نسف نص " أنا قد جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة "
يوحنا ( 12 : 46 )
أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ.
هذا النص يعد من أكثر النصوص التى يستدل المسيحيون بها على ألوهية المسيح المزعومة
لكن إذا ما قمنا بتحليل هذا النص تحليلا موضوعيا سيتضح لكل مسيحى وبما لا يدع مجالا لأدنى شك على أن هذا النص لا يمكن أبدا الإستدلال به لإثبات ألوهية المسيح المزعومة بل العكس تماما هو الصحيح كما سأبين
مما لا شك فيه أن جميع المسلمين يؤمنون بأن المسيح قد أرسله الله خالقه إلى بنى إسرائيل لكى يعيدهم إلى منهج الله بعد أن كانوا قد ضلوا وشذوا وإنحرفوا عن هذا المنهج
يترتب على ذلك أن المسلمين جميعا يؤمنون بأن المسيح قد أرسله الله خالقه " نورا إلى العالم " فى ذلك الوقت
بمعنى أن المسلم يؤمن بأن الله أرسل عبده ونبيه إبراهيم " نورا إلى العالم " وأرسل عبده ورسوله موسى " نورا إلى العالم " وأرسل عبده ورسوله محمد " نورا إلى العالم " .... عليهم وعلى جميع الأنبياء والرسل الصلاة والسلام
هل إتضحت الفكرة أمام كل مسيحى يقرأ هذا الموضوع أم لم تتضح ؟
هذا فيما يتعلق بالجزء الأول من هذا النص والخاص بأن المسيح " قد جاء نورا إلى العالم "
أما بخصوص الجزء الثانى والخاص بأن " كل من يؤمن بالمسيح فلن يمكث فى الظلمة "
فجميع المسلمون أيضا يؤمنون بأن كل من يؤمن بالمسيح فلن يمكث فى الظلمة
بمعنى أن جميع المسلمين يؤمنون بأن من أمن فى زمان المسيح وفى جميع الأزمنة التى أتت بعده بأنه رسولا من عند الله وليس بأنه الله الظاهر فى الجسد
فهو بالتأكيد لن يمكث فى الظلمة ( ظلمة الكفر )
لأنه أمن بالمسيح رسول الله الذى نادى بالتوحيد وجاء بتعاليم ووصايا من عند الله مثله مثل جميع الأنبياء والرسل عليهم جميعا الصلاة والسلام
والإيمان هنا فى قول المسيح " حتى كل من يؤمن بى " لا يقصد به المسيح الإيمان بأنه الله الظاهر فى الجسد كما يؤمن ويعتقد كل مسيحى مخدوع ولكن الإيمان الذى يقصده هنا هو الإيمان بأنه رسولا مرسلا من عند الله
هذا ليس كلامى بل كلام المسيح ومن أراد تكذيبى فلن يكذبنى أنا بل سيكذب المسيح
الدليل على ذلك ورد فى إنجيل يوحنا أيضا وفى نفس الإصحاح أيضا
( الإصحاح 12) العدد ( 44 )
فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: « الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.
كلام يسوع واضح جدا ومعناه أن من يؤمن بيسوع لا يؤمن به لأنه الله الظاهر فى الجسد بل لأنه رسولا مرسلا من عند الله
