قصة إسلام الطبيب الفرنسي موريس بوكاوي
بارك الله فى الأخ المهتدى بالله على نشره للموضوع فى منتديات الجامع الشقيقة
------------------------------
عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في فرنسا عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية .. فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض .. وهناك عند سلم الطائرة اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا فرعون
وعندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا .. حُملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها ، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور موريس بوكاي كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء ، بينما كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني ، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا ، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا ، ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه
http://www.55a.net/images/11/pharaoh.jpg
لكن أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر ! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة ، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل .. فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه :blink: ، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة ، فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق ، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل .. كيف هذا وهذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1898 ، أي قبل مائتي عام تقريبا ، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ وكيف يستقيم في العقل هذا ، والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟
جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه .. وأخذ يقول في نفسه : هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى؟ وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام؟
http://www.55a.net/images/11/pharaoh-golden-mask2.jpg
لم يستطع موريس أن ينام ، وطلب أن يأتوا له بالتوراة ، فأخذ يقرأ في التوراة قوله : فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد .. وبقي موريس بوكاي حائراً .. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة
بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء ، ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة ، فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق .. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:92) .
لقد كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن :lol:
رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم ، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى : لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
كان من ثرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا ، لقد كان عنوان الكتاب : القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ، فماذا فعل هذا الكتاب؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية إلى العربية والإنجليزية والأندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأردية والكجوراتية والألمانية لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردُّوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان . وآخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى : القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ، فلقد شرّق وغرّب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئاً
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب ، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ.
المصدر: نقلاً عن منتدى البحوث القرآنية
دكتور كامبل يرد على دكتور بوكاي
عندما كتب د. بوكاي كتابه المشهور ( التوراة و الأنجيل و القرآن و العلم ) في أوائل الثمانينات ، طفق العلماء المسلمون في العمل على نشر الكتاب في جميع انحاء العالم بل و ترجمته تقريبا الى كل اللغات كنوع من نشر الدعوة الإسلامية عبر البقاع المختلفة ، و قد ظهرت العديد و العديد من الردود على كتاب الدكتور بوكاي خلال فترة التسعينات و لعل اشهرها رد الدكتور وليم كامبل الذي نشره عام 2002 باللغة الإنجليزية ، و الذي تحفل به العديد و العديد من المواقع النصرانية مترجما للغة العربية !
و عندما انتهيت من قراءة رد الدكتور كامبل قررت مراسلته على عنوان البريد الإلكتروني الذي كان على الكتاب . عرفته بنفسي و طلبت منه أن أناقشه في بعض النقاط التي دار حولها كتابه عن القرآن و السنة ، و سألته أيضا أن تكون لغة الحوار بيننا هي العربية حيث أنه قد كتب أنه عاش في المغرب قرابة العشرون عاما درس فيها القرآن و السنة دراسة مستفيضة !!
و إذا بالدكتور الفاضل يرد علىّ أنه لا يعرف العربية المصرية ( على حد تعبيره ) و لكن يعرف القليل من العربية المغربية ( على حد قوله أيضا ) و أنه ليس عنده حروفا عربية على جهاز الكمبيوتر الخاص به !!!
و من هذا استنتجت أن الدكتور كامبل لا يعرف شيئا عن اللغة العربية لأن ما ذكره لهجات و ليست لغات و عندما صارحته بحقيقة موقفه و أنه لم يدرس العربية بالقدر الكافي لدراسة القرأن و السنة صارحنى بأن ذلك صحيحا و أن ما كتبه في كتابه هو مجرد تجميع لردود قديمة على مواضيع د. بوكاي هو شخصيا لا يفهمها في لغتها الأصلية !!!
شكرا لأمانته العلمية ، و على فكرة عندي جميع رسائل البريد الإلكتروني منه يمكنني أن اقدمها لمن يطلبها أو بعد إذن ادارة المنتدى يمكن نشرها في صورة ملف مرفق ليقرأها رواده ليعرفوا حقيقة من يشوه صورة الإسلام .
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه الأخ / طارق
د. كامبل يرد على د. بوكاي ... ( 2 )
:bsm:
سبق و أن قلت للإخوة روّاد المنتدى أنني – شخصيا - قد راسلت د. وليم كامبل عنـدما انتهيت من قراءة كتابه ( القرآن و الكتاب المقدس في نور العلم و التاريخ ) ، و لم يكن غرضي من هذه المراسلة سوى الوقوف على بعض الحقائق التي لم أكن متأكدا منها ، و يعوزني تأكيدها لتكوين فكرة عامة شاملة !!
