الوَشَمُ... رؤيةٌ شرعية وطِبية وخُلقية
الوَشَمُ... رؤيةٌ شرعية وطِبية وخُلقية
الحمد لله رب العالمين,وأصلي وأسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين .
نقدم إليك – أخي المسلم و أختي المسلمة – في اطار محاربة الظواهر الاجتماعية المخالفة للشريعة الاسلامية , هذا الحديث الجامع لنأخذ به علماً وعملاً.
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب – وكانت تقرأ القرآن – فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله؟ فقال عبدا لله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته. فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله – عز وجل:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ( الحشر (7)) . فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن. قال: اذهبي فانظري قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئاً).
ما هو الوشم ؟
الوشم : هو أن يغرز العضو حتى يسيل الدم، ثم يحشى موضع الغرز بكحل أو نيل أو مداد أخضر أو غير ذلك؛ فيخضر الموضع الموشوم أو يزرق )النهاية (5/189. (
أين يكون الوشم ؟
يكون الوشم في الوجه واليدين، وأكثر ما يكون في الشفة، ويتفنن الناس في استعمالهم الوشم، فبعضهم ينقش على يده قلباً أو اسم المحبوب، وبعض النساء تصبغ الشفاه صبغاً دائماً بالخضرة، وقد يرسم بعضهم على جسمه صورة حيوان كأسد أو عصفور ونحو ذلك.
قال ابن حجر: (وذكر الوجه للغالب وأكثر ما يكون في (الشفة) وذكر الوجه ليس قيدا وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد وهذا يدل على أن حكم الوشم لا يختص بجزء معين إنما هو عام يشمل إي مكان وجد فيه الوشم ).
لماذا الوشم وما الفائدة منه؟
البعض يرى أن الوشم هو للحصول على جسم أجمل أو صورة أبهى للذراع أو الجسد، أو للفت الانتباه إلى مكان وجود الوشم وإبراز القوة والصلابة، حيث يظن الواهمون انه يعبر عن قوة الشخصية وخصوصاً إذا حمل معاني ودلالات مرعبة كصور الجماجم والأفاعي وغيرها، وبعضهم يعتبرها تخليداً لذكرى معينةتحمل في أنفسهم أثرا ًكحب جارف أو ثأر دفين أو عرفان بجميل لشخص معين، وذلك بتحميلبعض الرسوم كتابات معينة أو الاكتفاء بالكتابة أو بوشم شكل يحمل صورة تعبر عن هذهالحالة، والحقيقة ان الوشم هو نوع من الاختلال النفسي وتقليد لنجوم الأغنية الصاخبة ممن تظهرهم شاشاتنا بصورة أبطال ونجوم، فيأتي منا التقليد لتلك الأمثلة دون التفكير في معاني ما يحملون على أجسادهم، كم انها تعبر عندالبعض عن تغيرات تطرأعلى شخصية الموشوم تجعله يأتي على هذا النوع للتعبير عن سخطه وتميزه في المجتمع وكل تلك الترهات أفكار واهية.
ما رأي الأطباء في الوشم ؟
يرى بعض الأخصائيين في أمراض الجلد بأن الوشم من الناحيةالطبية ينطوي على مخاطر منها: إمكانية الإصابة بسرطان الجلدوالصدفية والحساسية التي تحصل في الجلد في بعض الحالات والالتهاب الحاد بسبب التسمموخاصة عند استخدام صباغ صنع لأغراض أخرى كطلاء السيارات أو حبر الكتابة، وسوءالتعقيم الذي يؤدي إلى انتقال العدوى بأمراض الالتهاب الكبدي وفيروس الإيدزوالزهري، وقد تصل إلى التأثير في الحالة النفسية للموشوم فتؤدي إلى تغيرات سلوكيةفي شخصيته.
أما طبيعة المواد المستخدمة فهي ملونات ذات أصل حيواني ومساحيق من الكحل والفحم وعصارة النباتات أو أكسيد المعادن كالحديد والكوبالت، وهنا تكون الطامة الكبرى لأن الموشوم لا يدرك بأن البقع والألوان المستخدمة في الوشم هي مواد خاملة لذلك فهي تصبح جزءًا دائماً من مكونات خلايا البشرة، وأن إزالة هذا الوشم توجب إزالة هذه الخلايا في حال قرر مستقبلاً ذلك، وهذه العملية تتم إما باستئصال الجلد في منطقة الوشم أو بصنفرة البشرة وخاصة السطحي منها، وهذه الطريقة يؤخذ عليهااحتمال ابيضاض المنطقة المعالجة بها، والإزالة باستخدام الليزر أو بعمل رسم فوق الوشم الأصلي غير المرغوب به إما بالجراحة أو بوشم احترافي، وأخيراً بطريقةكيميائية كاستخدام الغبار الكالدوني أو سائل الآزوت.
