الباري - 10 / 223 ) 0

    - وقد يستأنس من السنة المطهرة بحديث عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه - فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع السحر على النحو التالي : -
    عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا ، ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله ، فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ) ( صحيح الجامع – 1526 ) 0
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( ومن هنا قال طائفة من العلماء : إن الطلاق الثلاث حرمت به المرأة عقوبة للرجل حتى لا يطلق ؛ فإن الله يبغض الطلاق ، وإنما يأمر به الشياطين والسحرة ؛ كما قال تعالى في السحر : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) ( البقرة – الآية 102 ) ، ثم ساق حديث جابر بن عبدالله آنف الذكر ) ( مجموع الفتاوى – 32 / 88 ، 89 ) 0
    وقال – رحمه الله - :
    ( السعي في التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات ، بل هو فعل هاروت وماروت ، وفعل الشيطان الحظي عند إبليس ، كما جاء به الحديث الصحيح ) ( بيان الدليل على بطلان التحليل – 609 – 610 ) 0
    قلت : إن النصوص القرآنية والحديثية آنفة الذكر تدل على أن غاية الشيطان ومقصده التفريق بين الزوج وزوجه ، بسبب أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع المسلم ، وبهذا الفعل الدنيء يتحقق مراد الشيطان في تدمير المجتمعات الإسلامية وتقويضها ، ومن هنا كانت الغاية الأساسية للشيطان وأتباعه التفريق بين الزوجين ، وهو أقدر على التفريق بين المتحابين إذا توفرت له الأرضية التي يستطيع من خلالها الوصول لأهدافه وغاياته وقد اتضح هذا المفهوم من خلال أقوال أهل العلم كما مر معنا سابقا ، ومع أن الحديث الذي رواه جابر - رضي الله عنه - لا ينص أصلا على الأسلوب الذي يتبعه الشيطان في وصوله لهذه الغاية ألا وهي التفريق بين الزوج وزوجه ، إلا أن السحر من الأساليب التي يستأنس لها الشيطان لتحقيق تلك الأهداف ، لما فيها من كفر صريح بالله عز وجل وهدم للأسر وتقويض للمجتمعات وقد أكد هذا المفهوم العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وكذلك العلامة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في كلام لاحق 0
    قال المناوي Sad إن هذا تهويل عظيم في ذم التفريق حيث كان أعظم مقاصد اللعين لما فيه من انقطاع النسل وانصرام بني آدم وتوقع وقوع الزنا الذي هو أعظم الكبائر فسادا وأكثرها معرة ) ( فيض القدير – 2 / 408 ) 0

    تعريف سحر الصرف : ويسمى كذلك " سحر التفريق "
    وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للتفريق بين المتحابين أو المتآلفين ، أو التفريق بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر 0
    قال ابن كثير - رحمه الله - :
    ( وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق 00 أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة )
    ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 144 ) 0
    يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان – حفظه الله - :
    ( والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه )
    ( نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21/1/1417 هـ – ص 1 ) 0

    * أنواع سحر الصرف :
    قد يأخذ " سحر الصرف " ( سحر التفرقة ) شكلا من الأشكال التالية :
    أ )- صرف الزوج عن زوجه أو العكس من ذلك 0
    ب )- صرف الأم عن ابنها أو ابنتها أو العكس من ذلك 0
    ج )- صرف الأب عن ابنه أو ابنته أو العكس من ذلك 0
    د )- صرف الأخ عن أخيه أو أخته أو العكس من ذلك0
    هـ)- صرف الأقارب بعضهم عن بعض 0
    و )- صرف الشريك عن شريكه 0
    ز )- صرف الصديق عن صديقه 0
    ح )- صرف الجار عن جاره 0
    أعراض سحر الصرف :

    1)- تغير الأحوال بشكل فجائي من حب وود لكراهية وبغض 0
    2)- تفاقم المشكلات الاجتماعية لأتفه الأسباب 0
    3)- عدم القدرة على التكيف الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين ممن صرفوا عن المريض بواسطة السحر 0
    4)- الكراهية المطلقة للأقوال والأفعال الصادرة عن هؤلاء الأشخاص 0
    5)- سوء الظن والوسوسة المطلقة بهؤلاء الأشخاص 0
    6)- رؤية هؤلاء الأشخاص بأشكال قبيحة 0
    7)- الكراهية المطلقة لأماكن تواجد هؤلاء الأشخاص
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    الفرق بين الجن العاشق و الجن خادم السحر

    خادم السحر يدخل للجسد مع السحر و يستقر فيه لخدمة السحر و حراسته و الوسوسة للمريض فقط و يخرج مع بطلان السحر فليست له غاية إلا المراد من السحر و في بعض الحالات يكون معقودا مع السحر.

    أما الجن العاشق يستقر في الجسد بارادته و برغبة منه في امتلاك جسد المريض و حتى ان كان ملكف بخدمة سحر فهو يستعمل هذا السحر للحصول على الطاقة التي تأيد بقاءه في الجسد و تعطيه القوة التسلط على المريض.
    أماكن استقرار الجن العاشق في الجسد

    يستقر الجن العاشق في الجهة اليسرى من الجسد مثلا في الرجل أو اليد اليسرى، في أماكن العورات، أو في قلب المريض و يكون قريبا من مكان وجود القرين لكي يتسلط بالوسوسة.
    أسباب وجود الجن العاشق في الجسد

    توجد أسباب مختلفة لوجود الجن العاشق في الجسد نذكر منها الأهم و الأكثر إنتشارا :

    الأمراض نفسية.
    الفراغ و الوحدة.
    مشاهدة الأفلام الإباحية باستمرار و ممارسة العادة السرية.
    فعل الزنى و الفواحش.
    وجود أحد هذه الاسحار ( سحر تعطيل الزواج، سحر تعطيل الانجاب، سحر العنوسة و البوار، سحر التفريق بين الزوجين و الطلاق، سحر التهييج، سحر الزنى، سحر الجلب و المحبة، سحر العقم، سحر النزيف، سحر إسقاط الأجنة).
    وجود سحر مأكول بدم الحيض أو بمني الرجل.
    وجود عين و حسد تصيب الزواج، الانجاب، الحمل، الجمال.
    كثرة النظر في المرآة.
    الغراء المطول في بيت الخلاء.
    التعري في الحمام ( وهو بيت الشياطين).
    البكاء، الصراخ، الرقص و الغناء في بيت الخلاء.
    سحر التصفيح.
    تعليق التمائم و العزائم.
    وجود أسحار أو أذى من الشياطين في المنزل.
    العهود مع الجن و الشياطين.

    المشاكل التي يتسبب فيها الجن العاشق للمريض

    في كل الأحوال يحتاج الجن الى طاقة في جسد المسحور تقويه و تعطيه القدرة فى التسلط على المريض و التدخل في حياته و منها الأمراض النفسية، الأسحار و العيون المعاصي و البعد عن الله.

    إليكم بعض المشاكل التي يتسبب فيها هذا النوع من الجن في حياة المريض :

    كثرة الوسوسة.
    مشاكل صحية.
    افتعال الشجار بين الزوجين.
    تنفير المخطوبين من بعضهم.
    تعطيل الزواج، تعطيل العمل.
    النفور من الدراسة.
    النفور من الأهل و الأصدقاء و الشريك.
    محاولة ايقاع المريض في الزنى.
    يحس المريض بربط دائم و عدم القدرة على التقدم في الحياة.
    تأخر الإنجاب.
    الاسقاط المتكرر أو موت الجنين.
    البرود بين الزوجين.
    ضعف الانتصاب عند الرجل.
    تنفير المخاطبين عن المريضة.
    جعل الانسان لا يتعرف الا على الأشخاص السيئين.
    التفكير في الانتحار.
    كثرة التفكير السلبي.
    تبلد العقل و تشوش الفكر عند التفكير في شيء ما يكون فيه مصلحة للمريض في دينه و دنياه.
    قلة التركيز و عدم القدرة على السيطرة على الأفكار.
    عدم الاتزان و أخذ القرارات الخاطئة.

    من هو الشخص الذي له أكبر قدرة على قهر الجن العاشق ؟

    المعشوق هو القادر على تدمير العاشق من الجن باذن الله.

    عادة ما نجد العاشق من الجن يردد أن الشخص الذي يعشقه هو ملكه و يقول أن المرأة التي يعشقها هي زوجته و يحاول ابعاد كل الرجال عنها. هو يحاول امتلاك جسد المريض و عقله و السيطرة على حياته و يجعل نفسه يعيش في كذبة و هي أن المرض يرغب في وجوده و لا يكرهه. لهذا في بعض الحالات نجد الجن العاشق ينتقم من المريض و يأذيه و يعاقبه إذا فعل شيئا يضره مثل الاستماع الى آيات الحرق و العذاب أو اتباع طرق علاج تأذيه. في حالات أخرى نجد الجن العاشق يوهم نفسه أن المريض لم يضره عمدا بل قام بالعلاج تحت ضغط من المعالج أو من أهله، و لا يعترف أن المريض يريد التخلص منه و غالبا لا يقتنع الجن العاشق بعدم رغبة المريض في وجوده.

    في أغلب الأحيان يقوم الجن العاشق بسحر للمريض (سحر الجن) عن طريق العقد و الربط على قلبه و الهمز و النفث و الوسوسة، و غاية الأسحار التي يقوم بها هي جعل المريض يستسلم له و لا يناديه.

    و من هنا نفهم أن المريض كلما قوي إيمانه و إدراكه أن كيد الشيطان ضعيف و كلما واضب على العلاج ضد العاشق من الجن مع الإرادة و العزيمة و الثقة التامة بالله، كلما ساهم في تدميره أسرع و تكن النتائج أقوى و حقا كلما ضعف ايمان المريض و ضعف قلبه كلما أعطى فرصة أكبر لتسلط الجن العاشق عليه. إذن نستنتج أن :

    الجن العاشق يضعف بقوة المريض و يقوى بضعفنا.
    المعشوق هو القاهر الاساسي لهذا النوع من الجن.
    كلما أدرك المريض حيل الجن العاشق كلما كان التغلب عليه أسهل.
    اذا فهم المريض جميع أنواع الوسوسة التي يقوم بها الجن العاشق يجب أن يتصدى لها و يقوم يعكسها تماما.

