فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله ( الحلقة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له. وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله.
أخوانى واخواتى أسمحوا لى ان أقدم لكم موضوع خاص بهؤلاء الذين ساهموا فى الأساءة الى الأسلام والى أشرف الخلق سيدنا محمد صلوات ربى عليه وسلامه وهم المستشرقون الغربيون وكيف انهم لعبوا عبر التاريخ دورا كبيرا وبارزا فى تشويه صورة الأسلام فى الغرب وتلفيق الأكاذيب على شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. وسوف أقدم لكم ما أستطعت ان اجمعه عن بعض ما كتب فى هذا الموضوع وعن بعض ما كتب عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذين تطاولوا عليه بالأساءة. وسوف أقدم لكم أيضا كيف ان الله عز وجل قد رد كيدهم فى نحرهم عندما قام بعض المؤرخون الغربيون بالدفاع عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وردوا على اخوانهم لانهم لم يستطيعوا ان يتجاهلوا الحقيقة ويغمضوا أعينهم عن الواقع بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان نبيا ورسولا مرسلا من الله عز وجل و قد حمل على عاتقه نشر رسالة الأسلام الى العالم اجمع ليخرج الأنسان من الظلمات الى النور فهو الصادق الأمين الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة فداك أبى وأمى وروحى ونفسى يا حبيبى يا رسول الله.
بعض المصادر المجمعة :
1- : حضارة الأسلام للكاتب: جوستاف أ.فون جرونيباوم
2- كتاب: صيحة تحذير من دعاة التنصير للكاتب: الشيخ محمد الغزالى
3- كتاب: المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق فى التراث الأسلامى
4 - منتدى بن مريم الأسلامى www.ebnmaryam.com/deedat1/2.htm
5- www.truthway.com/estshraq02.htm
6- مصادر اخرى سوف اقوم بذكرها عند التطرق ليها .
( تعريف الأستشراق وأهدافه )
اللهم لك الحمد كما انت اهله وصل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه كما هو اهله وافعل بنا ما انت اهله فأنك اهل التقوى واهل المغفرة..
عندما يشرع الشخص لدراسة الإسلام عن طريق الكتب المكتوبة باللغات الغربية - والتي كُتبت بأقلام غير إسلامية - يدرك بوضوح التحريفات المتأصلة والمنتشرة تقريباً في كل هذه المؤلفات، على الأقل منذ العصور الوسطى، فقد أُفتري على الإسلام كثيراً، وأُسيء فهمه بشدة في الغرب، ولا يبدو أن هناك تغيراً كبيراً في السنوات الأخيرة من القرن العشرين بالرغم من الانبهار الذي يعيشه كثير من المسلمين بهذا التقدم.
الدوافع المشكوك فيها والجهل العام:
وعن جهل الغرب بالإسلام، ودوافع المستشرقين؛ كتب الصحفي والمؤلف السويسري
" روجردو باسكور" ملخصاً رائعاً وهو: " أن الغرب - سواء الكنيسة، أو مناهضين الكنيسة - لم يعرفوا مطلقاً الإسلام الحقيقي، فمنذ رأوا الإسلام يظهر على المسرح العالمي لم يتوقف النصارى عن التشنيع والافتراء على الإسلام لإيجاد مبرراً لشن الحرب عليه، وقد خُضع الإسلام لتحريفات بشعة غريبة والتي لا زال آثارها مستقراً في العقل الغربي، ويوجد اليوم كثير من الغربيين والذي يتلخص عندهم الإسلام في ثلاثة أفكار: التعصب، والجبرية، وتعدد الزوجات، بالطبع الثقافة العامة الكبيرة لا زالت أفكارهم عن الإسلام أقل تشوهاً، ولا يزال يوجد هناك قلة نادرة الذين يعرفون أن كلمة الإسلام لا تعني سوى " الخضوع لله "، وأحد علامات الجهل الحقيقية في تصور معظم الأوروبيين أن " الله" يرجع معناه إلى الألوهية عند المسلمين، وليس الإله عند النصارى أو اليهود.
لقد خُضع الإسلام للدراسة من قبل المستشرقين الغربيين خلال القرنيين الماضيين مما جعلهم ينشرون كتباً علمية كثيرة عن الإسلام، وبالرغم من قيمة أعمالهم، خصوصاً في الحقول التاريخية والفلسفية، فقد كانت مساهمتهم قليلة لفهم أفضل للدين الإسلامي في الوسط النصراني، أو ما بعد الوسط النصراني، ببساطة فقد فشلوا في إثارة اهتمام جاد خارج دوائرهم الأكاديمية المتخصصة، وأيضاً يُدفع الشخص للتسليم بأن دراسات المستشرقين في الغرب لم تُلهم غالباً بالروح الحيادية العلمية المحضة، كذلك من الصعب أن ننكر أن بعض الإسلاميين والعرب قد عملوا بنية بريئة للاستخفاف بالإسلام والملتزمين به،
وهذا الأتجاه أُظهر خصوصاً - للأسباب السابقة - في أوج أيام الإمبراطوريات الاستعمارية، وقد يكون من المبالغة القول بأنهم قد انتهوا بدون أثر.
هذه بعض الأسباب لماذا يبقى الإسلام حتى اليوم يُساء تقديره لدى الغرب، وهناك تعاطف واهتمام كثير لدى الديانات الأسيوية كالبوذية والهندوسية، وبالرغم أن الإسلام أقرب إلى اليهودية والنصرانية فهي تنساب من نفس المصدر الإبراهيمي، وبالرغم من هذا فلعدة سنوات كان يبدو أن ظروف خارجية - وخصوصاً للأهمية المتنامية للبلدان الإسلامية العربية في الشؤون السياسية والاقتصادية العالمية - أدت إلى إثارة الاهتمام المتزايد للإسلام في الغرب.
الشعور بوجود جهل عام عن الإسلام لدى الغربيين ذُكر أيضاً من قبل الدكتور "موريس بوكيلي" حيث يقول: " عندما يُذكر الإسلام لأحد الملحدين الماديين؛ فإنه يتبسم برضا، والذي يتساوى جهله عن الإسلام بشكل مشترك مع أغلبية المفكرين الغربيين، لأي طائفة دينية، فإن لديهم مجموعة انطباعات من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ومن هذه النقطة يجب على الشخص أن يلتمس عذراً أو عذرين: أولاً: بعيداً عن المواقف الحديثة المتبقاة والتي تسود وسط أعلى السلطات الكاثولوكية فإن الإسلام كان خاضعاً دائماً في الغرب لما يُسمى " التشويه العلماني"، فأي شخص في الغرب والذي قد اكتسب معرفة عميقة عن الإسلام يعرف مدى التشويه الذي نال التاريخ وعقيدته وقيمه، ويجب أن يأخذ الشخص في الاعتبار أن الحقيقة في الوثائق المنشورة باللغات الأوروبية فيما يتعلق بهذا الموضوع (بغض النظر عن الدراسات المتخصصة العالية ) لا تجعل العمل أيسر للشخص الراغب في التعلم " (من كتاب " الإنجيل، والقرآن، والعلم" ص 118)
الاستشراق: التعريف الشامل:
إن الظاهرة المعروفة بالاستشراق عموماً ليست سوى مظهراً واحداً من مظاهر التحريفات الغربية للإسلام، ومعظم المسلمين اليوم في الغرب ربما يتفقون بأن الحجم الأكبر - فيما يخص عدد الناس الذين تُوصلوا بمثل هذه المعلومات - للمعلومات المشوهة عن الإسلام تأتي من أجهزة الإعلام سواء في الصحف، أو في المجلات، أو في التلفاز، فوسائل الإعلام لديها مزيد من التأثير الواسع الانتشار لرؤية الغرب عن الإسلام أكثر من المنشورات الأكاديمية للمستشرقين والمستعربين والإسلاميين.
وفي السنوات الأخيرة فإن المجال الأكاديمي لما اعتاد أن يُعرف بـ" الأستشراق" أعيدت تسميته في معظم الكليات والجامعات الغربية لـ " دراسات المنطقة" أو " الدراسات الإقليمية"، هذه المصطلحات السياسية المصححة أخذت مكان كلمة "الأستشراق" في الدوائر العلمية منذ تلوث الكلمة الأخيرة بمفهوم إمبريالي سلبي كبير بسبب المستشرقين أنفسهم، لكن بالرغم من أن أعمال العلماء الذين يتابعون هذه المجالات لا تصل لعامة الناس، فهم يسقطون في أغلب الأحيان في أيدي الطلاب وأولئك المهتمون شخصياً في التعلم أكثر عن الإسلام، وبهذا أي باحث عن الإسلام - خاصة أولئك الذين في الغرب - يحتاج أن يكون مدركاً للظاهرة التاريخية للاستشراق كمهنة أكاديمية، أو كوسائل للاستغلال الثقافي.
وعندما استخدم كلمة "الأستشراق" من قبل المسلمين والتي أصبحت تعود عموماً إلى أي عالم غربي يدرس الإسلام - بصرف النظر عن الدوافع - وعليه حتماً فإنه يحرّف الإسلام، وكما نرى بالرغم من أن الظاهرة الاستشراقية أكثر من مسعى أكاديمي قال العالم المسيحي العربي المشهور " إدوارد سعيد" المؤلف لعدة كتب تكشف عيوب نظرة المستشرق فإنه يعرّف "الأستشراق" كالتالي: "... أي شخص يعلّم، ويكتب، أو يبحث عن الشرق - وهذا ينطبق على أي شخص - سواء كان عالماً في الإنسانيات، أو عالما في الاجتماع، أو مؤرخاً، أو سواء كان في الفلسفة في مظاهرها العامة أو المتخصصة، فهو مستشرق، ومما يعمله هو الاستشراق" من كتاب "الاستشراق" لإدوارد سعيد ص 2.
" لتتحدث عن الأستشراق فعليك أن تتكلم بشكل عام وليس بشكل حصري عن المشروع الثقافي الفرنسي والبريطاني، المشروع الذي أخذت أبعاده في هذه العوالم المتباينة كالخيال نفسه، فكل الهند والمشرق، والنصوص التوراتية والبلاد الإنجيلية، وتجارة التوابل، وجيوش الاستعمار الطويلة، والتعاليم لمدراء الاستعمار، والمجموعة العلمية الضخمة، والخبراء والعمال الشرقيين غير المحدودين، والأساتذة الشرقيين، والترتيب المعقد من الأفكار الشرقية (الاستبداد الشرقي، والعظمة الشرقية، والقسوة، والشهوانية) والعديد من الطوائف الشرقية، والحكم المدجنة للاستعمال الأوروبي المحلي - والقائمة يمكن أن تمدّد تقريباً بشكل غير محدد -.
" من كتاب " الاستشراق" لإدوارد سعيد ص 4.
وكما الوضع مع العديد من الأشياء أن تكون مدركاً للمشكلة فذلك نصف المعركة وعندما يكون الباحث عن الحقيقة صادقاً مدركاً لسوء الفهم، والعداوة طويلة المدى بين الإسلام والغرب - ويتعلم أن لا يثق في كل شيء يراه مطبوعاً - فإن المعرفة والمعلومات الأصلية يمكن أن يحصل عليها بسرعة كبيرة، بالتأكيد ليس كل الكتابات الغربية عن الإسلام لديها نفس الدرجة من التحيز - فهم يدورون في مدى من التشويه المتعمد، والجهل البسيط - فيوجد هناك قلة يمكن أن تصنف كجهود مخلصة من قبل غير المسلمين لتصور الإسلام في ضوء إيجابي، لكن حتى معظم هذه الأعمال مًبتلية فيما يبدو بالأخطاء غير المقصودة نتيجة نقص المؤلفات عن المعرفة الإسلامية، وبروح العدالة ينبغي أن يقال حتى بعض الكتب المعاصرة عن الإسلام من قبل مؤلفين إسلاميين تعاني من نفس هذه العيوب، عادة بسبب نقص في المعرفة، أو أفكار ضلالية، أو الاعتماد على مصادر غير إسلامية.
