الرد على : معاني القرآن على ضوء علم اللسان .
.
لتحميل الكتاب : اضغــــط هنـــــــا
هذا الموضوع يُدين الكتاب المقدس بشكل كبير حيث قال : أن لغة الكتابة التي كانت منتشرة في منطقة الشرق العربي في الفترة التي دُون فيها القرآن ( القرن السابع الميلادي) .. هذه اللغة هي الآرامية ؛؛؛؛؛ علماً بأن العهد الجديد كُتب باليونانية وهذه اللغة تخالف لغة الشرق العربي وهذا أكبر دليل أن العهد الجديد باطل لأن من المفروض أن تكون لغته الآرمية وليست اليونانية .
سؤال : ما هي أعلى درجة علمية حصل عليها هذا المستشرق كريستوف لوكسنبرغ في اللغة العربية لتعطيه الحق في الجادل بالباطل بما جاء في القرآن من آيات وسور.
فقد جادل هذا المستشرق الجاهل في سورة الإسراء الآية 64 ويدعي أنها آية مشكوك في فهمها وكأن الإسلام منتظر هداية هذا المستشرق ليدخل الإسلام قلوب الجهلاء .
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
وقد اتهم هذا المسشرق الإمام الطبري وشكك في تفسيراته بقول أنه جاء بتفسير الإمام الطبري في قول : ((واستفزز)) بمعنى أفزع بصوتك وهذا يناقض المفهوم القرآني القائل بأن إبليس (يوسوس) كما جاء بسورة الناس آية 5 والتي تقول : الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ .
ولكن لو رجعنا إلى تفسير الإمام الطبري نجد أن هذا المستشرق كاذب / فالكاذب ضعيف وهو أسوأ حالا من البهيمة وغالبا ما يكذب ليحقق لنفسه مصالح .
يقول الإمام الطبري ( انقر هنا) :
يعني تعالى ذكره بقوله " واستفزز " واستخفف واستجهل ، من قولهم : استفز فلانا كذا وكذا فهو يستفزه "من استطعت منهم بصوتك " . اختلف أهل التأويل في الصوت الذي عناه جل ثناؤه بقوله " و استفزز من استطعت منهم بصوتك " فقال بعضهم : عنى به : صوت الغناء واللعب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن مجاهد ، في قوله " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قال : باللهو والغناء .
حدثني أبو السائب ،قال : ثنا ابن إدريس ، قال : سمعت ليثا يذكر، عن مجاهد ، في قوله : " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قال : اللعب واللهو. وقال آخرون : عنى به " واستفزز من استطعت منهم " بدعائك إياه إلى طاعتك ومعصية الله.
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قال : صوته كل داع دعا إلى معصية الله .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قال : بدعائك.
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال : إن الله تبارك وتعالى قال لإبليس : واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك ، ولم يخص من ذلك صوتا دون صوت ، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته ، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله ، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه له " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " .
وقال الإمام الشعراوي :
فقوله تعالى:
{واستفزز من استطعت منهم بصوتك .. "64"}
(سورة الإسراء)
هذا كما تستنهض ولدك الذي تكاسل، وتقول له: فز يعني انهض، وقم من الأرض التي تلازمها كأنها ممسكة بك، وكما في قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض .. "38" }
(سورة التوبة)
فتقول للمتثاقل عن القيام: فز أي: قم وخف للحركة والقيام بإذعان.
فالمعنى: استفزز من استطعت واستخفهم واخدعهم (بصوتك) بوسوستك أو بصوتك الشرير، سواء أكان هذا الصوت من جنودك من الأبالسة أمثالك، أو من جنودك من شياطين الإنس الذين يعاونوك ويساندونك.
ولنزيد كشف هذا المستشرق الكاذب نطرح تفسير الآية الخامسة من سورة الناس
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ
[سورة الناس5]
جاء في تفسير مجمع البيان في تفسير القران/ الطبرسي
اللغة: الوسواس حديث النفس بما هو كالصوت الخفي وأصله الصوت الخفي من قول الأعشى:
تَسْمَعُ لِلْحَلْي وَسْواساً إذا انْصَرَفَتْ ***** كَمَـا اسْتَعانَ بِريـحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ
قال رؤبة:
وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً رَبَّ الْفَلَقْ ***** سِـرّاً وَقَدْ أوَّنَ تَأْويـنَ الْعُقُـقْ
والوسوسة كالهمهمة .
يتبع :-
.
وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
.
