الرد على شبهة حديث ان الشيطان يمسك بشعرة دبر المصلي

بسم الله الرحمن الرحيم

الرواية :
مسند الامام احمد ، مسند ابي سعيد الخدري رضي الله عنه
11912 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا

الرد :
الرواية بهذا اللفظ ضعيفة لوجود علي بن زيد بن جدعان في السند .

نقرا من سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الخامس الطبقة الرابعة
(( ولد أعمى كقتادة ، وكان من أوعية العلم على تشيع قليل فيه ، وسوء حفظ يغضه من درجة الإتقان . قال أبو زرعة وأبو حاتم : ليس بقوي ، وقال البخاري وغيره : لا يحتج به ، وقال ابن خزيمة : لا أحتج به لسوء حفظه ، وقال الترمذي : صدوق ، وكان ابن عيينة يلينه ، وقال شعبة : حدثنا علي بن زيد -وكان رفاعا- وقال مرة : حدثنا قبل أن يختلط .
وقال حماد بن زيد : أنبأنا علي بن زيد : وكان يقلب الأحاديث ، وقال الفلاس : كان يحيى بن سعيد يتقيه ، وقال أحمد بن حنبل : ضعيف ، وروى عباس عن يحيى : ليس بشيء ، ومرة قال : هو أحب إلي من ابن عقيل ، وعاصم بن عبيد الله .
وروى عثمان الدارمي عن يحيى : ليس بذاك القوي ، وقال العجلي : كان يتشيع ، ليس بالقوي .
وقال الفسوي : اختلط في كبره ، وقال الدارقطني : لا يزال عندي فيه لين . ))

وقد ضعف الرواية الحافظ بن حجر رحمه الله في التلخيص الحبير الجزء الاول كتاب الطهارة باب الاحداث
((ما حديث أبي سعيد : فرواه الحاكم من طريق عياض بن عبد الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا جاء أحدكم الشيطان ، فقال : إنك أحدثت ، فليقل كذبت ، إلا ما وجد ريحا بأنفه ، أو سمع صوتا بأذنه }ورواه ابن حبان بلفظ : { فليقل في نفسه : كذبت }وهو عند أحمد بلفظ : { إن الشيطان ليأتي أحدكم وهو في صلاته ، فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها ، فيرى أنه أحدث ، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا }وفي إسناد أحمد ، علي بن زيد بن جدعان))

وضعفه الامام الالباني رحمه الله في ضعيف الجامع برقم 1479 وقال ((ضعيف ))

و الحديث بشكل عام ثبت بلفظ اخر من رواية عبد الله بن زيد النجاري الانصاري رضي الله عنه و هو اللفظ المذكور في صحيح مسلم و ليس فيه " فياخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى انه احدث" فهذه زيادة لم تصح .
صحيح مسلم كتاب الحيض
باب الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك
361 وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن عيينة قال عمرو حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد وعباد بن تميم عن عمه شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا قال أبو بكر وزهير بن حرب في روايتهما هو عبد الله بن زيد

وقد رويت الرواية بطريق اخر الا انه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه و لم يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم
نقرا في معجم الطبراني رحمه الله من اسمه عبد الله، عبد الله بن مسعود
9129 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قال حدثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، قال حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَيَأْخُذُ بِشَعْرَةٍ مِنْ دُبُرِهِ ، فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا

و في الاسناد حماد بن ابي سليمان رحمه الله وقد اختلف فيه فقد رمي بالارجاء وسوء الحفظ و الحق ان المستقر فيه انه صدوق له اوهام
في تقريب التهذيب لابن حجر حرف الحاء
(( 1500- حماد ابن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي فقيه صدوق له أوهام من الخامسة ورمي بالإرجاء مات سنة عشرين أو قبلها بخ م 4))
و الحديث كما اسلفنا موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه

ملاحظة :
ومما يجدر الالتفات اليه ان احد النصارى " الجهابذة" ذكر ان الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله حسن لفظ ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في تخريجه لمسند احمد رحمه الله و هذا من تدليسه و جهله فان الشيخ شعيب الارنؤوط ضعف اسناد الرواية و اشار الى صحة الحديث و لكن باللفظ المذكور في صحيح مسلم و احال الى تلك الرواية في تحقيقه و الى رواية اخرى عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في المسند و ليس فيها لفظ " فياخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى انه احدث" .

نقرا من تحقيقة الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله لمسند الامام احمد لحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه :
(( (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه نحوه ابن ماجه (514) من طريق المحاربي، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد، به.
قال البوصيري في "الزوائد": رجاله ثقات إلا أنه معلل بأن الحفاظ من أصحاب الزهري رووه عنه، عن سعيد بن عبد الله بن زيد. وكان الإمام أحمد ينكر حديث المحاربي عن معمر، لأنه لم يسمع من معمر، لا سيما أنه كان يدلس.
وقد سلف نحوه برقم (11082) ، وذكرنا هناك شواهده.))

و الحديث الذي اشار اليه الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في مسند الامام احمد و احال الى صحته هو التالي :
11082 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عِيَاضٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَحَدُنَا يُصَلِّي فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْدَثْتَ فَلْيَقُلْ كَذَبْتَ إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحَهُ بِأَنْفِهِ أَوْ سَمِعَ صَوْتَهُ بِأُذُنِهِ "

و كما تشاهدون فليس فيه عبارة مسك الشيطان شعر دبر المصلي
و للعلم فان الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله ايضا ضعف سند هذا الحديث لجهالة عياض الراوي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه و انما صححه لغيره من الشواهد المذكورة :
قال الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لهذا الحديث في مسند الامام احمد :
(((1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض: وهو ابن هلال الأنصاري، وقد اختلف في اسمه، فقيل: هلال بن عياض، وقيل: عياض بن ...ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (1231) ، ولفظه: فإذا لم يدر أحدكم كم صلى -ثلاثاً أو أربعاً- فليسجد سجدتين، وهو جالس.
وظاهرُ هذا الحديث أنه لا يبني على اليقين، وسيأتي من وجه آخر عن أبي سعيد بإسنادٍ صحيح برقم (11782) وهو صريح في الأمر بطرح الشك والبناء على اليقين، وجمع الحافظ في "الفتح" 3/104 بينهما بحمل حديث أبي هريرة على من طرأ عليه الشك وقد فرغ قبل أن يسلم، فإنه لا يلتفت إلى ذلك الشك ))

و الحديث الصحيح الثابت برواية ابي سعيد الخدري رضي الله عنه و الذي اشار اليه الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله برقم 11782 هو :
((11782 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ،فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا، كَانَتْ شَفْعًا لِصَلَاتِهِ "،، قَالَ مُوسَى مَرَّةً: " فَإِنْ (1) كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامَ أَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ))

وهذا كما تشاهدون ليس فيه لفظ "فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ، فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ" فانظر و تعجب من حماقة النصراني فهو لا يعلم ان الحديث قد يصح بلفظ دون لفظ اخر فيشار اليه بصحته لثبوته باللفظ الاول دون الثاني فسبحان من ارانا عجائب النصارى في حمقهم اذا ورطو انفسهم في علم الحديث !

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم