الفصل السابع :مخالفات إنجيل برنابا للاسلام ...ماذا تعنى إن صحت ؟؟؟؟
بداية ...عند الحديث عن بعض المخالفات للاسلام الموجودة فى إنجيل برنابا علينا ألا نغفل نقاطا ثلاث ....ألا وهى :
1 ــ إن مخالفة إنجيل برنابا لبعض الأمور البديهية فى الاسلام إن دلت على شىء فإنها لا تدل إلا على أن كاتب هذا الانجيل لم يكن يوما ما مسلما وليس كما يردد بعض الكتاب النصارى مثل إسكندر شديد و قاسم إبراهيم .
2 ــ وجود بعض العبارات فى إنجيل برنابا مخالفة لبعض الأمور فى الاسلام لا يعنى بالضرورة أن هذا الكتاب شهادة زور على الاسلام كما قال بعض الكتاب النصارى ....فمن المعلوم أنه كانت هناك بعض الأمور المباحة فى الشرائع السابقة للاسلام ولما جاء الاسلام نسخها ......
مثل سجود التحية والتكريم ..فيحكى لنا القرآن الكريم سجود أخوة يوسف له وسجود الملائكة لآدم ...
فسجود الملائكة لآدم وسجود إخوة يوسف له
.. كان سجود تشريف وتكريم لا سجود عبادة وقد كان السجود تحية مشروعة في الأمم الماضية ولكنه نسخ بمجىء الاسلام
أيضا من أحكام بني إسرائيل التي لا تجوز في شريعتناالإسلامية بشريعة بني إسرائيل في استرقاق السارق، حيث استرق يوسف عليه السلام أخاه بتهمة السرقة كما قال تعالى: قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين.
إذن فمخالفة إنجيل برنابا للإسلام فى بعض الأمور ليس بالضرورة أن يعنى أن هذا الكتاب شهادة زور على الاسلام .
3ــ من الذى يقرر إن كان فى إنجيل برنابا ما يخالف دين الاسلام أو لا يخالفه؟؟؟ هل الكتاب النصارى أمثال الأنبا شنودة واسكندرشديد و عبدالمسيح بسيط...أم أن من يقرر ذلك هم علماء المسلمين أنفسهم ؟؟؟؟؟
وهذه نقطة هامة جدا ....إذ سيتضح فى السطور القادمة كثير من المغالطات التى وقع فيها الكتاب النصارى نتيجة لجهلهم بدين الاسلام ( وإن كنت لا أعفيهم من شبهة التعمد)
المغالطة الأولى :(اسكندر شديد) :
فحينئذ يقول رسول الله : يا رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين الف سنة. اين رحمتك يا رب. اني اضرع اليك يا رب ان تعتقهم من هذه العقوبات المرة. فيأمر الله حينئذ الملائكة الأربعة المقربين لله ان يذهبوا الى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسول الله ويقودوه الى الجنة (ف 137 : 1-4).
هذا النص يخالف القرآن الذي ينفي مسالة العفو نفياً باتاً، اذ يقول : ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيراً خالدين فيها ابدا ولا يجدون ولياً ولا نصيراً ...(*) ( الاحزاب64-65).
الرد: ــ
من الواضح جدا الخطأ الذى ارتكبه اسكندر شديد...فالنص المذكور فى إنجيل برنابا يتحدث عن المؤمنين ....
فحينئذ يقول رسول الله : يا رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين الف سنة
بينما الأية القرآنية تتحدث عن الكافرين...ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيراً خالدين فيها ابدا لا يجدون ولياً ولا نصيراً
... وشتان الفارق بين هذا وذاك .....
أما ما تحدث عنه إنجيل برنابا فلا يخالف الاسلام كما ادعى اسكندر شديد بل هو عين ما جاء فى صحيح البخارى ومسلم ...وهو حديث الشفاعة ....
سُئل ثابت البناني عن حديث الشفاعة فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا كان يوم القيامة ماج الناس في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى. فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني
فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي! فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل.صحيح البخارى..
المغالطة الثانية:ــ ( اسكندر شديد)
فسافر يوسف من الناصرة احدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى... ليكتتب عملاً بامر قيصر. ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى اذ كانت المدينة صغيرة وحشد جماهير الغرباء كثير. فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة. وبينما كان يوسف مقيماً هناك، تمت ايام مريم لتلد، فأحاط بالعذراء نور شديد التألق وولدت ابنها بدون ألم (ف 3 : 5-10) بينما رواية القرآن تؤكد انها تألمت كغيرها من النساء. اذ يقول فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً فأجاءها المخاض الى جذع النخلة، قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا ( مريم 22 - 23 ) فالمخاض هو اوجاع الولادة
الرد: ــ
ليس بالضرورة أن يفسر المخاض بأنه أوجاع الولادة .... وفى تفسير البيضاوى ما ينقض كلام المدعى النصرانى حيث يقول:
* المخاض مصدر مخضت المرأة إذا تحرك الولد فى بطنها للخروج وليس فى أصل اللغة معنى وجع الولادة فى المخاض لكنه العرف والعادة .
