بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين.
تقول النبوءة:
١٣ وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ.
١٤ هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ.
١٥ فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ، وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.
١٦ فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ،
١٧ وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».
إن مغزى هذه النبوءة هو تحديد مهجر النبي المنتظر مكانا وزمانا بطريقة مبهرة سوف تظهر أثناء عرضنا للوقفات المنتظرة بمشيئة الله
وقبل أن نحدد مكان وزمان مهجر النبي المنتظر بالدليل والبرهان
نبين أن النبوءة تتحدث عن شخص صاحب نبوة ورسالة على بلاد العرب وليس الحديث عن مجرد العبء والثقل خلافا لتفسير النصارى.
الوقفة الأولى مع مفهوم " الوحي " في النبوءة
1 إضافة إلى ما قاله الأخ الكريم "شريف حمدى" عن النسخة العبرية :
اقتباس
نعم النص العبرى يميز هذه النبوءه بصورة مدهشه بينما مزيفوا الترجمات أخفوا الأمر ببراعه
فى كل النبوءات كانت تتخذ صيغه معينه وهى كلمة "
مسا
….." فمثلا
وحى من جهة بابل "
مسا ببل
" 1:13
وحى من جهة موآب"
مسا مواب
" 1:15
وحى من جهة مصر"
مسا مصريم
" 1:19
وجميع الجمل جاءت بهذه الصورة كلمة مسا العبرية وسنذكر معناها من القاموس الخاص بالكتاب المقدس ويليها اسم المكان المخصوص بها
ما عدا العرب
فجاءت بهذه الصيغه "
مسا بـعرب
"
ولاحظ أن كلمة عرب فى العبرية هى نفسها عرب فى العربيه والفارق كما نرى هو الحرف (بـ ) وهو حرف جر يعنى فى
وهو ما يعنى ان الترجمة الصحيحه هو "وحى فى بلاد العرب" أو "وحى فى العرب"
فإن النسخة الإنجليزية أيضا جاءت في هذه النبوءة بتعبير مخالف لباقي النبوءات الواردة في سفر اشعياء.
فعندما تكلمت الترجمة الإنجليزية عن الوحي من بابل ومصر ودوما وغيرها ، نجدها في كل هذه المواضع تقول : Burden of Babylon, Burden of Egypt وهكذا ......
وأما في نبوءة: "وحي من جهة بلاد العرب" فكان التعبير: The burden upon Arabia
والفرق أن: "burden of" تعني: "وحي من:...." و أن: "burden upon" تعني: "وحي على: ....."
وهذه الكلمة (upon) لم تأت إلا في نبوءة بلاد العرب فقط ، وهذا يعني أنه: وحي على بلاد العرب .
انظر:
http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1021.htm
فنبوءة بلاد العرب تتحدث عن وحي ينزل على بلاد العرب كما هو واضح من النسختين: (العبرية ـ الإنجليزية)
2 نبوءة بلاد العرب تختلف عن نبوءات باقي سفر أشعياء.
لأن فيها التنصيص على كلام الرب "لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم" تعليلا لفناء مجد قيدار وقلة قسي أبطال بني قيدار،
فلقد ختمت بكلمة تدل على الوحي الإلهي تأكيدا لمعنى الوحي في الكلمة الأولى دون سائر النبوءات:
"وحي من جهة بلاد العرب............................................. ......لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم"
الكلمة الأولى في النبوءة: "وحي...
الكلمة الأخيرة في النبوءة: ....تكلم"
وكلمة الرب للخلق هي وحيه إليهم
وإلا فليخبرنا النصارى:
1 على لسان من تكلم؟ "النبي"
2 أين تكلم؟ "المصدر"
3 ماذا قال؟ "نص الكلام الإلهي"
أما جوابنا نحن المسلمين عن الأسئلة الثلاثة:
1 تكلم على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
2 القرآن الكريم
3 أذن للمؤمنين بمواجهة عدوان قريش (قيدار) عقب الهجرة النبوية بعد اضطهاد زاد على 13 عاما، ووعدهم بالنصر
فقال جل شأنه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (الحج 41،40،39،)
وهذا يبين لنا بوضوح معنى كون كلمة الرب تعليلا لفناء مجد قيدار وتعليلا لهزيمتهم حيث تقول النبوءة:
١٦ فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ،
١٧ وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ،لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».