    معلومة : الزواج و الإنجاب أساليب قوية جدا للتخلص من الجن العاشق لكن يجب أن تسبقهم إرادة قوية و عزيمة و نقمة على هذا الجن، و ايمان كبير و ثقة بالله.
    بعض النصائح في العلاج

    شرب الماء المرقي طيلة اليوم.
    الاستماع الى الرقية الشرعية المخصصة لقهر الجن العاشق و هي تتضمن آيات التوحيد، آيات ذم الفاحشة و الزنى، آيات الحرق و العذاب، آيات الخروج و التنزيل، سورة يوسف.
    التقرب من الله أكثر و العمل على تقوية الايمان بالله عن طريق الإكثار من النوافل و قراءة القران، اللجوء الى الله بالدعاء وقت الضيق و المرض، متابعة القصص الدينية يوميا مثل قصص الانبياء و قصص الصحابه و الصالحين.كل هذا يساعد على التخلص من الجن العاشق بأنه شيطان خبيث يتمنى إيصال المريض إلى الكفر بالله كي يمتلكه و يحطمه
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    القول الصواب في تأثير المس العاشق على المصاب


    موضوعنا هذا عن آثار المس العاشق على الذكر والأنثى على حد سواء

    متمنيين للجميع النفع والفائدة وتمام الشفاء


    المس العاشق يختلف نشاطه في السيطرة على جسد معشوقه ونفث سمومه في داخله ، كما أنه ينشط في التأثير على عقل المصاب ، وينتج عن هذا تأثر المصاب بعدة تأثيرات نفسية وعضوية أُلخصها لكم في الجوانب التالية :


    الإقبال على المعاصي والإدبار عن الطاعات
    يجتهد المس العاشق غاية الاجتهاد في صرف المريض عن الطاعات ودفعه إلى المعاصي والخطيئات ، فكلما كان المريض من الله أبعد سَهُل على العاشق سيطرته على البدن ونفث سمومه بداخله وهو بهذا يُمَهِدُ لنفسه للاستمتاع بصاحب الجسد ذكرا كان أو أنثى في الوقت الذي يرغبه وبالكيفية التي تطيب له .

    تعطيل الزواج
    لايمكن القول إطلاقا أن كل حالة تعطل زواج سببها المس العاشق أو السحر أو العين ، فقد يكون الشاب أو الفتاة لايشتكيان من أي أعراض للإصابة الروحية ، والأمر في هذا الحالة لايزيد عن كونه قدر من أقدار الله عز وجل التي يجب على العبد الرضا والتسليم بها ، والنبي صلى الله عليه وسلم أشار أن المرأة تنكح لأربع ( لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ) ، مما يعني أن تعطل الزواج يكون سببه أحيانا تخلف بعض أو كل هذه الأسباب التي تُنكح المرأة لأجلها .


    وأرغب أن أشير إلى عدة نقاط في هذا الجانب :
    1. يعمل المس العاشق على تعطيل زواج الفتاة ، لأن العاشق يعتبر نفسه مالكا لجسدها ، وهو يريد أن تكون المتعة من حقه هو ويكره أن يشاركه فيها غيره .
    2. انصراف الشاب كليا عن فكرة الزواج ، وقد يُصرح بهذا الأمر لذويه وقد يُوهِمُ من حَوْلَهُ أنه راغب في الزواج لكنه لم يجد الفتاة التي يبحث عنها ، وتجده كلما رُشحت لها فتاة للزواج بها وضع فيها من العيوب والنقائص مالم يكن فيها ، حتى ييأس منه أهله فيتركوه وشأنه .
    3. يلعب المس العاشق دورا كبيرا في تبشيع صورة الفتاة في عين خاطبها وكذلك صورة الشاب في عين مخطوبته ، وهذا يأتي إمتداد لرغبته الجارفة في أن يكون سيد الموقف .

    الحياة الزوجية
    في حال أن الله سبحانه وتعالى لم يأذن للمس العاشق بتعطيل الزواج ، فإن المس العاشق يلعب دورا آخرا في تنغيص الحياة الزوجية وقد تتخذ هذه المنغصات عدة صور منها :


    1. كثرة المشاكل التي تحصل بين الزوجين ، وغالبا ماتكون هذه المشاكل لاقيمة له ، فتبدأ في التضخم حتى تكاد أن تنهي العلاقة الزوجية ، وقد تنجح هذه المحاولات الشيطانية في تحقيق هدفها .
    2. تشتكي الأنثى المصابة بالمس العاشق ( بكرا كانت أو ثيبا ) من كثرة المشاكل في منطقة الرحم والتي تبدأ في التطور تدريجيا فتبدأ في أقل صورها بكثرة الإفرازات المهبلية ثم الالتهابات ثم آلام في منطقة الرحم ، وقد يصل الأمر أحيانا إلى تكيسات المبايض وتليف الرحم .
    3. صرف الزوج والزوجة من المتعة الحلال إلى المتعة المحرمة ، فلا الزوج يرغب أن يفضي إلى زوجته ، ولاالزوجة ترغب أن يفضي زوجها إليها والله المستعان .
    4. تأثير المس العاشق لايقتصر على المعشوق نفسه بل يؤثر على الطرف الآخر في الغالب ، فإن كانت الزوجة تعاني من المس العاشق فإن هذا العاشق يؤثر على زوجها بحبسه عن مضاجعتها إما حبسا جزئيا ( بضعف ينتابه أثناء المضاجعة ) أو كليا بعدم قدرته على المضاجعة إطلاقا ، وغالبا مايكون الزوج في هذه المرحلة لايعاني من أي أعراض جسدية ، فتجده قد تردد بين الرقاة والمعالجين ، ولايظهر عليه أثناء الرقية أي مؤشرات بوجود إصابة روحية .
    5. تَمَنُّع الزوجة عن زوجها إذا دعاها للفراش وقد يستطيع الزوج مغالبة زوجته والإفضاء إلى مايريد مع بغض زوجته لهذا ، وقد تكون جميع الطرق أمامه مسدودة فيستسلم للأمر الواقع وتبدأ الفجوة في الاتساع بين الزوجين ويبلغ النفور بينهما ذروته .
    6. المس العاشق يتأذى من الحمل تأذيا شديدا ، لذلك فإنه يحرص على عدم وجود حمل أصلا ، متخذا بذلك عدة طرق منها :
    • قتل الحيوانات المنوية .
    • تجفيف المهبل لدى المرأة لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة وتلقيحها .
    • محاولة دفع الحيوانات المنوية إلى خارج الرحم لمنع التلقيح.
    • إلحاق أضرار بالرحم كتكيس المبايض أو تليف الرحم .
    7. إن أذن الله سبحانه وتعالى بحمل الزوجة ، فإن المس العاشق يجتهد في إسقاط الحمل ، ومن الخطأ أن تعتقد كل زوجة تكرر إسقاط حملها أن بها شيئا من أذى الجان ، فقد يحصل إسقاط الحمل لأسباب طبية .
    وبهذا أكون قد أتممت الكلام عن تأثير المس العاشق على المصاب ، ليأتي هذا الموضوع تتمة لموضوعنا السابق

    تلميحات علاجية
    1 – المس العاشق قد يبلغ تأثيره ذروته وقد يكون تأثيره ضعيفا ، وهذا يعود إلى مدى قرب العبد المصاب من الله سبحانه وتعالى ، فكلما كان العبد إلى الله أقرب كان العاشق منه أبعد .
    2 – علاج المس العاشق يقوم على أمور ثلاثة :
    الأول : البعد عن كافة الأسباب التي أدت إلى تمكن المس العاشق داخل البدن .
    الثاني : ملائمة العلاج الذي يستخدمه المصاب لحجم الإصابة ، علما بأن تكثيف العلاج يُسهم في سرعة طرد الأذى من الجسد .
    الثالث : مناسبة مدة العلاج لحجم الإصابة ، فقد يحصل تطهير الجسد في أيام معدودة ، وقد تمتد فترة العلاج في بعض الحالات المتقدمة إلى ثلاثة أشهر .
    3 - أوصي بقيام الليل وإطالة الركوع والسجود والذي له أثر عجيب في قطع الأذى والنجاة من كيد الشياطين .
    4 – باب الدعاء من أوسع الأبواب التي يَلِجُ فيها العبد إلى الله .... فأدم قرع هذا الباب حتى يفتح الله لك أبواب رحمته .
    5 – من أحسن ماتُسْتَجْلَبُ به النعم وتستدفع به النقم الصدقة ، ( وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون ) سورة البقرة : آية 272.
    والله سبحانه وتعالى أسأل أن يفرج هم كل مهموم وأن ينفس كرب كل مكروب


    عدنان المغربي
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    حضور وانصراف الجان على بدن الإنسان أنواعه وأشكاله

    إن البعض من الناس يظن أن الذي به جن لا بد وأن يتخبط به الجان حال حضوره ، ولا بد وأن يكون حضور الجان حضوراً كليا ، وهذا فهم خاطئ ، وذلك أن حضور الجان على الإنسان له أشكال عدة فمنها :
    حضور الوسوسة :

    وهو حضور متعب للممسوس ، حيث أن الشيطان يتسلط على الإنسان بالوسواس القهري ، فتكثر عند المريض الهواجس وهو ما يخطُر في نفسه ويدُورُ فيها من الأحاديث والأفكار ، فلا يزال يستحوذ عليه الشيطان ويوسوس له في صدره حتى يجعله يبكي وقد يجعله يضحك وقد يجعله يغضب دون سبب ، فلا يزال حاضراً بوسوسته يذكر المريض ما يحزنه ويضيق عليه صدره ، وهذا الحضور قد يدوم عدة ساعات في اليوم وربما العمر كله على شكل متقطع .
    حضور على عقل المريض :

    يطبق الشيطان على جميع حواس الإنسان النفسيه والبدنيه من خلال حضوره على عقله ، في مثل هذه الحالة الشيطان يستخدم حواس الإنسان وأعصابه وعضلاته ، و لا يعاني الكثيرَ من حمل جسد المصروع أو التخبط به الشيء الكثير ، وهذا الحضور قد يدوم بضعة دقائق وربما بضعة آيام وربما معظم عمر الإنسان مثال ذلك ” حضور الجنون “.
    حضور على عقل المريض من غير تلبس :

    يؤثر الشيطان على معظم حواس الإنسان من خلال حضوره على عقله وقد يتكلم على لسان المصروع ، وفي هذا الحضور لا يتاثر ولا يشعر المريض ولا الشيطان بالضرب وقد يدوم الحضور إلى عدة ساعات ، ولك أن تتخيل هذه الحالة بإنسان يمشي وهو نائم ، وتخيل حال الإنسان في حالة الجاثوم كيف يكون مسلوب الإرادة حتى من الصراخ .
    حضور على بدن المريض :

    قد يحضر الشيطان على عضو من بدن المريض ويسبب له ألماً في ظهره أو صداعاً في رأسه وقد يفقده السمع والبصر والمريض في كامل وعيه وقد يدوم هذا الحضور لأيام عديده ، وهذا مثل الشلل الدائم الذي يكون بسبب الجن ، وقد يحضر الجان على العينين فقط وغالبا ما يكون هذا الحضور إثر القراءة أو إستخدام العلاج .
    حضور مزدوج :

    حضور مزدوج إن شئت أن يتكلم المريض تكلم وإن شئت أن يتكلم الشيطان تكلم ولو ضرب لوقع الضرب على المصروع وعلى الشيطان ، وهذا الحضور غالبا لا يتجاوز البضع ساعات .
    حضور كلى :

    يحضر الجني على جسد المريض حضوراً كليا ويتكلم على لسانه ويمشي في جسده لمسافة طويلة وربما تشاجر وربما هرب ،كل ذلك وهو حاضراً على جسد المريض ، والمريض لا يعلم شيئاً ، حتى أن من الشياطين من يحضر حضورا كليا ويقود السيارة ويسافر بالمريض وهو لا يعلم ، وقد يكون في المريض في مكان فيحضر عليه الشيطان حضورا كليا ويغيبه عن الوعي ثم يسافر به ثم ينصرف عنه ليجد المريض نفسه في مكان آخر ، أو يسترجع المريض وعيه وإذا هو في أحرج المواقف المضحكة المبكية ، وتتوقف مدة هذا النوع من الحضور على ضعف الإنسان الإيماني والبدني ، وعلى مدى قوة وتمكن الشيطان من الإنسان ، وهذا الحضور يتعب الشيطان كثيراً خصوصا عندما يكون الإنسان ثقيل الوزن .
    حضور مشترك :

    وهو شبيه بالحضور المزدوج والحضور الكلي لكنه أقل مرتبة منه وهو أن يحضر الشيطان على الأنسان ويكون كالإنسان نفسه من أعلى رأسه الى أخمص قدمه، والإنسان يرى ويعقل كل شيء حواليه ، ولكن قد يتكلم بكلام أو يفعل فعلا بغير إرادته ، بل من أنواع الجن من يتحدث على لسان الإنسان ولا يمكن تميز ومعرفة المتحدث حتى المريض نفسه ، وهذا الحضور الذي تفعله كثير من الشياطين في حالات السحر، وخصوصا حالات سحر التفريق وذلك أن الشيطان يحضر ويتشاجر مع الغير حتى تحصل الفرقة .

    وإن بعض الجن يحضر حضوراً كليا ويتحدث بصوت الإنسان ويتصرف بنفس أسلوبه وطريقته ولا يعلم عنه أحدٌ حتى أهل المريض نفسه !!! ، فقد يحضر الجان على جسد المريض حضوراً كليا ويتكلم مع الراقي أو مع غيره ويأكل ويشرب ويقود السيارة ويقرأ ويكتب ويضحك ويغضب ويتعارك والناس يظنون أنه الإنسان نفسه وقد يكون الحضور شبه دائم او متقطع او عند مناسبات معينه ، فبعض المرضى يشعر بصداع في رأسه ثم نعاس فينام ويستيقظ فإذا هو في مكان غير المكان الذي نام فيه أو أن يجد نفسه في بلدة0 أخرى ، والحقيقة هي أن يكون الجان حضر حضورا كاملاً على جسد الإنسان وسافر به ، وذلك غالبا ما يكون في حالات السحر ، وهي حالات ليست بالقليلة النادرة وليست بالكثيرة ، وإن نوع الجان الصارع لمثل هذه الحالات ليس من الضرورة أن يكون من المردة ، بل قد يكون من ضعفاء الجن ولكنه عنده الخبرة في المكر والسيطرة على حواس الإنسان وغالبا
    ما يكون متمكناً من أعلى رأس الإنسان إلى أخمص قدمه إما بسبب العين أو
    السحر أو غير ذلك وفي هذه الحالة يكون حضور الشيطان سريعا جدا، وهذا النوع
    أشد ما يكون تأثيراً على الإنسان بالصداع والتخيل والنسيان والسرحان وعدم
    التركيز والصرع والإغماء والجنون ، وهنا تكمن الخطورة ، وليس بالسهل أبداً
    التصرف والتعامل مع من ابتلي بهذا النوع من الشياطين ، خصوصا إذا كان السحر
    مأكولا أو مشروبا أو مشموما ، ولقد عايشت بعض هذه الحالات ورأيت مدى
    خطورة الوضع والحياة المأساوية التي يمر بها هؤلاء المرضى ، ويمكن أن يعرف
    الحضور بالمتابعة وبتركيز النظر في عيون المريض لمدة طويلة ، ويعرف أحياناً
    بتغير نبرة الصوت قليلا وبتغير لون الوجه أحيانا .
    وقت الحضور هل يشعر المريض بما يحصل له ؟.

    شعور المصروع بما يدور حوله يعتمد على درجة حضور الجان وعلى خبرته وتمكنه من جسد الإنسان ، ولذا يختلف شعور المرضى من شخص الى آخر :

    البعض يشعر بكل ما يدور حوله وقت حضور الجني ألا أنه لا يستطيع أن يتحكم بنفسه بل يشعر وكأنه مسير لا مخير ولو أنه ضرب لشعر بالضرب .

    البعض يغيب عن الوعي تماما ولا يشعر بشيء حتى ينصرف عنه الشيطان .

    يذكر البعض أنهم يشعرون أحيانا وكأنهم في ظلام دامس ولكن لا يشعرون بما يحصل لهم من تخبط وكلام .
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

    سؤال يتبادر إلى الأذهان في كثير من الأوقات ألا وهو : ( كيف نستطيع أن نفرق بين الأمراض العضوية ، والأمراض الروحية ؟ ) 0

    أولاً لا بد أن نعلم أن البحث في ثنايا هذا الموضوع يعتبر غاية في الأهمية للأسباب التالية :

    أ )- يترتب على نتائج هذا البحث الفهم الصحيح من قبل المعالج لطبيعة المرض الذي تعاني منه الحالة المرضية وتوجيهها الوجهة الصحيحة لاتخاذ الأسباب الداعية للشفاء بإذن الله تعالى 0

    ب)- عدم التخبط في التشخيص مما يؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر في نفسية المرضى أيما تأثير 0

    أما الفرق بين كلا النوعين من المرض فهو على النحو التالي :


    1)- الأمراض العضوية يتم الكشف عنها أحيانا بواسطة الأطباء الإختصاصيين والأجهزة المتطورة والأشعة والتحاليل ونحوه ، بينما لا يمكن بأي حال من الأحوال الكشف عن مرضى صرع الأرواح الخبيثة بتلك المكتشفات والمخترعات مهما بلغت من التطور والرقي 0

    2)- الأعراض المتعلقة بالأمراض العضوية ثابتة وبحسب ونوعية وطبيعة كل مرض من الأمراض التي قد تعتري الإنسان ، بمعنى أن مرض السرطان مثلا له أعراضه الدالة عليه وهذه الأعراض معروفه لذوي الاختصاص ويستطيعون غالبا تشخيص المرض بناء عليها مع إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية وكذلك تصوير الأشعة وأية أمور أخرى يستخدمها الطب الحديث ، وكذلك الأمراض المتنوعة الأخرى وأما الأعراض المتعلقة بصرع الأرواح الخبيثة فهي أعراض متقلبة من حين لآخر ، بمعنى أنها غير مستقرة فتارة يشعر المريض بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المعدة ، وقد يعتريه الخمول في بعض الأحيان وكل ذلك دون تشخيص ذلك من قبل الأطباء المتخصصين وتحديد الأسباب الداعية لذلك 0

    3)- قد يؤدي صرع الأرواح الخبيثة إلى أمراض عضوية في بعض الأحيان ، والذي يميز تلك الأمراض أنها عارضة أي بمعنى أنها قد تختفي كلية في بعض الأحيان ، وقد تعود أحيانا أخرى ، وهذا مشاهد محسوس لدى أهل الدراية والخبرة ، ومثال ذلك أن تثبت التحاليل أن المريض يعاني من مرض السكر ، وبعد أيام يتم الفحص مرة أخرى فيلاحظ اختفاء أعراض ذلك المرض بالكلية ، شريطة أن لا تكون هناك أسباب طبية أدت إلى زوال تلك الأعراض 0

    4)- الحالات المرضية التي تعاني من أمراض عضوية لا تشعر بأية أعراض جانبية أثناء الرقية الشرعية أو أثناء فترة العلاج ، بينما صرعى الأرواح الخبيثة يشعرون بتلك المؤثرات كالصراخ والصداع ونحوه 0

    5)- الحالات المرضية تعالج لدى الأطباء المتخصصين ، وبناء على تعليماتهم وإرشاداتهم إضافة لعلاج تلك الأمراض بالرقية الشرعية ، أما مرضى صرع الأرواح الخبيثة فعلاجهم لا يكون إلا بالرقية الشرعية والوسائل الحسية المباحة المتعلقة بها 0

    6)- يتبع الحالات المرضية الخاصة بصرع الأرواح الخبيثة أعراض أثناء النوم وفي اليقظة وعند استخدام العلاج ، بينما الأمراض العضوية غالبا لا يتبعها مثل تلك الأعراض إلا في حالات معينة كالكوابيس والأرق وبحصول مسبب لتلك الأعراض 0

    7)- استجابة الأمراض العضوية مع العلاج الطبي ، بعكس مرضى الأرواح الخبيثة حيث لا تحصل أية استجابة تذكر ، حتى باستخدام المواد المهدئة 0

    8)- ظهور بعض الكدمات المائلة إلى الزرقة أو الخضرة الداكنة وفي أماكن متفرقة من الجسم بالنسبة لمرضى صرع الأرواح الخبيثة ، ولا تظهر مثل تلك الكدمات بالنسبة لمرضى الأمراض العضوية إلا لأسباب طبية معينة يتم تحديدها من قبل الأطباء ، مع أنك قد تجد من يبدي بعض التساؤلات خاصة فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات من حيث القياس وتجده يتأول ذلك وبكل سهولة من خلال نظرة طبية بحتة ، وأجيب على ذلك من خلال ما أوضحته في هذا البحث على أهمية الدراسة والبحث العلمي والتحقيق في كافة المسائل التي تعرضت لها ، ومن هنا لا يجوز التأويل في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل الأخرى دون الاعتماد على مصدر علمي موثق ، فالمسائل الطبية لها أسباب ومسببات تحدد من قبل الأطباء والأخصائيين، ومن هذا ظهور تلك الكدمات ، خاصة أن الكدمات الحاصلة جراء الإصابة بأمراض النفس البشرية كالصرع والسحر ونحوه غالبا تأتي بشكل فجائي وتختفي كذلك بشكل فجائي ، وبالعموم فإن لم تشخص وتحدد أسباب تلك الكدمات من قبل الجهات المعنية بالطب عند ذلك لا بد من عرض الأمر على معالج متمرس ليحكم بعد الدراسة العلمية إن كانت الدواعي لمثل تلك الأعراض أمور متعلقة بالصرع والسحر ونحوه أم لا ، أما التأويل من قبل الجهلة أو دون البحث والتقصي فهو مرفوض جملة وتفصيلا ، ولا بد من العودة لأهل الاختصاص لمعرفة الأسباب والمسببات ، والله تعالى أعلم 0

    هذا ما تيسر لي تحت هذه العجالة ، وأهيب بكافة الإخوة والأخوات ممن تمرس في هذا العلم أن يهتم اهتماماً شديداً بكافة النقاط المذكورة ، فهي سوف تكون له عوناً بإذن الله عز وجل على معرفة التفريق بين كلا النوعين من الإمراض ، وبالتالي لا تجعله يتخبط في التشخيص والعلاج كما أشرت آنفاً ، والله تعالى أعلم 0

    مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

    أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    هل يستخدم السحر الأسود لإصابة الشخص بالسرطان أو بالنوبة القلبية ؟

    نص الجواب

    الحمد لله

    " السحر الأسود " : مصطلح حادِث يعبِّر به السحرة عن السحر الذي يضرُّ المسحور في عقله أو قلبه أو بدنه أو أحد أعضائه ، أو يفسد بين الناس ، كسحر التعطيل والإتلاف ، وسحر الكراهية ونحو ذلك.

