ردا على (هل اشرك نبى الاسلام ......؟ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} )

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرات شبهة مثارة فى موضوع مناظرة حول عصمة النبى محمد فكان مما استشهد به

(عزيزي الفاضل ... كيف في أيه بتفسيرها ان الله يقول له و الرجز فأهجر ..والتفسير يقول اهجر الشرك و الاوثان فما معني هذا؟؟؟ كلمه اهجر الشئ ..مثل اهجر أمرأتك تعني انك ملتصق بها جدا و يجب هجرها .. اهجر يعني أترك الشئ ..ما معني انك تترك شئ انت لا تفعله ؟؟؟؟
اهجر السجاير؟؟؟ يعني واحد بجانبه علبه سجاير ام يدخن السجائر؟؟؟؟
و انتظر عزيز هناك ادله ..ولكن نناقش اولآ التفاسير .
سلام و محبه)

وسبحان الله العظيم يحسبونه عظيما وهو اهون من ذلك
ولمناقشة هذه الاية يجب السير على منوالين

اولا اثبات بطلان هذا الاستدلال وتفنيده
ثانيا افتراض صحة الاستدلال وتفنيده ايضا

اولا اثبات بطلان هذا الاستدلال وتفنيده

يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ { 7}

ولن اتناول معنى الايات فيمكن مراجعتها فى كتب التفاسير اما ما يخصنا هو طريقة الاستدلال التى استدل بها الناقل لكلامه

اولا

ان كلمة الرجز قد جاءت بمعان كثيرة ( العذاب والاوثان والاصنام والمعاصى والماثم و الشرك و وسوسة الشيطان )

ثانيا

حاول الناقل بطريقته ان يثبت ان النبى كان متلبسا بتلك الافعال وخصوصا الشرك وعبادة الاوثان مستدلا بما يعتقده منطقا سليما اذ انه قال

(كلمه اهجر الشئ ..مثل اهجر أمرأتك تعني انك ملتصق بها جدا و يجب هجرها واهجر يعني أترك الشئ ..ما معني انك تترك شئ انت لا تفعله ؟؟؟؟)

وهذا الكلام يمكن ان نعتبره منطقا اذا كان صادرا عن شخص لا يعي ما يقول اما اذا كان شخصا واعيا فكان يجب ان يعلم ان القران يفسر بعضه بعضا ولبيان ذلك اقول انه لايلزم النهى عن فعل او الامر بترك فعل ان يكون صاحبه متلبسا به اصلا فقد يكون الامر على سبيل النصح او الارشاد او التحذير او التثبيت او ما شابه ذلك واكبر دليل على ذلك

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة الأعراف

({وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} (64) سورة هود

فهل معنى امر نبى الله صالح بترك الناقة وعدم المساس بها انهم كانوا يمنعونها من الاكل او الشرب ام هو مجرد نصح و تحذير من الوقوع فى المخالفة ؟

لو افترضنا انهم كانوا يمنعونها( اى انهم متلبسين بالفعل ) لزمنا الدليل او القرينة التى تؤكد ذلك اذ انهم لو كانوا يمنعونها لما كانت هناك حاجة الى قتلها والتخلص منها ولما دبروا امر قتلها خفية لانهم لو كانوا يمنعونها لما تضرروا بوجودها فالامر فى الاية للنصح والتحذير من السبيل المؤدى الى المخالفة بما فيه من الهلاك


{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ} (47) سورة يوسف

هل معنى امر نبى الله يوسف بترك الحب فى سنبله انهم كانوا ياكلونه فعلا (اى انهم متلبسين بالفعل ) ام هو مجرد نصح وارشاد لهم ؟

فاذا افترضنا انهم كانوا متلبسين بالفعل لكنا من الجهل بمكان حيث ان السياق يدل على ما سوف يكون لا على ما كان فالامر فى الاية للنصح والارشاد الى السبيل الواجب اتباعه للنجاة من الهلاك


{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} (11) سورة المدثر

{فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (44) سورة القلم

هل معنى امر الله ان النبى كان يمنعهم منه ( اى متلبس بالفعل ) ؟

اذا قلنا ذلك لكان من شدة الجهل بل ومن الغباء حيث لايستطيع مخلوق ان يمنع الخالق فالامر فى الاية خرج مخرج التهديد والوعيد لكل من خالف امر نبيه ورسوله

