هل تصدقون؟إبراهيم الخليل عليه السلام يعبد ربا من ذريته ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
حيى الله الإخوة و أدعوكم لمتابعة هذا المقطع من مناظرة بيني و بين الأقباط النصارى :
قال نصراني بعد أن أفلس :
اقتباس:
نرجع لرب ابراهيم
ابراهيم القرآني ياخوة بيجول
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَاوَتَقَبَّلْ دُعَاء
طبعا تركيب الجملة في الكستبان
شكلها ملعوب فيها من عثمان وبني أمية ياخوة
لو حطينا الواو فاصل بين جملة وجملة التركيب يتوضح شويتين
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ
وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنا
وَتَقَبَّلْ دُعَاء
رب الأولانية واضحة ياخوة
وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَافيها اشكال والكل مطنش عليها
ازاي براهيم القرآني يجول ان من ذريته ربه
ما ينفع تكون نداء لأن براهيم جال نداءه من الاول (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ)
مين رب ابراهيم القرآني اللي من ذريته ؟؟؟؟
منتظرون منتظرون
فأجبته بالآتي :
{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ }
"مقيم" مفعول ثانٍ، قوله "ومن ذريتي" : الواو عاطفة، والجار متعلق بنعت للمعطوف على الياء في "اجعلني" المحذوف أي: وبعضا كائنا من ذريتي و في التفسير الكبير سبب القول بالبعض استنادا لقوله تعالى :
لا ينال عهدي الظالمين.
جملة "ربنا" معترضة بين المتعاطفين، "دعاء" مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة.
يا جوكر أنت تكذب .
كيف يستقيم المعنى لو كتبنا الآية كما ادعيت أنت ظلما و زورا؟
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا
وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ
كيف يدعو ربه في أول الآية و يشرك في وسطها ثم يكمل دعاءه؟
هذا لا يقول به إلا مجنون.
زد على ذلك أن ما تريده أنت لا توافقك عليه قواعد اللغة العربية .و لا توافقك عليه قواعد القراءة .
راجع أحكام الوقف و الابتداء .و أتحداك أن تريني مصحفا من مصاحفنا فيه علامة وقف على كلمة ربنا .ثم يبدأ القارئ من و تقبل دعاء.
إن ما تريد أن تقنعنا به لا بد له من قاعدة نحوية تجعله مقبولا.
أنت تريد أن يكون إبراهيم عليه السلام مشركا يدعو ربا من ذريته .
أنت تعلم علم اليقين أنه مؤمن موحد و قد أريتك ذلك لكنك تصر على جعله عابدا للإنسان و معروف عبدة الإنسان في العالم .
هذا ما تريد.
لكنك أخطأت لأن المعنى لا يستقيم و لا يؤدي المعنى الذي تريد أنت إلا إذا كانت كلمة ربنا مضمومة الباء .
و التقدير :
ربنا من ذريتي .
و إلا فاذكر لنا سبب النصب .فإن ذكرته بان لك أنك على خطإ عظيم حين تنعق بنا لا تعرف.
لقد حاصرتك الأدلة حتى إنك تقول أي شيء لتواصل الموضوع .
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.
آمين يا رب العالمين.
يريدون أن يجعلوا سيدا من سادات المسلمين مشركا بأي وجه و لو باختراع الكذب.
راجع نفسك و تأكد مما تقول فإنك تقول كلاما لا يسنده دليل.
و أضفت :
يا جوكر إنك لن تستطيع شيئا .
أقصى ما تفعله فضح نفسك على رؤوس الأشهاد.
أتمنى أن تجيب على سؤالين :
1- ما دلالة الفاء في اللغة العربية كما ورد في الآيات السالفات الذكر من سورة الأنعام الآية 77 فما بعدها.
2- ما وجه نصب ربنا إذا كان المعنى ما تقصد ؟
و بمعنى آخر أنت قلت إن ربنا من ذرية إبراهيم و هو كلام لا يستقيم لأنه إذا كان مرادا لابد من ضم باء ربنا و يصبح المعنى :
مِن ذُرِّيَّتِي رَبُّنَا .
في انتظار الجواب.
يتبع بإذن الله ....
تتمة ما كتبت سلفا .و أرجو من المشرف ترتيب الموضوع أو إزالة ما يراه مناسبا.