    ويزعمون أنه سحر الفراعنة ، وسمَّوه بهذا الاسم نسبة إلى كتاب : ( السحر الأسود ) ، وهو كتاب يدَّعِي السحرة أنَّه وُجِدَ في مقبرة فرعونية قديمة ، وهو يحتوي على طلاسم ورموز فرعونية وتعاويذ معينة ، كان السحرة من الفراعنة يستخدمونها في تحضير الشياطين والاستعانة بهم .

    ويعبرون عن السحر الذي ينفع ولا يضر بـ " السحر الأبيض " ، وهو الذي يفعلونه لمصلحة المسحور - على حد زعمهم - ؛ كسحر تحبيب الرجل في زوجته ويسمى بـ " التولة " ، أو سحر انسداد فرج المرأة لئلا يمكن جماعها قبل زواجها ، ويسمى بـ" سحر التصفيح ".

    وهم يريدون بهذا التقسيم إيهام الناس بأن من السحر ما ينفع !

    والحقّ أن السحر كله ضار لا ينفع ، ولا يوجد فيه أسود ولا أبيض ، وإن نفع في الحال ظاهرًا ؛ فإنه يضر في المآل حقيقة !

    وقد قال الله عز وجل مبينًا أن السحر يضر ولا ينفع : ( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ) البقرة/102.

    وينظر منتدى الرقية الشرعية ، بإشراف الشيخ : أبو البراء المعاني ، وهو أحد المتخصصين في علاج السحر: https://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=24096

    والسحر له حقيقة وتأثير ، بإذن الله وتقديره ومشيئته الكونية العامة ؛ وقد يؤثر على عقل المسحور أو بدنه ، أو أحد أعضائه ؛ فيسبب له مرضًا مزمنًا كالسرطان أو النوبات القلبية أو غيرهما، أو يمنعه من الإنجاب ونحو ذلك.

    ومما جاء يؤيد هذا : ما ثبت أن اليهود سحروا المسلمين في المدينة بألا يولد لهم ، فلما وُلد أول مولود لهم ، وهو عبد الله بن الزبير فرحوا فرحاً شديداً .

    فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ رضي الله عنهما أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ ، قَالَتْ : فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ، ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ .

    وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإِسْلاَمِ ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا ؛ لأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلاَ يُولَدُ لَكُمْ !!

    رواه البخاري ( 5152 ) – واللفظ له - ، ومسلم ( 2146 ) .

    وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله:

    عن إمكانية أن يكون العقم لدى الرجل أو المرأة بسبب السحر ؟ .

    فأجاب :

    الأصل : أن العقم من تقدير الله تعالى وخلقه ، كما قال تعالى : ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ) الشورى/ 50 ، وقال عن زكريا : ( وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) مريم/ 5 ، فالله سبحانه قدَّر أن بعض خلقه لا يولَد له ، سواء من الرجال أو من النساء .

    وقد يوجد لشيءٍ من ذلك علاج مؤثِّر بإذن الله تعالى ، فيزول العقم بواسطة بعض الأدوية والعقاقير ، وقد يكون خلقة أصلية لا تؤثر فيه العلاجات .

    وقد يكون العقم بسبب عمل شيطاني من بعض السحرة والحسدة ، فيعمل أحدهم للرجل أو المرأة عملاً يبطل به أسباب الإنجاب ، وذلك بحيل خفية تساعده عليها الشياطين .

    أو أن نفس الشيطان الملابس له يعمل في إبطال تأثير الوطء في الحبل ، سواء من الرجل أو المرأة ، فالشياطين الملابسة للإنس لهم من التمكن في جسم الإنسان ما أقدرهم الله عليه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) متفق عليه ...

    فيسعى في علاجه بالرقى والتعوذات ، والأدعية النافعة ، وكثرة ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ، والتنزه عن المحرمات والمعاصي ، وتنزيه المنزل عن آلات اللهو والباطل ونحو ذلك مما تتسلط به الشياطين ، وتتمكن من التأثير في الإنسان ، ويسبب بُعد الملائكة عن المنازل التي تظهر فيها المعاصي ، وبهذه الإرشادات يخف تأثير السحرة بإذن الله تعالى .

    " الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة " أسامة بن ياسين المعاني ( ص 184 - 186 ) .

    كما أنَّ من السِّحر ما يَقتُل المسحورَ ، وقد ذكر ذلك الفقهاء في كتبهم ، ومن ذلك :

    قال أبو الوليد الباجي: " وإن سحر أهل دينه فإنه يؤدَّب ، إلا أن يقتل أحدًا بسحره ، فإنه يُقتل به " انتهى من "شرح مختصر خليل" (8/63).

    وقال الموفق ابن قدامة: " النوع السادس: أن يقتله بسحر يقتل غالبًا ، فيلزمه القود ؛ لأنه قتله بما يقتل غالبًا ، فأشبه ما لو قتله بسكين.." انتهى من "المغني" (9/330).

    وقال القرافي: " السحر له حقيقة ، وقد يموت المسحور ، أو يتغير طبعه وعادته ، وإن لم يباشره ، وقال به الشافعي ، وابن حنبل..." انتهى من "الفروق" (4/149).

    وقال تقي الدين السبكي: " فَإِذَا اعْتَرَفَ أَنَّهُ قَتَلَ بِسِحْرِهِ إنْسَانًا ، فَكَمَا قَالَهُ ، وَأَنَّهُ مَاتَ بِهِ ، وَإِنَّ سِحْرَهُ يَقْتُلُ غَالِبًا؛ فَهَا هُنَا يُقْتَلُ قِصَاصًا..." انتهى من "فتاوى السبكي" (2/324).

    وجاء في الموسوعة الفقهية (24/267) في حكم الساحر إذا قتل بسحره : " ذهب الجمهور .. إلى أن القتل بالسحر يمكن أن يكون عمدًا ، وفيه القصاص .

    ويثبت ذلك عند المالكية بالبينة أو الإقرار.

    وذهب الشافعية إلى أن الساحر إن قتل بسحره ، من هو مكافئ له : ففيه القصاص ، إن تعمد قتله به ، وذلك بأن يثبت ذلك بإقرار الساحر به ، حقيقة أو حكما ، كقوله قتلته بسحري ، أو قوله : قتلته بنوع كذا .

    ويشهد عدلان يعرفان ذلك وقد كانا تابا ، بأن ذلك النوع يقتل غالبا. فإن كان لا يقتل غالبا ، فيكون شبه العمد " انتهى .

    وقد سبق في الفتوى رقم : (69914) ، أن عمل السحر محرم ، بل من أكبر الكبائر ، وأن الساحر كافر عند جمهور أهل العلم ، وحدّه القتل .

    وينبغي على المسلم أن يتحصن من السحر بقراءة القرآن ، وبالمحافظة على الأذكار والأوراد الشرعية ، وبأكل سبع تمرات عجوة على الريق .

    وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في عدة فتاوى منها : (10513)، (126587).

    والله أعلم.
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    قد تختلف المسميات من معالج لمعالج ولكنها في النهاية تصب في بوتقة واحدة ، وقد تكلمت عن هذا النوع من أنواع السحر في كتابي الموسوم ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة تحت مسمى ( سحر تقويض العلاقات الزوجية ) وسحر التهييج جزء من هذا النوع المذكور ، وللفائدة العلمية فأذكر على ما ذكرته عن هذا ىالنوع بالآتي :

    قد يأخذ " سحر تقويض العلاقات الزوجية " شكلا من الأشكال التالية :

    أ)- سحر تعطيل الزواج : ويؤدي هذا النوع إلى عدم إتمام الزواج بين الرجل والمرأة ، وذلك باتباع وسائل وطرق شيطانية خبيثة ، أذكر منها :

    1)- عدم رغبة المرأة أو الرجل في الزواج مطلقا ، والشعور بضيق شديد عند طرح هذا الموضوع على مائدة البحث والمداولة 0

    2)- حصول أمور اجتماعية ومشاكل غير طبيعية تؤدي إلى عدم حصول هذا الأمر 0

    3)- قد تسير كافة الأمور المتعلقة بالزواج بشكل طبيعي ، وفجأة ودون سابق إنذار أو حصول أية موانع أو عوائق لإتمام عملية الزواج ينتهي كل شيء 0

    4)- كراهية الرجل أو المرأة عند مقابلة كل منهما الآخر ، ومعلوم أن السنة النبوية المطهرة تبيح للرجل والمرأة نظرة الزواج في حدود ونطاق معين بينها الشرع الإسلامي الحنيف ، ومن الحكم العظيمة لهذا الأمر استمرار الود والوئام بينهما بعد الزواج 0

    يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما سحر تعطيل الزواج فكثيراً ما يشتكي النساء التعطل بحيث لا يتم الزواج مع توفر الشروط وعدم الموانع ، وقد يتقدم الخطباء ويتم القبول ثم ينصرفون دون إتمامه ، ولا شك أنه بسبب عمل بعض الحسدة ما يصد عن إتمامه وما يحصل به التغيير ، حتى أن بعض العوائل يبقون دون أن يتم تزويج نسائهم ، وإن تم الزواج لبعضهم حدث ما يسيء الصحبة ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 175 ) 0

    ب)- عقد الزوج عن زوجه ( سحر ربط الزوج ) : ويؤدي هذا النوع إلى سلب الرجل القدرة الجنسية على إتيان أهله ، وذلك باتباع طرق شيطانية خبيثة أذكر منها :

    1)- ربط الكراهية : ويشعر المسحور بعدم القدرة على الاجتماع مع الزوجة في مكان واحد ، وكذلك يشعر بضيق شديد في الصدر ، مما يمنعه من القدرة على إتيانها ووطئها 0

    2)- ربط الاشمئزاز والتقزز : ويشعر المسحور بعدم القدرة على النظر في وجه الزوجة والشعور بالاشمئزاز والتقزز منها ومن جلستها والحديث معها ، مع الشعور بالغثيان عند مجالستها أو الحديث معها ، وهذا يمنعه من إتيان زوجته ووطئها 0

    3)- ربط التغوير : ويؤدي هذا النوع لإيهام الزوج ليلة دخوله على زوجته بأنها ثيب وليست بكرا ، مما يوقع الشك في نفسه ، فينفر منها ويكرهها ، وقد يؤدي هذا الأمر إلى الانفصال والطلاق 0

    4)- الربط الجنسي : وينقسم إلى قسمين :

    أ)- ربط جنسي دائم : ويؤدي هذا النوع لسلب الرجل القدرة الجنسية الكاملة ، بحيث يتم تركيز السحر في منطقة الدماغ التي تتحكم في مركز الإثارة الجنسية والتي تؤثر بدورها على الأعضاء التناسلية فتمنع عملية الانتصاب لدى الرجل منعا مطلقا ، مع وجود الأمور الداعية لذلك كالشهوة واللذة ، ومع توفر المقدمات لذلك الأمر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يأتي أهله 0

    ب)- ربط جنسي مؤقت : ويؤدي هذا النوع لسلب الرجل القدرة الجنسية المؤقتة عن طريق تركيز السحر في منطقة الدماغ التي تتحكم في مركز الإثارة الجنسية والتي تؤثر بدورها على الأعضاء التناسلية فتمنع عملية الانتصاب المؤقتة للرجل في حالة إتيان أهله ، وأما إن كان بعيدا عنهم فيشعر بودهم وحبهم ويشتاق لهم جنسيا ، ولكن عند الرغبة في الجماع يتعطل كل ذلك بسبب السحر 0