هذا الذي قيل عن التعليم عن الإسلام في الغرب - خصوصاً عند الاعتماد على أعمال اللغات الأجنبية - ينبغي أن يأتي بلا مفاجئة، قبل عقود قليلة مضت فإن الشخص المتحدث الإنجليزية والمهتم بالإسلام والذي لديه الرغبة لتحديد قراءته بالأعمال المؤلفة من قبل المسلمين ربما حُدّدا لقراءة ترجمة القرآن، وقليل من كتب الحديث المترجمة، وبضعة أبحاث بحجم الكتيب، وبالرغم من ذلك ولعدة سنوات مضت فالانتشار الواسع للكتب الإسلامية - المكتوبة من قبل مسلمين مؤمنين وملتزمين - وعدم مجيء الإنترنت جعل الحصول على المعلومة الحقيقية بأي أمر يتعلق بالإسلام أمر عسير، واليوم بالكاد يمضي أسبوع بدون ما يعلن عن ترجمة إنجليزية لعمل إسلامي أصيل، ومما تجعله - في ذهنك في محاولة تعلم الإسلام - فأنا أشجع القارئ ليستشير عن الكتب المؤلفة من قبل كتاب إسلاميين، يوجد مدى كبير من موزعي الكتب الإسلامية الذي يمكن أن تتصل به خلال الإنترنت.
الأهداف الاستعمارية والمبشرون المتلهفون:
الانتقال إلى نظرة أكثر تفصيلاً عن التشويه الغربي للإسلام بصفة عامة وفي الاستشراق بصفة خاصة.. يقول "إدوارد" العربي النصراني في كتابه الضخم "الاستشراق" والذي أشار فيه بدقة إلى الاستشراق "المشروع الثقافي": " هذا بالتأكيد ليس تحريفاً، منذ الدراسة الجامعية للشرق الشرقي عن طريق الغرب الغربي حُفز في أغلب الأحيان - وتعاونت غالباً يداً بيد - مع الأهداف الاستعمارية للقوى الاستعمارية الغربية، وبدون شك فإن أساسيات الاستشراق كمسلمة عامة "اعرف عدوك"، وعندما بدأت "الأمم النصرانية" في أوروبا حملتهم الطويلة للاستعمار، وغزو بقية العالم لتحقيق مصالحهم، جلبوا مصادرهم التبشيرية والأكاديمية لكي تساعدهم في مهنتهم، المبشرون والمستشرقون - الذين تتداخل الصفوف بينهم في الغالب - كانوا في الغالب أكثر من الخدم للحكومة الإمبريالية والتي كانت تستخدم خدماتهم كطريق لإخضاع وإضعاف العدو، ولكن بشكل مهذب فيما يتعلق بالإسلام والمناطق الإسلامية، مثال ذلك شعرت بريطانيا - كقوة نصرانية - أن لديها مصالح شرعية يجب حمايتها، فأنشئت جهاز لإدارة وتطوير هذا المصالح مثل التنظيمات لترويج المعرفة النصرانية في المجتمع (1698)، ولنشر التعاليم في مجتمع البلدان الأجنبية (1701)، وورثت وحرّضت فيما بعد بالمجتمع التبشيري المعمداني (1792)، ومجتمع الكنيسة التبشيري (1799)، ومجتمع التوراة البريطاني والأجنبي (1804)، ومجتمع لندن لترويج النصرانية بين اليهود (1808)، وهذه الإرساليات المنفتحة انضمت إلى التوسع الأوروبي "
(من الاستشراق لإدوارد ص 100).
أي شخص يدرس هذا الموضوع يعرف أن المبشرين النصارى كانوا مشاركين راغبين في الإمبريالية الأوروبية، بغض النظر عن الدوافع النقية أو سذاجة بعض الأفراد من المبشرين، ففي الحقيقة عدد كبير نسبياً من علماء الاستشراق كانوا مبشرين نصارى، ومن الأمثلة البارزة على ذلك "وليم ميور "الذي كان مبشراً نشطاً، ومؤلفاً لعدة كتب عن الإسلام، وكانت كتبه متحيزة جداً، ودراساته ضيقة الأفق إلا إنهم جعلوها إلى يومنا هذا مراجع للذين يريدون مهاجمة الإسلام، وينبغي أن لا نتفاجأ إذا هؤلاء النصارى كانوا مصدراً لبعض الأكاذيب والتحريفات الأسوأ عن الإسلام، وقد كانت تحريفات النصارى والأكاذيب التامة عن الإسلام واسعة الانتشار كالمشاهد التالية:
" بالكاد يدرس تاريخ الاستشراق دون تحيز لمصادر الإسلام خصوصاً عندما كان تحت تأثير التعصب النصراني، من التحريفات المتعصبة لجون الدمشقي إلى المعتذرين من الكتاب المتأخرين ضد الإسلام الذي أخبر مشاهديهم أن المسلمين عبدوا ثلاثة أوثان! " ترجم بيتر (1156ـ1084)، القرآن والذي أُستخدم خلال العصور الوسطى وشمل تسعة فصول إضافية، وهذه الترجمة السيئة المحرفة المباعة حذت حذو الترجمات السابقة، وسارت بنفس الاتجاه كما مع رودريل، وموير. وآخرون هاجموا شخص وصفات محمد(صلى الله عليه وسلم)، وفي أغلب الأحيان وضّفوا القصص المخترعة والروايات التي يعتبرها المسلمون ضعيفة أو مكذوبة، أو شيء آخر، فإنهم أزالوا الحقائق بادعائهم أن المسلمين حلوا في موضع ليس هم فيه أهل، أو استخدموا العادات الخاطئة الممارسة بطريق الجهل بين المسلمين كتصوير دقيق للإسلام، بينما فورمان داينال يخبرنا في عمله "الإسلام والغرب": " استخدام الدليل الكاذب لمهاجمة الإسلام كان كُلاً لكن عالمي.. " من " شرح موثوق" الجزء الأول ص 267 لعبد الرحيم الأخضر.وهذه النظرة أُكدت من قبل المؤرخ الشرق الأوسطي المشهور بيرنارد لويس عندما كتب:
" درست النصرانيةُ في القرون الوسطى الإسلام لغايات مزدوجة لحماية النصارى من مداهمات المسلمين، وتحويل المسلمين إلى النصرانية، والعلماء النصارى - معظمهم من قسيسين ورهبان - أوجدوا مجموعة مؤلفات متعلقة بالدين، ونبيه، وكتابه، بجدلية عنيفة في صميم الدين، وغالباً بلغة بذيئة من أجل أن تحمي وتثبط بدلاً من أن تُعلم." من كتاب " الإسلام والغرب" لبيرنارد لويس ص (85 ـ 95).
http://mubark.buqnah.net المصدر: يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة الثانية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قبل ان اخوض فيما كتبه المستشرقون الغربيون عن عبقرية حبيبنا ورسولنا الكريم سيدنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام ينبغى علينا اولا ان نعرف اعدائنا الذين يحقدون علينا ويكرهوننا ويكرهون ديننا ونبيينا عليه صلوات ربى وسلامه ويشوهون كل ذلك امام الناس والتاريخ ثم يتظاهرون امام الجميع بأنهم الباحثون المنصفون ؛ والدارسون المتخصصون حتى فى ديننا وعلومنا ولغتنا ؛ ولكن من وجهة نظرهم هؤلاء هم ما يسمون بالمستشرقون الغربيون ومما نأسف له ان امة الاسلام فى قمة الانحدار الذى تعيش فيه تسمح لابنائها وبناتها بأرسالهم الى ديار الحقد والمكر والخداع ديار ادعياء الحرية والديموقراطية والله المستعان .
ويجب ان نعلم انه عندما جاء الاسلام وجد العالم بأسره فى ازمة فكرية حادة وقلق روحى بالغ فأخرج الناس من الظلمات الى النور ومن الباطل الى الحق ومن التعصب الى التسامح فبنى فى قرن ما لم يستطيع غيره بناءه فى قرون فبدأ الناس يتوافدون الى مراكزه ومعاهده ليتعلموا فيها.
وكانت اللغة العربية هى لغة العلم والثقافة والسبيل الوحيد للنهوض والازدهار وغدت هى افضل الطرق لفهم الكتب المقدسة وفلسفتها فتسابق أصحاب الديانات الاخرى الى تعلمها وتعليمها لمواطنيهم فكان هذا الدافع الدينى دافعا قويا لانتشار الاسلام فى العالم وظهور الاستشراق .
ولقد فزع الغرب من أعتناق الكثيرين لاسلام ووجدوا انه ينتشر بصورة كبيرة لسماحته وصحة عقائده فما كان منهم الا ان حاولوا دراسة عقائده وتاريخ الشعوب الاسلامية لعدة أمور اهمها :
1- تشويه صورة الاسلام امام الغرب حتى لا يعتنقه احد من بنى شعوبهم وتشكيك عوام المسلمين وأنصاف المثقفين ووضع علماء المسلمين فى موقف الدفاع الدائم حتى لا ينشغلوا بنقد كتبهم وعقائدهم المحرفة والباطلة.
2- دراسة الشعوب الاسلامية أجتماعيا وتاريخيا وأقتصاديا حتى يستطيع الاستعماريون فهم طبيعة تلك الشعوب جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا فيقول هوفان أستنجل( أننا يجب أن نكسب وجهات نظر جديدة لعقائدنا المسيحية بناء على فهمنا العميق للتعاليم الاسلامية وفهمنا لنفسية المسلم المتدين وذلك حتى نتجنب نقاط الضعف فيما يستخدمه من ادلة حتى اليوم وحتى نبنى من جديد دفاعا جديدا عن العقيدة المسيحية دفاعا يضع فى حسابه روح الاسلام والتطور الفكرى للمسلمين فيما يتعلق بعقائدهم خلال ما يزيد على الف عام .
وقد انقسمت الدراسات الستشرقية الى مدارس مطابقة لاغراض ودوافع مموليها وتنقسم مدارسهم الى ما يلى :
1- المدرسة النصرانية ولها نزعتان: الكاثوليكية والبروتستانتية
2- المدرسة اليهودية
3- المدرسة الالحادية العامة
4- المدرسة الالحادية الشيوعيةوكان نصيب الاسد من هذه المدارس هى المدرسة النصرانية واذا تتبعت اهدافهم الدينية يتبين لك أن معظمها تتعلق بديانتهم النصرانية وقليل تلك التى تتعلق بالديانات الاخرى.
يقول المستشرق "سنوك هورخرونى ": وبالتدريج توصلنا الى اليقين بأن دراسة اللغات والحضارات والتاريخ السياسى والادبى ضرورية وكذلك دراسة المؤسسات الاجتماعية والدينية لكل الشعوب الشرقية الاخرى من اجل المصلحة التنصيرية .
فكان علماء الكنيسة أول من درس اللغة العربية ومن ثم العقيدة الاسلامية للوقوف على عقائد المسلمين ولم يكن هدفهم من ذلك كما يقول (يوهان فيوك ) علميا محضا بل انهم أرادوا الرد على الاسلام والتبشير بين المسلمين ودعوتهم الى المسيحية عن طريق تراجم عربية للانجيل.
ونرى أن القران الكريم من أوائل الكتب التى ترجمت الى اللغة اللاتينية وذلك بتوجيه من الاب بطرس المحترم رئيس دير أكلونى عام 1143 م ونجد أن المطبعة العربية انما أنشئت أول الامر من أجل هذه الغاية فالمصادر التاريخية تذكر أن المطبعة العربية ظهرت فى أوائل القرن السادس عشر فى أوربا وأول مطبعة عربية ظهرت فى (فانو) بأيطاليا بأمر من البابا بولس الثانى فى سنة 1514 م وأول كتاب طبع فيها فى تللك السنة كان صلاة الراعى ثم سفر الزبور 1516 م .
ثم مطبعة البندقية وفيها طبع القران الكريم للمرة الاولى ؛ ثم طبعت اول ترجمة أيطالية للقران سنة 1547 م وفى مطبعة روما سنة 1593م طبع قانون ابن سينا فى الطب ومعه المنطق ثم تعددت المطابع العربية فى اوربا وطبع مئات من الكتب العربية والشرقية .