ويقول هذا المستشرق الجاهل : يشرح الطبري (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) بمعنى الهجوم على الناس بجلبه لتخويفهم بالخيالة والمشاة ، وهذا المفهوم يخالف ايضاً المعنى القرآني ، فيقرأ لوكسنبرغ اعتمادا على اللسان (أخلب) عوضاً عن (أجلب) بمعنى احتل أو أنصب عليهم . ولما تعسر الاحتيال على الناس بالهجوم عليهم بجلبه بالخيالة والمشاه يرى لوكسنبرغ من الأنسب قراءة بحيلك (بمعنى حبالك أو حيَلِك)بدلاً من (خيلك) ودجلك بدلاً من (ورجلك) ،مما يتوافق المنطق القرآني .
واضح إن المستشرق لوكسنبرغ هارب من مصحة نفسية .
يقول الإمام الطبري :-
وقوله : { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } يقول : وأجمع عليهم من ركبان جندك ومشاتهم من يجلب عليها بالدعاء إلى طاعتك , والصرف عن طاعتي . يقال منه : أجلب فلان على فلان إجلابا : إذا صاح عليه .
والجلبة : الصوت , وربما قيل : ما هذا الجلب , كما يقال : الغلبة والغلب , والشفقة والشفق . وبنحو الذي قلنا في ذلك , قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : 16955 - حدثني سلم بن جنادة , قال : ثنا ابن إدريس , قال : سمعت ليثا يذكر عن مجاهد , في قوله { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } قال : كل راكب وماش في معاصي الله تعالى .
16956 - حدثنا ابن عبد الأعلى , قال : ثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } قال : إن له خيلا ورجلا من الجن والإنس , وهم الذين يطيعونه .
* - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } قال الرجال : المشاة . 16957 - حدثني علي , قال : ثنا عبد الله , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } قال : خيله : كل راكب في معصية الله ; ورجله : كل راجل في معصية الله .
* - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن مجاهد , في قوله { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } قال : ما كان من راكب يقاتل في معصية الله فهو من خيل إبليس , وما كان من راجل في معصية الله فهو من رجال إبليس . والرجل : جمع راجل , كما التجر : جمع تاجر , والصحب : جمع صاحب .
وزاد الإمام الشعراوي بقوله :
:kaal:
{وأجلب عليهم بخيلك ورجلك .. "64"}
(سورة الإسراء)
أجلب عليهم: صاح به، وأجلب على الجواد: صاح به راكبه ليسرع والجلبة هي: الصوت المزعج الشديد، وما أشبه الجلبة بما نسمعه من صوت جنود الصاعقة مثلاً أثناء الهجوم، أو من أبطال الكاراتيه.
وهذه الأصوات مقصودة لإرهاب الخصم وإزعاجه، وأيضاً لأن هذه الصيحات تأخذ شيئاً من انتباه الخصم، فيضعف تدبيره لحركة مضادة، فيسل عليك التغلب عليه.
و:kaal:
{بخيلك ورجلك .. "64"}
(سورة الإسراء)
أي: صوت وصح بهم راكباً الخيل لتفزعهم، والعرب تطلق الخيل وتريد بها الفرسان، كما في الحديث النبوي الشريف: "يا خيل الله اركبي".
وما أشبه هذا بما كنا نسميهم: سلاح الفرسان (ورجلك) من قولهم: جاء راجلاً. يعني: ماشياً على رجليه و(رجل) يعني على سبيل الاستمرار، وكأن هذا عمله وديدنه، فهي تدل على الصفة الملازمة، تقول: فلان رجل أي: دائماً يسير مترجلاً. مثل: حاذر وحذر، وهؤلاء يمثلون الآن "سلاح المشاة".
يتبع :-
.
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ - فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ
.
حُمُرٌ
جاء في تفسير روح المعاني/ الالوسي
{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } حال من المستكن في { معرضين } بطريق التداخل والحمر جمع حمار والمراد به كما قال ابن عباس حمار الوحش لأنه بينهم مثل بالنفار وشدة الفرار ومستنفرة من استنفر بمعنى نفر كعجب واستعجب كما قيل والأحسن أن استفعل للمبالغة كان الحمر لشدة العدو تطلب النفار من نفسها والمعنى مشبهين بحمر نافرة جداً.
============
قَسْوَرَةٍ
جاء في تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود
{ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أيْ من أسدٍ فَعْوَلَة من القَسْرِ وهُو القهرُ والغلبةُ / مثل ( حمزة) فهو اسم من اسماء الأسد .
وجاء بتفسير في ظلال القرآن/ سيد قطب :
{ فما لهم عن التذكرة معرضين؟ كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة؟ }..