    قال ابن قدامة : ( وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده يقدر عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواترا لا يمكن جحده ) ( المغني - 10 / 106 ) 0

    قال البغوي : ( وروي أن امرأة دخلت على عائشة ، فقالت : هل علي حرج أن أقيد جملي ؟ قالت : قيدي جملك ، قالت : فأحبس علي زوجي ؟ فقالت عائشة : أخرجوا عني الساحرة ، فأخرجوها 0 وروي أنها قالت لعائشة : أوخذ جملي ، ومعناه هذا ، يقال : أخذت المرأة زوجها تأخيذا ، إذا حبسته عن سائر النساء ) ( شرح السنة – 12 / 190 – وروي بصيغة التمريض أي التضعيف ) 0

    5)- سحر قتل الشهوة الجنسية : ويؤدي هذا النوع إلى تعطيل مراكز الإثارة في الدماغ عند الرجل ، بحيث لا يشعر بأية استثارة أو رغبة في النساء أو العزوف عن الزوجة وكرهها أو التفكير في هذا الأمر ، وقد يحصل هذا الأمر كذلك قبل الزواج مما يؤدي إلى كره الحديث عن هذا الأمر أو سماعه من الآخرين 0

    6)- الهوس الجنسي : ويؤدي هذا النوع لإثارة الرجل إلى أقصى درجة ممكنة بحيث يعمد السحر إلى استثارة مراكز الإثارة في الدماغ ، فيشتهي الرجل النساء في كل لحظة وكل ساعة ، ولكنه لا يستطيع جماع زوجته ، فينفر منها ولا يستطيع اقترابها ، وقد يؤدي مثل هذا النوع غالبا لمفاسد شرعية عظيمة ومنها كثرة استخدام العادة السرية 0

    7)- سحر سرعة القذف : ويتم ذلك من خلال التحكم بالانقباضات العضلية والعصبية التي تؤدي في النهاية إلى دفع السائل المنوي خارج مجرى البول ، والغالب من الناحية الطبية أن الأسباب الرئيسة لحدوث ذلك هي أمراض العمود الفقري 0 ويؤدي هذا النوع من أنواع السحر لإيجاد سرعة قذف عند الرجل تحرمه وتحرم زوجه من هذه اللذة المشروعة ، وهذا يولد اضطرابات نفسية عند الزوج ، وبالتالي كره الزوجة والناس والمجتمع 0

    8)- عدم القدرة على الإنزال : ويؤدي هذا النوع إلى عدم تمكين الرجل من تفريغ طاقته الجنسية وذلك بمنعه من القدرة على الإنزال ، ويعتبر هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي يتبعها السحرة والتي تؤثر على نفسية المريض فيكره الزوجة والجماع ويخاف منه 0

    ج)- عقد الزوجة عن زوجها ( سحر ربط الزوجة ) : ويؤدي هذا النوع إلى سلب المرأة لذة الجماع ، بل قد يصل الأمر إلى عدم استطاعة الرجل جماع زوجته بسبب وجود عوائق تحول دون ذلك الأمر ، ويتبع الساحر طرقا شيطانية خبيثة في سبيل ذلك ، أذكر منها :

    1)- ربط الكراهية : ويؤدي هذا النوع لعدم القدرة على الاجتماع مع الزوج في مكان واحد ، وكذلك الشعور بضيق شديد في الصدر ، مما يمنع القدرة على تمكين الزوج من نفسها ، وعند مفارقة الزوج لها تشعر له باشتياق وحب ، وهذا الأمر قد يؤدي لاضطرابات نفسية للزوجة نتيجة لذلك 0

    2)- ربط الاشمئزاز والتقزز : ويؤدي هذا النوع لعدم القدرة على النظر في وجه الزوج والشعور بالاشمئزاز والتقزز منه ومن جلسته والحديث معه ، وكذلك الشعور بالغثيان عند مجالسته أو محادثته ، وهذا يمنعها من تمكينه من نفسها ، وحال مفارقته تشعر بالاشتياق والود كما بينت في النقطة الأولى 0

    3)- ربط البرود الجنسي : ويؤدي هذا النوع لسلب المرأة لذة الجماع ، فلا تشعر بلذته مطلقا ، بل على العكس من ذلك تماما فقد تشعر بآلام وأوجاع تكره معها هذا الأمر ولا تكاد تطيقه أو تستسيغه 0

    4)- ربط الشبق الجنسي : ويؤدي هذا النوع لإثارة المرأة إلى أقصى درجة ممكنة بحيث تشتهي الرجال في كل لحظة وكل ساعة ، مع عدم الرغبة والاشتياق إلى الزوج مطلقا ، بل النفور وعدم استطاعتها الاقتراب منه ، وقد يؤدي مثل هذا النوع غالبا لمفاسد شرعية عظيمة ومنها كثرة استخدام العادة السرية 0

    5)- سحر سرعة الإنزال : ويؤدي هذا النوع لإيجاد سرعة إنزال لدى المرأة تحرمها وتحرم زوجها من هذه اللذة المشروعة ، وهذا يولد اضطرابات نفسية عند الزوجة ، فتكره الزوج والناس والمجتمع 0

    6)- ربط القدرة على الإنزال : ويؤدي هذا النوع إلى عدم تمكين المرأة من بلوغ ذروتها الجنسية في علاقتها مع زوجها ، بحيث لا تستطيع تفريغ طاقتها الجنسية نتيجة لعدم قدرتها على الإنزال ، ويعتبر هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي يتبعها السحرة والتي تؤثر على نفسية المريضة فتكره الزوج والجماع وتخاف منه 0

    7)- ربط الانسداد : ويؤدي هذا النوع إلى وجود حائل أو سد منيع يمنع الرجل عن إتيان أهله ولا يستطيع إلى ذلك سبيلا 0

    8)- ربط النزيف : ويؤدي هذا النوع لإحداث نزيف عند المرأة وقت الجماع فقط ، وأما في سائر الأوقات الأخرى فلا يحصل مثل ذلك الأمر 0

    9)- ربط المنع : ويؤدي هذا النوع لإحداث امتناع تام لدى الزوجة من تقبل الزوج أو تمكينه من نفسها بوسائل شتى ومن تلك الوسائل التصاق الفخذين أو الضرب والرفس والركل ، وكل ذلك يكون دون وعيها وخارجا عن إرادتها 0

    د)- العقم وعدم الإنجاب : ويؤدي هذا النوع لإحداث عقم وعدم إنجاب لدى كل من الزوج والزوجة دون اتضاح أية أسباب طبية لمثل ذلك ، وقد ورد الدليل على هذا النوع من أنواع السحر في السنة المطهرة فقد روى أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أسماء : ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة 0 قالت : فخرجت ، وأنا متم - أي مقاربة للولادة - ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء ، فولدته بقباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في حجره ، فدعا بتمرة ، فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام – للمهاجرين بالمدينة - ، قالت : ففرحوا به فرحا شديدا ، وذلك أنهم قيل لهم :إن اليهود قد سحرتكم ، فلا يولد لكم ) ( متفق عليه ) ، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن السحر قد يحدث تأثيرا لمنع الحمل بين الزوجين بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0

    سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية أن يكون العقم لدى الرجل أو المرأة بسبب السحر ؟

    فأجاب – حفظه الله - : ( الأصل أن العقم من تقدير الله تعالى وخلقه ، كما قال تعالى : ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ) ( الشورى – 50 ) ، وقال عن زكريا : ( وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) ( مريم – الآية 5 ) ، فالله سبحانه قدر أن بعض خلقه لا يولد له ، سواء من الرجال أو من النساء ، وقد يوجد لشيء من ذلك علاج مؤثر بإذن الله تعالى ، فيزول العقم بواسطة بعض الأدوية والعقاقير ، وقد يكون خلقة أصلية لا تؤثر فيه العلاجات 0 وقد يكون العقم بسبب عمل شيطاني من بعض السحرة والحسدة ، فيعمل أحدهم للرجل أو المرأة عملاً يبطل به أسباب الإنجاب ، وذلك بحيل خفية تساعده عليها الشياطين ، أو أن نفس الشيطان الملابس له يعمل في إبطال تأثير الوطء في الحبل ، سواء من الرجل أو المرأة ، فالشياطين الملابسة للإنس لهم من التمكن في جسم الإنسان ما أقدرهم الله عليه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) فعلى هذا يعرف أنه عمل سحرة بتجربة الإنجاب في شخص آخر ، فإذا كان الرجل له أولاد من امرأة أخرى ، والمرأة لها أولاد من رجل آخر ، عرف أن توقف الولادة بسبب هذا العمل فيسعى في علاجه بالرقى والتعوذات والأدعية النافعة ، وكثرة ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ، والتنزه عن المحرمات والمعاصي ، وتنزيه المنزل عن آلات اللهو والباطل ونحو ذلك مما تتسلط به الشياطين ، وتتمكن من التأثير في الإنسان ، ويسبب بعد الملائكة عن المنازل التي تظهر فيها المعاصي ، وبهذه الإرشادات يخف تأثير السحرة بإذن الله تعالى ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 184 ، 186 ) 0

    ويتبع الساحر طرق شيطانية خبيثة في سبيل ذلك ، أذكر منها :-

    1)- التحكم في عدد الحيوانات المنوية : وهذا النوع يؤدي بالتأثير على المناطق المعنية بإنتاج الحيوانات المنوية بداية من الخصية فالبربخ فالحويصلات المنوية فالبروستاتا 0 وكذلك علاقة الغدة النخامية بسلامة إنتاج الخصية ، إضافة إلى الصورة الطبيعية للسائل المنوي القادر على إخصاب البويضة ، فيستطيع الساحر التحكم بوظائف كافة الأمور المذكورة آنفا والضغط عليها بحيث تؤدي إلى قلة إفراز للحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي بحيث تكون أقل من عشرين مليون حيوان في السنتيمتر ، ولا ينفذ تأثير ذلك إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0

    2)- قتل الحيوانات المنوية أو إضعافها : وهذا النوع يؤدي لمنع إفراز السائل اللعابي الذي تتغذى عليه الحيوانات المنوية داخل الحوصلة المنوية وبالتالي يؤدي لقتل تلك الحيوانات ، أو إضعافها بحيث لا تستطيع الوصول إلى البويضة لتلقيحها ، أو تصل ضعيفة لا تستطيع اختراق الغلاف المحيط بالبويضة 0

    3)- قتل البويضة : وهذا النوع يؤدي لقتل البويضة عند المرأة وبالتالي لا تتم عملية التلقيح ، أو حصول أي حمل يذكر 0

    4)- عدم قابلية تلقيح البويضة من قبل الحيوان المنوي : وهذا النوع يؤدي لمنع وصول الحيوان المنوي إلى البويضة لتلقيحها ، وفي بعض الأحيان قد تصل بعض الحيوانات المنوية ، ولكنها لا تستطيع اختراق الغلاف الخارجي الخاص بالبويضة مع قوتها ونشاطها 0

