تجديد الخطاب الديني المسيحي يشعل حدة الجدل بين الأقباط
بعضهم وصفه بأنه غيبي ولا يتماشى مع الواقع .. تجديد الخطاب الديني المسيحي يشعل حدة الجدل بين الأقباط
كتب مجدي محمد (المصريون) : بتاريخ 22 - 12 - 2006
أشعلت قضية تجديد الخطاب الديني المسيحي الجدل في الأوساط القبطية ، بعد أن وصف عدد من الأقباط العلمانيين هذا الخطاب بالغيبي وبأنه لا يتوافق مع الواقع ويضع رجال الدين في مرتبة القديسين ، في الوقت الذي ارتأت فيه الكنيسة أن هذا الخطاب يعتمد على عدد من المصادر ، على رأسها الكتاب المقدس والتقليد المقدس وأقوال الآباء والعرف الكنسي المعروف بالتسليم .
وأكد كمال زاخر موسي ـ المفكر القبطي المعروف ـ أن الخطاب الديني المسيحي القائم هو خطاب غيبي لا يتماشى مع الواقع ، وأن تدهور دور المجلس الملي وتدهور العلاقة بين رجال الدين والعلمانيين يحولان بالأساس دون تطوير وتحديث الخطاب الديني .
وأوضح أن هذا التدهور بدأ مع مطلع القرن السابع عشر عندما انقطعت الكنيسة عن أصولها اليونانية ، واستمر حتى بداية القرن التاسع عشر قبل أن تبدأ النهضة الحديثة التي استمرت حتى ثورة يوليو 1952 ، ولكنها كانت نهضة عاطفية وليست فكرية ، مشددا على أن علاج الأزمة الفكرية التي تعيشها الكنيسة الأرثوذكسية الآن لن يتأتى إلا بالعودة لفكر ومنهج الآباء.
من جهته ، أرجع المفكر القبطي جمال أسعد عبد الملاك تدهور الخطاب الديني في الكنيسة المصرية إلى 25 عاما ، عندما حلت الذاتية محل الجماعة والرئاسة محل الأبوة والسيطرة والاستحواذ محل الشركة واستخدام المفاهيم الروحية محل المصالح الشخصية.
وطالب أسعد بضرورة الكف عن الجري وراء المشبوه من المعجزات وخلق الكثير من القديسين والجري وراء الشكل الديني فقط في المأكل والمشرب والملبس وزيارة الأضرحة والأديرة ، مشيرا إلى أننا نعيش مرحلة تدين شكلي على حساب الإيمان الحقيقي .
وأكد أن فوبيا تقديس الشكل أصبحت تسيطر على رجال الدين ، نظرا لأن مكانتهم أصبحت بديلا للإيمان الحقيقي ، وأصبح من الصعب أن يغيروا من خطابهم لأنه ارتبط بمصلحتهم الشخصية.
وفي المقابل ، يري الدكتور نجيب جبرائيل ـ محامي الكنيسة ـ أن الخطاب الديني الكنسي لا يعتمد على التقديس وإنما على الآية القائلة "انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا إيمانهم " ، أي اقتدوا بسيرة الآباء الأولين والقديسين ذوي السيرة الجيدة ، وهذا لا يعني تقديس الأشخاص.
وقال إن الإيمان يعتمد على مبدأ الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري ، وهذه هي تعاليم المسيح ولا تسمي غيبا ، لأن الإيمان بالغيب هنا جزء من العقيدة المسيحية.
وتساءل : لماذا استيقظ العلمانيون الآن ويطالبون بذلك ، وهل هذا المطلب
لإحداث نوع من التوازن على الساحة الفكرية والثقافية
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=28242&Page=1