ومشهد حمر الوحش وهي مستنفرة تفر في كل اتجاه، حين تسمع زئير الأسد وتخشاه.. مشهد يعرفه العرب. وهو مشهد عنيف الحركة. مضحك أشد الضحك حين يشبه به الآدميون! حين يخافون! فكيف إذا كانوا إنما ينفرون هذا النفار الذي يتحولون به من آدميين إلى حمر، لا لأنهم خائفون مهددون بل لأن مذكراً يذكرهم بربهم وبمصيرهم، ويمهد لهم الفرصة ليتقوا ذلك الموقف الزري المهين، وذلك المصير العصيب الأليم؟!
إنها الريشة المبدعة ترسم هذا المشهد وتسجله في صلب الكون، تتملاه النفوس، فتخجل وتستنكف أن تكون فيه، ويروح النافرون المعرضون أنفسهم يتوارون من الخجل، ويطامنون من الإعراض والنفار، مخافة هذا التصوير الحي العنيف !
تلك هيئتهم الخارجية. { حمر مستنفرة، فرت من قسورة } ثم لا يدعهم حتى يرسم نفوسهم من الداخل .
وقد رد الالوسي على المستشرق لوكسنبرغ بقوله :
روح المعاني/ الالوسي
{ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أي أسد وهي فعولة من القسر وهو القهر والغلبة وأخرج ذلك ابن جرير وعبد بن حميد وغيرهما عن أبـي هريرة وأخرجه ابن المنذر عن ابن عباس أيضاً بيد أنه قال هو بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة وفي رواية أخرى عنه أنها الرجال الرماة القنص وروى نحوه عن مجاهد وعكرمة وابن جبير وعطاء بن أبـي رباح وفي رواية أخرى عنه أخرجها ابن عيينة في تفسيره أنه ركز الناس أي أصواتهم وعنه أيضاً حبال الصيادين وعن قتادة النبل وقال ابن الأعرابـي وثعلب القسورة أول الليل أي فرت من ظلمة الليل وجمهور اللغويين على أنه الأسد وأياً ما كان فقد شبهوا في إعراضهم عن القرآن واستماع ما فيه من المواعظ وشرادهم عنه بحمر وحشية جدت في نفارها مما أفزعها وفي تشبيههم بالحمر مذمة ظاهرة وتهجين لحالهم بين كما في قوله سبحانه:
{ كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً }
[الجمعة:5]
أو شهادة عليهم بالبله وقلة العقل وقرأ الأعمش حمر بإسكان الميم وقرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم مستنفرة بفتح الفاء أي استنفرها فزعها من القسورة وفرت يناسب الكسر فعن محمد بن سلام قال سألت أبا سرار الغنوي وكان أعرابياً فصيحاً فقلت كأنهم حمر ماذا فقال مستنفرة طردها قسورة ففتح الفاء فقلت إنما هو فرت من قسورة قال أفرت قلت نعم قال فمستنفرة إذن فكسر الفاء .
وقل الحق سبحانه: وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا فـ "ننشزها" أي نرفعها .(الشعراوي)
قال الإمام الطبري
وأما قوله: "كيف ننشزها"
فقرأ : "وانظر إلى العظام كيف ننشزها"، بضم النون، وبالزاي.
وذلك قراءة عامة قرأة الكوفيين، بمعنى: وانظر كيف نركب بعضها على بعض، وننقل ذلك إلى مواضع من الجسم.
وأصل النشوز الارتفاع، ومنه قيل: قد نشز الغلام، إذا ارتفع طوله وشب. ومنه نشوز المرأة على زوجها. ومن ذلك قيل للمكان المرتفع من الأرض: نشز، ونشز، ونشاز، فإذا أردت أنك رفعته قلت: أنشزته إنشازاً، ونشز هو، إذا ارتفع.
فمعنى قوله: "وانظر إلى العظام كيف ننشزها"- في قراءة من قرأ ذلك بالزاي: كيف نرفعها من أماكنها من الأرض، فنردها إلى أماكنها من الجسد. و "كيف" منصوب بنشزها والجملة حال من العظام أي : انظر إليها محياة .
أما قول ( ننشرها) بدلاً من ( ننشزها) فمعنى: نشر الشيء وطيه. وذلك قراءة غير محمودة، لأن العرب لا تقول: نشر الموتى، وإنما تقول: أنشر الله الموتى، فنشروا هم، بمعنى أحياهم فحيوا هم. ويدل على ذلك قوله: "ثم إذا شاء أنشره" وقوله: "أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون" [الأنبياء: 21] .
فقراءة (كيف ننشرها) فغير جائزة القراءة بها ، لشذوذها عن قراءة المسلمين، وخروجها عن الصحيح الفصيح من كلام العرب.