    5)- قتل النطفة بعد عملية الإخصاب : وهذا النوع يؤدي لقتل النطفة بعد عملية الإخصاب مباشرة ، أو بعد أيام أو أسابيع ، مما يؤدي إلى الإسقاط المبكر لدى المرأة 0

    6)- إجهاض الحامل بعد شهرها الثالث : وهذا النوع يؤدي لقتل الجنين بعد عدة شهور من تكونه بعد نفخ الروح فيه ، مما يتسبب في إجهاض المرأة ، ويتبع السحرة أساليب شيطانية خبيثة للوصول إلى هذا الهدف ومنها تسليط الشياطين على الحامل وضربها في نومها وإسقاط الحمل أو إرعابها ومن ثم إسقاط الحمل ونحو ذلك من طرق خبيثة ، وبطبيعة الحال فإن ذلك لا ينفذ تأثيره ووقعه إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0

    أسأل الله بفضله وكرمه ومنه أن يقينا شياطين الإنس والجن وأن يعفو عنا في الدنيا والآخرة ، إنه سميع مجيب ، مع تمنياتي لكَ أخي الحبيب بالصحة والسلامة والعافية :

    أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    2,619
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-06-2024
    على الساعة
    07:37 PM

    افتراضي

    بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في حكم الذهاب إلى السحرة من أجل المعالجة

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:

    فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن حكم السحر وعن إتيان السحرة فنقول حرم الله السحر تعلماً وتعليماً وعملاً به، وحيث تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر، وكفر الساحر يقول الله سبحانه عن اليهود {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون** فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان - عليه السلام - ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفرا، وأكد كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاءً لمن جاء متعلما {إنما نحن فتنة فلا تكفر** أي لا تكفر بتعلم السحر.

    ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، فقال {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم** وما لا نفع فيه وضرره محقق، لا يجوز تعلمه بحال، ثم يقول سبحانه {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق** أي لقد علم اليهود فيما عهد إليهم، أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين، فدلت الآية على تحريم السحر، وعلى كفر الساحر، وعلى ضرر السحرة على الخلق، وقال سبحانه {ولا يفلح الساحر حيث أتى** ففي هذه الآية الكريمة، نفي الفلاح نفياً عاما عن الساحر في اي مكان كان، وهذه دليل على كفره.

    ومن السنة ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع الموبقات: قالوا: يارسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» وهذا يدل على عظم جريمة السحر، لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات، التي نهى عنها، لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، بما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة بما يناله بسببها من العذاب الأليم.

    ومن السنة أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من أتى عرافا أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه أحمد والأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما، وروى البزار وابويعلى بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً «من أتى عرافاً أو ساحراً او كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» ومنها حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس منا من تطير او تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه البزار باسناد جيد وهناك أحاديث أخرى في النهي عن إتيان الكهان والعرافين، وبيان حكم آتيهم ومصدقهم، والحاق ذلك بالسحر.

    فهذه النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، تدل على كفر الساحر، مما يدل على أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وذهب بعض العلماء إلى قتله بدون استتابة، وروى الترمذي عن جندب رضي الله عنه موقوفاً «حد الساحر ضربه بالسيف» وورد عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل السحرة، أو الأمر بذلك، ولم يوجد بينهم خلاف فيه حيث قد روي القتل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لثلاث سواحر، عندما كتب لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس «أن اقتلوا كل ساحر وساحرة»، وروى الإمام مالك أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها، فأمرت بها فقتلت، كما روى البخاري في التاريخ الكبير بسند صحيح عن أبي عثمان «كان عند الوليد رجل يلعب فذبح إنساناً وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله». كما روى قتل السحرة عن غير هؤلاء من الصحابة، فروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وأبي موسى، وقيس بن سعد رضي الله عنهم، كما روي عن سبعة من التابعين، منهم عمر بن عبدالعزيز. وهذا الفعل من الصحابة، رضي الله عنهم، ثم من التابعين يعد اجماعاً منهم على ذلك، يقول الشيخ الشنقيطي.. «فهذه الآثار التي لم يعلم أن أحداً من الصحابة أنكرها، مع اعتضادها بالحديث المرفوع المذكور، هي حجة من قال بقتله مطلقاً والآثار المذكورة والحديث فيهما الدلالة على أنه يقتل، ولو لم يبلغ به سحره الكفر، لأن الساحر الذي قتله جندب، رضي الله عنه، كان سحره من نوع الشعوذة، والأخذ بالعيون، حتى انه يخيل إليهم أنه أبان رأس الرجل، والواقع بخلاف ذلك، وقول عمر «اقتلوا كل ساحر» يدل على ذلك لصيغة العموم». أضواء البيان ج4 ص461.

    ولما كان السحر داء يؤثر، فيمرض الأبدان، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، شرع أن يسعى في علاجه، والأخذ بالأسباب المباحة المؤدية إلى الشفاء، لأن الله تعالى جعل لكل داء دواء كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» وفيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    ويعالج السحر بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، وأما علاجه بالسحر فهذا حرام لا يجوز لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان. كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون، لأنهم لا يؤمنون، لأنهم كذبة فجرة، يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال «هي من عمل الشيطان» رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد، والنشرة هي: حل السحر عن المسحور والمراد بالنشرة الواردة في الحديث: النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر، ليحل السحر بسحر مثله، أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وكل ما ورد عن السلف في إجازة النشرة، فإنما يراد به النشرة المشروعة، وهي ما كان بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، ولا يصح القول بجواز حل السحر بسحر مثله بناء على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لأن من شرط هذه القاعدة، أن يكون المحظور أقل من الضرورة، كما قرره علماء الأصول، وحيث إن السحر كفر وشرك، فهو أعظم ضرراً، بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، والسحر يمكن علاجه، بالأسباب المشروعة، فلا اضطرار لعلاجه بما هو كفر وشرك.

    وبناء على ما سبق فإنه يحرم الذهاب إلى السحرة مطلقاً، ولو بدعوى حل السحر. واللجنة إذ تنشر هذا لبيان وجه الحق في هذا الموضوع ابراء للذمة ونصحاً للأمة.
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
    الرئيس - عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
    الأعضاء: صالح بن فوزان الفوزان، عبدالله بن عبدالرحمن الغديان، عبدالله بن محمد المطلق، أحمد بن علي سير المباركي، سعد بن ناصر الشثري، محمد بن حسن آل الشيخ، عبدالله بن محمد بن خنين.
    سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله

    السؤال: هل يجوز فك السحر بالسحر عند الحاجة ؟
    الجواب :
    الحمد لله ، حل السحر أو فك السحر يقال له : النشرة ، وقد روى جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة ؟ فقال:" هي من عمل الشيطان ". رواه أحمد بسند جيد وأبو داود .
    وحل السحر بسحر لا بد فيه من الذهاب للساحر ، وسؤاله عمّن عمل السحر ، وأين يكون موضع السحر ، وذلك لإبطال عمل الساحر الأول ، ومعلوم أن الساحر من نوع الكاهن ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم" من أتى عرافا أو كاهنا فسأله ، فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد". وعلى هذا لا يجوز حل السحر بالسحر لأن ذلك من عمل الشيطان ، ويستلزم سؤال الساحر ، وتصديقه .
    قال الإمام ابن القيم : النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: حل بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن :[لا يحل السحر إلا ساحر] ، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور
    والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا جائز . والله أعلم .



    سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
    هل يجوز فك السحر عن المسحور باستخدام السحر ؟

    الجواب: الحمد لله
    إن فك السحر عن المسحور لا يخلو من حالين :

    الحالة الأولى : أن يستخدم في ذلك الرقى الشرعية والتعوذات النبوية ، والأدوية المباحة فلا بأس بذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية للرقى . يراجع سؤال ( 12918 )

    الحالة الثانية : " أن يعالجه ـ أي السحر ـ بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز ؛ لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون ؛ لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم فقال عليه الصلاة والسلام : " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " وقال صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " فالسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا تصديقهم .

    وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة ؟ فقال : " هي من عمل الشيطان " رواه الإمام أحمد في مسنده ( 3/294 ) وأبو داود في سننه ( 3868 ) بإسناد جيد

    والنشرة هي حل السحر عن المسحور

    ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر ليحل السحر ، أو حله بسحر مثله من ساحر آخر أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك وقد نص على ذلك العلامة ابن القيم والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد رحمة الله عليهما ونص على ذلك أيضا غيرهما من أهل العلم والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه" ا.هـ

    مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 3 / 280 ).

    فتوى رقم (837):
    س: رجل تزوج امرأة وهي في غاية المودة وصادق المحبة وبعد مدة أبغضته بغضة شديدة بلا سبب، وقد قيل: إن هذا من فعل السحرة، وجاءه بعض الناس وأمره أن يذهب إلى شخص أرضي يعمل هذا العمل لكي يتغلب على ما مكروا فيه، وقال: إن هذا يعتبر دفاعا ولحفظ زوجته، ومع الضرورة تباح المحذورات وتوقف الرجل؛ لأنه يعتقد ذلك كفرا، فهل للرجل أن يدافع بالسحر لفك السحر إذا ابتلي به أم يسلم الأمر ويصبر، وهل يعد الدفاع رد كيد للاعتداء أم يعد كفرا؟
    ج: لا يجوز لك أن تذهب إلى ساحر من أجل أن يحل السحر الذي تجده في نفسك بسحر مثله؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن له، أو سحر أو سحر له رواه الطبراني عن عمران بن حصين، قال المناوي: إسناده جيد ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة: هي من عمل الشيطان رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد والنشرة: هي حل السحر عن المسحور بالسحر.
    ويوجد من الأدعية والأدوية المشروعة ما فيه كفاية لإزالة هذا الداء، فعلى المسلم أن يعالج نفسه بما شرع الله من الأذكار والأدعية والأدوية الجائزة، وعليه أن يتقي الله في نفسه باتباع أمره واجتناب نهيه: ومن يتق الله يجعل له مخرجا
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
    عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    فتوى رقم (1465):
    س: من كان به سحر هل يجوز أن يذهب إلى ساحر ليزيل السحر عنه؟
    ج: لا يجوز ذلك، والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان وفي الأدوية الطبيعية والأدعية الشرعية ما فيه كفاية، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: تداووا، ولا تداووا بحرام. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
    عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    السؤال الثاني من الفتوى رقم (9295):
    س2: يقول كثير من الناس: إن أحد الرجال معمول له سحر ويذهبون إلى شخص ما لفك السحر فيعمل حجابا وغيره ونجد هذا قد فك السحر فعلا فما رأي سيادتكم، وهل الرسول صلى الله عليه وسلم سحر فعلا؟
    ج2: فك السحر بالسحر لا يجوز، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز، وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز، ولو ترتب على ما ذكر فك السحر أحيانا، ولكن يرقى المسحور بتلاوة القرآن عليه كسورة (الفاتحة)؛ و (آية الكرسي) و (قل هو الله أحد) و (المعوذتين) ونحوها من سور القرآن وآياته، وكذلك يرقى بالأدعية والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: اللهم رب الناس، أزل الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ومثل بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك. ويكرر ذلك (ثلاث مرات)؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونوصيك بالرجوع إلى كتاب (الأذكار) للنووي، وكتاب (الكلم الطيب) لابن تيمية، وكتاب (الوابل الصيب) لابن قيم الجوزية، وباب ما جاء بالنشرة في (كتاب التوحيد) و (فتح المجيد)، وقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم سحر ثم شفاه الله من ذلك.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
    عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    وهذا حوار أجري مع الشيخ عبد العزيز السعيد في جريدة الرياض حول الموضوع

    د. عبدالعزيز السعيد رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها لـ «الرياض»
    الشرع حرم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها.