نلقى نظرة سريعة على الايات

يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ { 7}

من المعلوم ان هذه الايات من اوائل الايات التى بدات بها الدعوة ولن نجتهد فى اثبات ماهو مثبت فالسياق يدل على ذلك وبما انها بمثابة الضوء الاخضر لبدء الدعوة كان من الواجب ايضاح المنهج والسبيل الى ذلك بداية بالامر ببدء الدعوة والنصائح الهامة لثبات ونجاح الدعوة فلو دققنا النظر الى الافعال نجدها جاءت بعد حرف التعقيب (فَأَنذِرْ فَكَبِّر َفطَهِّر فَاهْجُر فَاصْبِرْ)
اى على ما سوف يكون من اسس الدعوة لا على ما كان فلو كان الامر ما اراد الناقل اثباته لكان من الاولى ان يكون ( اهجر الرجز ) حيث تفيد الامر بالامتناع عن الفعل اما قول الله (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) لايعنى تلبسه صلى الله عليه وسلم وانما للنصح والتحذير وهجر كل ما قد يؤدى بامته الى الرجز كقول الله

({يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (168) سورة البقرة

فهو لم ينهى عن اتباع الشيطان فقط وانما ينهى عن اتباع اقل خطوة من خطوات الشيطان ما قد يؤدى الى الهلاك فلما نهى عن الزنا نهى ايضا عن مقدماته فقال

{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور

ناتى الى الاستشهاد العقلى فنضرب مثالا

يذهب ابنك الى الامتحان فتوصيه بقولك ( انتبه الى الاسئلة جيدا و اترك التسرع ودع عنك السهو واهجر الغش ) فهل ياتى عاقل ليقول لك انك تتهم ابنك بالغش او السهو او التسرع ام انك توصيه وتنصحة بما تريده ان يفعل حتى يثبت فى الامتحان ويتخطاه بنجاح

ثانيا افتراض صحة الاستدلال وتفنيده ايضا

والان ناتى الى افتراض صحة الاستشهاد الذى جاء به الناقل حيث ادعى تلبس النبى بالشرك وعبادة الاصنام

يتبع ان شاء الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملف مرفق 6492

ثانيا افتراض صحة الاستدلال وتفنيده ايضا

والان ناتى الى افتراض صحة الاستشهاد الذى جاء به الناقل حيث ادعى تلبس النبى بالشرك وعبادة الاصنام

اولا نفترض ان النبى عليه الصلاة والسلام ( حاشاه) تلبس بدين قومه من عبادة الاصنام والشرك ثم جاء بعد ذلك ليخبرهم بانه رسول الله وجاء بدين جديد وان هذه الاصنام هى كفر وشرك بالله الذى ارسله اليس من المنطق ان يكون السؤال لماذا اذا عبدتها معنا ؟ او لماذا تركك الله كل هذه المدة على عبادتها ؟ او اتذر دينك الى دين جديد ؟ او كيف تذر الهتك ؟ او ما الى ذلك من الاسئلة الاستنكارية فاين عاتبه قومه عن توليه عن عبادة الهتهم

{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42) سورة الفرقان

({وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} (36) سورة الصافات

{وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} (6) سورة ص

{وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (58) سورة الزخرف

فنرى انهم لم ينسبوه ابدا الى الهتهم ولو كان حقا لنسبوه اليها كما ادعت بنى اسرائيل {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} (88) سورة طـه

او كما قال موسى {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} (97) سورة طـه

اوكقول ابناء يعقوب ({أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة

فالانسان ينسب لما يعبده ويتبعه كما قال الله {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (43) سورة الفرقان

فاين استنكارهم ؟

ثانيا نفترض ان النبى عليه الصلاة والسلام ( حاشاه) تلبس بدين قومه من عبادة الاصنام والشرك ثم جاء بعد ذلك ليخبرهم بانه رسول الله وجاء بدين جديد وان هذه الاصنام هى كفر وشرك بالله الذى ارسله اليس من المنطق ان
يعيره قومه بما كان عليه من شرك كما فعل فرعون
{قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (19) سورة الشعراء

فاين عيره قومه ؟

ثالثا نفترض ان النبى عليه الصلاة والسلام ( حاشاه) تلبس بدين قومه من عبادة الاصنام والشرك وذلك قبل البعثة لماذا نعتبره شركا ولا نعتبره استدراجا لقومه كما فعل ابوه ابراهيم عليه السلام مع قومه

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79} ) سورة الأنعام

ولما لا وقد ثبتت الروايات الصحيحة التي اخبرت انه صلى الله عليه وسلم حبب اليه الخلاء والتعبد فى غار حراء


رابعا نفترض ان هذا حقا اذا لماذا يخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم بفعله اليس من المنطق ان يخفيه عنا حتى لا نرتاب فى امره او حتى لايشكك فيه اعداءه من عصمته

خامسا نفترض ان هذا حدث فعلا وان اتباعه يحاولون اخفاء الحقيقة عنا فلماذا ذكروها اصلا اليس من المنطق الا يذكروها حتى لا يبذلوا جهودا في تفنيدها فيما بعد ولا ياتى عاقل ليقول انا عرفناها من المشركين حيث ان المسلمين هم الذين ذكروها فى كتبهم


وعذرا للاطالة فحين نعجز عن الفعل لايكفينا الكلام

{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} (14) سورة محمد