ـــ فالقرآن الكريم لم يؤكد أن مريم قد تألمت أو لم تتألم ....فهو لم يتحدث عن هذه النقطة أصلا ..على عكس ماذهب إليه الكاتب النصرانى حيث قال(بينما رواية القرآن تؤكد انها تألمت)..
المغالطة الثالثة: ــ (اسكندر شديد)
لما خلق الله الانسان خلقه حراً ليعلم ان ليس لله حاجة اليه، كما يفعل الملك الذي يعطي الحرية لعبيده ليظهر ثروته وليكون عبيده اشد حباً له (ف 155 :13) فهذا النص يخالف القرآن، لان القرآن يقول وكل انسان الزمناه طائرة في عنقه ( الاسراء 13 ) وقد فسر هذه الآية الجلالان بالاسناد عن مجاهد بالقول : ما من مولود يولد الا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي او سعيد
الرد : ــ
إن كلام اسكندر شديد حقيقة يدعو للأسف ...فهو لا ينم إلا على جهل الكاتب....وهو يلمح فى خبث إلى أن القرآن يؤكد أن الإنسان مجبرا على أفعاله....
فهو يذكر أن انجيل برنابا مكتوب فيه (لما خلق الله الانسان خلقه حراً) .....ثم يقول ) فهذا النص يخالف القرآن) ....
ونسأله فكيف عرفت أن الإسلام يؤكد أن الانسان مجبر على أفعاله؟؟ .....
ونراه يجيب قائلا:( لان القرآن يقول وكل انسان الزمناه طائرة في عنقه ( الاسراء 13 ) وقد فسر هذه الآية الجلالان بالاسناد عن مجاهد بالقول : ما من مولود يولد الا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي او سعيد)
ــ ولا أدرى حقيقة ماذا يريد الكاتب من هذا الكلام ...هل يريد أن يقول أنه مادام الله جل وعلا يعلم مسبقا ما سنفعله فمعنى هذا أننا مجبرين على أفعالنا!!!!! .....
ــ ومادام الأمر كذلك ....فعلينا حقيقة أن نحمد الله لأننا مسلمين ....نعبد الله ..الإله الذى يعلم كل شىء .. الإله الذى يعلم ما كان وما يكون وماسوف يكون وما لم يكن إن كان ماذا يكون ....
ــ نحمد الله ....لأننا لا نعبد إلها من المفترض أنه جاهل بما سوف نفعله ....حتى لا نكون مجبرين من وجهة نظر الكاتب !!!!! ....
ــ وعلم الله عز وجل بما سنفعله ليس معناه أننا مجبرين على فعل الشىء ....ولو أن لأب إبنين أحدهما صالح والأخر غير صالح ....وأعطى لكل منهما نقوده ....والأب يعلم تماما أن إبنه الصالح سوف ينفق نقوده فى شىء مفيد كشراء كتاب مثلا ...ويعلم أيضا أن الإبن غير الصالح سوف ينفق نقوده فى شىء مضر كأن ينفقها على المخدرات .. فهل معنى علم الأب المسبق بما سيفعله ابنيه أنه قد أجبر كل منهما على ما فعله كل منهما؟؟؟!!!!( ولله المثل الأعلى)
بالطبع لا ...لم يجبر أحد منهما على مافعله ....إذن فالعلم المسبق لا يعنى الإجبار كما خدع الكاتب نفسه وخدع النصارى ...وليس المسلمين ..إذ أن أصغر طفل مسلم يستطيع إظهار خدعة القس ...وفساد منطقه ....
إذن فالقرآن لم يختلف مع كاتب برنابا فى هذه النقطة كما يزعم الكاتب....
ــ كيف نقول بالجبر ....والله عز وجل يقول:
( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) ؟؟؟!!!
المغالطة الرابعة: ــ ( اسكندر شديد)
ما اتعسك ايها الجنس البشري لان الله اختارك ابناً واهباً اياك الجنة ولكنك ايها التعيس سقطت
تحت غضب الله بفعل الشيطان وطردت من الجنة (ف 102 : 18-19).
بينما القرآن يحسب الاعتقاد بأبوة الله كفراً يستوجب نار جهنم، اذ يقول وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً
الرد :
ـــ أولا: ربما لوكان الكاتب اسكندر جديد أجهد نفسه قليلا فى قراءة إنجيل برنابا ....لعلم أن هذا الانجيل قد رد على هذه الشبهة .....
