مصرع الطاغية هولاكو
9 ربيع أول 663هـ.
المكان/ تلا ـ مراغة ـ بلاد ما وراء النهر [أذربيجان].
الموضوع / مصرع طاغية التتار هولاكو بالصرع.
يتبادر إلى ذهن الكثيرين عند ذكر التتار أو المغول جميع الصفات الوحشية التي لا تمت للإنسانية بشيء والقسوة والإبادة والدمار الشامل لما كان منهم عندما اجتاحوا العالم الإسلامي بجيوشهم الجرارة حتى ظن الكثيرون أن نهاية المسلمين قد حانت، و أكثر الأسماء ارتباطًا في الأذهان بتلك الصورة الحالكة السواد عن التتار هو 'هولاكو حفيد جنكيز خان'.
يرجع أهل المغول أو التتار إلى صحراء غوبي بأطراف بلاد الصين الشمالية 'تعرف الآن بمنغوليا' وهم قبائل رعوية تعبد الأوثان والكواكب ويقدسون روح الآباء ويطلق لفظ التتار على قبائل المغول الترك والأويغوز والسلاجقة، وكانوا قبائل متنافرة استطاع جنكير خان 'اسمه تيموجين' أن يوحدهم ويخضعهم لسلطانه وخاض من أجل ذلك حروبًا طويلة وخاض في بحور الدماء وبعد رحلة طويلة من السفك والقتل وعندما شعر بالتعب وأيقن بدنو الأجل قسَّم ما حصل عليه من البلاد على أولاده الأربعة من الزوجة الأولى على عادة المغول في الميراث والعرف السائد.
استطاع كل ولد من الأولاد أن يؤسس دولة خاصة به وبأولاده وأحفاده من بعده ولعل أشهر هذه الأسر التي ارتبطت في أذهان المسلمين بالدمار والخراب وسقوط الخلافة العباسية، هي أسرة تولوي بن جنكيز خان والتي عرفت دولتهم في التاريخ الإسلامي بالدولة 'إيلخانية' وهولاكو هو الابن الأوسط لتولوي بن جنكيز خان، وأخوه الأكبر هو 'مانكوبن تولوي' كان هو الخان الأعظم للتتار وهو الذي أمر هولاكو باجتياح العراق وإزالة دولة الخلافة ولكنه لم يستطع أن يتحرك للعراق حتى سنة 650 هـ لأن ابن عمه الأكبر وأقوى شخصية في التتار وهو باتو بن جوجي بن جنكيز خان قد منعه ذلك لميله للمسلمين ولإسلام أخيه بركة خان الذي كان صديقًا للخليفة المستعصم فلما مات باتوني جوجي تقدم 'هولاكو' وهجم على بغداد وقتل الخليفة العباسي المستعصم 656 هـ، رغم أنف ابن عمه المسلم 'بركة خان'.
واصل هولاكو رحلته التدميرية لأراضي المسلمين ووصل إلى دمشق سنة 656هـ من أجل احتلالها ولكنه ما لبث أن عاد سريعًا إلى 'قرة قورم' لوفاة أخيه الخان الأعظم وحدوث فتنة داخل البيت التتاري على منصب الخانية، وعندها قرر 'بركة خان' الانتقام من هولاكو لما فعله في المسلمين وإزالة الخلافة وتحرش به حتى حدث بينهما قتال انتصر فيه 'بركة خان' وكان هولاكو عندما عاد لعاصمة التتار 'قرة قورم' قد ترك خليفته كتبغا في قيادة الجيوش لدخول دمشق ولكنه هزم في موقعة 'عين جالوت' الشهيرة وكانت المرة الأولى التي يهزم فيها التتار وقتل 'كتبغا' وهذا زاد من ضيق 'هولاكو' على ابن عمه المسلم 'بركة خان' فقرر الهجوم عليه تارة أخرى ولكنه هزم مرة أخرى وقتل ولده الأكبر في المعركة، ثم زاد الطين بلة عليه عندما فر عدد من قادة جيوشه وتوجهوا إلى الشام ومصر وأعلنوا إسلامهم بتشجيع من الظاهر بيبرس، وعندها لم يكن لهولاكو أي هدف في الحياة إلا أن يدمر المماليك الذين هزموا جيوشه ودمروا كبرياءه فقرر الهجوم عليهم مرة أخرى، فانتصر عليه الظاهر بيبرس.
كل هذه الهزائم والانتكاسات أصابت 'هولاكو' بالهم والحزن الشديد حتى أصيب بمرض الصرع الشديد وكان يعوي كالكلاب مات لعنه الله عز وجل في 9 ربيع أول 663هـ، بعد معاناة طويلة مع مرض الصرع الشديد.
كان هولاكو عدوًا لدودًا للإسلام جبارًا عنيدًا فاجرا كفارا لعنه الله قتل من المسلمين شرقًا وغربًا ما لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل ويكفي أن يعلم أنه قتل في بغداد مليوني نفس مسلمة سوى ما قتل في غيرها من البقاع المسلمة وكان لا دين له، وإنما كانت زوجته ظفرحاتون قد تنصرت وكانت تفضل النصارى على سائر الخلق وحظي النصارى في عهده جدًا وجعل هولاكو معظم قواده من النصارى أو المعظمين لهم، ولكنه نفسه كان يترامى على محبة المعقولات ولا يتصور منها شيئا وكان من أتباع الفلاسفة ولهم عنده وجاهة عظيمة ولكن كانت همته في تدبير مملكته وتوسيع دائرتها شيئًا فشيئًا حتى أذاقه الله لباس الهم والغم والنكد وضربه بالصرع وأخذه أخذ عزيز مقتدر.
المراجع :
1 ـ البداية والنهاية 13/277.
2 ـ التاريخ الإسلامي 7/17.
3 ـ موسوعة التاريخ 473.
طبعا زوجة هولاكو متنصرة تعشق النصرانية فلا شك ده دليل على تعطشه لسفك دماء المسلمين