ويتضح لنا ان امر الدراسة للمستشرقين الغربيين ليس للتوصل للحقيقة ؛ وانما لمحاولة التشويش والتعمية على الغرب بأبراز العقائد الاسلامية فى صورة غير صورته ولنشر النصرانية ليس فى الشرق فقط بل خارج حدود الشرق ايضا
يتبع
فداك أبى وأمى يا حبيبى يا سول الله (الحلقة الثالثة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ويقول (لانجنهوف) : يجب التعجل والاسراع فأن كل عام يمر تحقق بعثات السلطان المحمدى نجاحات مهمة لديانة القران ؛ وعلى مدى طويل سيخضع ( الداياك) للجهود المتواصلة لاتباع النبى صلى الله عليه وسلم ؛وان اى بعثة كاثوليكية بين (الداياك) يجب ان تكون مقبولة من قبل الحكومة الهولندية ؛ اما الداياك الذين تحولوا الى المحمدية ، فقد أصبحوا وسائل عمياء ومتعصبة فى أيدى المحمديين ؛ وفقراء الداياك هم اغلب المتحولين ، اما الداياك الذين سيتحولون الى النصرانية فسيكونون وزنا مضادا لحماس السلاطين ، ويزيلون مفعول أثرهم وصخبهم المضر .
أذن فهذا المستشرق يكشف أمكان تحول الداياك ؛ وربما أجمعهم الى الاسلام وقابليتهم ذلك ؛ وحسب رأيه ان اسلامهم ليس عن قناعة ، بل للحاجة والطمع والاغراء .
ومن جهة اخرى يحاول المستشرقون أضعاف المؤسسات الدينية داخل العالم الاسلامى فهذا ( جريمال ) يحث المؤتمؤين على تبنى نظام يستخدمه المنصرون، سيكون أفضل أسلوب للتوصل الى تحطيم ؛ أو على الاقل أضعاف التأثير السياسى والدينى للزوايا التى لا يحتاج مريدوها للركض وراء حاجيات أتباعهم الا نادرا .
كلام ( جريمال) هذا كان سنة 1886م – 1304 هجريا حيث كانت الزوايا تعيش على الاوقاف والتبرعات الخيرية ؛ فما كان يحتاج المدرس والطالب هذه الراحة النفسية والمعيشية ، كانت أساسا من أسس انتشار الثقافة والعلوم الدينية ؛ لانه لا احد يملك لقمة عيش غيره فيربطه بمصالحه الخاصة ؛ ثم ما لبثت الاوقاف أو معظمها أن حلت وسمح بأمتلاكها ، فعجز الطلاب عن الوفاء بمتطلبات الدراسة ، فضعفت الزوايا وقل مريدوها واندثر معظمها .
ولعل السبب فى ذلك عمل المستشرقين الطويل قصد أزالة الاوقاف ؛ الامر الذى أدى الى فراغات دينية واسعة الانتشار ؛ وهذه أمر يهدف له المستشرقون والمنصرون والسياسيون الغربيون منذ زمن طويل ؛ وما دام هناك فراغ فقد جاء دور الثقافة التنصيرية كى تملاءه ولعل هذا ما دعا له (جريمال) فهذا الامر قصد الوقوف تجاه الزوايا الكثيرة والوفيرة ؛ والتى كانت تمثل معين نشر الثقافة الاسلامية من مواطن عدة ولا سيما فى أفريقيا وهذا امر فيه مزاحمة لانتشار الثقافة النصرانية وأعاقة توسيعها .
ويحاول المستشرقون أظهار الشعوب النصرانية المجاورة للشعوب الاسلامية بمظهر الشعوب المظلومة والمجاهدة ضد المحمديون ، كما يطلقون على الامة الاسلامية ؛ وفى مؤتمراتهم يبحثون عن مخرج حضارى لتلك الشعوب من اجل أظهارهم بمظهر المؤثرين والمأخوذ عنهم وليس العكس.
ويقول (فريد وجدى) : لابد من الحيطة والحذر فى النظر الى البحوث الاستشراقية ، ومما لاشك فيه أن بعض الغربيين المشتغلين بالدراسات الاسلامية لم يعن بدراسة مبادىء الاسلام وعلومه ؛ الا ليكون ذلك وسيلة لانه ينتقده وطمعا فى أستطاعته بهذه الوسيلة ان يرد شيئا من مبادئه. ويرى ايضا ان بعض الذين كتبوا بأنصاف عن الاسلام ردتهم الكنيسة ؛ ومن هؤلاء ( ريلاند) الذى يقول : ان الواجب علينا أن نبحث عن الاسلام ونكشف عن خفاياه .ويقول احد الباحثين : كان الباعث الدينى للاستشراق فى بداية الامر لعرقلة تيار التحول من المسيحية الى الاسلام ؛ ثم تطور هذا الباعث فيما بعد الى محاولة تشكيك المسلمين أنفسهم فى عقيدتهم بزعزعة المثل العليا للاسلام فى نفوس أبنائه من ناحية ؛ وأثبات تفوق الحضارة الغربية وعظمتها من ناحية أخرى.
ولقد ترتبت على دراسات المستشرقين أثارا كثيرة على العقائد والتاريخ الاسلامى ؛ سواء كانت بالسلب او الايجاب ؛ لكن السلبيات التى ترتبت على تلك الدراسات فاقت بكثير عن الايجابيات.
ومن الاثار الجانبية حينما أراد المستشرقون تشويه صورة الاسلام عن طريق لباس الدارسين لعلومه ؛ وبدءوا فى نشر أفتراءتهم وما زوروه، فما كان من العلماء المخلصين الا ان تصدوا لتلك الاباطيل التى يروجها المستشرقون ؛ وألفوا الكتب التى ترد عليهم وتظهر زيف أقوالهم ولقد أثرت تلك الحركة الفكرية فى خلق علماء مسلمين مهتمين بالبحث والتنقيب ؛ فى أوقات كثيرة أنتشر فيها الجمود الفكرى بين علماء المسلمين ، كما ان هناك من المستشرقين من تنازل عن تعصبه الذميم وبنى دراساته على الوقائع الحقيقية ، مما أدى الى دخول بعضهم ودخول الكثير من الغرب فى الاسلام. يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله ( الحلقة الرابعة)
و الاثار السلبية التى ترتبت على الدراسات الاستشراقية كثيرة وأهمها تزوير الحقائق ومحاولة جعلها حقائق ثابتة بعد ان تبدلت وشوهت؛ وبالفعل اعتمد عليها بعضا من الباحثين من علماء المسلمين وانتشرت فى العوام وأثرت فيهم تأثيرا عظيما ؛ ومع كل ما فعلوه فالحقائق ثابتة لم تتغير ولم تتبدل ؛لانها محفوظة فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه وتعالى(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) سورة الحجر .
وللاسف الشديد فأننا اذا نظرنا الى حال المسلمين اليوم سنجدهم يعيشون على كثير من تلك الحقائق المشوهة ، ولا يريدون الرجوع الى الحقائق الاصلية التى لم يستطع المستشرقون المساس بها .
فقد عمل المستشرقون على احياء المذاهب والتيارات المنحرفة ؛ والتركيز على نقاط الخلاف بين الفرق الاسلامية ونجدهم ينحازون لاصحاب الافكار المنحرفة ويشيدون بهم؛ وهدفهم من ذلك النيل من الاسلام بأظهاره مظهر عدم الثبات فى قواعده وهم بذلك يفرقون بين الاسلام لقواعد ثابتة نص عليها القران والسنة؛ وبين الامور المستجدة التى يستخدم فيها منهج الاجتهاد ؛ ولا يفرقون بين الاسلام وبين الخارجين عليه.
يقول المستشرق(سى روجاتياين) فى معرض مدحه للتصوف: لقد نفذت الافكار اليونانية فى بعض مفكرى الاسلام بواسطة طريق أقل مباشرة ؛ وان كانت أكثر دهاء ، وتركت هذه الافكار أثارا من الممكن أعتبارها أثارا عظيمة .
وقد وجد المستشرقون ان التعليم هو أفضل وسيلة لغسل العقول فنشروا المدارس داخل البلاد الاسلامية . من تلك المدارس (كلية روبرت) فى أستانبول او ( الجامعة الامريكية ) فى بيروت التى كانت تسمى ( الكلية السورية الانجيلية) وهى التى انشئت عام 1860م وهى بروتستانتية وهى كما يقول المستشرق ( شتر) أنها أرقى مدرسة فى الامبراطورية العثمانية ان عمل الكلية التبشيرية يتناول المسلمين فى الدرجة الاولى وهذا ما يجعلها بارزة فى ذلك بين جميع المدارس الامريكية فى الامبراطورية العثمانية و أيران.
ويوجد ايضا فى لبنان ( جامعة القديس يوسف ) وهى جامعة بابوية كاثوليكية وتعرف الان بالجامعة اليسوعية وهناك الكلية الفرنسية فى لاهور والمدارس الالمانية والانجليزية والروسية وغيرها الكثير والكثير المنتشرة فى العالم الاسلامى باسم المساعدة فى التقدم واتاحة الفرصة لابناء تلك الدول للرقى فى سلم التعلم.
يقول المنصر (هنرى رجب) أن التعليم فى مدراس الأرساليات المسيحية أنما هو واسطة الى غاية فقط هذه الغاية هى قيادة الناس الى المسيح وتعليمهم حتى يصبحوا مسيحيين.
ونجد مثلا فى جامعة ( جورج تاون) بواشنطن مركزا للدراسات العربية والاسلامية المعاصرة يتضمن عدة مقررات تتناول القضايا التراثية خلال الفترات الوسيطة والحديثة ، وهناك ايضا فى ( واشنطن) معهد لدراسات الشرق الاوسط وهناك معهد أخر يضم عددا من المتخصصين بشئون الشرق الاوسط فى (نيو جيرسى) وجامعة ( ميتشجان أناربر) وجامعة (كاليفورنيا) بلوس انجلس وجامعة ( لندن) و( أكسفورد) و(باريس) وغيرها الكثير والكثير.
ومن اوائل البعثات كانت بعثة الشيخ رفاعة الطهطاوى ، الذى جاء حاملا للواء فكر جديد أنتقده الكثيرون وعلق عليه الاخرون وأدعى أن الرقص نوع من العياقة وأن الرقص بما فيه من تلاصق للاجساد ليس فسقا ولا فجورا.
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل بنى أدم خط من الزنى ، فالعينان تزنيان وزناهما النظر ، واليدان تزنيان وزناهما البطش ، والرجلان تزنيان وزناهما المشى ، والفم يزنى وزناه القبل ، والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أفكاره ايضا التى جاء بها الشعوبية ، حيث تحدث عن مصر الفرعونية ونسى أن الاسلام يعترف بالمؤمن النقى وأن فواصل اللون والجنس لا تعنى فى شىء وليس هما الاساس لبناء دولة قوية أنما الاساس هو الاسلام وهو الذى تقوم عليه الخلافة الاسلامية.
ومن الذين جاءوا بفكر جديد وثار حوله جدل كبير طه حسين ؛ حتى ان بعضهم قال عنه : انه مستشرق من أصل عربى واتهمه البعض بانه يحمل لواء المستشرقين ومن أراءه الغريبة والمثيرة للجدل انه يرى ان العرب قوم مستعمرون كالرومان والفرس.
ويعيب البعض على طه حسين فى نشره لكتب رسائل الاخوة الصفاء؛ وألف ليلة وليلة ( حيث تحتوى على أفكار أسطورية تحمل الكثير من السموم الفكرية التى قد تؤثر على عقول الاطفال والشباب)؛ وتعقبه لسير الشعراء المعرفون بالمجون وأن القرن الثانى للهجرة كان عصر شك ومجون؛ وهنا نجده يعتمد على مصادر المستشرقين من اليهود ؛ ومن ضمن تلك المصادر (أنساب الاشراف ) المطبوع فى الجامعة العبرية الواقعة تحت الاحتلال اليهودى ، ومن أراءه أنكاره لشخصية عبد الله بن سبأ؛ وشكه بوجود سيدنا أبراهيم وأسماعيل رغم ذكرهما فى الكتب المقدسة. يتبع
فداك ابى وامى يا حبيى يا رسول الله (الحلقة الخامسة)
ووصف المستشرقون الغربيون الذين يدعون الى الجامعة الاسلامية بأنهم اهل عنف ، وأن الدعوة الحقة لا تحتاج لمثل هذه الامور فالحق يعلو بذاته على القوة ، والا فأى فضل لديانة قوامها السيف.
((وتناسى هؤلاء ما فعلوه فى حروبهم الصليبية مع المسلمين ومذابح تقشعر لها الابدان؛
وقد حاول اليهود والمستشرقون أحياء القوميات داخل العالم الاسلامى ؛ حتى يتسنى لهم ضرب الخلافة الاسلامية و تصبح الدول الاسلامية متفرقة ؛ فأحيوا الفرعونية فى مصر ؛ والبربرية فى المغرب ؛ والاشورية فى العراق ؛ والفينيقية فى لبنان؛وهذه القوميات عملت على بث روح الفرقة بين المسلمين فدعت الى فينيقية لبنان وحاولوا سلخ لبنان عن الامة الاسلامية .))وهكذا لعبوا دورا هاما فى فرقة المسلمين.
والجدير بالذكر ان الانجليز هم الذين شجعوا العرب على الاتراك، وهم الذين حاولوا بث الفرقة والخلاف ، ولم يكن التشجيع سوى أستغلال العقول الضعيفة والغير واعية .
ولقد ساعد اليسوعيون الاستعمار الفرنسى بفرض سيطرته على الشام ، وأستخدموا كل الطرق ليتعامل المسلمين مع الاستعمار ، وان التعامل مع تلك الدول يجيزه الدين والعقل ، وتحت عنوان : ( حاضر العالم الاسلامى نظر انتقادى) بقلم الاب ( نوفل) قال: ( ونحن شعارنا الوطنية فأذا ما حل بين ظهرانينا أجنبى معلما او ضيفا او سيدا؛ علينا الاتفاق معه طبقا لظروف الامارة ، ودفعا للشر الاعظم ، وليس فى ذلك خيانة نحو الوطن ، بل واجب يوجبه العقل والدين . ثم أستشهد بقول عيسى عليه السلام كما زعم: أعطوا ما لقيصر لقيصر ) ثم أستشهد بمعاهدة (سفرو نيوس) بطريرك القدس عندما عاهد عمر بن الخطاب على صيانة حقوق البلاد.
وهو يحاول أن يقول : ( أن تعاملنا مع المسلمين يوم ان فتحت القدس، فلماذا لا يتعامل المسلمون مع الغرب اليوم).
وهذه الشبهة عليه لا له ، او ليس من الاولى ان يتعامل مع الدولة التى راعت حقوقه وظل أمنا تحت حمايتها ؟
وتناسى ان القوانين الوضيعة المستمرة من القانون الفرنسى جعلت جزاء من يخون الوطن ويتعامل مع الاجنبى الشنق.
وقد حاول المستشرقون الادعاء بأن الاسلام أنتشر بحد السيف ، أما المسيحية كانت على عكس ذلك ولعلها أنتشرت بالاقناع وذلك ما جاء فى مقالتهم( لا قهر فى الدين وسارت المسيحية على ذلك المبدأ فى كل أطوار حياتها، فان منشئها لم يدع البشر اليه بالسيف والاغتصاب لجنود يقتحمون البلاد بل كحملان بين الذئاب .
وقد حاولوا التشكيك فى السيرة النبوية وفى مصادرها وصحة نقلها منذ العصر الاول حيث قالوا ( ثم كان القرن الثانى فاخذ الاسلام فيه وفى القسم الكبير من القرن الثالث يستجمع أمره ويعيد النظرة الاخيرة فى تأليف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وطعنوا فى سيرة الصحابة وشككوا فى وجود بعضهم أصلا .
ولقد أدعوا ان الفقه الاسلامى مأخوذ من القانون الرومانى ، وانه تابع ليس له شخصية مستقلة ، وألصقوا التهم بالشخصيات الاسلامية وقللوا من شانهم ، فالامام أحمد من وجهة نظرهم لم يكن فى بادىء الامر الا محدثا بسيطا ، ولكن مذهبه توصل الى ان يعتبر مذهبا فقهيا.
ويعتبر صلاح الدين الايوبى هو العدو اللدود للنصارى ، لذلك تعرض له بعض المستشرقون بالنقد والتجريح والصاق التهم الباطلة له ، وتغيير الحقائق التاريخية التى تمسه، ومن ذلك وصفهم له بانه كان مستبدا واتهموه بانه أبطل الخطبة فى الجامع الازهر، وحاولوا أظهاره بمظهر المفسد فيقول المستشرق ( فان بركم) : ( وامر صلاح الدين بقطع التدريس فى الجامع الازهر ، وشتت شمل الطلبة والمعلمين ، لانه كان على مذهب الشافعية وكان مذهبهم غير مذهبه ، فضلا على انه كان يرى منهم التعلق بالدولة الفاطمية وهذه ما كان يريبه ) كما أتهموه أيضا بانه كان يعتدى على موتى النصارى ، واتهامه بانه قام بهدم قبر أم السيدة مريم عليها السلام ، وانه بنى المدرسية الصلاحية فوق انقاض ضريحها.
ودائما كانت شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم تستحوذ على انتباههم وكانت شخصيته الكريمة هى شاغلهم الشاغل ولقد حاول المستشرقون السخرية من الرسول صلوات ربى عليه وسلامه(فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله) ومن السخرية من اللغة العربية والكعبة الشريفة والملائكة ، وهناك الكثير من الامثلة على ذلك فقد أدعى ( موريس غودقروا) أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما دخل مكة وطهر الكعبة من الاصنام أصبحت بيت الله الذى معنا أينما كان. وهو بذلك يستخدم أسلوبا أستهزائيا بتسمية الكعبة بيت الله ، ويشير بتساؤل خفى الى كيف تكون الكعبة بيت لاله غير مرئى.
يستعمل المستشرق ( سيديو) أسلوب أستهزائيا من نزول جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء فى كلامه الذى يتعجب فيه من الدين الاسلامى ويقول: ان جبريل جاء فى زى اعرابى وسال النبى صلى الله عليه وسلم علام بنى الاسلام ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : بنى الاسلام على خمس: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، واقام الصلاة ، وأيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) فقال سيدنا جبريل : صدقت . ثم يعلق ( سيديو) بقوله : وكان محمد يتحدث بأسم الله لتصبح لتعاليمه أثر عظيم.
ويسخر (بريتو ) المستشرق الفرنسى من اللغة العربية فى كتابه المقرر على الطلبة الفرنسيين ، ويدعى أنها لغة قد ماتت وأنها لاتينية العرب التى تستخدم فى جنة محمد ، ثم يستطرد كلامه بطريقة وقحة فيقول: سأحبب اليكم دراسة اللغة العربية فى المستقبل أذا أردتم الاجتماع بالحور العين . ( حسبنا الله ونعم الوكيل)
وجاء فى كتاب ( عقائد الاسلام) للمستشرق الالمانى ( هرمان أشتيجلكر): أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رفض أزالة خاتم النبوة الذى كان عبارة عن انتفاخ بين كتفيه بعملية جراحية ، لانه كان يريه للزائرين وهو سعيد ومهتم بذلك ).
وواضح فى ذلك الكلام موضع التزوير عن طريق سخريته، فهو يحاول أظهار ان خاتم النبوة عبارة عن ورم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتباهى به وذلك امر باطل ، ولقد ذكر معظم العلماء أن خاتم النبوة لم يكن شيئا منتفخا ، وان كان كذلك فهو ليس ورما كما يدعى ذلك المزور الخبيث.
ويقول ( فيليب) : ( حتى أن خاتم النبوة الذى راه الراهب بحيرى أسطورة تعكس العلاقة بين الديانتين) .ويقول ( كلود ليفى شتراوس) فى كتابه [COLOR="Blue"]( بئس المدارين ): [/COLOR]( أن الاسلام دين يرتكز على عدم قدرته على ربط الصلات بالخرج أكثر مما يرتكز على بداهة الوحى ، واذا قارنا بينه وبين الرفق الكونى عند البوذيين أو أرادة الحوار عند المسيحيين ، فان التعصب الاسلامى يكتسى صبغة غير واعية عند من يقترف هذه الجريمة ، ذلك ان المسلمين لا يحاولون دائما جر الاخرين بأساليب عنيفة الى مشاطرتهم حقائقهم ، بل موقفهم أعمق من ذلك، أذ يستحيل عليهم ان يتحملوا وجود الغير كغير ، ولم تبق لهم الا طريقة واحدة لحماية النفس من الشك والمذلة ، هى فى ان يعتبروا الاخرين ( عدما) . فالمسلمون غير قادرين على ان يعتقدوا بامكانية وجود أيمان يخالف أيمانهم او اسلوب فائق على سلوكهم ، وما الاخوة الاسلامية الا نقض للغير بنفى الكفار دون ان يكون ذلك بالاعتراف الصريح ، أذ الاعتراف الصريح بذلك النفى لو تم لأدى الى الاعتراف ضمنيا بوجودهم. يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله ( الحلقة السادسة)
ويضيف المستشرق ( ريمون شارل ) قائلا : ( أن المراة التى تضجر من غزارة زوجها الجنسية بامكانها ان تستنجد بالقاضى الذى سيتولى ضبط عدد المواقعات ، ويمكن للمراة ان تطالب بالطلاق ان تجاوز زوجها ذلك الحد ) .ثم يقول : ان مجرد وجود هذه الامكانية للرجوع الى القاضى لشاهد واضح على استهتار الشعوب الاسلامية بكل ما يتعلق بالشهوات التى يراعونها دون حياء.ويفسر ذلك بان المسلم لا يميز بين الحب والجماع دون شك ، ان شدة الحمى المتانية من المناخ تزيد من ألتهاب طبيعة أناس غير قادرين على التحكم فى غرائزهم ، والحال ان الفقر فظيع فى ربوع مولد الاسلام فى الشرق الاوسط وحول البحر المتوسط . ويتساءل صاحبنا هل النموذج الاوربى للحب والعشق سيخلص الحب الاسلامى من بهيمته وخاصة المغرب ؟.
يتحدث ريمون عن المرأة ونسى او فضل ان يتناسى المرأة فى الغرب هل نسى ريمون رسالة القديس بولس عندهم عن المرأة والتى تقول:( بما ان المرأة خلقت لولادة الأطفال فهى مختلفة عن الرجل كما يختلف الجسد عن الروح ، وعندما ترغب فى خدمة المسيح خدمة اكثر فى هذا العالم عندئذ يجب أن تكف عن ان تكون أمراة وستسمى رجلا !!!!!- أى بعد رهبانيتها ) والقديس أمبروز كان واضح كل الوضوح عندما يقول ( تلك التى لا تؤمن ،أنما هى أمراة ويجب ان تصنف مع جنسها الأنثوى !!اما تلك التى تؤمن –أى تترهب- فهى تتقدم نحو الرجولة الكاملة وأنذاك تتخلى عن اسم جنسها الأنثوى وغوايات الشباب وثرثرة العجائز).
الخلاصة ان المرأة لا يقبل منها ايمانها طالما هى امرأة بل يجب ان تتخلى عن جنسها الانثوى وتصبح رجل حتى يقبل ايمانها هذا ما نقله من مصادره الدينية اللواء المهندس أحمد عبد الوهاب .
ما هذا الشطط الفكرى أيعرف هؤلاء الأباء والذين يعتبرون أباء الكنيسة الاولى معنى الرهبانية التى ترفع الدرجة؟ فلو صح كلامهم هذا لاصبح العالم كله رجال ولأنتهى بلأنقراض.
هل نسى ريمون ام لم يقرأ ما كتبه الراهب (يعقوب شبرنجر) كتابا يبرهن فيه على أن النساء قابلات لأغواء الشيطان أكثر من الرجال ، لأنهن أصلا مخلوقات فاسدات، وندع ما ساقه الراهب الجاهل من لغو لنقف عند قوله: ان شيطنة المرأة أنما تنبع من تحرقها الشهوانى الذى لا يشبع، وذلك حسب ما قاله الكتاب المقدس فى سفر الأمثال ( الأصحاح 30) ثلاثة لا تشبع وأربعة لا تقول كفى: من ذلك فى فم الرحم!!!!!
ويبنى الراهب الظلوم على هذا حكما عاما أن النساء مستعدات لمعاشرة أى شخص حتى الشيطان ، ثم يتوجه الراهب (شبرنجر) الى الله بالشكر على ان الرجال متحررون من تلك الشهوة الجنسية الملعونة. وهذا الراهب معتوه بلا شك وتلك الافكار التى يرددها كان يعتنقها البرلمان الفرنسى فى القرن السادس عشر وقد عرضت عليه قضايا عن اتصال النساء بالشياطين!!!!!
أن ريمون لم يقرأ ما يكتبه قساوسته ورجال كنيسته عن المرأة أو لعله قرأ ثم فعل كما فعل جحا فقد حكا أن جحا أراد ان يصرف غلمانه الذين يتبعونه، فزعم لهم أن وليمة فى بيت فلان ينبغى أن يذهبوا اليها... فلما أنصرفوا عنه صدق هو ما زعم وتبعهم الى حيث ذهبوا !! أن أمثال ريمون دائما ما يكذيون ويصدقون كذبتهم فيتبعون ما يزعمون. وهناك الكثير الذين يشبهون ريمون فى تلك الحالة ممن يغالطون أنفسهم ويتخيلون فيخالون.
كما يقول أبو الطيب:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط فى الحقائق نفسه ويسومها طلب المحال فتطمع
ولقد اتهم ريمون المسلمين بتهم شنيعة من قتل وتذبيح وتعذيب واكل للحوم الأعداء، وادعى ان الأسلام دين أستبدادى .
يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله ( الحلقة السابعة)
(سموم المستشرقين)
ولقد أمتدت ألسنة المستشرقين وأقلامهم الى شخص النبى صلى الله عليه وسلم كما فعل المشركون من قبل وحاولوا جاهدين تشويه سيرته العطرة وأخلاقه العظيمة كى تنفر الناس من محبته والدخول فى دينه او الاطلاع عليه.
والعاقل المنصف الذى يعرف الاسلام ويقرأ عنه حتى من المستشرقين ذاتهم يرفض كل أقوال هؤلاء المستشرقين وأفتراءتهم التى تصب فى هذا الاتجاه ، لانها تقطر حقدا وسفاهة وعداوة بكل وضوح.
وسوف اسرد لكم بعض من هذه السفاهات :
1- ينفث الشاعر الانجليزى" جون لوجيت" سمومه وحقده وسفاهته حين يصف الحديث عن سيد ولد أدم ويقول ( أنه الساحر والزانى ووضيع الأصل ومنتحل شخصية المسيح والمصاب بالصرع الذى تأكل الحمامة الحب من أذنه ويحمل له الثور على قرنيه جرار اللبن والعسل ....) الظاهرة الاستشراقية 3 / 9
أسمعت بمثل هذه الحماقات والاسفاف الانسانى والحضارى ألا يدل هذا على صرع وجنون وانفلات اخلاقى لا يعذر به صاحبه أبدا لقد قاموا بنسج قصص من خيالهم على رسولنا الكريم فكتب ( هوجو جروتيوس ) مقالة حاقدة وبذيئة عن الرسول صلى الله عليه وسلم واتهم النبى الكريم كذبا انه كان يقوم بتدريب الحمام على التقاط الحب من أذنييه ليوهم الناس أن روح القدس( جبريل عليه السلام ) قد جاءه على شكل حمامة ليوحى اليه برسالة الله عز وجل والتى دونها بعد ذلك فى كتابه المقدس المسمى بالقرأن وبالطبع فأن" جروتيوس" كتب هذه الرواية الزائفة بوحى من قراءاته التى تأثر بها فى الانجيل(فلما أعتمد يسوع صعد للوقت فى الماء.وأذا السموات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة وأتيا عليه) (انجيل متى 3:16 ). وقد أراد ( بوكوك) Pococke وهو أحد المفكرين المحترمين فى هذا الوقت مثل ( توما الشكاك ) فى انجيل يوحنا (20:25 ) برهانا لرواية محمد صلى الله عليه وسلم والحمام والحبوب . وكانت أجابة جرتيوس له : ( لا يوجد برهانا ! ) . فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن ساحرا ولا كاهنا ولا شاعرا ولم يأت بسحر ولا كهانة ولا شعر وذلك بشهادة الله عز وجل ومن اصدق من الله حديثا ، محمدا كان أصدق القائلين والشاهدين ، وبأعتراف أعدائه من المشركين .)
قال الله تعالى : ( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين ) سورة الحاقة : 41 – 43 ولقد قال الوليد بن المغيرة بعد ان سمع القران الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا بشعر ولا كهانة أنى اعرفكم بالشعر والكهانة والسجع ، ثم قال عن القرأن الكريم : ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة ، وان أعلاه لمثمر ، وأن أسفله لمغدق ، وانه ليعلو ولا يعلى عليه.
ثم ان القائلين بانه سحر يعلمون تماما ان الساحر أذا سحر الناس سحرهم جميعا فسحرة فرعون سحروا كل من يشاهدهم حتى نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام : ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس وأسترهبوهم وجاءو بسحر عظيم ) . سورة الاعراف : 116
حتى ان نبى الله موسى عليه السلام كان: ( يخيل أليه من سحرهم أنها تسعى ) سورة طه : 66
لكن الناس امام دعوة النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤمنوا كلهم ؛ بل امن أبو بكر وكفر أبو جهل ، وهكذا فلماذا وقع السحر على بعضهم دون البعض الاخر هذا لأنه ليس بسحر!!! يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة الثامنة)
- ويكتب " جولدزيهر" اليهودى عن النبى صلى الله عليه وسلم وسيرته فيقول : كانت ولادته نحو عام 570 م فى الفرع الهاشمى الفقير المنتمى الى قبيلة قريش القوية ، والذى له القيادة بمكة ، وقد ولد يتيما رباه أقاربه وكان يكسب رزقه بطريقة قاسية وبسيطة ، فى ان واحد فقد أشتغل راعيا ثم أصبح تاجرا لحساب سيدة غنية أسمها خديجة عندما بلغ من العمر خمسة وعشرين سنة ، وبعد ان تزوج من هذه الارملة الغنية الى تكبره بخمسة عشر عاما ، انتهت همومه المادية ، وأصبح بدروه تاجرا .. وانه خلال رحلاته المتعددة التقى ببعض اليهود والنصارى الزاهدين ، وأصبح يفكر شيئا فشيئا فى الحياة الخلقية والدينية السيئة بمكة ، وأصبح ضميره يتعمق فى هذه الامور عن طريق التفكير والتامل ، وهكذا اصيب بقلق مؤلم ظهر على السطح عن طريق الاضطرابات العصبية ؛ وأختلطت تجاربه الشخصية بالمعارف التى أستقاها من اليهود والنصارى وهكذا اصبح ثائرا ضد نظام الحياة المكية ، الى ان تحولت هذه الثورة الى رؤى وأحلام وهلوسة ؛ فعكست شعوروه بالثورة ضد الماضى ، وكونت هذه الامور فى مجملها ما أذاعه وبشر به فى قادم الايام ...
( الظاهرة الاستشراقية 3 / 12)
لقد ابتعد جولدزيهر كثيرا عن الفهم الصحيح والموضعية المنصفة فهو يتحدث عن النبى صلى الله عليه وسلم الذى يترعرع فى رعاية الله وعنايته كما لو تحدث عن أبسط أنسان رأه جولدزيهر ويضخم فى التصوير بانه صلى الله عليه وسلم أصبح تاجرا لحساب السيدة خديجة ، ويضلل القارىء عندما يدعى ان رسول الله اصبح تاجرا وأنتهت بذلك همومه المادية بعد زواجه من السيدة خديجة ويجهل جولدزيهر او يتجاهل أن السيدة خديجة رضى الله عنها هى التى رغبت فيه اولا ولم يحدث قط أن أختار زوجة واحدة لانها مليحة أو وسيمة ولم يبن بعذراء قط الا العذراء التى علم قومه جميعا أنه اختارها لانها بنت صديقه وخليفته من بعده : أبى بكر الصديق رضى الله عنه فقد أختارته السيدة خديجة زوجا لها لانه الصادق الامين فيما اشتهر به من قومه من صفة وسيرة ، وفيما لقبه به العارفون بالصدق والامانة فيه فقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد امراة تاجرة ذات شرف ومال ، تستاجر الرجال فى مالها وتضاربهم أياه بشىء تجعله لهم ، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه ، وعظم أمانته وكرم اخلاقه بعثت اليه فعرضت عليه ان يخرج فى مال لها الى الشام تاجرا مع غلام لها يقال له ميسرة فخرج رسول الله فى مالها ولما رجع الى مكة ورات السيدة خديجة فى مالها من الامانة والبركة ما لم تر قبل هذا واخبرها غلامها ميسرة بما راى فيه صلى الله عليه وسلم من شمائل كريمة وفكر راجح ومنطق صادق ونهج أمين وجدت ضالتها المنشودة وكان سادة قريش يحرصون على الزواج منها فكانت رضى الله عنها تأبى عليهم ذلك فتحدثت بما فى نفسها الى صديقتها نفيسة بنت منبه ، وهذه ذهبت اليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج السيدة خديجة فرضى بذلك وكلم اعمامه فذهبوا الى عم خديجة وخطبوها اليه ثم تم الزواج وكان سنها حين ذلك اربعين سنة وكانت يومئذ افضل نساء قومها نسبا وثروة وعقلا وهى اول أمراة تزوجها رسول الله ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ولم يفكر فى الزواج بعد موتها حتى عرضت عليه سيدة مسلمة رقت له فى عزلته فخطبت له السيدة عائشة بأذنه ، ولم تكن هذه الفتاة العزيزة عليه تسمع منه كلمة ترضيها غير ثنائه على زوجته الراحلة ووفائه لذكراها
( من حقائق الاسلام واباطيل خصومه للكاتب عباس محمود العقاد / ومن كتاب السيرة النبوية الرحيق المختوم للكاتب صفى الرحمن المباركفورى)
ويريد هذا الكاتب ان ينسى أو يتناسى انه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى لمال او جاه او تجارة، أنما كان يريد أن يساعد عمه أبا طالب فى كسب الرزق وكفاية العيال ليرد له بعض الجميل الذى قدمه فى صغره و كفالته .
أما زعمه بانه صلى الله عليه وسلم التقى ببعض اليهود والنصارى الزاهدين ، فهى دعوة باطلة دأب المستشرقون على أثارتها والمبالغة فيها ليصلون الى هدفهم بانه صلى الله عليه وسلم تأثر بهم ، مع ان الحقيقة واضحة يعرفها مشركوا ذلك الزمان بانه صلى الله عليه وسلم لم يأت بدين من عند يهود ولا نصارى ولا فرس ولا رومان ولا جاهلية ولا عروبة ، أنما من عند الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
ولو كان افتراءات المستشرقين هذه ممكنة ولها سند واحد من العقل والواقع ، لما سكت المشركون عن مثلها ولكنهم يعلمون سيرته العطرة وبعده عن كل مصدر بشرى يمكن ان يكون معلما لرسول الله فالذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عجز عنه كل الخلق من يهود ونصارى وعرب وفرس وروم وغيرهم والقران الكريم يشير الى سخافات وقع بها العرب وهم يتدافعون الحق والدين والقرأن .
قال لله تعالى (ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون اليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين ) سورة النحل : 103
فكيف يمكن للاعجمى و الرومى والفارسى واليهودى والنصرانى أن يعلم العربى ويأتيه بقران عربى مبين عجز العرب انفسهم عن الاتيان بمثله.!!!!
يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة التاسعة)
وفضلا عما أظهره الغرب من أنكار النبوة على ذلك النبى الكريم كان ادب الغرب فى القرون الوسطى تستهويه فكرة محمد الرب والحق ان هذه الفكرة لم تنبذ نبذا تاما قبل منتصف القرن السابع عشر عندما كان الكتاب المسرحيون لا يزالون يمثلون المسلمين أحيانا فى صورة من يصلون ويتعبدون لربهم محمد . وترى أغنية رولان Chanson de Roland المسلمين وثنيين يعبدون مجموعة من الالهة مركبة تركيبا عجيبا من" ماهومت وأبولون وجيوبين وترافاجنت" وفى مواقع اخرى يضم الكارون ( القرأن) الى مجموعة الالهة . وهم يرون أن لهذه الالهة وبخاصة محمدا تماثيل مصنوعة من الذهب والفضة وهى تعبد فى مناسك مفصلة وتستنزل معونتها قبل القتال فأذا حلت بالمسلمين الهزيمة لعنوا الالهة واهانوها بل وقد يحطومنها . والهزيمة هى المصير العادى لكل عربى والقصة الوحيدة التى مثلها المسرحيون والتى تنطوى للعرب على النصر يوم يفتح سلطان بابل ( فى مستهل القرن الخامس عشر) مدينة روما وهذه المسرحية تصور العرب وهم يحرقون اللبان امام ألهتهم وينفخون فى أبواق من نحاس ويشربون دماء الحيوان وأذا وقعوا فى الاسر كان من السهل عليهم أن يرتدوا عن دينهم ويصبحوا ( مسيحيين مخلصيين) وهذه الصورة التى حاول الكتاب المسرحيون ان يبثوها فى عقول الغربيين لاقت رواجا كبيرا ولا شك ان الحروب الصليبية كان لها فضلا كبيرا فى تصحيح بعض من هذه الصور وأنشاء صورة اصح وأضبط عن النبى صلى الله عليه وسلم الا ان هذه الصورة المنقحة لم تلاقى قبولا الا عند فئة قليلة نسبيا ومن أبرز هذه الفئة زعماء رجال اللاهوت الذين كانوا يرغبون فى امداد أبناء عقيدتهم بالسلاح الذى ينازلون به العدو الذى كان تأثيره فى تفكير الفلسفة الكلامية فى القرون الوسطى قد اخذ ينتشر حينذلك أنتشارا مخيفا.
ففى سنة 1273 كتب" وليم الطرابلسى" رسالة عن حالة العرب ومحمد النبى وشريعتهم وعقيدتهم والصورة التى صور بها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن كانت أبعد ما تكون عن شخصيته التاريخية فان ما بها من العناصر الخرافية قد نزل بها وليم الى الحد الادنى والاقل عن مما فعل غيره من الكتاب وهذا بالطبع لا غنى عنه فى كتابتهم لانه السلاح الذى يدافع به الكاتب عن المسيحية فى القرون الوسطى فيقرر وليم أن العرب يعتقدون ان جبريل عليه السلام نقل الارادة الالهية الى النبى ثم صاغ المؤمنون ما كان ينطق به كتابا ويقول وليم أن للكاثوليك رأيا اخر فهم يرون انه بعد ان مات محمد أراد انصاره ان يعالجوا العقيدة والشريعة معالجة شاملة قائمة على تعاليمه فلما تبينوا ان محمدا الذى كلف بهذا العمل لم يرزق الكفاية اللازمة لاداء ذلك على الوجه الاكمل طلبوا من اليهود والمسيحيين الذين أسلموا أن يساعدوه وعند ذلك راى هؤلاء من الافضل ان ينتقوا فقرات مناسبة من العهد القديم والجديد وان يمزوجها بالكتاب وبذلك اصبح الكتاب (الكارون) على قدر عظيم من الرونق والجمال المنقول من الكتب المنزلة ما بين المسيحية واليهودية أما الجانب الاسلامى الاصيل فليس الا تشويها وتحريفا هذا راى الكاثوليك كما اقر وليم .يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة العاشرة)
اما "ريكولدوس دى سانتا كروس" وهو دومينيكى زار بغداد قرب نهاية القرن الثالث عشر قرر ان يدير مجادلاته مع العرب على مستوى أعلى من هذا قليلا وقرب منتصف القرن التالى ترجم ديميتريوس كتاب ريكولدوس الى اللغة اليونانية فلاقى شيئا من الاقبال .
وريكولدوس يخفى حماسته الشديدة وكرهه للاسلام وراء ألفاظ هادئة وهو يحاول ان ينكر أن القرأن الكريم هو كلام الله مستندا فى ذلك الى ما يزعمه فيه من اختلاف الى غير ذلك من انكار مقصود للفضائل الاسلامية ثم يقرر المؤلف فى نهاية هذا البحث "انه بناء على ما يقول بعض علماء العقيدة الاسلامية لم يكن الانسان منشئها الاول بل الشيطان الذى اراد بأذن من المولى أن يمهد السبيل للمسيح الدجال حتى أذا انس الشيطان من نفسه العجز عن ايقاف تقدم المسيحية ببلاد الشرق وعن حماية اتباعه ألهة الشرك وعندما ادرك أن من المحال أن ينكر شريعة موسى وانجيل المسيح قرر ان يخدع العالم بأختراع تنزيل يكون بمنزلة وسط بين العهدين القديم والجديد الى غير ذلك)]
( نحن كمسلمين نحى ريكولدوس على ذكاؤه الخارق والذى نسى او تناسى انه يتكلم عن انجيل مفقود والموجود هى مجموعة مؤلفات من البشر سواء من العهد القديم او العهد الجديد هذه للتذكرة فقط يا ريكولدوس وللعلم بالشىء). ]وقد حاول ريكولدوس دى سانتا كروس ان يتخذ من جمال أسلوب القران حجة على عدم صحته فقال ( واجب علينا أن ندرك ان القرأن الكريم ليس قانون الله لان أسلوب ( عباراته ) لا يماثل أسلوب القانون الالهى "(وكيف علم ريكولدوس بأسلوب القانون الالهى اذا كان الذى بين يديه ويؤمن به من تأليف البشر الذى يزعمون انه وحى من عند الله عجبا ! )] ثم يستطرد "ريكولدوس" ويقول أن للقرأن لغته موزونة وأيقاعية وقد ملئت مواعظه بالترغيب والاستمالة وشابهن أستدلالاته الاساطير ….
- ولم يصبح أعجاز القران الكريم مقبولا لدى الناس كافة الا قريبا من نهاية القرن التاسع فقد حدث بعد ذلك بقليل أن فقيها حذرا مثل الباقلانى فضل ان لا يتخذ من حلاوة نظمه الا حجة معززة لا حجة أولية فى وصف اعجازه ( انظر الى كتابه اعجاز القران )
- وقد حاول" أوغسطين" فى كتابه
( De Doctrina Christiana ) ان يبين الفضائل البلاغية للكتب المنزلة وفق نظريات البلاغى عند القدامى وكان يرمى من وراء ذلك ان يشجع الواعظ المسيحى على تحسين مواعظه وأقامتها على أصول البلاغة القديمة
- اما المفكر الاسبانى (ألفارو) فأنه وهو العدو اللدود للاسلام لا يملك الا ان يبدى اعجابه بأسلوب القران الكريم ويقول( أن نظم ألفاظه والصلوات التى اجتمعت فى كل أجزائه أشياء نقراها اليوم فى مجلداتها ولشد ما نعجب بها لسهولتها الرشيقة وفصاحتها الرائعة ومع ذلك فسرعان ما يعود "ألفارو" ويصب حقده على الاسلام قائلا :أن هذه المزايا ليست الا زيفا أثما ولن تكون للمسلمين دواء روحيا بل سببا فى العقاب الابدى ذلك لانه ( ما من لفظ أو عمل لا ينتد أصله فى عقيدة المسيح الا وهو عبث باطل ووبال بالغ على صاحبه يوم الحساب) .
- وكان الكندى المسيحى ( الذى كتب بعد 912 ) أقل تأثيرا بهذا الامر فانه يستهل حديثه بالاشارة الى ان : كل امة تعد لغتها أجمل اللغات على حين يرى العرب كل لسان عدا لسانهم متبربرا همجيا وبالمثل فان العربية التى يعتقدونها أجمل اللغات تعد فى نظر الشعوب الاخرى متبربرة ) ثم أنه يروح ويهاجم ما فى القران من جمال فنى .
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة الحادية عشر)
الا ان التحدى المسيحى الذى كان يطالب المسلمين بتقديم الشواهد الخارقة للطبيعة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قد اضطر الفقهاء الى استجابة سريعة. وقد استمر ضجيج المجادلين المسيحيين عنيفا لا تهدأ له ثائرة حتى بعد ان اسرف المسلمون فى الاستجابة لتلك المطالبة المسيحية فترى مثلا برثلوميو الرهاوى كيف يتساءل متهكما كعادته من الطعن الفاجر فقال ( وأذن فان محمدا هو نظير المسيح؟ وان لم يحى محمد الموتى قط ولا اعاد شخصا الى الحياة كما احيا المسيح لعازر بعد أربعة ايام من موته ولا أبرأ الاكمه ولا شفى كل داء وعاهة ولا أبرأ الابرص ولا الاصم ولا الابكم ولم يوقف قط قوة الريح ولا الامواج العارمة الهائجة ولم يحدث البتة انه مشى على الماء مشيه على الارض اليابسة ولم يدخل يوما الى أصحابه من أبواب مقفلة . ولم يك قط مخلدا .
ولم يرى العلماء المسلمون أثناء مكافحتهم فكرة المعجزات بدا من ان يعلنوا على الملاء تنديدهم بكل فهم خاطىء يذهب الى ان النبى كان يصنع العجائب بقوته الخاصة التى تفوق قوة البشر . وبينما ترى القران يؤكد وصف محمد بالضعف الانسانى فانه يخبرنا فى نفس الوقت عن عدد من المعجزات قام بها الانبياء السابقون .والقران وان كان يدعو تلك المعجزات ( ايات) او ( براهين) فانه ينص صراحة ان هؤلاء الانبياء لم يتصرفوا البتة من تلقاء أنفسهم بل منحوا قوة خارقة من الله سبحانه وتعالى فى مناسبات معينة ولغاية واحدة لا ثانى لها هى أقناع المتشككين بصدقهم وبناء على ذلك فان ألفاظ الكتاب نفسها كانت توحى بجمع القصص الاعجازية العديدة التى تجمعت حول محمد صلى الله عليه وسلم واتخاذها ايات على نبوته ( اى اعلام او دلائل النبوة) .
وهذا ما اظهره القران الكريم فالمعجزة امر خارق للعادة قصد به اظهار صدق من ادعى انه رسول الله تعالى تحديا لمن ينكرون ذلك وعلى شاكلة تجعل من المحال عليهم ان ياتوا بمثلها فهى شهادة الله بصدق انبيائه.
وقد أظهر ان القران الكريم هو المعجزة التى تثبت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وان الكتاب نفسه ليسجل أستحالة الاتيان بمثله اعنى ( اعجازه) وانه لا يمكن الا ان يكون من عند الله سبحانه وتعالى.
وقد قال الله سبحانه وتعالى ( قل لئن أجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) سورة الاسراء الاية 88.
وقد حرص محمد صلوات ربى عليه وسلامه فى مدة رسالته على ان يؤكد للناس انه بشر ذو طبيعة انسانية وانه بفضل من الله قد اختير رسولا لله تعالى وفيما عدا هذه الخصوصية ليس ثمة شىء يفرق بينه وبين اخوانه من البشر .وانما علمه بالغيب لمحدود بما يريد الله سبحانه وتعالى ان يعلمه اياه .
بسم الله الرحمن الرحيم: ( او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان فى ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) سورة العنكبوت الاية : 51 . يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة الثانية عشر)
و كذلك فان الرسول الكريم وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم كانت له من المعجزات التى انعم الله سبحانه وتعالى عليه بها وهى لا تعد ولا تحصى .
معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم
ذكر شيء من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
المعجزات :هي كل أمر خارق للعاده مقرون بالتحدي وهو صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء معجزات وقد قيل أنها تبلغ الفا وقيل ثلاث آلاف .والله اعلم . نذكر منها
1- القرآن الكريم :وهو أعظم المعجزات الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه فإن القرآن معجزه إلى يوم القيامه .
2-انشقاق القمر ليله البدر حتى افترق فرقتين كما قال تعالى :إقتربت الساعه وانشق القمر )
3- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهد مغاربها ومشارقها قال تعالى :وان ملك أمته سيبلغ مازوى له منها .
4- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
5-نبع الماء من بين أصابعه .رواه البخاري )
6- تسبيح الحصى بكفه .رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
7-تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود .
8- تسليم الجحر والشجر عليه بالنطق .رواه أبو نعيم في دلائل النبوه .
9-تكليم الذراع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره أنه مسموم .رواه البخاري .
10-أن البعير شكا إليه الجهد ـ أي المشقه ـ أن صاحبه يجيعه ويتعبه .رواه أبو داود .
11-شهاد الذئب له بالنبوه .رواه الطبراني وابو نعيم .
12-انه جاء مره إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخله صغيره وأخرى بعيده عنها .ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني
.
13-أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأبها .رواه أبو داود والنسائي .