أول هذه الحقائق أن د. كامبل لا يعرف العربية بالقدر الكافي لدراسة القرآن الكريم و السنة ، علماً بأنه قد جاهد كثيرا ليوهم قارئه أنه ليس كذلك ! فدارس القرآن و السنة ، و لو كان عربي اللسان قبل أن يكون أعجميا ، يجب عليه أن يكون متمكنا من اللغة العربية تمكن تام لكي يكون قادرا على ( تذوق ) الكلمة ، و أن يستشعر المعنى المراد من سياق كامل الجملة . و هذا مالم ينجح فيه د. كامبل بصورة جلية – في حين نجح فيه د. بوكاي و بالأخص في مجمل حديثه عن ترجمة كلمة ( العلقة ) - مما جعلني متأكدا بنسبة كبيرة أن ذلك الأول لا يعرف العربية جيدا ، و قد ارتفعت هذه النسبة إلى 100% عندما وصلتني رسائله ، فمن أين جاء بهذه المعلومات التي أوردها عن القرآن و السنة ؟!!
و اكتشفت أيضا أن د. كامبل قد جمّع توليفة قديمة من الشبهات حول القرآن الكريم و الأحاديث بل و التاريخ الإسلامي ، و قام بسردها تلو بعضها البعض في كتابه و هو متوهم أنه كذلك يرد على د. بوكاي !! ، و هو قد لا يعرف أيضا أن أي مسلما على قدر ضئيل من العلم و الدراسة في شئون دينه يعرف الردود المقنعة على تلك الشبهات . و هذه أيضا حقيقة يكتشفها قاريء كتاب د. كامبل منذ أول فصل .
• د. كامبل و اللغة العربية :
يحاول د. كامبل في الفصل الأول من كتابه أن يوصل للقاريء معلومة أن اللغات دائمة التغير عبر العصور و هذه حقيقة ؛ فاللغة الإنجليزية مثلا التي كان يتكلم بها شكسبير لم تكن هي الإنجليزية التي يتحدثها اليوم أي مواطن انجليزي . قد يكون هذا التغير في معنى الكلمة ، قد يكون في بناء الجملة ، قد يكون في اسلوب الحديث ، .. إلخ . و السؤال الأن : هل ينطبق ذلك على اللغة العربية كما يقول د. كامبل ؟ و الإجابة هي : بالطبع لا ! لأن القرآن الكريم قد حفظ اللغة العربية من التغيير على مدى اربعة عشر قرنا مضت . قد يختلف اسلوب الحديث في العصر الجاهلى عنه اليوم و هذا يظهر جليا في بعض الأشعار و القصائد القديمة ، و لكن من عصر محمد ، صلى الله عليه و سلم ، إلى اليوم نستطيع أن نؤكد أن اللغة العربية بصورتها الحالية ، و المستقبلية إلى ما شاء الله ، هي لغة القرآن الكريم التي كان يتعامل بها النبي الكريم ، صلوات الله عليه ، و أصحابه و المسلمون الأوائل منذ أربعة عشر قرنا .
و يقول د. كامبل مجادلا : إن هناك بعض الكلمات قد وردت بمعاني شتى في القرآن ، فمثلا كلمة ( وزر ) قد وردت بمعنى ( حليّ أو متاع ) في طه : 87 ، و بمعنى ( قتلى ) في محمد : 4 ، و بمعنى ( حِمْلٌ ) في النجم : 38 . و أنه لكي يدرك القاريء المعنى المراد يجب عليه أن يستنتجه من سياق الكلمة !! أما في العصر الحديث فهي تستخدم بمعنى ( مسئولية ) بدليل أننا نقول وزير السلطان فلان و الوزير في الوزارة إلخ ..!!
و لعل أعجمية د. كامبل منعته من يدرك الفرق بين المعنى Meaning و الكناية Metonymy لنفس الكلمة ! فكلمة وزر المعنى اللغوي المباشر لها هو ( حمل ) أما كنايتها التي تفهم من سياق الكلام فهذا يختلف من آية لأخرى في القرآن الكريم و لكنها تؤدي الى نفس المعنى . ففي طه : 87 نجد أن كلمة ( أوزاراً ) كناية عن ثقل أوزان الحلي المسروقة أو عن السيئات التي اقترفها بني اسرائيل لدى سرقتهم لحلي المصريين و متاعهم و هذه كناية و ليست المعنى المباشر . كذلك في محمد : 4 فإنها كناية عما تحمله الحرب من أحداث و قتلى و مهزومين و منتصرين .. إلخ و هذا أيضا ليس معنى مباشر . كذلك الحال أيضا في النجم : 38 فإن الوزر كناية عن ثقل حمل السيئة التي يقترفها ابن آدم و ليس معنى مباشر . أما في العصر الحديث ، كما يقول د.كامبل ، فإن كلمة ( الوزير ) أيضا كناية عن ثقل حمل مسئولية الحكم و خلافه و قد وردت في القرآن الكريم بنفس المعنى في طه : 29 - 32 . و أي دارس للعربية يدرك هذا جيدا و لا يخطيء مثل هذا الخطأ الفادح و هو يحاول اثبات بعض الأخطاء التعبيرية في القرآن فإذا بها تنقلب عليه لتعلن بلاغة القرآن و عدم إدراكه هو للصواب !!