بسم الله الحي الذي لايموت.
أما بعد :
هذا رد الجوكر يبين إفلاسه.
لم يدافع عن رأيه و لا بدليل واحد إلا بتخاريف و لغو الكلام.
لكن لا بأس أن ألقمه العلقم و أوافيه بالرد المحقق المؤدي إلى موت الجوكر المتحقق .
الحمد لله الذي وفقنا لأداء أفضل الطاعات ووفقنا على كيفية اكتساب أكمل السعادات وهدانا إلى قولنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من كل المعاصي والمنكرات بسم الله الرحمن الرحيم نشرع في أداء كل الخيرات والمأمورات الحمد لله الذي له ما في السموات رب العالمين بحسب كل الذوات والصفات الرحمن الرحيم على أصحاب الحاجات وأرباب الضرورات مالك يوم الدين في إيصال الأبرار إلى الدرجات وإدخال الفجار في الدركات إياك نعبد وإياك نستعين في القيام بأداء جملة التكليفات اهدنا الصراط المستقيم بحسب كل أنواع الهدايات صراط الذين أنعمت عليهم في كل الحالات والمقامات غير المغضوب عليهم ولا الضالين من أهل الجهالات والضلالات والصلاة على محمد المؤيد بأفضل المعجزات والآيات وعلى آله وصحبه بحسب تعاقب الآيات وسلم تسليما.
أما بعد فلقد ادعى النصــ،ـراني جوكر أمرا خطيرا ليس عليه دليل لا من النقل و لا من العقل.فقد ادعى ظلما وزورا أن إبراهيم عليه السلام قال إن ربه من ذريته .و سترى أنه قول متهافت لا يلتفت إلى مثله و لا يصمد أمام التمحيص . و لولا حاجة الأمر إلى بيانٍ لما رددت عليه .لكن لا بد من إخراس المتخرصين و تكميم أفواه المتقولين.
و هذه الأدلة الناصعة و البراهين الساطعة على كذب جوكر :
1 –
لم يشهد إبراهيم عليه السلام لنفسه على ما ادعاه الجوكر .و إن إبراهيم الخليل عليه السلام قد شهد له ربه و شهد لنفسه و شهد له غيره بالتوحيد .و سيأتي ذلك لاحقا إن شاء الله في رد ماتع و برهان قاطع بصارم لامع .
2 –
لم تشهد ذرية إبراهيم عليه السلام بذلك الرب المزعوم .فلا أحد قال إن الأمر صحيح و لا أحد قال إن إبــراهيم كاذب في دعواه .بـمعنى :
لا أحد من أبناء إبراهيم عليه السلام شارك أباه عبادة ذلك الرب المزعوم .و لا أحد من أبنائه شنع عليه شركه بالله سبحانه و تعالى لو أنه قال إن ربه من ذريته فضلا عن عبادته و تقديسه و تعظيمه .و هذه شهادة الأبناء و هم أنبياء شهدوا أن أباهم عبَدَ الله و لم يشرك به شيئا.
فهذا يعقوب عليه السلام يوصي بنيه على التوحيد و هو يحتضر :
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ .
سورة البقرة الآية:(133)
و هي الوصية نفسها التي وصى بها إبراهيم الخليل بنيه .
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
سورة البقرة الآية: (132)
هل رأيتم كيف ربى إبراهيم بنيه و نشَّأهم على التوحيد و ماتوا عليه و كذا شأن أحفاده ؟ هم جميعا على الإسلام يا من تكذب على الله و رسله .
ألا تستحيي من ربك الذي خلق فسواك ؟
عار عليك أن تفتري الكذب .