14-أن عين قتاده بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودةأحـد(أقوى) من العين الصحيحه .رواه الحاكم وغيره من عدة طرق .
15-أن عين أبي طالب ـرضي الله عنه ـ برأت من الرمد حين تفل فيها .متفق عليه .
16- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع أبن ابي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت .رواه البخاري
.
17- ان أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول ان عندي قعودا أعلفه كل يوم أقتلك عليه فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه غير كثير ،فقال :قتلني محمد فقالوا :ليس بك بأس قال :انه قال كأنا أقتلك فلو بصق علي ليقتلني فمات .
18-أنه أخبر أميه بن خلف أنه يقتله فقتل كافر ا يوم بدر .رواه البخاري .
19-أنه عد لآصحابه في بدر مصارع الكفار فقال :هذا مصرع فلان غدا ويضع يده على الأرض ،وهذا ،وهذا ،فكان كما وعد .وما تجاوز احد منهم موضوع يده .رواه ابو داود.
20-انه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسره ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر . رواه البخاري .
21-أنه قال في الحسن بن علي ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكان كما قال .فانه لما توفى ابوه بايعه اربعون ألفا على الموت فتنازل عن الخلافه لمعاويه حقنا لدماء المسلمين .رواه البخاري .
22-أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ انه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال .رواه البخاري .
23 -انه أخبر بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليله التي قتل فيها في المدينه ،فجاء الخبر بما اخبر به .ذكره ابن اسحاق وغيره .
24-انه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
25-أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قد رفعت في خمار اسود على بغله شهباء فكان كذلك .رواه أبو نعيم .
26-أنه دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن الله تعالى يعز به الأسلام أبابي جهل أبن الهشام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلما فعز بإسلامه كل من أضحى مسلما .
27-أنه دعا لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا ،رواه البيهقي .
28-أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحراً زخاراً واسع العلم .
29- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك .
30-انه دعا لآنس بن مالك بكثره المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائه سنه وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرا ،وكان له نخل يحمل في كل سنه حملين .
31-انه قال في رجل أدّعى (منافق)الإسلام وغزا معه وأكثر قتال الكفار مع المسلمين أنه من أهـل النارفصدق الله تعالى مقتله ،فأنه أصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمداً (وقاتل نفسه في النار أعوذ بالله ) متفق عليه .
32- كان بينه وبين عتيبه بن ابي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد . رواه ابو نعيم وغيره .
33-انه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا .وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال :اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت .متفق عليه
34- أنه أمر عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ ان يزود اربع مائه راكب اتو إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد .رواه أحمد وغيره .
35-انه اطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـوهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وأنصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام اكثر مما كان من الطام .متفق عليه .
36- انه أطعم اهل الخندق ايضا من تمر يسير اتت به إليه جاريه .رواه ابو نعيم .
37-انه أطعم جماعه من أقراص شعير قليله بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس .
38-أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـورد مابقى فيه لصاحبه ابي هريره .ودعا له بالبركه فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه .
39-أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيراً من طعام قدم إليه في قصعه ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر .كما رواه أبو نعيم .
40- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضه من تراب وقال :شاهت الوجوه فامتلأت اعينهم ترابا كلهم وهزموا عن أخرهم .رواه مسلم وغيره .
41-أنه لما أجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءواإلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربه رجل واحد خرج عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم .
42- معجزة الأسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
ـــــــــــــــــــ
نقلته لكم من كتاب : بهجه الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين
تأليف عبد الله جار الله
الطبعه الأولى 1404
الصفحه :253 _257
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم والله يتقبل منا صالح الأعمال .
وعلى الرغم من كل هذه الحقائق فهم يريدون ان يشككوا وينكروا معجزات نبيينا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين . يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة الثالثة عشر)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له. وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله.
نتابع ما فعلوه اعداء الأسلام من تزوير وتشويه للحقائق ..........
( كذب المستشرقون وأفتراءتهم الملفقة على سيد الخلق
سيدنا محمد صلوات ربى عليه وسلامه )
هذا وقد سلك المستشرقون كل الوسائل الممكنة فى نشر أفكارهم التى عنيت بتشويه صورة الأسلام فى الغرب وزعزعة الثقة بالأسلام فى نفوس عوام وأنصاف المثقفين فى الأمة الأسلامية، لذا سلك المستشرقون مسلك أنشاء ونشر الصحف والمجلات .
وعن عدد المجلات الأستشراقية جاء فى جريدة المسلمون الدولية : أكدت الأعضاء الذين أشتركوا فى ندوة الأعلام الأسلامى التى عقدت فى جامعة الكويت، بضرورة التصدى لصحف التبشير التى تعتمد على تشويه الحقائق عن الأسلام ، ونبهوا الى ان المستشرقين يملكون الأن 300 مجلة أستشراقية متخصصة وموجهة ضد الأسلام ، ولابد وان تقوم الصحف والمجلات الأسلامية بتوضيح المفهوم الأسلامى والرد على افتراءات وادعاءات الصحف التبشيرية .
ومن أخطر المجلات الأستشراقية:
1- مجلة العالم الأسلامى The Muslim warld))
وقد عنت هذه المجلة بالتزوير فى التراث الأسلامى ، وهى من أخطر المجلات الأستشراقية الأمريكية ، وسلكت المجلة مسلك التبشير تصدر باللغة الأنجليزية من (هارتقورد) وانشأها المبشر (زويمر) عام 1911 م.
2-مجلة جمعية الدراسات الأستشراقية:
تصدر من ( جامبر Gambier) بولاية (اوهايو) أنشأها المستشرقون الأمريكان وتوزع فى اوربا .
3 – مجلة الشرق الأوسط:
مجلة سياسية تصدر فى امريكا ، ولكنها اهتمت بتشويه صورة الأسلام والمسلمين فى كثير من المقالات .
4- مجلة العالم الأسلامى ( Le Monde Muslamam) :
تصدر فى فرنسا وهى مجلة تبشيرية وتوزع فى جميع أنحاء العالم.
5- مجلة الجمعية الملكية الأسيوية:
تصدر من بريطانيا 1834 م
6- مجلة عالم الأسلام:
تصدر عن الجمعية الشرقية اللمانية للدراسات الأسلامية أسسها المستشرق (هارتمان) ، وتطبع كل ثلاثة أشهر وتوزع فى ( برلين) ( ليبرج) ( ليدن) 1913م
7- صحيفة العلماء:
تصدر من باريس عن جمعية العلماء الفرنسيين كل ثلاثة 3 أشهر.
8- مجلة تاريخ الأديان :
تصدر من باريس 1880م
9- المجلة الأسيوية:
تصدر عن الجمعية الأسيوية الفرنسية.
10- مجلة شئون الشرق الأوسط:
تصدر من امريكا يكتب بها عدد من المستشرقين المعروفين بعدائهم للمسلمين بوجه عام وللعرب بوجه خاص، وهى تعنى بمجال السياسة.
11- مجلة الدراسات الأسلامية:
تصدر من باريس ، يشارك فى الأشراف عليها المعهد الفرنسى بدمشق، ومعهد الدراسات الأسلامية بباريس، وعهد بالأشراف الى ( لويس ماسينيون) وتصدر كل ثلاثة أشهر.
12- مجلة الأسلام :
تصدر عن معهد اللغات الشرقية بجامعة هامبورج 1920م
13- مجلة المشرق:
تصدر عن الأباء اليسوعيين بلبنان.
هذه هى بعض المجلات التى عنت بتشويه صورة الأسلام والمسلمين قديما، اما اليوم فقد شاعت الصحف والمجلات بشكل أكثر وأكبر ولبست لباسا جديدا، أما لباس السياسة او لباس المنهج العلمى او الأستشراقى .
وأنتشرت الأذاعات والقنوات التلفزيونية التى تنشر تلك الأفكار، وما زال المسلمون يغطون فى النوم ويتغنون بامجادهم ، ويلهثون وراء اولئك الحاقدون على الأسلام بحجة انهم أصحاب حضارة متقدمة، وكأننا عاجزون عن السير فى طريق العلم والتقدم ، وساقول لكم كلمة من اخت لكم فى الأسلام أعلموا يا امة الأسلام اننا امام حرب فكرية وتلويث فكرى رهيب ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .
ولقد أثمرت تلك المجلات وباقى الوسائل عن خلق جيل جديد فى العالم الأسلامى ،ممسوخ الفكر مشوش العقيدة ، وهذه هو ما يريدونه ، وفى العالم الغربى أناس لا تعلم عنا سوى ان العالم الأسلامى ما هو الا قوم همج يلبسون الجلابيب ويتيهون فى الصحراء، والله المستعان
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله ( الحلقة الرابعة عشر)
الجزء الثانى
وننتقل الان لنلقى الضوء على بعض المستشرقين المنصفين والذين قاموا هم بانفسهم بالرد على
من اساء لرسولنا الكريم رغم انهم ليسوا مسلمين ولم يتبعوا فى يوم من الايام العقيدة الاسلامية .
اول شيء نحن لسنا بحاجه لان يدافعوا عن رسول الله النصارى أو المستشرقون الغربيون لانهم دائما يتكلمون عن نبي الامه كما اعتبره المستشرقون اعظم رجل في البشريه ويحاولوا دائما أن يرفعوا من قدره البشري والتشكيك بانه نبي .فاحذروا يا امة الاسلام فرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ارسى كل قواعد الاسلام بوحي من الله وجاء القرءان الكريم من عند الله .وهذا الشىء الذي يريدون التشكيك فيه ويقولون ان محمد كان ذكي جدا وكتب الاسلام من كتبهم .فملة الكفر واحده ولا ننسى ما قاله الله عز وجل لنبييه محمد صلى الله عليه وسلم فى سورة ( الحجر) بسم الله الرحمن الرحيم ((فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين) .
الله أكبر الله أكبر فديناك بأبائنا وأمهاتنا وأرواحنا يا رسول الله فأنت سيد ولد آدم رغم انوف الحاسدين والحاقدين .
يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له. وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله.
( ردا على المتجاوزين الشتامين برأى من عقر دارهم )
الأمريكى " مايكل هارت" فى كتابه "المئة الأوائل" :
محمد (صلى الله عليه وسلم أعظم شخصيات التاريخ )
القاهرة: من الدكتور عبد الغنى عبد الله
المفكر الأمريكى "مايكل هارت" درس الرياضيات فى جامعة كورنيل 1952 وحصل على درجة الليسانس فى الحقوق من جامعة نيويورك عام 1985 وحصل على درجة الماجستير فى العلوم من جامعة أويلفى عام 1969 ونال درجة الدكتوراة فى الفلك من جامعة برينستون عام 1972 .
عمل فى مركز أبحاث الفضاء فى : " جرين بليت" فى "ميرلاند" ويعتبر "مايكل هارت" أحد اهم العلماء المعتمدين فى الفيزياء التطبيقية وقد أصدر كتاب" المئة الأوائل" بأمريكا عام 1978 وقدم فيه أهم مئة شخصية فى تاريخ العالم مرتبين حسب أهمية كل منهم وأثره فى التاريخ ، مع عرض منجزات كل منهم واعماله او نظرياته العلمية.
وقد كان لهذا الكتاب أثر ضخما فى امريكا وفى خارجها وفى الأوساط الثقافية عند صدوره ولا يزال بسبب أن الكتاب عندما رتب اعظم الرجال وجاء بسيدنا محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وسلم" على رأس تلك القائمة التى تضم أهم مئة شخصية بعد أن أخذ بالوقائع والأحداث والأثر والتأثير فى التاريخ، وفى البشر وفى الأحداث والسياسة والأقتصاد والتربية والحروب والقتال والسلام والتعاهد والتعاقد .
وأذا كان هارت قد وضعه على رأس القائمة فأن ذلك لن يزيد ولن ينقص من قدره أو فيه ..سيدنا محمد هو سيد ولد أدم امام الرسل خاتم الأنبياء والمرسلين .. محمد الحبيب المحبوب المصطفى عليه صلوات ربى وسلامه. أنما غاية القول ان نقول ان شهادة " مايكل هارت" ودراسته وهو المسيحى من قمة رأسه الى أخمص قدميه دليل على أنه لم يستطع أن يغمض عينيه عن الحقائق وان يتلافى أثره أو تأثيره فى تاريخ العرب على وجه الخصوص والبشرية عموما... ولا ننسى أن هناك بعض الشطط فى المظاهر والتى موجودة فى كتابه.
لانه يظل كاتب مسيحى لم يعرف الاسلام ولم يعرف محمدا صلى الله عليه وسلم كما يعرفه المسلمون.
وأذا كنت بتحدث عن هذا الكتاب فذلك حتى يرى الغرب أن هناك عالما مسيحيا ليس مسلما يصنف سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم " فى مرتبة أعلى من سيدنا المسيح عليه وعلى نبينا صلوات ربى وسلامه وان كان الكاتب قد أشار الى ان ذلك جاء لسببين :
اولا: أن محمدا "صلى الله عليه وسلم" لعب دورا هاما فى تطوير الأسلام وكان دوره أكبر من دور المسيح فى تطوير المسيحية مع أنه " المسيح" كان مسؤولا عن تلك المبادىء الأدبية والأخلاقية للديانة المسيحية فى النصوص التى تختلف عن المبادىء اليهودية، الأان القديس بولس كان هو الذى طور اللاهوت المسيحى ، وكان هو المبشر الرئيسى للعقيدة المسيحية والمؤلف لجزء كبير من العهد الجديد.
ثانيا: ان محمدا " صلى الله عليه وسلم" كان مسؤولا عن العقيدة الأسلامية ومبادئها الرئيسية، ولعب دورا هاما وقياديا فى التبشير بالدين الجديد. وتأسيس الفروض الدينية للأسلام ، وهو الذى أنزل عليه القران الكريم ... الذى هو مجموعة من الأيات ذات البصيرة النافذة التى أوحيت اليه مباشرة من قبل الله عز وجل ، ومعظم هذه الأقوال دونت خلال حياته ثم جمعت بشكل رسمى بعد وفاته.
• نفوذ محمد "صلى الله عليه وسلم " كان اكبر من تأثير المسيح" عليه السلام" والقديس بولس على المسيحين ( كنت لا أريد ان اضع السيد المسيح عليه السلام فى موازنة مع المسمى بالقديس بولس لان هناك فرق كبير بين نبى ورسول من عند الله ( المسيح عليه السلام) وبين من يدعى أنه رسول من عند الله ولكنى انقل فقط ما قاله الكاتب وايمانه هو به) .
ويتابع الكاتب "مايكل هارت" ويقول بالرغم من أن تأثير القران على المسلمين يشبه تأثير الكتاب المقدس المسيحى على المسيحيين " فأن نفوذ محمد ( صلى الله عليه وسلامه) من خلال القرأن أصبح ضخما جدا وهائلا-على حد قول هارت وفوق ذلك فأننى أضيف ان محمدا ( صلى الله عليه وسلم) كان فوق ذلك زعيما دنيويا .. وقراءتنا لاحداث القتال أثناء حياته وبعد وفاته تجعل منه أعظم قائد سياسى على مدى التاريخ " بخلاف دوره الدينى" .
وبالرغم من وجود زعامات سياسية فى التاريخ ، مثل " سيمون بوليفار" الذى قاد الأحداث فى امريكا الجنوبية .. الا أنها كانت ستحدث حتى ولو لم يكن موجودا " فطلب الحرية قادم لا محالة" وذلك لا يقارن بالفتوحات الأسلامية التى لم تكن ستظهر فى حالة عدم وجود محمد " صلى الله عليه وسلم".
يتبع
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة الخامسة عشر)
من أهم الكتب التي صدرت للرد علي إساءة بابا الفاتيكان للرسول كتاب بعنوان' عبقرية محمد- بلا تعصب أو مجاملة' تأليف كاتب قبطي أرثوذكسي قريب الصلة بالكنيسة هو الدكتور نبيل لوقا بباوي الحاصل علي
الدكتوراه ثلاث مرات, منها دكتوراه في الشريعة الإسلامية.
وليس غريبا أن يتصدي الدكتور بباوي لاتهامات بابا الفاتيكان للرسول فقد سبق أن أصدر عدة كتب, ناقش فيها افتراءات المستشرقين علي الإسلام وعلي النبي منها: الإرهاب صناعة غير إسلامية, وانتشار الإسلام بالسيف بين الحقيقة والافتراء, وزوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء, ومحمد والخناجر المسمومة الموجهة إليه, والإسلام والتعايش السلمي مع الديانات الأخري, والاعتراف بالآخر في الإسلام, وغزوات الرسول هل كانت للحصول علي الغنائم, وحياة محمد.. وهو يفسر هذا الاهتمام بشرح حقيقة الإسلام في مواجهة الحملات الشرسة عليه في الغرب بأنه يسعي إلي بناء ثقافة المحبة بين المسلمين والمسيحيين تأكيدا لمبدأ المواطنة,
وقد بدأها العقاد بكتابه الشهير' عبقرية السيد المسيح' وقرر أن يسير علي خطي العقاد, فتناول في كتابه الجديد جوانب العبقرية في شخصية الرسول التي جعلته نموذجا للكمال الإنساني في نشأته وشبابه وفي إنسانيته وأخلاقه وفي إقراره لمبدأ الشوري وفي أمانته في التبليغ عن ربه.
يقول الدكتور بباوي: إن مبدأ المواطنة منصوص عليه في مقدمة الدستور الأمريكي الصادر عام1787 وفي الدستور الفرنسي1957 وفي دساتير دول متقدمة عديدة, لكنه اكتشف أن هذا المبدأ في الأصل مبدأ قرره الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بالمساواة في المجتمع الإسلامي بين المسلمين وغير المسلمين مساواة تامة في الحقوق والواجبات.
وجاء النص علي ذلك في الحديث:' لهم مالنا وعليهم ما علينا' كما أنه اكتشف أن الإسلام أرسي مبدأ الحرية الدينية قبل الثورة الفرنسية وقبل ميثاق حقوق الإنسان وقبل نشأة الدول التي تنصب نفسها راعية للحرية الدينية بقرون, وذلك حين قرر الإسلام أن إرادة الله شاءت أن يختلف البشر في اللون والجنس والانتماء الوطني والقبلي, وكذلك الاختلاف في الدين وأن هذا الاختلاف دائم إلي يوم القيامة( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين') سورة هود-الآية118-
فليس هناك مؤمن بالله يرضي عن بحور الدماء التي سالت في المعارك بين طوائف المسلمين( السنة والشيعة والخوارج) وبين طوائف المسيحيين( الارثوذكس والكاثوليك والبروتستانت) ولا يمكن أن تكون هذه الحروب هي ما أراده الله حين أنزل الديانات وشاءت إرادته أن يخلق البشر شعوبا وقبائل ليكون الاختلاف بينهم مدعاة للتعارف والتعاون والتكامل.
*
نقلا عن صحيفة "الأهرام" المصرية
يتبع
فداك أبى وامى يا حبيبى يا رسول الله (الحلقة السادسة عشر)
دُرّاني: محمد رجل فوق التصور
أستطيع أن أقول بكل قوة إنه لا يوجد مسلم جديد واحد لا يحمل في نفسه العرفان بالجميل لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- لما غمره به من حب وعون وهداية وإلهام فهو القدوة الطيبة التي أرسلها الله رحمة لنا وحبًا بنا حتى نقتفي أثره".
".. وأخيرا أخذت أدرس حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- فأيقنت أن من أعظم الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة لله بين أقوام كانوا من قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل الأفعال المشينة، فغير طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت راية واحدة وقانون واحد ودين واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة وحكومة واحدة، وأصبحت تلك الأمة التي لم تنجب رجلاً عظيمًا واحدًا يستحق الذكر منذ عدة قرون، أصبحت تحت تأثيره وهديه تنجب ألوفًا من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى أرجاء المعمورة تدعو إلى مبادئ الإسلام وأخلاقه ونظام الحياة الإسلامية وتعلم الناس أمور الدين الجديد.
".. تحمل - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشر عامًا كاملة من المتاعب في مكة دون انقطاع، وثماني سنوات في المدينة دون توقف، فتحمل ذلك كله، فلم يتزحزح شعرة عن موقفه، وكان صامدًا، رابط الجأش، صلبًا في أهدافه وموقفه. عرض عليه قومه أن ينصبوه ملكًا عليهم وأن يضعوا عند قدميه كل ثروات البلاد إذا كف عن الدعوة إلى دينه ونشر رسالته. فرفض هذه الإغراءات كلها فاختار بدلاً من ذلك أن يعاني من أجل دعوته. لماذا؟ لماذا لم يكترث أبدًا للثروات والجاه والملك والمجد والراحة والدعة والرخاء؟ لا بد أن يفكر المرء في ذلك بعمق شديد إذا أراد أن يصل إلى جواب عليه.
"هل بوسع المرء أن يتصور مثالاً للتضحية بالنفس وحب الغير والرأفة بالآخرين أسمى من هذا المثال حيث نجد رجلاً يقضي على سعادته الشخصية لصالح الآخرين، بينما يقوم هؤلاء القوم أنفسهم الذين يعمل على تحسين أحوالهم ويبذل أقصى جهده في سبيل ذلك يقومون برميه بالحجارة والإساءة إليه ونفيه وعدم إتاحة الفرصة له للحياة الهادئة حتى في منفاه، وأنه رغم كل ذلك يرفض أن يكف عن السعي لخيرهم؟ هل يمكن لأحد أن يتحمل كل هذا العناء والألم من أجل دعوة السعي لخيرهم؟ هل يمكن لأحد أن يتحمل كل هذا العناء والألم من أجل دعوة مزيفة؟ هل يستطيع أي إنسان غير مخلص.. أن يبدي هذا الثبات والتصميم على مبدئه والتمسك به حتى آخر رمق دون أدنى وجل أو تعثر أمام الأخطار وصنوف التعذيب التي يمكن تصورها وقد قامت عليه البلاد بأكملها وحملت السلاح ضده؟.
"إن هذا الإيمان وهذا السعي الحثيث وهذا التصميم والعزم الذي قاد به محمد -صلى الله عليه وسلم- حركته حتى النصر النهائي، إنما هو برهان بليغ على صدقه المطلق في دعوته. إذ لو كانت في نفسه أدنى لمسة من شك أو اضطراب لما استطاع أبدًا أن يصمد أمام العاصفة التي استمرّ أوارها أكثر من عشرين عامًا كاملة. هل بعد هذا من برهان على صدق كامل في الهدف واستقامة في الخلق وسمو في النفس كل هذه العوامل تؤدي لا محالة إلى الاستنتاج الذي لا مفر منه وهو أن هذا الرجل هو رسول الله حقًا. هذا هو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إذ كان آية في صفاته النادرة ونموذجًا كاملاً للفضيلة والخير، ورمزًا للصدق والإخلاص.. إن حياته وأفكاره وصدقه واستقامته، وتقواه وجوده، وعقيدته ومنجزاته، كل أولئك براهين فريدة على نبوته. فأي إنسان يدرس دون تحيّز حياته ورسالته سوف يشهد أنه حقًا رسول من عند الله، وأن القرآن الذي جاء به للناس هو كتاب الله حقًا. وكل مفكر منصف جاد يبحث عن الحقيقة لابدّ أن يصل إلى هذا الحكم.**
ــــــــــــــ
فمن هو دورانى ؟
* الدكتور م. ج. دُرّاني Dr. M. H. Durrani سليل أسرة مسلمة منذ القدم، أصبح نصرانيًا في فترة مبكرة من حياته وتحت تأثير إحدى المدارس التنصيرية المسيحية، وقضى ردحًا من حياته في كنيسة إنكلترا، حيث عمل قسيسًا منذ عام 1939 وحتى عام 1963 حيث جاءه الإسلام "كما يأتي فصل الربيع"، فعاد إلى دين آبائه وأجداده.
المصدر:
- موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم
**من كتاب رجال ونساء أسلموا.
انتهى
نشهد ان لا اله الا الله ونشهد انك يا محمد عبد الله ورسوله
نشهدأنك قد بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ، ونصحت الأمة ، وجاهدت في أمر الله حتى قبض الله روحك حميدا محمودا ، فجزاك الله عن صغيرنا وكبيرنا خير الجزاء ، وصلى عليك أفضل الصلاة وأزكاها ، وأتم التحية
فداك ابى وامى يا حبيبى يا رسول