فكل ما جاء على لسان المستشرق لوكسنبرغ خطأ وعليه العودة سريعاً إلى دروس محو الأمية ليعالج نفسه من مرض الجهل باللغة العربية وما جاء عن لسان العرب .
:kaal:
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ [البقرة105]
.
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
.
يرَ هذا المستشرق المعتوه أن الآية 24 من سورة مريم التي تقول :
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
هذه آية خطأ في قولها لأن الأصح قول :
فناداها حال وضعها ألا تحزني قد جعل ربك وضعَكِ حلالاً
مضحك جداً هذا المعتوه ... فقد أعتبر أن كلمة "تحت" ليس لها أصل في اللغة العربية بل هي مشتقة من الفعل السرياني ( نحت) كنحت الحجر .
لذلك نقول لهذا الجهبذ : ما معنى تحتها في هذا السياق من الكتاب المقدس :
يش 7:22
فارسل يشوع رسلا فركضوا الى الخيمة واذا هي مطمورة في خيمته والفضة تحتها ؟
ثم وجدته يلف ويدور حول كلمة (تحت) وكانها كلمة شاذة عن اللغة العربية وقد أظهر جهله وغباوته عندما أعترض على لسان العرب ولغتهم في قوله : بأن لسان العرب أخطأ بشرحه معنى (النحيت) بالدخيل على قوم وذلك بسبب عدم فهمهم السريانية لأن معنى ( النحيت) بالسريانية الوضيع الأصل أو القليل الحسب والنسب .
فالسؤال الذي يطرح نفسه : هل اليسوع نحيت كونه من أجداد زناه .؟
فلنترك هذا السفه الذي طرحه هي المستشرق الجاهل لنرَ ما جاء عن علماء اللغة والدين .
الطبري
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك قول من قال : الذي ناداها ابنها عيسى، وذلك أنه من كناية ذكره أقرب منه من ذكر جبرائيل ، فرده على الذي هو أقرب إليه أولى من رده على الذي هو أبعد منه. ألا ترى في سياق قوله "فحملته فانتبذت به مكانا قصيا" يعني به : فحملت عيسى فانتبذت به ، ثم قيل : فناداها نسقاً على ذلك من ذكر عيسى والخبر عنه . ولعلة أخرى، وهي قوله "فأشارت إليه" ولم تشر إليه إن شاء الله إلا وقد علمت أنه ناطق في حاله تلك ، وللذي كانت قد عرفت ووثقت به منه بمخاطبته إياها بقوله لها " أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا " وما أخبر الله عنه أنه قال لها أشيري للقوم إليه ، ولو كان ذلك قولاً من جبرائيل ، لكان خليقاً أن يكون في ظاهر الخبر، مبينا أن عيسى سينطق ويحتج عنها للقوم ، وأمر منه لها بأن تشير إليه للقوم إذا سألوها عن حالها وحاله.
ولذلك فبين أن "من تحتها" بالكسر، ومن تحتها بالفتح صواب . وذلك أنه إذا قرئ بالكسر كان في قوله "فناداها" ذكر من عيسى. وإذا قرئ من تحتها بالفتح كان الفعل لمن وهو عيسى. فتأويل الكلام إذن : فناداها المولود من تحتها ألا تحزني يا أمه
الطبري
قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قيل من قال : عنى به الجدول ، وذلك أنه أعلمها ما قد أعطاها الله من الماء الذي جعله عندها، وقال لها "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي" من هذا الرطب "واشربي" من هذا الماء "وقري عينا" بولدك ، والسري معروف من كلام العرب أنه النهر الصغير ، ومنه قول لبيد :
فتوسطا عرض السري وصدعا ***** مسجورةً متجاوراً قلامها
ويروى فلنا مسجورة، ويروى أيضاً : فغادرا.
وجاء عن الإمام الشعراوي قوله :
(فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً"24")
{من تحتها .. "24"}
(سورة مريم)
فيها قراءتان (من، مَن) صحيح أن جبريل عليه السلام مازال موجوداً معها لكنه ليس تحتها، فدل ذلك على أن الذي ناداها هو الوليد
{ألا تحزني .. "24"}
(سورة مريم)
وحزن مريم منشؤه الانقطاع عن الناس، وأنها في حالة ولادة، وليس معها من يسندها ويساعدها، وليس معها من يحضر لها لوازم هذه المسألة من طعام وشراب ونحوه. لذلك تعهدها ربها تبارك وتعالى فوفر لها ما يقيتها من الطعام والشراب، فقال:
{قد جعل ربك تحتك سرياً "24"}
(سورة مريم)
والسري: هو النهر الذي يجري بالماء العذب الزلال . أنتهى
يتبع :-
.