و العجيب الغريب أنك لم تكتب سطرا واحدا تشنع فيه على عبدة الأوثان الذين تحققت فيهم تلك العبادة بنص كتابك الذي تقدسه فلم تقل شيئا عن :
1- نبيُّ يهْوه هارونُ الوثني ُّ يبني للعجل مذبحا :
Ex / الخروج إ 32 ع 6
فبكروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للاكل والشرب ثم قاموا للعب.. ترجمة : الفانديك
2 – نبيُّ يهْوه آحازُ يعبد الأصنام:
2Kgs / الملوك الثاني إ 16 ع 3
بل سار في طريق ملوك إسرائيل حتى إنه عبر ابنه في النار حسب أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل.. ترجمة : الفانديك
3 - نبيُّ يهْوه يربعامُ وثنيٌّ:
1Kgs / الملوك الأول إ 14 ع 9
وقد ساء عملك أكثر من جميع الذين كانوا قبلك فسرت وعملت لنفسك آلهة أخرى ومسبوكات لتغيظني وقد طرحتني وراء ظهرك،. ترجمة : الفانديك
4 – سليمان" يديديا" نبيُّ و مسيحُ يهْوه و ثنيٌّ :
11: 4 و كان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة اخرى و لم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه
11: 5 فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين و ملكوم رجس العمونيين
11: 6 و عمل سليمان الشر في عيني الرب و لم يتبع الرب تماما كداود ابيه
11: 7 حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموابيين على الجبل الذي تجاه اورشليم و لمولك رجس بني عمون
11: 8 و هكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن لالهتهن
11: 9 فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين
11: 10 و اوصاه في هذا الامر ان لا يتبع الهة اخرى فلم يحفظ ما اوصى به الرب.
فلا أدري ما سبب غيرتكم على عقيدة التوحيد و كتابكم المقدس طافح بأنبياء يهوه الوثنين الذين عبدوا الأصنام و قربوا القرابين ؟ فإذا كان جرم الشرك و ذنبه غير متحقق في أنبياء الله .فهو متحقق لا مرية و لا شك في أنبياء يهوه.فلماذا لم يقم عليهم الحد ؟ و لماذا لم يعاقبهم؟ و أخص بالذكر اثنين : هارون صانع العجل و ناحته .و سليمان الذي هوي النساء الكثيرات حتى شغلنه عن العبادة بل و أشغلنه بعبادة أصنامهن .فيا له من رجل كم توزعته الآلهة و شتت قلبه .و لم أسمع بوثني أشد و ثنية منه لأن نساءه ألف امرأة فكان أن يعبد ألف إله بمقدار إله لكل واحدة .و كيف الأمر لو عبدن أكثر من إله (؟؟؟)
أرجع لأثبت شهادة واحد من ذرية إبراهيم عليه السلام ينفي مطلقا أن يعبد جده صنما طرفة عين :
قال يوسف عليه السلام :
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ .
سورة يوسف الآية:(38)
إنه يضرب ادعاء الجوكر في مقتل . إنها شهادة الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم.فهل نقبل شهادة يوسف الصديق ؟
أم نقبل فرية جوكر الكذاب؟
و هل يستحق مشرك أن يشهد له أحد بالتوحيد؟
3 –
الآيات كما وردت في سورة إبراهيم عليه السلام ترد زعم الجوكر المسكين دعنا نثبتها
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41):
في غمرة نشوة الجوكر بما ظن أنه سيهدم عقيدة المسلمين .لم يدرك المرثي لحاله أن القرآن سيهدم مقالته .ففي بداية الدعاء قال إبراهيم عليه السلام :
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ.
لقد طلب من الله أن يجنبه عبادة الأصنام .و أن يجنب بنيه أيضا عبادة الأصنام.فكيف يسوغ بعدها أن يطلب شيئا و يفعل ضده ؟
قال مجاهد فيما نقله عنه الطبري في تفسيره:
فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده ، قال : فلم يعبد أحد من ولده صنما بعد دعوته.
إن هؤلاء الذين دعا إبراهيم ربه أن يجنبهم عبادة الأصنام جعل من واحد منهم ربا (؟؟؟) هل هذا معقول؟ و سأكون مسرورا جدا لو تفضل جوكر و قال لنا من هذا الرب المحظوظ من بني إبراهيم عليه و على بنيه و أحفاده السلام.ما اسمه و ما علامة ربوبيته التي جعات إبراهيم يتخذه ربا .و أقصد :
لماذا اختاره بالذات ؟ولماذا لم يختر غيره؟
4 –
لا أدري لماذا لم يقل جوكر إن البيت المحرم رب لإبراهيم عليه السلام كما ورد في الآية :
عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا.
فقد جاورت كلمة ربنا .
5 –
إبراهيم عليه السلام هجر قومه و اعتبرهم أعداء له بسبب عبادتهم لغير الله .و سيكون مناقضا نفسه إذا اتخذ من ذريته ربا .قال تعالى في سورة الممتحنة :
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ.
