الحصار والتجويع في غزة 2023: صدى للحصار اللينينغرادي؟
تحليل صحفيفي ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، أثارت تكتيكات الحصار الإسرائيلي وقطع الإمدادات الأساسية (الغذاء، الماء، الكهرباء، الدواء) تساؤلات حول مدى تشابهها مع سابقات تاريخية استُخدمت فيها الجوع كسلاح ضد المدنيين. من بين هذه السابقات، يبرز حصار لينينغراد (1941-1944) كمثال مروع لاستخدام الحصار كأداة لتدمير السكان المدنيين، مما يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية عن تكرار هذه الأساليب في القرن الحادي والعشرين.
1. الحصار كسلاح: غزة 2023 ولينينغراد 1941
غزة 2023:
فرضت "إسرائيل" حصارًا شاملًا على غزة، بقطع كافة إمدادات الطاقة والماء والغذاء، معرّضةً مليوني شخص لمخاطر كارثة إنسانية. وفقًا للأونروا، يعاني 90% من السكان من نقص حاد في الغذاء، بينما تتفاقم أزمة الصحة بسبب انهيار أنظمة الرعاية.
المطالبة بالمساءلة: اتهمت منظمات حقوقية "إسرائيل" بارتكاب "جرائم حرب" باستخدام الجوع كسلاح، وهو ما يندرج تحت المادة 8(2)(ب) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
لينينغراد 1941:
حاصرت قوات النازية المدينة لمدة 872 يومًا، مما أدى إلى موت أكثر من مليون شخص (منهم 400 ألف طفل) بسبب الجوع والبرد والأمراض. استُخدم الحصار كجزء من "سياسة الأرض المحروقة" لتدمير المدنيين وإضعاف المقاومة.
المقارنة: في كلا الحالتين، استهدف الحصار السكان المدنيين بهدف تفكيك المعنويات وإجبار الجانب المعادي على الاستسلام، متجاوزًا قواعد الحرب الدولية.
2. الاختلافات الجوهرية: السياق والتكنولوجيا
الهدف الاستراتيجي:
لينينغراد: كان الحصار جزءًا من حرب عالمية تسعى إلى الهيمنة الجغرافية.
غزة: يُستخدم الحصار كأداة لاحتواء "تهديد أمني" (حسب وصف الجيش الإسرائيلي)، لكنه يطال بشكل مباشر مدنيين لا علاقة لهم بالصراع.
التكنولوجيا والإعلام:
في 1941، كانت الأخبار عن لينينغراد تصل ببطء، بينما يُوثق حصار غزة لحظة بلحظة عبر وسائل التواصل، مما يعزز الضغط الدولي لكنه لا يُوقف العمليات العسكرية.
القوانين الدولية:
تطورت اتفاقيات جنيف (1949) وبروتوكولاتها الإضافية لحماية المدنيين في الحرب، لكن مثل هذه الاتفاقيات تُتَيَح فيها ثغرات تُستغل لتبرير الحصار، كما يحدث في غزة.
المفضلات