أ ـــ السؤال: لماذا ستهزم قيدار وسيفنى مجدها بعد سنة؟؟
الجواب: لأن الله تكلم حيث أذن لعباده المؤمنين بقتالها مع وعدهم بالنصر كما أسلفنا.
كما يصح أن يكون التعليل راجعا لسبب الهروب من بطش قيدار أو لسبب الأمر بالموافاة والملاقاة...
ب ـــ السؤال: لماذا جاء الأمر بملاقاة وموافاة الهارب؟؟
الجواب: لأن الله قد تكلم أي أنزل كلامه على الشخص الهارب من بطش قيدار،
وعليه فيجب ملاقاته وموافاته للإيمان به وبكلام الرب الذي أنزل عليه الذي هو القرآن الكريم.
وسيأتي إن شاء الله بيان المقصود ب: الموافاة والملاقاة عند تحديد مهجر النبي المنتظر مكانا
ج ـــ السؤال: لماذا فر من قيدار هذا الشخص هو وأتباعه المحدث عنهم في العدد 14ـ15 من النبوءة؟؟
الجواب: لأن الله تكلم حيث كلم هذا الشخص قيدار باسم الرب وبكلامه فكذبوه وأكرهوه على الخروج من وطنه
ولو لم يقل إن الله أنزل عليه كلامه لما أخرجوه من بلده.
3 الكتاب المقدس على وجه العموم يفسر بعضه بعضا وكل سفر من أسفاره على وجه الخصوص يربط بعضه بعضا كما هو الأمر بالنسبة لسفر أشعياء.
فسفر أشعياء نفسه يخصص نبوءة بلاد العرب بالوحي الإلهي دون غيرها من النبوءات
ويؤكد حسب الفهم المسيحي أن هذه النبوءة بشأن قيدار ومجدها هي نبوءة وحي ورسالة لا مجرد نبوءة ثقل وعبء كسائر نبوءات السفر
وذلك في الاصحاح 42: 11 ـــــ والاصحاح 60: 7من أشعياء:
42:١١
لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا.
60:٧
كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ. تَصْعَدُ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، وَأُزَيِّنُ بَيْتَ جَمَالِي.
فالاصحاحان 42 ـــــ 60 يتحدثان من أول العدد إلى آخره عن وحي إلهي "ملكوت الله" سينزل في المستقبل على عبد مختار لهذه الرسالة من قيدار العربية وهذا ظاهر لكل متأمل في الاصحاحين بإنصاف وموضوعية.
وهذا اعتراف من الاعترافات المسيحية بدلالة هذين الاصحاحين على الوحي الإلهي:
اقتباس
{{
قيدار...........إشعياء يتنبأ بأنهم سيكونون من الشعوب التي ستستمتع في المستقبل بملكوت الله (إش 11:42 ، 60 : 7) }}.
انظر:
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...F/KAF_150.html
فظهر أن الاصحاحين 42ـ60 يفسران نبوءة "وحي من جهة بلاد العرب" في الاصحاح 21 على أنه وحي إلهي ستستمتع به الجزيرة العربية في مستقبل أيامها.
4 على فرض أن نبوءة: "وحي من جهة بلاد العرب" تتحدث عن الثقل والحمل فذلك يدخل تحت قوله تعالى:
"إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً" 5 المزمل
قال الإمام الطبري بعد ذكر أقوال المفسرين في معنى الثقل في الآية الكريمة:
اقتباس
(وأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يقال: إن الله وصفه بأنه قول ثقيل، فهو كما وصفه به ثقيل محمله ثقيل العمل بحدوده وفرائضه.)
انظر:
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura73-aya5.html
فعلى كل مؤمن بالكتاب المقدس من النصارى واليهود أن يحقق بموضوعية في دلالة هذه النبوءة على الوحي الإلهي الذي ستنعم به منطقة قيدار بالإضافة إلى الاصحاحين 42ـ60 من نفس السفر،
وبعد التحقق يلزمه نتائج التحقيق، وإلا فلا يعتبر مؤمنا بالكتاب المقدس، وحياته الأبدية في خطر عظيم محقق الوقوع.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وازقنا اجتنابه
المفضلات