ما حكم الوشم ؟
والوشم محرم لدلالة النصوص على لعن فاعله، واللعن لا يكون على أمر غير محرم، كما يدل اللعن – أيضاً – على أنه من الكبائر. وقد ذكر في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه -: "لعن الله الواشمات والمستوشمات". وفي حديث ابن عمر – أيضاً – أن رسول الله عليه السلام قال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة". والأحاديث في ذلك كثيرة.
والمعنى الذي لأجله حرم الوشم هو تغيير خلق الله تعالى. بإضافة ما هو باق في الجسم عن طريق الوخز بالأبر، وكذلك إيلام الحي وتعذيب جسم الإنسان بلا حاجة ولا ضرورة. وقد نص حديث ابن مسعود السابق على العلة في قوله: "المغيرات خلق الله". وهي صفة لازمة لا تنفك عمن يضع الوشم على جزء من بدنه.
وكما لعن النبي عليه السلام المستوشمة – وهي التي تطلب الوشم – لعن الواشمة – وهي التي تَشِمُ غيرها – وقد ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:أُتى عمربامرأة تشم، فقام فقال: أنشدكم بالله من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم؟ فقال أبو هريرة: فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين أنا سمعت، قال: ما سمعت؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَشِمْنَ ولا تستوشمن(أخرجه البخاري (10/380)، والنسائي (8/148).
ولا تأثم البنت الصغيرة إذا فعل بها ذلك؛ لأنها غير مكلفة،ويأثم وليها إذا رضي بذلك أنظر:) فتح الباري (10/372)، شرح النووي (14/353 (.ومثلها الفتى الصغير.فحري بالآباء أن يراقبوا أبناءهم الصغار حتى لا يقعوا في هذه المخالفة التي تجر لهم الاثم والخسران
ماذا يفعل الواشم النادم على فعله ؟
ويلزم الواشم إزالة الوشم بالعلاج، وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خاف منه التلف، أو فوات عضو، أو منفعة عضو، أو حدوث شين فاحش في عضو ظاهر، لم تجب إزالته وتكفي التوبة في هذه الحالة، وإن لم يخف شيئاً من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصي بتأخيره، وسواء في ذلك كله الرجل والمرأة ) فتح الباري (10/372)، شرح النووي (14/353(
وعليه فهذة رسالة عاجلة لكل من وضعت وشماً بأن تزيله عاجلا بدون مضرة وعليها التوبة مما مضى ومثل المرأة الرجل , وهناك وسائل تقنية جديدة في عصرنا الحاضر يُزال بها الوشم عن طريق الليزر ومما يؤسف له حقا تمادى الكثير من الشباب و النساء والفتيات تقليدا لبعض الممثلات الشهيرات في عالم الفن حتى وصل الوشم إلى أماكن من مناطق العورة لدى نسائنا وشبابنا . فهذه دعوة صادقة لهذا الشاب الواشم و لأختنا الواشمة بالتوبة والنجاة من اللعن والطرد من رحمة الله ولتعلم الفتاة والفتى أن باب رحمته تعالى مفتوح وفضله يغدو ويروح, يحب التائبة العائدة إليه , ويبدل سيئاتها حسنات ويحب التائب العائد اليه ويبدل سيئاته حسنات , والله المستعان
التداوي بالمحرمات والمواد النجسة
التداوي بالمحرمات والمواد النجسة
● أولا: حكم التداوي بالمحرمات:
لبيان هذه المسألة لابد من التفريق بين أمرين:
الأول: حكم التداوي بالخمر:
الراجح أن التداوي بالخمر لا يجوز، وهو قول جمهور العلماء والأئمة، ومن الأدلة على ذلك: حديث طارق بن سويد الجعفي رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمرة فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ)) (رواه مسلم)، وهذا نص في تحريم التداوي بالخمر، ونص في كونها داء لا شفاء فيها.
مسألة:
بالنسبة للمواد المخدرة وما في حكمها:
فهي دون الخمر في التحريم، ومما جاء في حكمها: )المواد المخدرة محرمة لا يحل تناولها إلا لغرض المعالجة الطبية المتعينة، وبالمقادير التي يحددها الأطباء، وهي طاهرة العين(أ.هـ. من توصيات الندوة الفقهية الثامنة للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية (مايو 1995م).
الثاني: حكم التداوي بالمحرمات من غير الخمر:
مثال المحرمات من غير الخمر: الميتة، والدم، والخنزير.
الراجح أن الأصل فيها حرمة التداوي بها، باستثناء حالات الضرورة من الأمراض، بشروط ثلاثة:
أولًا: أن يكون المرض من الأمراض التي يجب فيها التداوي.
ثانيًا:التحقق من كون هذا المحظور دواءً على الحقيقة، أو غلبة الظن على هذا.
ثالثًا: عدم وجود بديل من الأدوية المباحة.
وسوف نتحدث ببعض التفصيل في المقال القادم ان شاء الله