و هو عمل لم يقم به واحد من أنبياء الكتاب المقدس عندكم و لا حتى يسوع نفسه.و سيكون عملا شنيعا يستشنعه قوم إبراهيم عليه .و يعيبونه به.لكن لما لم يقع ذلك تبين كذب الجوكر و افتراؤه على الله و رسوله.
6 –
دعا إبراهيم عليه السلام ربه قائلا:
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ.
فلمن سيصلي ؟
إن الصلاة لا تنبغي إلا لله.
و العجيب أن الجوكر و هو يفتري الكذب على الله ورسوله لم يبين لنا طبيعة علاقة إبراهيم بربه الآخر – بحسب ادعاء الجوكر- كيف يعبده؟ و ماذا يقرب له؟ و ما اسمه؟ ومن عبده مع إبراهيم ؟ فلا يعقل أن يعثر على إله جديد و لا يدعو أتباعه و أولهم بنيه لعبادته ؟؟؟
7 –
لم نسمع في تاريخ العقلاء رجلا يعبد واحدا من ذريته .و ها نحن اليوم نستمع إلى خرافة جديدة لا تبين إلا مدى الإفلاس الذي وصل إليه جوكر المسكين. لقد تعذب إبراهيم كثيرا لأنه ظل بلا رب ثان مدة طويلة فانتظر ولادة الابن أو حتى ابن الابن ليتخذه إلها . مضحك و الله.هل كان الذي سيعبد ابنه أو ابن ابنه يعلم أنه يتخذ ربا مولودا إلها له؟
8 –
المفـــــــــــــــــــــــــاجأة :
إن هذا الذي يعيبه علينا جوكر هو جزءٌ لا يتجزأ من عقيدته، شاء أم كره . فهذه أم يسوع انتظرت مدة ليست بالقصيرة لتلد يسوع .و يسوع وفق معتقد الأقباط الأرثودكس هو الرب .ثم بعد ولادتها ستكون قد ولدت ربها الذي ستقدم له القرابين و تسجد له .إنها بكل سهولة و يسر ستعبد ابنها لأنه ربُّها وفق معتقد الأقباط الأرثودكس دائما .
قال القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره للجملة 46 من الإصحاح الأول من إنجيل لوقا:
وقد جاءت القدّيسة مريم تحمل كلمة الله في أحشائها.
و قال أيضا :
أما قول العذراء "تبتهج روحي بالله مخلِّصي" فيحمل مفهومًا لاهوتيًا هامًا أن القدّيسة مريم مع سموِّها العظيم تحتاج إلى "الخلاص" كسائر البشر.ثم قال تادرس يعقوب :
لقد أدركت القدّيسة مريم عظمة العطيّة التي نالتها إذ تمتَّعت بواهِب العطايا نفسه، تحمله في أحشائها.
و قال بعد ذلك:
إن كانت العذراء قد تمتَّعت بأمومة للسيِّد المسيح إذ حملته متجسِّدا في أحشائها كما حملته بالإيمان في قلبها، فإنَّ النفس التي تتمتَّع بالشركة مع الله تنعم أيضًا بنوع من الأمومة.
هل ما قلته صحيح ؟ أم أنني أكذب عليك؟
إن النتيجة التي خلصت إليها أن الأقباط الأرثودكس ما يبحثون عن شيء لينتقدوه علينا إلا وقعت أمور :
1 – لا وجود لما ينتقدوه علينا إلا في عقولهم .بمعنى أنهم ينتقدون علينا أشياء مستحيلة الوقوع و غير ممكنة الحدوث.
2- ما يشنعونه علينا ثابت في معتقدهم و بنص كتابهم الذي يقدسونه.و مثاله ما شنعه علينا البابلي من وجود عقيدة التجسد في الإسلام .فألقمته العلقم و بينت له بما لا يدع مجال لشك و ريبة أنه متخرص .و أن عقيدة التجسد عيب و منقصة لأنها تؤدي إلى موت إلهه و هذا الذي شهد به نفسه.
3- تظهر الحقيقة الناصعة : أنهم لا يبحثون عن الحق و بالتالي يبقون أسر الكذب .و لا يستندون إلى الأدلة و البراهين و إنما دافعهم بلبلة بعض المسلمين و زعزعة إيمانهم و معتقدهم.و السخرية بالمسلمين و سبهم و شتمهم.
و قد كتبت قبلا ردا أعددته في مناظرتي له في فرية شرك إبراهيم و بحثت عنه طويلا ثم وجدته فلله الحمد و المنة وهذا نصه :
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا.
أحمده إلها فردا صمدا.
لاإله إلا هو الحي القيوم و لا أشرك به أحدا. و والسلام على النبي محمد أشرف المخلوقين فعليه الصلاة و السلام دائما أبدا.
وعلى رسل الله الكرام و الصحب و الآل ومن به اقتدى.
أما بعد:
فهذه خاتمة الرد الموسوم بالاغتباط
بتنزيه خليل الرحمن من إفك متخرصي الأقباط .
أولا:
ـــ شهادة الله على براءة عبده الخليل :
قال تعالى في سورة البقرة الآية(135):
قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
وقال تعالى في سورة آل عمران الآية (67):
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
و في الآية(95) من السورة نفسها :
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
و قال تعالى في سورة الأنعام الآية(161) :
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .و قال تعالى في سورة النحل الآية(123) :
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
ثانيا:
شهادة رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم لأب الأنبياء عليهم السلام :
قال صلى الله عليه و سلم : الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِىٌّ.
رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فالنبي صلى الله عليه و سلم ينفي عن إبراهيم عليه السلام الشرك يخبر أن دين جميع الأنبياء هو الإسلام : دين التوحيد الذي جاء ليقضي على الشرك و يحاربه.
ثالثا:
ــ شهادة إبراهيم عليه السلام لنفسه و شهادة أقواله و أفعاله له:
قال تعالى في سورة البقرة الآية124 :
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَفإبراهيم عليه السلام جعله الله إماما للناس و الإمامة لا ينالها الظالمون . ومن أشدِّ الناس ظلما المشركون: قال تعالى في سورة لقمان الآية 13:
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
ثم بالله عليكم هل الدعاء يتوجه إبراهيم عليه السلام به إلى القمر أو الشمس أو لأحد من الناس؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .ما أشد فرية الأقباط النصــ،ـارى عِظَما و جراءة.
قال إبراهيم الموحد المسلم صحبة ابنه المسلم إسماعيل عليهما السلام :
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
البقرة الآيات 127 و 128 و 129.
هل الذي يقول للشمس ربي من جهة الاعتقاد يقول للملك ـ النمروذ ـ في حال المناظرة :
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
البقرة الآية:258.
إبراهيم يعلم علم اليقين أن الله ربه و رب الكون . فهل الشمس تأتي بالشمس لو أنه قالها معتقدا ربوبيتها ؟
و لاحظ أنه استعمل كلمة الله و لم يستعمل كلمة الرب و هي كلمة عظيمة جامعة للأسماء و الصفات و اسم لا يؤنث و لا يجمع و لا يثنى للدلالة على الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد لا يسمى به إلا رب الأرباب و ملك الملوك الحي الذي لا يموت.
و لماذا لم يعترض عليه الملك و قومه و يقولون إنك وثني لا تستحق أن تناظرنا في موضوع كهذا؟
و لماذا لم يذكروه بشركه و يعيبوه عليه؟
و ها هو الخليل يتوجه بالخطاب إلى ربه قائلا :
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى.
البقرة الآية 260
إن طفلا صغيرا من المسلمين لا يعتقد أن الشمس تحيي و تميت و نَزِّل ذلك على القمر و غيره من الكواكب .
هل مشرك ٌيحرص على معتقده و يلقى الله به و يوصي أبناءه على الموت على التوحيد؟ قال تعالى :
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
البقرة الآية 132.
و نحمد الله تعالى أن كتابكم المقدس خِلْو ٌمن أمثال هذه المواقف الخالدة فلم نسمع عن نبي جمع أبناءه و سألهم عن عقيدتهم كما فعل الكريم إبراهيم بأبنائه الكرام .
وهل مشرك يحرص على دعاء مثل هذا ؟
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
يطلب من ربه أن بجنبه عبادة الأصنام و هل مثله يتوجه إلى الشمس و القمر و الكواكب ؟
رابعا :
ـــــ شهادة يوسف و دفاعه عليه السلام عن جده إبراهيم عليه السلام:قال يوسف عليه السلام مُنَزِّها نفسه و جده عن عبادة الأصنام:
ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ.
سورة يوسف الآيات 37 و 38 و 39 .
إنه ينزه إبراهيم و إسحاق و يعقوب عليهم السلام عن الشرك قال الطاهر بن عاشور رحمه الله في التحرير و التنوير :
خصّهم بذكر ما كانوا متميزين به على بقية الناس من ملازمة العبادة لله تعالى كما دلّ عليه فعل الكَون المفيد تمكُّن الوصف ، ودلت عليه الإشارة بتقديم المجرور إلى أنهم أفردوا الله بالعبادة فلم يعبدوا غيره قط كما تقتضيه رتبة النبوءة من العصمة عن عبادة غير الله من وقت التكليف.اهـ قول ابن عاشور
و قال جار الله محمود بن عمر الزمخشري في الكشاف :
والأنبياء يجب أن يكونوا معصومين قبل النبوة وبعدها من الكبائر والصغائر الشائنة ، فما بال الكفر والجهل بالصانع ... وكفى بالنبي نقيصة عند الكفار أن يسبق له كفر.اهـ قول الزمخشري
و قال أبي السعود محمد بن محمد العمادي في تفسيره الموسوم بإرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم :
إنما حاز [ يقصد يوسف عليه السلام ]هذه الكمالات وفاز بتلك الكرامات بسبب أنه اتبع ملة آبائه الكرام ولم يتبع ملة قوم كفروا بالمبدأ والمعاد وإنما قاله عليه السلام ترغيبا لصاحبيه في الإيمان والتوحيد وتنفيرا لهما عما كانا عليه من الشرك والضلال وقدم ذكر تركه لملتهم على ذكر اتباعه لملة آبائه لأن التخلية متقدمة على التحلية
ما كان أي ما صح وما استقام فضلا عن الوقوع
لنا معاشر الأنبياء لقوة نفوسنا ووفور علومنا
أن نشرك بالله من شيء أي شيء كان من ملك أو جنى أو إنسى فضلا عن الجماد البحث
ذلك أي التوحيد المدلول عليه بقوله ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء
من فضل الله علينا أي ناشىء من تأييده لنا بالنبوة وترشيحه إيانا لقيادة الأمة. انتهـى قول أبي السعود رحمه الله و أجزل له المثوبة.
خامسا:
ـــ شهادة إبناء يعقوب :
قال تعالى في سورة البقرة الآية (133) :
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.
هم على الإسلام يعبدون رب إبراهيم و لا يعنون الكوكب و لا الشمس و القمر .و إلا لزمك أن تبين أن أبناء يعقوب عبدوا الكوكب و الشمس و القمر و لن تفعل ذلك أبدا لأنه غير واقع .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله:
" وتأويل الكلام: أكنتم -يا معشر اليهود والنصارى، المكذبين بمحمد صلى الله عليه وسلم، الجاحدين نبوته-، حضورَ يعقوبَ وشهودَه إذ حضره الموت، أي إنكم لم تحضروا ذلك، فلا تدَّعُوا على أنبيائي ورسلي الأباطيل، وتَنحلوهم اليهوديةَ والنصرانية، فإني ابتعثت خليلي إبراهيم -وولده إسحاق وإسماعيل وذريتهم- بالحنيفية المسلمة، وبذلك وصَّوْا بنيهم، وبه عهدوا إلى أولادهم من بعدهم. فلو حضرتموهم فسمعتم منهم، علمتم أنهم على غير ما نحلتموهم من الأديان والملل من بعدهم.
سادسا:
ـــ شهادة مشركي قوم إبراهيم عليه السلام و ألد أعدائه له ببراءته من الشرك:
قال تعالى في سورة الأنبياء الآية 65 :
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ .
فهم يعترفون أن أصنامهم لا تنفع و لا تضر و لا تنطق و لا تتكلم.
قال سيد قطب في ظلاله :
وحقاً لقد كانت الأولى رجعة إلى النفوس ، وكانت الثانية نكسة على الرؤوس؛ كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب . . كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر . أما الثانية فكانت انقلاباً على الرأس فلا عقل ولا تفكير . وإلا فإن قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم . وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون؟!
سابعا:
ــــــ شهادة أب إبراهيم الذي يقول مبرئا ابنه من تهمة الشرك :
أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
سورة مريم عليها السلام الآية :
46
ما دين أب إبراهيم ؟
عبادة الكواكب و الأصنام؟
لقد ثبت بالدليل أن أهل العراق كانوا عبدة كواكب . قال البروفيسور كريستوفر جي لوكاس في كتابه :
حضارة الرقم الطينية و سياسة التربية و التعليم في العراق القديم
بترجمة يوسف عبد المسيح ثروت الصفحة 8
:
إن مجتمع الآلهة كان يحتضن حشدا متنوعا من الآلهة يدعى بالسومرية (دنغر) الذي يجسد الجواهر أو القوانين الشمولية التي كان يعتقد أنها تتحكم في الظواهر الطبيعية. أما أنليل رب الكون فقد احتفظ بجبروته متفردا بالسلطة مدى ألف سنة حين كانت الشخصيات الربانية الأخرى تتمثل في نانا إله القمر و إنكي إله البحار و ننهرساغ الأم العظيمة الأزلية أو آلهة الأرض.
و إبراهيم عليه السلام راغب عن آلهة أبيه و قومه إذن فهو على التوحيد بالضبط كما قال هو بنفسه : و ما أنا من المشركين.
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله:
( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ ) موسى وهارون، ووفَقناه للحقّ، وأنقذناه من بين قومه وأهل بيته من عبادة الأوثان، كما فعلنا ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعلى إبراهيم، فأنقذناه من قومه وعشيرته من عبادة الأوثان، وهديناه إلى سبيل الرشاد توفيقا منا له.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.اهـ قول الطبري
ثم انظر إلى هذا الحوار و هذه المناظرة ما أروعه و أروعها :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)
نستفيد من الآيات ما يلي و هي من سورة الشعراء:
إبراهيم عليه السلام سأل قومه عن معبودهم فقالوا نعبد الأصنام فسألهم بعدها هل تسمعكم هذه الأصنام و هل تنفعكم أو تضركم هل من المعقول أن يناظر بهذا الشكل وثني مشرك ؟ بل إنه علم أن له ربا
يسمع و يستجيب
ينفع و يضر
يخلق ما يشاء
يهدي من يشاء
يرزق و يشفي من الأمراض
يحيي و يميت
يغفر الذنوب
ينجي عباده من الكفرة .
يؤمن إبراهيم عليه السلام بالمعاد و يوم القيامة و أن الله يجزي كُلاًّ حسب عمله و في ذلك اليوم لا ينفع إلا التوحيد الخالص :
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)
قال المفسرون :
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله :
والذي عني به من سلامة القلب في هذا الموضع: هو سلامة القلب من الشكّ في توحيد الله، والبعث بعد الممات.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.اهـ قول الطبري
فهل يقول عاقل إن الشمس و القمر و الكواكب يتوجه إليها عاقل بالدعاء و تغفر
و تحيي و تميت و تنفع و تضر سبحانك هذا بهتان عظيم .
و الله إني لأحب أن أدعو النصـ،ـارى الأقباط إلى التحدي و أقول هاتوا لي و ساما أرفع من هذا من خلال كتابكم المقدس في شأن نبي من الأنبياء :
قال تعالى في شأن خليله أب الأنبياء :
سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ( 111)
الصافات الآيات 109 و 110 و111.
وهذا إبراهيم عليه السلام القدوة و الأسوة في الولاء و البراء
يتبرأ من أقرب الناس إليه لشركه قال تعالى في سورة الممتحنة الآية 4:
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
وفي التوبة 114:
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ.
ثامنا:
الطير الموحد أم تابعي الأنبياء الوثنيين؟
من على الهدى ؟
شهادة الهدهد لإبراهيم عليه السلام ؟
قال تعالى :
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) سورة النمل من الآية 20 حتى الآية 26.
الهدهد يا نصـــ.ــارى يعلن هذه الحقائق:
1 ــ ملكة اليمن و قومها وثنيون يسجدون للشمس .
2 ــ الشيطان زين لهم عبادة الشمس وصدهم عن سبيل الله.