أجاب فيلبس : ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في إشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون ؟ ، أجاب يسوع : إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى .... برنابا فصل 17
ــ ثانيا : بالفرض أن هناك بعض العبارات فى إنجيل برنابا مخالفة للقرآن الكريم ....فهذا لا يثبت أو ينفى وجود هذا الإنجيل قبل الاسلام .... لا يهمنا عدد العبارات المخالفة لمعتقد المسلمين.. فالانجيل فى النهاية كالتوراة والزبور عبارة عن رسالات مؤقتة تمهيدا لاستقبال الرسالة الأخيرة للعالمين ( القرآن الكريم) .. ولا نعتقد نحن المسلمين أنها سلمت من التحريف... ما يهمنا حقا هو هل عندكم دليل يؤكد أن هذا الانجيل كتب بعد الاسلام أم لا ؟؟؟؟....
المغالطة الخامسة: ــ ( كنيسة الأنبا تكلا) ...( سنوات مع إيميلات الناس)
يقول كاتب برنابا أن أخو هابيل هو قايين بينما القرآن يقول أنه قابيل ...
الرد: ــ
إسم قايين اسم أعجمى والأسماء الأعجمية عندما تنقل إلى العربية يجوز تغيير بعض حروفها أو إبقائها كما هى فتقول العرب ميكائيل وميكائين، ، وفي اسماعيل اسماعين .
وكذلك قابيل تعريبا لاسم قايين ......
قال الشاعر:
يقول اهل السوق لماجينا ***** هذا ورب البيت اسرائينا
فهو يقصد بقوله اسرائينا أى اسرائيل
ــ وهذا يدل على أن كاتب برنابا ليس مسلما وليس عربيا .... وهو نطق بالاسم كما نطقت به كتب النصارى ... تك 4 :1 وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين.
ــ فهذه الشبهة من باب التعسف خاصة أن منها الكثير فى كتاب النصارى ....
المغالطة السادسة:( كنيسة الأنبا تكلا) ...( سنوات مع إيميلات الناس)
ــ كلامه فى الفصل 13: 15 يقول عن إبراهيم إبنه الوحيد إسماعيل بينما القرآن الكريم يقول أن له إبن آخر اسمه إسحاق ابن سارة (سورة السفر) !!!!
الرد :ــ
حقيقة هذه هى واحدة من أطرف المغالطات التى قالها علماء النصارى والتى تكشف لنا النقاب عن مستواهم العلمى ......وأوجه نداء لكهنة كنيسة الأنبا تكلا أن يعطونا مكان سورة السفر هذه فى القرآن الكريم !!!!!!!
أما بالنسبة إلى أن إنجيل برنابا قال أن إسماعيل هو الإبن الوحيد لإبراهيم ....فنعم بالفعل قال ذلك ...ولم يخطىء ...[COLOR="Purple"]لأنه كان يتكلم عن ذلك وقت الذبح وبالفعل وقت الذبح كان إسماعيل هو الإبن الوحيد لإبراهيم فى ذلك الوقت Cلأنه لم يكن قد
ولد إسحاق بعد [/OLOR]..
والجملة بتمامها التى وردت بانجيل برنابا 13:
فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد اسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله .....برنابا 13
فبالفعل عندما أراد إبراهيم أن يقدم إسماعيل ذبيحة كان ساعتها إسماعيل إبنه الوحيد قبل أن يولد إسحاق.....
وكثير من الفقرات فى إنجيل برنابا تؤكد مرارا وتكرارا أن إسماعيل أخو إسحاق ... بعكس ما دلس به كهنة كنيسة الأنبا تكلا على انجيل برنابا ...
نقرأ فى برنابا فصل 44 ....
حينئذ قال التلاميذ : يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى أن العهد صنع بإسحاق ، أجاب يسوع متأوها : هذا هو المكتوب ، ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع ، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله ، الحق أقول لكم أنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا ، لأن الملاك قال : ( يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله ، ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله ، حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله ، أجاب إبراهيم : ( ها هو ذا عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله ) فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا : خذ ابنك بكرك إسماعيل واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة ) فكيف يكون إسحاق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين ؟
....برنابا 44
ــ وبغض النظر عن ماجاء فى هذا النص مما يؤكد مانقوله نحن المسلمين ..... إلا أنه يؤكد هنا أن إسماعيل وإسحاق إخوة ولكن إسماعيل كان الإبن البكر ...
صدقونى لأنى أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق ..... برنابا43
ــ إذن فالقول أن برنابا لم يكن يعرف أن إسماعيل أخوه إسحاق (عليهما السلام) ....هو من قبيل الخداع والتدليس .
ــ نكتفى بهذا القدر ....فهو كافيا للإجابة عن سؤالنا الذى وضعناه بالأعلى ألا وهو :
ــ من الذى يقرر إن كان فى إنجيل برنابا ما يخالف القرآن الكريم ....هل الكتاب النصارى (ذوى المستوى العلمى الرفيع كما هو واضح) ... أم أن الذى يقرر ذلك هم علماء المسلمين أنفسهم ؟؟؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .......
أخوكم فى الله / الأندلسى ..
المفضلات