الطريف هنا أن د. كامبل يشكرني لأنه ، و هو طبيب انجليزي ، لم يكن يعرف معنى كلمة Metonymy و قد اضطر لفتح قاموسه الشخصي ليعرف معناها الحقيقي و قال لي أن القاموس قد أورد مثال الصولجان أو العرش كناية عن المُلك ، و بذا فقد فهم المعنى المراد و يشكرني لأني علمته كلمة جديدة في لغته و ليست في لغتي أنا !! فهل المنتظر من د. كامبل الذي لا يعرف لغته تمام المعرفة ، أن يتعلم اللغة العربية بالقدر الذي يدرس به القرآن و السنة ؟!!
أيضا يقول في نفس الفصل : إن هناك بعض الكلمات اختلف معناها في زمن محمد عن معناها في العصر الحالى ككلمة ( طائر ) فإن معناها في العصر الحديث هو ( ذو الجناح ) bird و لكن معناها كما وردت في الإسراء : 13 فيكون بمعنى العمل أو النصيب fate !! و لو حاولنا تفسير الآية بالمفهوم الحديث لقلنا ( و كل انسان ألزمناه ذو الجناح في عنقه ) !! .. و هذا التخبط أيضا ناتج عن عدم ادراك لمفهوم الكناية !! يقول الحافظ ابن كثير مفسرا هذه الآية الكريمة : (وقال معمر عن قتادة (ألزمناه طائره في عنقه) قال عمله (ونخرج له يوم القيامة) قال نخرج ذلك العمل (كتابا يلقاه منشورا) قال معمر وتلا الحسن البصري (عن اليمين وعن الشمال قعيد) يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا (اقرأ كتابك) الآية .. ) انتهى كلام ابن كثير .
فلو أن د. كامبل ارهق نفسه قليلا بالبحث عن معنى الآية في كتب التفسير لما ظهر أمام قرائه بصورة الجاهل الذي يلتمس طريقه في الظلام على غير هدى !!
• اسلوب د. كامبل في معظم ردوده :
ولم يكن د. كامبل مقنعا في معظم ردوده على أراء د. بوكاي بمعنى إنه لا يتبع سياسة دفع الحجة بالحجة الأقوى ، و لكنه يتبع أحيانا سياسة التشكيك في المعلومة ، ثم يقول بمبدأ أرسطو : ( نضع الشك في مصلحة الكاتب و ليس ضده ) !! لينتهي النهاية التي يلتمسها و هو قد لا يعي أن أغلب قراءه قد لا يوافقوا على هذا الرأي .
فمثلا يعرض د. بوكاي في كتابه نظرية تقول إن الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى ، عليه السلام ، قد كتبت عن طريق 4 مصادر و هي ( اليهوي ، الإلوهيمي ، سفر التثنية ، الكهنوتي ) و ذلك في عصور ما بعد موسى بزمن غير قصير ، و قد استدل على ذلك بتكرار استخدام لفظ ( ايلوهيم ) و ( يهوه ) و ( أدوناي ) عبر أسفار العهد القديم . و لم يكن هذا رأي د. بوكاي فحسب بل كان رأي العديد من علماء الكتاب المقدس و على رأسهم ادموند جاكوب ( راجع التوراة و الإنجيل و القرآن و العلم – أسفار موسى الخمسة ) . و أيا كان مبلغ هذه النظرية من الصواب فهي أولا و أخيرا نظرية قابلة للنقاش .
و يرد د. كامبل على هذا فيقول : إن لفظ ( الله ) قد ورد في القرآن للدلالة عن الإله ، و في مـوضع أخر وردت كلمة ( رب ) فمعنى هذا إن هناك كاتب أول للقرآن رمز له بالحرف A يستخدم كلمة الله و قد كتب بعض السور ، و كاتب أخر رمز له بالحرف R يستخدم كلمة رب كتب البعض الأخر و هكذا ..!! ثم يقول معلقا على مصادقة علماء الكتاب المقدس لنظرية أصول التوراة بأنهم لا يؤمنون !!..
ياللإقناع الشديد !!!!!!
و نرد على د. كامبل و نقول : هناك آيات كثيرة في القرآن ورد فيها اللفظين مجتمعين نذكر على سبيل المثال لا الحصر ( لكنا هو الله ربي و لا اشرك بربي أحدا ) الكهف : 38 ، و غيرها و غيرها الكثير ، فمن الذي كتبها ؟! هل الكاتب A أم الكاتب B ؟ هل اختلط عمل الكاتبين الذين افترضهما د. كامبل ؟!! أم انهما قد تعارفا على بعضهما فيما بعد و اتفقا على تدوين تلك السور ؟!!..
ها أنا قد نجحت ، على ما اعتقد ، فيما لم ينجح فيه د. كامبل ! ؛ بأنني قد اثبتت بالحجة و البرهان على استحالة تطبيق تلك النظرية على القرآن الكريم ، في حين أن إمكانية تطبيق نظرية مصادر التوراة التي شرحها د. بوكاي ، بغض النظر عن صحتها أو خطأها ، على الكتاب المقدس مازال قائما حيث لم ينجح د. كامبل في اثبات فشله !!
و غير هذا الكثير ...
و للحديث بقية إن شاء الله
كتبه الأخ / طارق