    اجرى الحوار - علي الشثري
    حذر رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها ورئيس قسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد من السحر والسحرة حيث جاء الشرع بتحريم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها.
    وأكد في حديث ل «الرياض» عدم جواز حل السحر بالسحر لوجود ما يحل به السحر من الأدعية والأدوية المباحة مشيراً بأن إجازة بعض أهل العلم حل السحر بالسحر محل نظر بل خطأ محض لعدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور.

    وقال الدكتور السعيد وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني عدم صلاحيتها بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه لضعف في يقينه وتوكله على الله أو عدم مبالاة بها.

    وفيما يلي نص الحوار:

    ٭ من المعلوم أن العلماء قسموا حل السحر إلى نوعين جائز ومحرم، فهل لكم أن تبينوا هذا بالتفصيل؟

    - أولاً: حل السحر عن المسحور نوعان:

    أحدهما: حل السحر عن المسحور بالرقية المأذون فيها، كالرقية بكتاب الله، أو بالأدعية المعروفة المعنى، التي ليس فيها شرك، ولا محرم، ولا بالأدوية المباحة، فهذا النوع لا بأس به، لدخوله في التداوي المشروع، وأدلة هذا النوع كثيرة.

    الثاني: حل السحر عن المسحور بالسحر، فهذا النوع محرم، للأدلة الدالة على تحريم السحر عملاً وتعلما وتعليما وإتيانا لأهله.

    ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى** قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه (أضواء البيان): «فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ولا يفلح الساحر حيث أتى** الآية، يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى**، وذلك دليل على كفره. لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر. ويدل على ما ذكرنا أمران:

    الأول هو ما جاء من الآيات الدالة على أن الساحر كافر. كقوله تعالى:{وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر** فقوله:{وما كفر سليمان** يدل على أنه لو كان ساحراً وحاشاه من ذلك لكان كافراً. وقوله: {ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر** صريح في كفر معلم السحر، وقوله تعالى عن هاروت وماروت مقرراً له: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر**، وقوله: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق** أي من نصيب، ونفي النصيب في الآخرة بالكلية لا يكون إلا للكافر عياذاً بالله تعالى. وهذه الآيات أدلة واضحة على أن من السحر ما هو كفر بواح، وذلك مما لاشك فيه. الأمر الثاني أنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة (لا يفلح) يراد بها الكافر، كقوله تعالى في سورة يونس: {قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون**، وقوله في سورة يونس أيضا:{فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون**. وقوله في سورة الأنعام: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته إنه لا يفلح الظالمون** الى غير ذلك من الآيات.

    والسحر كفر مطلقا (لأن اليهود لما أضافوا السحر لسليمان عليه السلام قال - تعالى - تنزيهاً له عنه: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر** فظاهر هذا أنهم إنما كفروا بتعليمهم السحر، لأن ترتيب الحكم على الوصف المناسب يشعر بعليته، وتعليم ما لا يكون كفراً لا يوجب الكفر. وهذا يقتضي أن السحر على الإطلاق كفر، وكذا يقتضي ذلك قوله تعالى عن الملكين:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر** انتهى من الزواجر لابن حجر الهيتمي.

    وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال: الإشراك بالله والسحر..» الحديث.

    ويؤيد هذا نهي الشرع عن التداوي بالمحرمات، كما قال الله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث**، وفي حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» أخرجه البيهقي وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وعن وائل ابن حجر رضي الله عنه أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء» خرجه مسلم.

    ٭ إذا كان الأمر كما ذكرتم من تحريم السحر، فهل يصح أن يرخص في السحر في بعض الأحوال؟

    - هذه دلائل الشرع المطهر التي سبق ذكرها دالة على تحريم السحر عقدا وحلا، ولم تفرق بين الحالين، ومن فرق وجب عليه إثبات هذا التفريق بالأدلة الشرعية. وليس مع من فرق دليل يعتمد عليه، والشرع جاء بتحريم السحر تعلما وتعليما وعملا وعقدا وحلا في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها، بل جاء في خصوص هذه المسألة حديث جابر رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: {هي من عمل الشيطان** حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح، وجود إسناده ابن مفلح في الفروع، واختلف في وقفه ورفعه، وهذا الحديث محمول على النشرة المحرمة ومنها حل السحر عن المسحور بسحر مثله، قال السهيلي: «وهذا والله أعلم في النشرة المحرمة التي فيها الخواتم والعزائم وما لا يفهم من الأسماء».

    وإذا تقرر أن السحر محرم بموجب النصوص والقواعد الشرعية، وإجماع العلماء. فهذا أصل يجب استصحابه عند الكلام في مسائل السحر ومنها حل السحر بسحر مثله، ومن أهمل هذا الأصل أو لم يستصحبه فقد أضاع هذا الباب، وأتى بالعجائب ووقع في التناقض، وإغفال هذا الأصل أو نسيانه سبب في الانحراف في الفتيا.

    ٭ هل هناك لوازم تلزم من قال بجواز حل السحر عن المسحور بالسحر للضرورة؟

    - القول بجواز حل السحر عن المسحور يلزم عليه لوازم باطلة، منها: جواز تعلم السحر لمن أراد تعلمه من أجل حله عمن أصيب به، بل يتعين أن يكون ذلك من فروض الكفايات على الأمة، وهذا باطل لا يقول به أحد من أهل العلم المعتبرين، وتقدم قريبا في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ما يبطل هذا.

    ويلزم على هذه القول أن السحرة منهم المصلح المثاب عند الله تعالى وهو الذي يحل السحر، ومنهم المفسد المستحق للعقاب وهو من يعقد السحر، بل يتعدى الى ما هو أعم . من ذلك، فمن تعلمه من أجل الإضرار به فهو محرم، ومن تعلمه من أجل النفع فمستحب. وهذا خلاف ما قضى الله به على السحرة على جهة الاطلاق والعموم {ولا يفلح الساحر حيث أتى** {ولا يفلح الساحرون** {قال ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين** فنفى عن السحرة الفلاح نفياً عاماً مطلقاً كما سبق تقريره، ووصفهم بأنهم مفسدون، ولم يستثن من السحرة أحداً، ولا من سحرهم شيئاً.

    وأمر عظيم، ولازم خطير لهذا القول، وهو أن آتي الساحر لحل السحر إما أن يرضى بشرك الساحر بالله حتى يشفى من السحر الذي أصابه، أو أن يحمل الساحر على الإشراك بالله حتى يسحر له، وهو من جنس شرك المشركين الذين قال الله فيهم: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا**، وكون آتي الساحر لا يقول له بلسان المقال: اشرك بالله، إلا أن لسان الحال دال عليه؛ فإنه لا سحر إلا بشرك بالله تعالى؛ ولهذا إذا جاء إلى الساحر ليحل عنه السحر لا ينكر عليه سحره، ولا ينهاه عنه، بل يجلس بين يديه، والساحر يدعو غير الله ويستعين بأوليائه من الجن، ويستمتع بهم كما ذكر الله ذلك في قوله: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم** فهل ترضى النفس المؤمنة بهذا الشرك العظيم؟! وهل يطلب المؤمن شفاء بدنه بمرض قلبه وذهاب دينه؟! فأين التوحيد؟! وأين البراءة من الشرك وأهله؟! وأين من يفتي بجواز إتيان السحرة لحل السحر عن هذا الأمر الخطير، وعن هذه اللوازم التي لا تنفك عنها هذه الفتوى؟!

    ٭ لاشك ان لمن أفتى بجواز حل السحر عن المسحور بسحرمثله ما يستند إليه في فتواه، فما أبرزها؟ وما جوابكم عنها وقد قدمتم ان السحر محرم تحريماً مطلقاً عقداً وحلاً؟

    - إن عمدة من أفتى بجواز حل السحر بسحر مثله: الضرورة، والقاعدة الشرعية أن الضرورة تبيح المحرمات. وهذه القاعدة لا اعتراض عليها نفسها؛ فإنها فرع عن القاعدة المتفق عليها وهي قاعدة (المشقة تجلب التيسير)، ولكن الاعتراض على تنزيل هذه الحالة على القاعدة، وبيان ذلك أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها وعمومها، بل لها استثناءات مذكورة في مظانها من كتب القواعد الفقهية، ولم يعمل أحد من العلماء بهذه القاعدة دون أن يستثني منها، وإذا تقرر هذا فنقول: إن من سُحر فلا يحل له أن يأتي الساحر لحل السحر عنه بموجب هذه القاعدة لأمور:

    الأمر الأول: خروج هذه الحالة من القاعدة بالأدلة الدالة على تحريم السحر وإتيان أهله، والأدلة الدالة على تحريم التداوي بالمحرمات، والتي تقدم ذكر طرف منها.

    والأمر الثاني: ان الاضطرار لا يبيح للإنسان أن يعتدي على غيره، وآتي الساحر معتد على غيره إذ هو حامل لغيره على الكفر بالله كما سبق بيانه، بل هذه المسألة أشبه بمسألة اتفق العلماء على تحريمها في الإكراه، وهي إذا أكره أحد على قتل إنسان فإنه يحرم عليه قتله من أجل استبقاء نفسه بالاجماع كما حكاه القرطبي عند تفسير قوله تعالى في سورة النحل: {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان** الآية، واستثنيت هذه الحالة من القاعدة مع غيرها، وحمل الغير على الكفر أشد من إزهاق نفسه - وإن كان الفعلان محرمين. فكان استثناء هذه الحالة التي نحن بصدد الكلام عليها من قاعدة (الضرورة تبيح المحرمات) أولى؛ لأنه لا يجوز له أن يطلب شفاء نفسه بهلاك دين غيره.

    الأمر الثالث: لا نسلم أن هذا من باب الضرورة؛ فإن الله عز وجل جعل فيما أباح غنية عما حرم، وقد شرع الله الرقية بالكتاب والأدعية المأثورة والمباحة والتداوي بأنواع الأدوية المباحة شرباً وأكلاً واستخراجاً ونحو ذلك، وقد أزال الله بها السحر عن خلائق كثيرين، والله عز وجل قال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين** فإما أن يقول الإنسان ليس القرآن بشفاء، فذاك خلاف ما دل عليه القرآن، وإما أن يقول هو شفاء فتنتفي دعوى الضرورة، وعلى المسلم أن يتفقد نفسه، ويلحظ تقصيره، ويقوي يقينه بربه؛ فإن ذلك من أعظم ما ينفع الله به العبد، ويخلصه به من كل شدة وبلاء. قال العلامة ابن مفلح في كتابه (الآداب الشرعية): (ومن أعظم ما يتحصن به من السحر ومن أنفع علاج له بعد وقوعه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وتوكل القلب والاعتماد عليه، والتعوذ والدعاء، وهذا هو السبب الذي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل شيئاً قبله، بل قد يقال: لم يصح انه استعمل شيئاً غيره، وهو الغاية القصوى والنهاية العظمى).

    وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني ذلك عدم صلاحيتها، بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه؛ لضعف في يقينه وتوكله علي الله، أو عدم مبالاة بها وإنما كان ذلك من باب التجربة فحسب، كما يصنعه طائفة من الناس، إلى غير ذلك من المعاني.

    وإنما يكون حله بالسحر. على فرض عدم وجود الأدلة المانعة من ذلك في كل الأحوال. إذا لم يكن هناك طريق لحله إلا بالسحر، ونحن نعارض من يفتي بجوازه بأن الضرورة هنا منتفية رأساً، لوجود ما يحل به السحر عن المسحور من الأدعية والأدوية المباحة.

    ٭ أليس هذا في حكم المكره الذي أباح له الشرع الاجابة إلى الكفر ظاهراً؟

    - لو استدل أحد بقوله تعالى في سورة النحل {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غصب من الله ولهم عذاب عظيم** على جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، على اعتبار أن المسحور مكره أو في حكم المكره المستثنى في الآية وخاصة إذا كان السحر قد يؤول به إلى القتل؟ فالجواب عنه أن هناك فرقاً بينه وبين المكره في الآية من وجوه:

    الوجه الأول: ان المكره إذا تكلم بالكفر أو فعل الكفر. على قول من يقول بجواز فعل ما أكره عليه. لم يكن فيه حمل لغيره على الكفر، وأما حل السحر ففيه طرف آخر، وهو الساحر أو الجني، فإن من أتى ساحراً ليحل عنه السحر فقد حمله على الكفر بالله، ومن حل السحر بنفسه فقد حمل الجني على الشرك بالله، بخلاف إذا نطق بالكفر أو فعله فليس هناك طرف آخر، فافترقا.

    الوجه الثاني: ان حل السحر من باب الاستشفاء وقول الكفر أو فعله من باب الدفع عن النفس، وقد جاء الشرع بتحريم التداوي بالمحرمات، وأباح في الدفع عن النفس النطق بالكفر أو فعله، فلا يلحق هذا بهذا! فإن للدفاع عن النفس أحكامه الخاصة، وللتداوي أحكامه الخاصة.

    الوجه الثالث: إن الأصل تحريم الكفر قولاً وعملاً ورضى وإقراراً، فلا يجوز الاستثناء من هذا التحريم إلا بدليل، وقد دل الدليل على جواز النطق بالكفر أو فعله عند الإكراه، ولم يأت الإذن في السحر.

    الوجه الرابع: إن كثيراً من أهل العلم حمل الإكراه في الآية على الإكراه بالقتل، وعليه فذهاب النفس عند عدم إظهار الكفر مقطوع به، وذهابها بالسحر مظنون، فاختلف الحكم للفارق بينهما.

    الوجه الخامس: إن السحر فيه تعلق بالمخلوق واعتقاد فيه، والشرع جاء بقطع علائق الإشراك بالله سواء كان الشرك الأكبر أو الأصغر؟ وإتيان السحرة فيه تعلق بهم، وأثر على قلب العبد وتوحيده، وهذا لا ينكره من يعرف حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك والسحر؟ وأما المكره فإنما أبيح له إظهار الكفر بشرط اطمئنان قلبه بالإيمان، فلا تعلق إلا بالله، وما قاله أو فعله فهو منكر له!

    الوجه السادس: إن القتل أو ما دونه متحقق عدم وقوعه عند النطق بالكفر بخلاف إتيان الساحر لحل السحر فليس محققاً، فكم من المسحورين ممن ذهب إلى ساحر بل إلى سحرة ليحلوا عنه السحر فلم يقدروا على ذلك، فخسروا الدنيا والآخرة، عياذاً بالله تعالى، وهذا أمر معلوم مشتهر من أحوال الذين ابتلوا بالذهاب إلى هؤلاء السحرة، نسأل الله العافية والسلامة، وهذا فرق معتبر فكيف يلحق هذا بهذا، وكيف يلغى هذا الفارق مع ظهوره ووضوحه؟!

    ٭ من أفتى من المعاصرين بجواز ذلك قد سبقه إليه بعض أهل العلم، فما تعليقكم؟

    - نقول لاشك ان هناك بعض أهل العلم قد قال بهذا القول قديماً ولكن ليس كل ما قيل يكون صحيحاً موافقاً للكتاب والسنة، فإن الخطأ وارد على المتقدم كما هو الشأن في المتأخر، ونحن نبين هذه المسألة لأهميتها في الآتي:

    الأول: إن خلاف العلماء في أي مسألة من المسائل مرجعه إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا** وقوله جل شأنه: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله** وقوله عز شأنه {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم**، وليس اختلاف العلماء دليلاً شرعياً، وإنما يؤخذ من أقوال أهل العلم ما وافق الكتاب والسنة، ويرد ما خالفهما، مع حفظ مقام العلماء، ومعرفة فضلهم، فإنهم مجتهدون مأجورون.

    وهذا أصل مهم في هذه المسألة وغيرها، فلا يصح أن يحلل الإنسان شيئاً أو يحرمه بناء على اختلاف العلماء، فإن الحجة في إجماعهم وليس في اختلافهم، ومن جعل اختلافهم حجة فقد رد على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله يقول: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا**، ويقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم**.

    وعلى هذا فمن ترك نصوص القرآن والسنة الدالة على تحريم السحر تحريماً قطعياً، واستند في فتواه في جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله إلى بعض آراء أهل العلم فقد جانب الصواب، وخالف الكتاب، واستدل بما ليس بدليل بالإجماع.

    الثاني: إن نسبة هذا القول لبعض أهل العلم سوى من صرح به محل نظر بل خطأ محض، وهذا عائد إلى عدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور، فحملها على النشرة الشركية وهي حل السحر عن المسحور بسحر مثله، وهم أرادوا معنى آخر، كان معلوماً عندهم وجاء بيانه على لسان غير واحد من أهل العلم، وذلك أن النشرة أنواع، منها قراءة أشياء غير معلومة المعنى ولم تثبت في السنة أو كتابتها وتعليقها أو سقيها، كما ذكره الألوسي، وهذا من النشرة الحرمة،

    وقال ابن عبدالبر: والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل.. وفي شرح ابن بطال على صحيح البخاري: قال الشعبي: لا بأس بالنشرة العربية التي لا تضر إذا وطئت، وهي أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وشماله من كل ثم يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به. وفي كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي وذوات (قل) ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل به، فإذا يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. وقال القرطبي: هي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه.

    فأنت ترى أن النشرة لها معان، فلا يجوز حمل كلام من أجازها على حل السحر بالسحر إلا ببرهان بين، وأما من أطلق جواز حل السحر أو أباح النشرة فيحمل كلامه على حل السحر بغير السحر من معاني النشرة، فإن الأصل حمل كلام أهل العلم على ما لا يخالف الشرع، ولهذا حمل كثير من أهل العلم كلام من أجاز حل السحر عن المسحور على أنهم أرادوا حله بغير السحر. وقال القرطبي في تفسيره: واختلف العلماء في النشرة، وهي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه، فأجاز سعيد بن المسيب، قيل له الرجل: يؤخذ عن امرأته أيحل عنه وينشر قال لا بأس به وما ينفع لم ينه عنه، ولم ير مجاهد أن تكتب آيات من القرآن ثم تغسل ثم يسقاه صاحب الفزع وكانت عائشة تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض. وذكر ابوحيان نحوه.

    وقال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فإن السحر من عمل فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور، والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن «لا يحل السحر إلا ساحر».

    ٭ أليس القول بالجواز مروياً عن الإمام أحمد رحمه الله، وهو عمدة من يفتي به من المعاصرين؟

    - ما نقل عن الإمام أحمد من جوازه لا يصح، وذكر غير واحد من فقهاء المذهب أنه توقف فيه كابن قدامة والمرداوي والبهوتي، قال الشيخ سلميان بن عبدالله في (تيسير العزيز الحميد): (وغلط من ظن أنه أجاز النشر السحرية، وليس في كلامه ما يدل على ذلك، بل لما سئل عن الرجل يحل السحر، قال: قد رخص فيه بعض الناس، قيل: انه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه؟ فنفض يده وقال لا أدري ما هذا! قيل له: أفترى يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا! وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف يجيزه وهو الذي روى الحديث أنها من عمل الشيطن! ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركاً بين الجائزة والتي من عمل الشيطان، ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه أجاز التي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك). وقد راجعت جملة من كتب المذهب فلم أجدهم نقلوا نصاً عن أحمد في جواز حل السحر بالسحر، وإنما نقل عنه جواز حل السحر، ولم يذكر جنس ما يحل به، وقد قدمنا أنواعاً من النشرة، منها المباح ومنها المحرم، وكلام الإمام احمد يحمل على المباح، والقصة المذكورة آنفاً شاهدة على هذا.

    ٭ هل من كلمة تريدون قولها في نهاية هذا اللقاء؟

    - أقول انه بما سبق ذكره فليس هناك دليل يصح أن يكون مستنداً لقول من قال بجواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، بل الأدلة الصريحة الصحيحة على خلاف هذا القول، ولهذا لم يقل بهذا القول إلا نزر يسير والعامة على خلافه، ولولا أن المقام لا يسمح بالإطالة لأوردت جملة من النقول عن أهل العلم في رد هذا القول، وبيان عدم صحة هذه الفتوى. كما أقول لإخواني المسلمين ممن أصابهم شيء من السحر أن يطلبوا الشفاء منه بالطرق المأذون فيها شرعاً، فإن موت العبد على التوحيد خير له من صحة جسده ومرض قلبه بالتعلق بغير الله عز وجل، فإنه لا ينجو إلا من قدم على ربه بقلب سليم كما قال تعالى {ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم**.

    هذا وأسأل الله أن يوفق الجميع للصواب، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يمن على مرضى المسلمين بالشفاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
    وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    حياكم الله بموقع بداية الهداية الخطوة إلى طريق العلم الشرعي الصحيح
    http://www.musacentral.com/

الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الردعلىعبده العودلى الدمياطى فى مسئلة التعامل مع الجن لابى ياسمين
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-06-2011, 08:04 PM
  2. علامات الساحر لابى ياسمين الدمياطى بروابط مباشرة
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-10-2010, 07:19 AM
  3. علامات الساحر لابى ياسمين الدمياطى بروابط مباشرة
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-09-2010, 12:08 PM
  4. هل يجوز زواج الجن من الانس لابى ياسمين الدمياطى
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 09:12 PM
  5. الرد على من ينكر دخول الجن فى الانس لابى ياسمين الدمياطى
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 09:08 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى

الأمراض العضوية والنفسية من صنع الجن الساحر لابى محمد الفاتح الدمياطى