3 ــ قوم سبإ على ضلال مبين .
4 ــ تعجب من تركهم عبادة الله و السجود للخالق بدل السجود لمخلوق .
فإذا كان الهدهد هكذا فما القول عن الخليل ؟
قال تعالى عن الأقباط النصـ.ـارى الذين ناصبوا الأنبياء العداء :
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ.
سورة الأنعام الآية 112.
تاسعا:
شهادة بعض من عاش في الجاهلية لإبراهيم عليه السلام :
جاء في المنمق في أخبار قريش لمحمد بن حبيب البغدادي و تاريخ الإسلام للذهبي و سيرة ابن إسحاق و غيرها من كتب التراجم و السير:
" وقد كان نفر من قريش: زيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى، وعثمان بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، وعبد الله بن جحش بن رئاب، وكانت أمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم حليف بني أمية، حضروا قريشاً عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض، قالوا: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، فقال قائلهم: تعلمون والله ما قومكم على شيء لقد أخطأوا دين إبراهيم عليه السلام وخالفوه، ما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع، فابتغوا لأنفسكم، فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل الكتاب من اليهود والنصارى والملل كلها، الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام."
الله أكبر
زيد بن عمرو يبحث عن دين إبراهيم عليه السلام و الأحلى و الأغلى أنه رفض دين الالنصارى ففي البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله :
كان زيد بن عمرو بن نفيل قد عزم على الخروج من مكة فضرب في الارض يطلب الحنيفية دين إبراهيم وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج وأراده آدنت الخطاب بن نفيل فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الاول دين إبراهيم ويسأل عنه ولم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم فقال له الراهب إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، لقد درس من علمه وذهب من كان يعرفه، ولكنه قد أظل خروج نبي وهذا زمانه.
وقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منها فخرج سريعا حين قال له الراهب ما
قال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه.اهـ من البداية و النهاية
و الناسف لفرية النصـ،ـارى المتخرصين قول زيد بن عمرو رحمه الله :
شامَمْتُ اليهودية والنصرانية فكرهتهما فكنت بالشام وما والاها حتى أتيت راهبا في صومعة فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الاوثان واليهودية والنصرانية..
فقال له[ الراهب]: أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم (أحد يدين) به وهو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا لم يكن يهوديا ولا نصرانيا كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك في بلدك من يأتي بدين إبراهيم الحنيفية وهو أكرم الخلق على الله.
فانظر إلى الراهب النصـ،ـراني كيف مدح إبراهيم عليه السلام و لم ينسبه إلى الشرك أو اليهودية و النصـ،ـرانية .
و نتحف المتخرصين الكذابين الدجاجلة بهذه الجواهر و النفائس من كتاب الله :
لعلم المتخرصين الذين يثيرون الشبهات حول الربـوبية في القرآن الكريم
:
أول سورة نزلت على رسول الله : اقرأ باسم ربك الذي خلق
و أول سورة في الترتيب بعد فتح المسلم للقرآن :
الحمد لله رب العالمين.
و آخر سورة في القرآن من حيث النزول فيها :
فسبح بحمد ربك و استغفره إنه كان توابا .
و آخر سورة في الترتيب سورة الناس قال تعالى :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) .
كلمة رب ذكرت في القرآن أكثر من 780 مرة و إذا دققت أقول 785 مرة باستثناء التي لها علاقة بالمعنى النسبي .
أما كلمة الله مفردة و مع الحروف ( الجر و الاستفهام أو القسم) فزادت على 1826مرة .
من خلال ورقات هذا البحث المتواضع يتضح أن لا همَّ لهؤلاء إلا البحث عن العدم .يبحثون ثم يخيل لهم أنهم وجدوا قاصمة ظهر المسلمين .و أستاذ الجوكر قال لي إنه كتب لي أطنانا ينتظرني أن أرد عليها.و هل كل ما يقال يسمع له أو يرد عليه .و لولا خشية محذورين لم أكتب لكم :
1 – ادعاؤكم غلبتنا و أن عدم الجواب دليل على صحة ما تكتبون.
2- اغترار بعض الأغفال بما تكتبون و عده من الحقائق الباهرة التي تعجز المسلم و تخرسه .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه عبد الله
الصارم الصقيل
المغرب الأقصى.
